
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دار الأَحِبَّــــة خَبّرينـــا
عَـن أَهلِـك الخبر اليَقينا
نظـرَ الظمـاء فَلَـم يَـروا
فـي بابـك الورد المعينا
نَضـــحت عليــك عُيــونهم
بـدمِ القُلـوب وَقَـد صدينا
وَســقينَ مِــن طـلّ الـدُمو
عِ وَوبلهــن وَمــا رَوينـا
يــا دار أَهلــوك اِسـتقل
لــوا بِـالقلوبِ مُطوّحينـا
يــا دار أَيــنَ تحمّلــوا
وَلَــووا الأَعنّـة ظاعنينـا
أَيــنَ اِســتقلّ الحاديــا
ن بِهـم لدن حديا الظعونا
أَيــنَ الأُلـى لـم يَـبرَحوا
غــادينَ عنــدكَ رَائِحينـا
أَيــنَ الألـى إِن قيـل خَـط
بٌ أَقبلـــوا يَتَزاحمونــا
تَرَكـــوكَ نَهبــاً للخطــو
ب وَعِنـدَها أَمسـوا رهونـا
يـا دارهـم هَـل تَعلَمينـا
أَيّ الـــدِيار ميممينـــا
دار فلا يَتَواصـــــــــَلو
نَ بِهـــا وَلا يَتَزاورونــا
يــا دار مــاذا حَـلَّ يَـو
م تحمّـــلَ المتحمّلونـــا
إِنَّ الَّــذي أَذكــى القُلـو
بَ هُـوَ الَّذي أَقذى العُيونا
قيـــلَ التصـــبّر مدلــج
إِذ قيـلَ سـاروا مـدلجينا
يــا دار زَمجــرةُ العفـر
نـي فيـك قَـد عادَت أَنينا
يـــا دار حالــك ظــاهِرٌ
لا تَطمَعـــي أَن تَكتمنيــا
هَـل غـادَر الـدمع المـذا
ل لـذي جـوى سـرّاً مصـونا
يـــا دار مــا أَحلاهُمــو
ممســين فيــكَ وَمُصـبِحينا
مــا بـالهم قَـد أَصـبَحوا
عَنّــا جَميعــاً نازِحينــا
مــا بـالهم مـن غيـر ذَن
بٍ بِالتَجـــافي عاقَبونــا
كَيـفَ اِسـتَباحوا حرمـة ال
عهــدِ الوَثيـق فَقاطَعونـا
عَهــدي بهــم إن شـاهَدوا
مِنّــا القَطيعَـة واصـَلونا
وَإِذا أَســاءَ لهــم مســي
ء يَغفـــرون وَيحســـنونا
حاشـــاهم لــم يهجــروا
طَوعــاً وَلَكِــن مكرهينــا
ســَئِموا مرابضــهم فــرا
حـوا فـي البَلاقعِ مصحرينا
وَنبـــت مَضــاجعهم فبــا
تـوا فـي الترابِ موسّدينا
هَــل مِــن ســَبيلٍ للألــى
بِلظـى نَـواهم قَـد صـلينا
هَـــل عنــدهم أَن الأَحــب
بـــة للأَحِبَّـــة شــَيقونا
أَمزوّديـــــن قُلوبنــــا
بــرح الأَســى زوّدتمونــا
أَهـل الحِمـى لَيـسَ الحِمـى
مِــن بعــدكم لِلمحتَمينـا
أَحبابنـــا مـــا هَـــذه
شـيمُ الرفـاق الصـادِقينا
بِـــاللَهِ يــا أَحبابنــا
عـودوا إِلَينـا أَو خُـذونا
أَنَســيتموا تلــك العهـو
د وَلَـم تَعـودوا ذاكرينـا
أَم عــــاجَلَتكم ســــاعة
شــــَغلتكم فَتركتمونـــا
لِلَّــــهِ أَيَّــــة ســـاعَةٍ
لَـم تمـض حرقتهـا سـنينا
هـــيَ ســـاعَة زلزالهــا
فـي القَلـب أَنسانا مسينا
هــيَ سـاعَة الـبين الَّـتي
لَــم تـدن إلّا كَـي نَبينـا
يــــا دار لا تَتــــوهّمي
فيــك الأَحبّــة عائِدونــا
هَيهـــات لَيـــسَ بِنــافِع
قــول المطــرق عاودونـا
ذَهَبــوا وَهَـل رجعـى لِقَـو
مٍ لِلمَقـــابر ذاهبونـــا
لا تنكــر العينــان ســف
راً فـي الضـُلوعِ مخيمينـا
عــانِ البَلابِـل وَالشـُجونا
وَتعجّــل الـدمع السـَخينا
واِســتَقبِل الوجـد المُقـي
مَ وَشـيّع الصـبر الظَعينـا
واِدفــن رَجــاءك حيـث أَض
حــى مــن ترجّـاه دَفينـا
خَـــلّ الــدُموع وَشــأنها
تـدمى المَحـاجِر وَالشؤونا
وَدعِ الحمــام عَلــى الأرا
كِ يهـزّ بـالنوحِ الغُصـونا
مــا كــلّ مطــويّ الضـُلو
ع عَلى الجوى عرف الحَنينا
هَيهــات أَن يَـدري الخلـي
يُ بمــا يكـنّ الواجِـدونا
أَدري الخلـيّ بِمَـن شـَجينا
وَبــأيّ خطــب قَـد دهينـا
أَم هَـل دَرى سـاقي الهُمـو
م بــأيّ كـاس قَـد سـُقينا
فَلَقَـــد شــَرِبنا بِــالَّتي
عــوذت مِنهـا الشـارِبينا
كَأســـاً شــَرِبناها عَلــى
حـرّ الجـوى كـدراً وَطينـا
مــا لِلزَمــان وَمـا لَنـا
يَقســو وَنَطمَـع أَن يَلينـا
أَبَـــداً تَجـــدُّ صـــروفه
فينــا وَنحســبها مجونـا
كَـم حـال مـا بَيـنَ الخَلي
ط وَقطّـع السـبب المَتينـا
مــا بــال مصــر تبـدلّت
حركــات نابضــها سـكونا
بـــاتَت وَبــاتَ ضــَمينها
تَحـتَ الثَرى تَبكي الضَمينا
أَو غالَهــا السـاطي فـدك
كَ لَهـا المعاقل وَالحُصونا
أَم هالَهــا النـاعي غَـدا
ةَ نعى لَها الركن الرَكينا
يــا هَـل دَرى نـاعيه مـن
ذا قَــد نَعـى لِلعالَمينـا
أَنَعـــى عليــا أَم نعــى
غــرر الفَضـائِل أَجمَعينـا
يــا مَـن نعيـت لنـا ودد
نـا قبـل يَومـك لَو نعينا
لَكِنَّمـــا المقــدار يَــج
ري كَيـفَ شـا لا كيـف شينا
أَبَـت الحَـوادِث أَن تجينـا
إِلّا بِنَعــــي الأَفضـــَلينا
هـــنّ الخُطــوب نَــوازِلا
تَعلـو المخـارم وَالرُعونا
تـدلي العقـاب سـماً كمـا
تخلـي مـنَ الأسـد العَرينا
مـــا لِلمَنايــا مولعــا
تٍ بـــالكِرام الأطيبينــا
تَتَنــاوَل الحــرّ الكَــري
م وَتـترك الوغـد الهَجينا
ذر يـا حمـام لَنـا الأقـل
ل وَخــذ إليـكَ الأكثرينـا
مـــا أَكثَــر المُتمــردي
نَ وَمــا أَقَــلّ الأَكرَمينـا
مِــن أَيّ نافِــذَة رمينــا
وَبـــأيّ فاجعَــة فجينــا
أَرخَصــت عاديَــةَ الــرَدى
كَنــزاً نضــنّ بـه ثَمينـا
وَهــدمت نازِلــة القَضــا
حِصــناً نَلـوذُ بِـهِ حَصـينا
وَحَجبـــت عَنّـــا نيّـــراً
لَــولا ســَناه مـا هـدينا
كــانَت بِــهِ الآفــاق بـي
ضـا فـاِنقلبن عليـهِ جونا
يـا مَـن رُفعـت عَلـى الأكف
فِ أعيـذُ مَجـدك أَن يَهونـا
يَــزداد خطبـكَ فـي الأَنـا
مِ فَظاعــة حينــاً فَحينـا
وَلـــربّ خَطـــبٍ إِن عَــدا
تــرك الأَعــزّ المسـتكينا
خطـــبٌ يعـــمّ الأَبعـــدي
نَ كَمــا يخــصّ الأَقرَبينـا
خَطــــبٌ تحـــزّم وقعـــهُ
دنيــا تواتينــا وَدينـا
وَعَــدا عَلــى الإِسـلام عـا
ديــهِ فَأَصـمى المُسـلِمينا
يــا كاتِبــاً حسـدت صـَحي
فَتـه الكِـرام الكاتِبونـا
ثَكَلَتــــكَ أُمّ المكرمـــا
ت وَحيـدها الـبرّ الأَمينـا
وَبَكتــك بــالعين الَّــتي
بَكَـت الهـداة الراشـدينا
لَهجــت بشــكرك يـا علـي
ي وَأَنصـــَفَتكَ المنصــوفا
بِـــالأَمسِ كــانَ منــاوئو
كَ لِبَعــضِ فضـلك جاحـدينا
وَاليَــوم كــلّ العــالَمي
نَ عَلــى ثَنـائِكَ مجمعونـا
وَكَــذاكَ مـن نفـع الـوَرى
أَثنــوا عليــهِ شـاكرينا
قــم واِســتَمِع آيـات فـض
لـك فـي الأَنامِ إِذا تَلينا
آيــات صــدقٍ قَــد تخــا
وص دونهــا المتخرّصــونا
أوتيــت مــن حكــم تهـا
فـت دونَهـا المُستَرشـِدونا
فَبمثــلِ مــا أُوتيـت فـل
يَتَنـــافَس المُتنافِســونا
وَليعملـــنّ لمثـــل مــا
عملــت يَـداكَ العامِلونـا
أَخلصــــت للأَوطــــان ود
داً لَـم يهبـه المُخلِصـونا
وَمَحضــتها النصـحَ الصـري
حَ فكنـتَ خيـر الناصـحينا
لا غــروَ أَن أدمــى عَلــى
فُقـدانك الـوطن الجفونـا
مــن ذبّ عنــه ربــع قـر
نٍ حــقّ أَن يُبكــى قُرونـا
أَعلـــيّ حجبـــك القَضــا
ء وَكنـت مقـوله المبينـا
مَـــن ذا تركـــتَ لأمّـــة
تخـذتكَ فـي الجلّـى مُعينا
مَــن ذا يـذبّ عَـن الحِمـى
وَيَــذودُ عَنـه الطامعينـا
أَو لســت أَوّل مَــن دَعــا
فَصــَغى إِلَيـهِ السـامِعونا
تَـدعو إِلـى الحكـم الَّـذي
يحصــي ذُنـوب الحاكِمينـا
تَـدعو إِلـى الشـورى الَّتي
تحيــي شـِعار المقسـطينا
لا لِلَّـــتي عبثـــت بــرو
نقهــا أَكــفّ القاسـطينا
كَــم مَوقِــف لـك وَالـزَئي
رُ بمثلــه يَغــدو طَنينـا
كَــم مــأقطٍ ضــنكٍ ثبــت
تَ بِـــهِ وزلّ الثابِتونــا
أَعجبــت أَقطــاب الســيا
سـة فـاِنثَنوا بك معجبينا
وَخطمـــت آنــاف العــدا
ة فَطــأطؤا لـك صـاغرينا
وَمَلكـــتَ أَرســانَ الأُمــو
رِ ورضـتَ مصـعبها الحرونا
فَـإِذا دعـوت أولـى النَدى
لبّــوا نِــداءَك مهطعينـا
وَإِذا أَرَدت ذَوي النهــــى
قيــدوا لِرأيـك مـذعنينا
أَسّســــتَ للإصـــلاح حـــز
بــاً ضـمّ خيـرَ المُصـلحنا
قَـد خـار حزبـك مـن تخـي
يـرَ واِصـطَفاكَ المصـطَفونا
كَــم رحــت تَهتـف طارِقـاً
بــابَ النَـدى للمطرقينـا
وَلَكـــم وقفـــتَ مؤيّــداً
حقّــاً غــزاه المبطلونـا
أَبطلـــتَ حجّتهـــم بــأو
ضــَح حجّـة تسـم الجَبينـا
وَلكـــم ســعيتَ مُجاهــداً
كَــي تنقــذنّ مُجاهــدينا
وَجمعــت فــي ظــلّ الهلا
ل جَماعـــة المتطوّعينــا
تَســعى لتنقــذ خيـرَ قَـو
مٍ فــي العَـراء مصـرّحينا
تَشـــفي غَليـــل معاشــرٍ
بِلَظـى القَواضـِب يصـطلينا
آليـــت أَن تشــأ الأنــا
مَ فكنــت أَصـدقها يَمينـا
نـــازَلتَ دَهــركَ أَعــزلا
وَذوو الكفــاح مــدجّجونا
وَحَملـــت عــبئاً طالَمــا
أَوهـى الكَواهِـل وَالمتونا
وَنَزَلــتَ ميــدان البيــا
ن فَكنــت فارسـهُ الأرونـا
فَقرعـــتَ كـــلّ مجالـــدٍ
وَأَبيـــت إِلّا أَن يـــدينا
وَغلبتـــــهُ مُتفنّنـــــاً
يَــومَ الغلاب بــه فُنونـا
وَقطعــتَ دابِــر مـن عثـا
علنـاً وَلَـم تقطـع وَتينـا
وَفَتحــتَ أَبــواب الرجــا
أَغلقــن دونَ المُرتجينــا
وَولجــتَ مِــن طـرق العلا
مـا لَـم يلجـه الوالِجونا
وَصـــبرتَ حَتّــى نلــت أق
صـى مـا يَنـال الصابِرونا
وَذوو الحِجـــى آحادهـــا
بَلغــت بِمسـعاكَ المئينـا
يَقِظــاً تــذبّ عَـن الحِمـى
وَذوو المَطــامِع راصـِدونا
مـا زلـت فـي سـبل الحَيا
ةِ تَسـير سـير الحازِمينـا
تَعلــو وَتَهبــط فـي مجـا
هلهــا شــَمالاً أَو يَمينـا
اللَــه مـا يَلقـى العَلـي
م حيـالَ جهـلِ الجاهلينـا
ظــنّ الجَهــول وَقَـد لحـق
ت حرمــت حـظّ السـابِقينا
مــا كــلّ شـوط الحـادِثي
نَ وَراء شــوط الأَقــدَمينا
فلربّمـــا جـــاءَ الأَخــي
رُ فبــذّ شــأو الأَوّلينــا
ولـــربّ فـــارد بـــردهِ
يَحــوي الخَلائِق أَجمَعينــا
حســب الفَــتى مِـن دهـرهِ
أَن عــادَ جـمّ الحاسـدينا
يَرقــى إِلَيــكَ الشــامِتو
نَ وَخلــف نعلـكَ واقِعونـا
حســـبوكَ مـــتّ وَرُبّمـــا
قَـد خـابَ ظـنّ الحاسـِبينا
مـا كـلّ مَـن غـبر الزَمـا
ن بِـهِ غَـدا في الغابرينا
مُحيـي الفَضـائِل لَيـسَ يـص
بـحُ فـي عـدادِ الميّتينـا
أَعلــيّ ذكــرك لَــم يغـب
عَنّـا وَلَـم نـكُ قَـد نسينا
تَفـــديك كـــلّ نَقيبـــةٍ
مرنـت عَلـى الحسنى مرونا
هَــذا المُؤَيّــد وَهـوَ خـل
فــك قــدوة لِلصــالِحينا
أَضــحى البَيـان وكـل مـن
عـرف البَيـان لـه مـدينا
وكفــاك أربــاب البيــا
نِ بنـوكَ إن عـدّ البنونـا
مـــرآة نفســـك بينَنــا
تـأبى المَكـارِم أَن تَبينا
تلقـــي أَشـــعّتها عَلــى
كُــلِّ النُفــوس فيَهتَـدينا
القَـــول مــرآةُ الحجــى
وَالعَقـل أَولـى أَن يزينـا
وَالطَبـــع إِمّــا خــف أك
سـب ربّـه العقـل الرَزينا
أَثمـــارُ غرســك أَينَعــت
بَيــنَ الـوَرى للمجتَنينـا
مَـن شـاء أَن يجني جنى ال
أخلاق وَالــرأي الرَصــينا
فَـــإِذا نعتّـــك للأَنـــا
نَعَـــتّ أَصــدقها يَقينــا
طلـــق المحيّــا باســِما
حيــث الغَطـارِف عابِسـونا
أَنضـــتهُ شـــدّة بأســـهِ
فَنمـا بهـا كرمـا وَلينـا
كالصـــلّ نضــنضَ كامنــاً
فـي بـردهِ الزاهـي كمونا
عـالي العَقيـرة لَيـسَ يـخ
فـضُ منـه لـوم اللائِمينـا
يُملـــي وَيَكتــب وَالأَعــا
ظِــم حــوله يَتشــاوَرونا
يُعطــي اليراعــة حقّهــا
وَيفــي حقـوقَ الزائرينـا
وَخـــط القَــتير قــذاله
كَهلاً وَمــا عــمّ القرونـا
خَمســـينَ جـــاز وَحجّـــة
كـانَت سـنين هـدى تُضـينا
مثــل الكَــواكِب تَزدَهــي
بَــل بـالكَواكِب يَزدَرينـا
هَــذا هُــوَ الرجـل الَّـذي
ســادَ الرجـال الأَمثلينـا
هَــــذى هــــيَ الأَخلاق لا
مــا يــدّعيه المــدّعونا
أَعلــيّ هــا نحــنُ الألـى
جنّـوا بمـا تـوحي جُنونـا
أَرنـــا مواقفــك الَّــتي
عـادَ الزَمـان بِهـا ضَنينا
يعــزز عليــك بـأن تَـرى
عـزّ اليَـراع يَعـود هونـا
أَنـــتَ الَّـــذي أَعليتــهُ
شـأناً فَفـاتَ بـك الشؤونا
وَجعلتـــهُ علمـــاً يُشــي
رُ إِلـى سـَناه المُهتَـدونا
قلــمٌ تَصــول مَـع القَضـا
ءِ بـهِ وَلا تَخشـى المنونـا
بِشـــباه خــذلان القــوي
يِ وَنصــرة المُستَضــعَفينا
وَبيـــانهُ كالســِحر بَــل
مِـن فَـوق سـحر الساحرينا
يَســعى وَيلقــف كالعَصــا
بِصــيالهِ مــا يأفكونــا
لَــولا شــباهُ مــا اِتّقـت
نــوب الزَمـان المتّقونـا
قَـد كـانَ سـلوة مـن سـلا
وَعلالــــة المتعلّلينـــا
وَاليَــوم أَطمــاع التسـل
لـي وَالتعَلـل قَـد طوينـا
يهنيـــك بـــتّ منعّمـــاً
وَســلمتَ مِمّـا قَـد لَقينـا
وَأمنـــتَ عاديــة الأَســى
وَمصــــاحبوك مروّعونـــا
أَتُراهُـــم قَـــد أَمّلــوا
لقيــاكَ أَم هُـم يائِسـونا
بِقُلــــوبهم وَعيــــونهم
عــاجوا لـدارك شاخصـينا
ســألوكَ أَن تَــدنو وَكَــي
فَ وَقَـد نَـويت نـوى شطونا
مـا كـانَ عَهـدي حيـنَ تـس
أَل لا تُجيــب الســائِلينا
رَفَعـوا الـرؤوس فَلَـم يَرو
كَ وَأَبّنــــوك مُنكّســـينا
خَمســينَ عامــاً لَـم تَعـض
أَيــام بَيــنَ الأَربعينــا
لَــو عوّضـونا عنـكَ بالـد
دُنــا وَمجـدك مـا رَضـينا
فَلأنـــتَ ملـــء قلوبنــا
مـا إِن بَقينـا أَو حيينـا
أَنـــتَ الَّــذي هــوّنت أَن
تَلقـى العَظـائِم أَن تلينا
علّمتنــا الصــبرَ الجَمـي
ل إِذا أُصــبنا أو رزينـا
وَأريتنــا كَيــفَ الثَبــا
تُ إِذا تَمـادى الخطب فينا
كَيـفَ السـَبيل إِلـى الهُدى
وَسـناك قَـد لبـس الدجونا
أنّــــى اِلتفـــتّ فَلا أَرى
إِلّا كَئيبـــاً أَو حَزينـــا
خَلــتِ الـديار فَلَيـسَ بَـع
دكَ مَــن يسـرّ الناظرينـا
فَــاِذهب فَــأَنتَ نَسـيج وح
دك لا نَظيـــر وَلا قَرينــا
قَــد رحـت يسـقيك الحَيـا
وَنَـروح نَستَسـقي الجُفونـا
نَشــكو فُراقــك عالمينـا
أنّـــا إِليــه راجِعونــا
عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم.من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد.ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً.ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان.قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.