
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَجيراننـــا بِمحــاني الحِمــى
وَمِـــن أَيــن منّــيَ جيرانيَــه
سـَروا يَخبطـونَ الـدجا وَالحَشـا
عَلــى إِثــرِ آثــارهم ســارِيَه
أَمــامهمُ القَلــبُ جــار لهــم
وَعَينــــايَ خَلفهـــم جـــاريَه
نَــأوا فَنـأى الأُنـسُ عَـن حَيِّنـا
وَأَمســَت رُبــوعُ الهَـوى خـاليَه
أســائل ربــع الهَــوى عنهــم
فَلـــو ردّدَ الربـــعُ تســآليَه
زَهَــت بِســناهم مَغـاني الهَـوى
وَلمّـــا تَـــزَل بِهــم زاهيَــه
مَضــى عَصــرُ لَهــوي فَيالهفتـا
عَلــى طيــب أَعصـُرِنا الماضـيَه
وَيــا لَيــت أَيّامنــا بـالحِمى
تَعـــودُ لنـــا مَــرَّةً ثــانيَه
عَســى أَن يَعـودَ الكَـرى نـاظِري
وَتـــورق أَغصـــاني الــذاويَه
عَلــيٌّ إِليــك اِشــتِياقي وَمــا
لِغَيــــرك تطمـــحُ أَشـــواقيَه
نحــوتَ بِقَلــبي حمـى اللائذيـنَ
وَأَبقيــت جســمىَ فــي نــاحيَه
بِقُربِـــكَ كـــانَ ســُلوّي وَقَــد
فَقَــــدتُ بِبُعـــدِكَ ســـلوانيَه
وَلـولا التَـداوي بـذكر اللقـاءِ
قَضــــَيتُ بِبُعـــدكَ ســـلوانيَه
لِيَرعــــاكَ خـــالِصُ إِخلاصـــنا
وَعيــنُ اِلتفاتــكَ لــي راعيَـه
فَمـــا عَــنَّ ذِكــراكَ إِلّا وَقَــد
أَهــــاجَ كـــوامِنَ أشـــجانيَه
ذكرتُـــكَ فــي ســاعَةٍ ليتَهــا
إِلـى الحَشـرِ فـي زَهوِهـا باقيَه
وَقَفـــــتُ أَرودُ الهلال ومِــــن
وَرائي البُــــدورُ وَقــــدّاميَه
بُــــدورٌ تَبَـــدَّت بِأَنوارِهـــا
لِكُــــلِّ هلال دَجــــا خـــافيَه
هَوَينــا عَليهــم هَـويَّ الفـراش
بِكـــلّ حشــىً نحــوهم هــاويَه
فَفَــرّوا فــرار المهــا شـُرَّداً
عَلَيهــا أُســودُ الشـَرى عـاديَه
وكَـــرّوا علينـــا بألحــاظهم
فمــن راميــاتٍ ومــن راميَــه
ولاويــــن عنّــــي أَجيـــادهم
فمـــن عــاطِلاتٍ ومــن حــاليَه
فَهِمــتُ بِغَيـرِ المَهـا وَأَبـو ال
غنــيّ عَــن الغيــد أَغنــانيَه
ليصـــبو إِلـــيّ وَأَصــبو لــه
وَأَشــكو إِلَيــهِ وَيَشــكو ليَــه
بقينـــا حيـــارى وَأَلبابُنــا
مِــن الوَجــد نشــوانة صـاحيَه
تجلّـــى ســناه وجلّــى ســَناه
غَيـــاهبَ أَحزاننــا الــداجيَه
وَلمّــا بَــدا مــن خلال السـُجو
فِ أَعشــت نواظرنــا الغاشــيَه
أُصـــبتُ بســـاهيتي مقلـــتيه
لَهــا اللَـهُ مِـن مقلـةٍ سـاهيَه
نخالســـه نظَـــر المُســـتريب
وَعَيــنُ الرَقيــب لنــا رانيَـه
وَســـَرَّحتُ فـــي خَـــدِّهِ نظــرة
وَغــــادَرتُ وَجنَتَـــهُ داميَـــه
ضــنى جســدي مِــن ضـنى خصـره
وَمــن ســقم جفنيــهِ أَسـقاميَه
ســَقى اللَــهُ أَيّامنـا بـالحمى
وَطيـــب لُييلاتنـــا الماضــيه
وَروّت معاهـــــدنا بــــاللّوى
رَوائح أَدمعنــــا الغــــاديَه
بِهَطــلٍ إِذا مـا ذكرنـا الصـبا
عَصـرنا عليـه الحَشـا الصـاديَه
فَكَـم بِـتُّ وَالـبيضُ تَحـت الـدجا
نـــدامايَ وَالســـُمر ســُمّاريَه
خَلَونـا وَكـانَ العَفـافُ الرَقيـب
عَلَينــــا وَأَعينـــه واشـــيَه
وَللصــون مــن تَحتِنــا مفــرش
وَأَبـــراده فَوقَنـــا ضـــافيه
يُطـارِحُني العتـب تَحـتَ العنـاقِ
وَللعتـــب لـــي أذنٌ واعيَـــه
وَيســحَبُ ذيــلَ الهَــوى لاهيــاً
بطيـــب أَحاديثنـــا اللاهيَــه
ســـَكرتُ وَكـــان جنــى ظلمــه
مــــدامي ومبســـمه جـــاميَه
وَلَــم تَصـحُ مِـن سـَكَرات الهَـوى
وَمِــن نَشــوة الحُــبِّ أَحشـائيَه
وَياحَبَّـذا الوَصـلُ لَـو لَـم يَكُـن
زَمــان الوصــال لَنــا عـاريَه
بِنَفســــي أَغــــنَّ تعشــــَّقتُهُ
وَفيــهِ تَرَكــتُ هَــوى الغـانيَه
عطفــــت مَعـــاطفه فـــاِنبرى
وَصــــاحَ ترفَّـــق بأعطـــافيَه
فَقُلــتُ لَــهُ يــا رَعـاكَ الإِلَـه
وَيــا لا عــدتكَ يَــدُ العـافيَه
عَلَيـكَ بِمَـن قَـد كَسـاكَ الجمـال
وَوَلّاكَ ذي الرتــــب العـــاليَه
فمـن أَيـنَ هَـذا الجَمـالُ الَّـذي
جَميــعُ القلــوبِ بــه فــانيَه
فَقــــالَ دلالاً أَمـــا وَالَّـــذي
عَلـــى مهــج الخلــق وَلّانيَــه
وَصــــَيَّرَني فِتنَــــةً لِلـــورى
وَســــَدَّدَ للفتـــكِ أَلحـــاظيَه
وَلَقَّــبَ شَخصــي بــربِّ الجَمــال
وَفــي خــاتمِ الرســلِ سـَمّانيَه
لَقَـــد خلـــق الحســنَ خَلّاقــهُ
وَمــن خــالصِ الحُســنِ سـَوّانيَه
فَفــي حضــن الــورد ربّــانيه
وَفــي لبــن الغنــج غَــذّانيَه
فمــن ليـن قـدّي ليـنُ الغُصـون
ومـن مهجـتي الصـَخرَةُ القاسـيَه
أَقــولُ وَقَــد شــابَ رأسُ الظَلا
مِ وَالنجـــم أَجفــانه غــافيَه
وَقَـد أَتلـف الصـَدُّ منّـي الحَشـا
وَقَــد قَصــَفَ الوَجــدُ أَضــلاعيَه
أَمـا آن مـن أَن تعيـد الوِصـال
وَتطلـــق أَحشــاءَنا العــانيَه
فَـأذكى لَظـى الوجـدِ فـي مُهجَتي
وَغادرهــــا جمـــرةً ذاكيَـــه
وَقــالَ جنَــت مقلتـاكَ الـذنوب
فَقُلــتُ ذنــوب الحشــا مـاهيَه
فَقــالَ هَــوَتني وَأَبــدَت هَـواي
وَلَــم تُخـفِ أَسـرارها البـادِيَه
فَعَـــذَّبتُها بِــالنَوى إِذ جَنَــت
وَحَــقَّ العَــذابُ عَلـى الجـانيَه
فَقُلـــتُ نَـــبي فَقـــالَ أَجَــل
حَيـــاة الرَمـــائِم بُرهــانيَه
فَقُلــتُ أَســىً مِــتُّ قــالَ فَمُـت
وَيــا لَيتَهــا كـانَت القاضـيَه
فــبي منــك جَــمُّ عنــاءٍ فَمـا
أُعيـــذُكَ بِــاللَهِ مِمّــا بيَــه
حَـواني الضـُلوع وحمـر الـدُموع
ذي ناشـــــِرات وَذي طــــاويَه
لَقَـد فضـح الـدَمعُ سـِرّي المصون
وَهَتَّــــكَ أَســـتار أَســـراريَه
يُســاوِمُني الحُـبُّ خفـض الجنـاح
وَتـــأبى عرانيننـــا الآبيَــه
أَذلُّ لمــــن قــــادَني حبّـــه
وَيــــأنَفُ عـــزّي إِذ لا ليَـــه
أَمـــا وَعُلاي وَمَجـــدي الَّـــذي
عَلــى قِمَّــةِ المَجــدِ أَعلانيَــه
لأركــب فـي الحُـبِّ قـبَّ الجِيـاد
وَأَبلــــغ فيهِــــنَّ آمـــاليَه
وَإِن لَــم أردهـا حيـاضَ الـردى
فَلا يكـــن العِـــزُّ إِصـــداريَه
نُفـــوسٌ أَبَـــت وَأُنــوفٌ حمــت
فَإِمّـــا الــزلال أو الحــاميَه
لأرقــى الــدَواهي وَلــي عزمـةٌ
يجــذُّ شــباها عُــرا الـداهيَه
عَلى الناسِ في السِلم وَالروع ما
أَمَــــرَّ لِقــــائي وَأَحلانيـــه
تريـــع قُلـــوبَ الملا ســَطوَتي
وَيؤمنهــــا بِشـــر أَخلاقيَـــه
لتشــتاقني الأزمــن الماضــيه
وَتـــأملني الأعصـــر الآتيَـــه
وَتَرهَــبُ صــولةَ عَزمــي الأُسـود
وَتَخشـــى لِقـــائي أَعـــدائيَه
تَطيــر قُلــوبُ العِــدى خيفَــةً
لَـدى الـرَوع إِن شـمن أَسـيافيَه
فَســل جيـرةَ الحـيّ عـن عزمـتي
وَضـــَربي وَطَعنـــي وَإِقــداميَه
فَعَزمـي مـن الشـُهب أَذكـى سـنى
وَأَمضــى مــن الخـذم الماضـيَه
إِذا مـا طَمـى الـروع فـي مركبٍ
بـــهِ للنَــدى أَبحــرٌ طــاميَه
جَنَينـا ثِمـار العلا فـي الـوَغى
مــن الـبيض والسـُمر العـاليَه
وَلا غـــرو أَنّــيَ مــن مَعشــَرٍ
لَــدى المحــل طاعمــة كاسـيَه
عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم.من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد.ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً.ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان.قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.