
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَـكَ فـي الحَشاشـَةِ يـا أُمَيمُ مَقيلُ
رَبـــعٌ أَغَـــرُّ وَمَنـــزِلٌ مــأهولُ
عَونـانِ عَينـي وَالفُـؤادُ عَلـى دَمي
مَــن لـي بـه وَالقاتِـلُ المَقتـولُ
فَعَلــى أَسـيل خُـدودِ آرامِ النقـا
أَمســَت نُفــوسُ العاشــِقينَ تَسـيلُ
ميــلٌ كَــأَنَّ عُهودَهــا بقُــدودِها
مَعقـــودَةٌ فَتَميــلُ حَيــثُ تَميــلُ
مِــن كُــلِّ ماطِلَــةٍ لَـوَت دَيّانَهـا
كَيــفَ التَقاضــي وَالغَريـمُ مَطـولُ
لا تــأملن صــِلَةً وَإِن هـي واعـدت
هَيهـــات كُــلَّ عِــداتِها تأميــلُ
قَـد حرّمـت وَصـلي وَحَـلَّ لهـا دَمـي
فَغَــدا لَهـا التَحريـمُ وَالتَحليـلُ
نَفسـي الفِـدا لِقوامهـا وَرضـابها
هَــــذاك عَســــّالٌ وَذا مَعســـولُ
أَفَهَــل إِلــى ذاكَ الرضـاب مُعَـرِّجٌ
أَم هَــل لهاتيــكَ اللثـاتِ سـَبيلُ
أَمسـى الهَـوى جُمَلاً فَفـازَ ببعضـها
بَعــضٌ وَأَصــبَحَ عِنــديَ التَفصــيلُ
وَتَنَزَّلَـت سـُوَرُ الغَـرامِ عَلى الوَرى
مِــدَحاً فَكــانَ بمـدحتي التَنزيـلُ
هَيهـاتَ مـا لاقـى كَـثيرٌ في الهَوى
شــَغَفي وَلا قاســى هَــوايَ جَميــلُ
فلأقطَعَـــنَّ مــن الهَــوى أَعلاقــه
أَو يَشـــتَفي داءٌ لَـــديَّ دَخيـــلُ
أَمُعَلِّـلَ الأَحشـاءِ فـي نيـل المُنـى
هَيهــات لا يُجــدي الحَشـا تَعليـلُ
رَتِّــل بــذكر مُسـاعِدِ بـن خَليفَـةٍ
فَلَقَــد حلا فــي ذكــره التَرتيـلُ
أَســَدٌ مَخــالِبُه الأَســِنَّةُ وَالظـبى
وَلـــه ثنيّــة كُــلّ مَجــدٍ غيــلُ
وَمُبَجَّـــلٌ عَظُمَــت مَهابَــةُ عَزمِــهِ
فينــا فَحَــقَّ لِمِثلِــهِ التَبجيــلُ
فيــهِ يُــذابُ الكَـربُ وَهـوَ مُعَظَّـمٌ
وَبِــهِ يُجَلّــى الخَطـبُ وَهـوَ جَليـلُ
لَــو أَنَّ عَضـبَ الـدهر صـادَف حَـدَّهُ
لَغَــدا وَحــدّ حُســامِهِ المَفلــولُ
أَو أنَّ حــاتمَ وابـن يحيـى فُضـِّلا
فـي الجـود كـان لِجـودِهِ التَفضيلُ
المَجــدُ تَحــتَ بســاطِهِ مُتَواضــِعٌ
وَالعِـــزُّ فَــوقَ رواقِــهِ مَســدولُ
ســأقول لا كَــذِباً وَكُــلُّ مَقالَــةٍ
قـــالٌ إِذا فـــاتَت عُلاكَ وَقيـــلُ
أَنـتَ المُنـى إِمّـا سـَرَيت إِلى مُنى
وَإِذا ســأَلتُ نَــدىً فـأَنتَ السـُولُ
مَثَّلــتُ فـي جـدواك وَكّـافَ الحَيـا
وَبِمِثــلِ جــودِكَ يَحســُنُ التَمثيـلُ
إِن يَسـمَحِ الغَيثُ الملثُّ عَلى الوَرى
فَعَلــى نَـداكَ غَـدا لَـهُ التَطفيـلُ
أَو تسـحبِ الـذَيلَ العُفـاةُ فَطالَما
ســُحِبَت بِرَبعِــكَ لِلعُفــاة ذُيــولُ
الفِكــرُ عَــن إِدراكِ كُنهـكَ قاصـِرٌ
وَالعَقــلُ عَــن تِمثــالِهِ مَعقــولُ
سَأصـول فيـكَ عَلـى النَوائِب بَعدَما
كــانَت عَلــيّ النائبــاتُ تَصــولُ
هَــذا غَريـمُ الـدَهرِ طـالَ مطـالُهُ
فـــاِغرم فَإِنَّــكَ ضــامِنٌ وَكَفيــلُ
إِن يأفل البَدرُ المُنيرُ عَلى الوَرى
فَبُــدورُ فَضــلِكَ مــا لَهُـنَّ أُفـولُ
وَاِسـلم إِلـى العَلياءِ طوداً شامِخاً
تـــأوي الأَنــامُ لِظِلِّــهِ وَتقيــلُ
عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم.من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد.ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً.ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان.قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.