
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قِـف فـالعُيونُ إِلـى سـَناكَ تُشـيرُ
وَاِهنـأ فملكـك فـي القُلوب كَبيرُ
قِـف واِسـتَمِع مِـن نـاظِمٍ أَو ناثِرٍ
يَعنــو لـه المَنظـومُ وَالمَنثـورُ
مِـدَحاً لَهـا فـي كُـلِّ سـمع نَشـوَةٌ
وبكـــلّ قَلـــبٍ طربــةٌ وَســُرورُ
جُملاً يفصــّلها البَيــان مصــوِّراً
وَبَيــان أَفصــح نــاطِق تَصــويرُ
إِنَّ الشــعور إِلــى ثَنـاكَ مُـوَجَّهٌ
لَــولاكَ مــا هَــزَّ الأَنـامَ شـُعورُ
صــُنتَ الحُقـوق فَقَـدَّرَتكَ رِجالُهـا
وَكَـذا الرِجـالُ وَهَكَـذا التَقـديرُ
أَطــراكَ حَتّـى شـانَئوكَ وَطأطـأوا
لَـكَ صـاغرينَ وَفـي القُلـوبِ سَعيرُ
نَظَروا إِلَيكَ فأذعَنوا إِذ لَم يَروا
رجُلاً يُقــالُ لَــهُ ســِواكَ خَطيــرُ
وَمنــاوئين تقصــَّدوكَ وأدركــوا
أَنَّ التَعـــرُّضَ للأُســـود غُـــرورُ
خبطــت ضـَمائرهم بليـل ظنونهـا
أَزمــانَ والظــنّ المُريـبُ كَـثيرُ
حَتّـى بَـدا صـُبحُ الحَقيقة واِنجلَت
تِلـكَ الغَيـاهِبُ واِنمحـى الديجورُ
لَجـأوا إِلَيـكَ وَأَنتَ دونَ المُلتَجى
حِصــنٌ مَنيــعُ الجــانَبينِ وَسـورُ
كَــم مَوقِـف صـَلّوا لـذكركَ عنـده
وَعَلا لــك التَهليــلُ وَالتَكــبيرُ
طَلَبــوا نظيــرك آمليـن جِهـادَه
لَـو كـانَ لِلبـدر المُنيـر نَظيـرُ
وَلفسـَّروا آيـاتِ فَضـلك في الوَرى
بـالنجم لَـو لَـم يَعـوز التَفسيرُ
لَو كانَ مأوى الفَضل أَجواز الفَلا
لَســَعَت إِلَيــكَ أَكامُهـا وَالغـورُ
أَو كـانَ فـي نهـر المَجَـرَّة مَعبَرٌ
لِلمَجــدِ كـانَ بِهـا إِلَيـكَ عُبـورُ
شـهدت لـك الـدُنيا وَلَمّـا يَستَطِع
إِنكــارَ فَضــلِكَ جاحِــدٌ وَكَفــورُ
فــي كُـلِّ جيـل مـن صـَنيعك منّـة
وَبكــــلّ دار حامـــد وَشـــَكورُ
كَــم رحـت تـوقظ كـلّ غـرٍّ جاهِـلٍ
حَتّـى اِسـتَفاق الجاهِـل المَغـرورُ
وَظَلَلـت تَقتَصـِد الحَياة إِلى الَّتي
أَودى بِهــا الإِســراف وَالتَبـذيرُ
لَـك يـا عَلـيّ عَلـى البِلادِ فَرائض
قَــد حـانَ وَقـت أَدائهـا وَنـذورُ
قَـد كانَ منك لَها عَلى طول المَدى
هــاد يُضــيء ســَبيلها وَيُنيــرُ
يفــديك يـا مَـن هَمّـه إِرشـادُها
مــن همّــه التَضـليلُ وَالتَغريـرُ
علمتهــا وَالجَهـل فـي أَعماقهـا
كالنــارِ يَكمــن تــارَة وَيَثـورُ
وَأَريتهــا وَالأَمــر غيــر ميسـّر
أَنّ العَســير عَلـى المَجـدِّ يَسـيرُ
لا الـدهرُ يَمنَـع عـاملاً أَن يَرتَقي
لعلــىً ولا عنــت الخطـوب يضـيرُ
مَـن لَـم يكـن بالجـدّ يدرك قصدهُ
لا الــرأي ينفعــه وَلا التَـدبيرُ
لَـولا اِختِلافات المَدارك ما اِعتَلى
منّــا عَظيــم واِســتكان حَقيــرُ
كَـم قصـّرَ السـاعون فـي أَغراضهم
وَالسـعي فـي غيـر الهُـدى تَقصيرُ
مـا كـلّ ذي طمريـن يصـدق عزمـهُ
فلــربّ دعـوى فـي العَـزائِم زورُ
مـا كـلّ مـن أَبصـرته بين الوَرى
نطــس بــأدواء العبــاد بَصـيرُ
مـا كـلّ مَـن أَعلـى عقيرتـه عَلى
تَــذليل آيــات الصــِعاب قَـديرُ
لَــو أَنّ كلّاً بــالِغٌ مــا يَشـتَهي
مـا كـانَ فـي هَـذا الوجود فَقيرُ
يـا مَـن أَرانا العلم كَيفَ رواجه
بَيــنَ الملا وَالجَهـل كَيـفَ يَبـورُ
يَحيـا صـَنيعك فـي الأَنام وَبعضهم
يَحيــا وَذكــر صــنيعهم مَقبـورُ
مــا لِلبِلاد ســِوى يراعـك مرشـدٌ
وَســوى جهــادك منقــذ وَمجيــرُ
مَـن ذا يَكـون لَهـا وَيحسن قودها
إِن جلجلــت نــوب وَســاءَ مَصـيرُ
بُعثـت بعصـرك لِلمَكـارِم وَالعلـى
حِقــب تقــادم عهــدها وَعُصــورُ
وَشـأى اليَـراع بك الظبى وَتفرّعت
مِــن بحــرِ فكـرك للأنـام بحـورُ
جـوّ السِّياسـة أَنـتَ ملـء فراغـه
فيبـــابه بـــكَ آهــلٌ مَعمــورُ
مـا زالَ منـك لحلّهـا إِن أَشـكلت
حــذق بكشــف الغامِضــاتِ خَـبيرُ
قَـد صـدرتك فزنـت عاطِـل جيـدها
شــَرفاً وحــقّ لمثلــك التَصـديرُ
أَدركــت بالأمــدِ القَصـير محلّـة
مِـن دونهـا الأمـد الطَويـل قَصيرُ
عشــرونَ شـدّت إِلـى العلا وَثلاثـة
أَضــحت لهـا تـومي العلا وَتُشـيرُ
واصـلتَ سـعيكَ ربـع قـرنٍ هادِيـاً
وَالسـَعي فـي طـرق الهـدي مَشكورُ
وَوهبــت للأَوطــانِ نفسـك هـادِراً
تَحمــي الحُقـوق وَللفَنيـق هَـديرُ
مَـن كـانَ مثلـك فادِيـاً أَوطـانه
فَبِمِثلِــهِ الـوَطن العَزيـز فَخـورُ
مَسـعاك لِلعَـدل المحبّب في الوَرى
محيــي وَللظلــم الـذَميم مـبيرُ
كَـم قمـت تَهتـف طالِبـاً بِحقوقها
فَـــرداً وَردّد صــوتك الجمهــورُ
وَوقفـت فـي وجـهِ الزَمان مُعارِضاً
مِـن أَن يغيـر عَلـى الحقوق مغيرُ
مُتَبســـِّماً وَالحادِثــات عَــوابِس
فــي وَجهـه وَفـم الخُطـوب فغـورُ
كــالأَرقمِ النضـناضِ ليـسَ يَروعـهُ
نـــاب وَلا يلــوى بــه أظفــورُ
بِعَظيــم مَســعاك الَّـذي أَفرغتـه
ملئت قُلـــوب بالهــدى وَصــدورُ
وَبقصــرِ همّتــك الَّــذي شــيّدتهُ
شــيدت بــروج للعلــى وَقصــورُ
أَرضٌ نبــت بجوهــا بــك أَصـبحَت
وَلهـا مَرابِـع فـي النُجـوم وَدورُ
أُوتيـت مِـن حكـمٍ يحـارُ بِكُنههـا
وَصــف ويقصــر دونهـا التَعـبيرُ
وَصـــَرائم مَوصـــولةٌ بصـــرائمٍ
يَرنـو إِلَيهـا الـدهر وَهـوَ حَسيرُ
وَثبــات جــأشٍ لا يزعــزع ركنـهُ
صـــرف وَلَيــسَ يَروعــه مَقــدورُ
وَحميّـــة لا تَنطَفـــي جَمراتهــا
فَشــرارها فـي الخـافِقَين يَطيـرُ
آراؤُكَ اِختَمَـرَت وَسارَ بذكرِها الس
ســـاري وَرأي الأَكثَريــنَ فَطيــرُ
وَبـذورُ فِكـرك قَـد نَمَـت وَتفرّقـت
مِنهـــا بِآفـــاق البلاد بُــذورُ
أَنعافهــا وَالــورد عـذب صـارِدٌ
وَالــرَوض فينـان الفُـروع نَضـيرُ
مــاذا يَقـول الكـاتِبون بِفاضـلٍ
لــولاه مـا فضـل الصـَليل صـَريرُ
كـانوا النجوم وَكنت بَدراً بينهم
وَاليَــوم كــلّ الكـاتبين بـدورُ
قـالوا اِسـتَقال مـن المُؤيد ربّه
وَسـَرى إِلـى جسـم البَيـان فُتـورُ
وَتقــوّل المتخرّصـون وَذو القلـى
لـك عـاذِل وَأَخـو الـوداد عَـذيرُ
أنّـي وَفـي الحـالين أَنّـك قطبـه
وَعليـــك أَفلاكُ البَيــان تَــدورُ
مِمّـا يزيـل الهـمّ قولـك لـم تن
هممــي وَلا قَلَمـي الرَهيـف كَسـيرُ
عــد لِليَــراع محبّــراً وَمحـرّراً
يَزهــو بـك التَحـبير وَالتَحريـرُ
لا تغمــدن شــبا يراعــك إِنَّــه
عضــبٌ يفـلّ شـبا الخطـوب طَريـرُ
حكّــم يراعـك فهـو أَعـدَل حـاكِمٍ
إِن راح يظلـــم حــاكِم وَيَجــورُ
فَـإِذا أَبيـت وَكـانَ عـذرك واضِحاً
وَهُنــاك أَنبــاء قضــت وَأُمــورُ
فَـاِبعَث إِلَينـا مـن لـدنك خَليفةً
يَحمــي حِمــى أَوطــانه وَيجيــرُ
وَاِخـتر لنا مَن يَحذو حَذوكَ سالِكاً
سـُبل الهُـدى وَيسـير حيـث تَسـيرُ
إِنَّ المُؤَيّــد وَالقُلــوب تَحــوطَه
رَغــم الحســود مؤيّــدٌ مَنصــورُ
أَولاكَ مَـولى المجـد أَعظَـم مَنصـِب
ســامٍ وَأَنــتَ بِمـا وليـت جَـديرُ
يهنيــك منصــبك الجَديـد وإنّـه
نســب يصـير المجـد حيـث يَصـيرُ
جـاءَ البَشـير بـه إِلَيـكَ وَجاءَنا
منــه لعشــّاق اليَــراع نَــذيرُ
لا غــرو أَنَّــكَ مـن سـلالة أَحمَـدٍ
وَعلــى ســلالته الكِــرام غَيـورُ
كـثر التطرّق في الطَرائق فاِبتَدَر
وَاصـلح فَـأَنتَ المصـلح المَشـهورُ
بَينَ الحَقائق وَالطَرائق في الوَرى
حجــب يَحــول ســدولها وَســتورُ
فَاِجهَـد لَهـا حَتّـى تـبين بِنورها
مـــا ثَــمَّ محتجــب وَلا مَســتورُ
وَلَقَـد أَقـول لمنكريـك وَمـا لهم
فــي ذاكَ إِلّا الحــزن وَالتَفكيـرُ
إِنّ اِبــن يوســف وَالهلال وَليـده
قمـرٌ يُضـيء دجـا الزَمـان مُنيـرُ
بَينــاه مُكتَهِــلٌ يخــفّ إِذا بِـهِ
شــَيخ كَمــا شــاءَ الجَلال وَقـورُ
يهـدي وَلَيـسَ لما يسجّل في الوَرى
بِهُـــداه تَبـــديل وَلا تَغييـــرُ
إِيــه علــيٌّ فَـأَنتَ ملـك فَضـائلٍ
لــكَ فــي العلا تـاج علا وَسـَريرُ
آلاؤُكَ الغـــرّ الحســان تمنّعــت
مِــن أَن يُقــال لبعضـها مَحصـورُ
أَثمـار غرسك في الوَرى قَد أَينعت
فالجهــل علــم وَالغَيـاهِب نـورُ
هَـذى عَزائمـك الَّـتي قَـد أَصـبَحَت
تَنبــو العَـزائم دونَهـا وَتَخـورُ
جـاءَت بِمـا بـاتَ الحَسـود لأجلـهِ
تَغلــي مَراجــل حقــده وَتَفــورُ
شــيّدت حزبــاً واِبتنَيـت جَماعَـةً
يَـأوي لَهـا المثـؤور وَالمَوتـورُ
هَـــذاك للإصـــلاح شــيدَ وَهــذه
بالصـــالِحاتِ فَناؤُهــا مَعمــورُ
رُفعــت لِتَخفيـف المَصـائب رايَـة
هـيَ فـي الحُروب إِلى السَلام سَفيرُ
علــم فُــؤاد الصـالِحات بنشـره
جــذل وطــرف المكرمــات قَريـرُ
فـي ظِلِّـهِ الضـدّان قَـد جُمعا عَلى
كـــرمِ الهِلال فَمُـــذنِب وَغَفــورُ
قـالوا الهِلال فهلّلـت سوح الوَغى
وَتهلّـــل المَجــروح وَالمَكســورُ
أَضـحَت تُرفـرف فـي الـوَغى أَعلامه
وَلهــا ورود فـي الـرَدى وَصـُدورُ
تُمســي وَتُصــبِح وَالمنـون مصـرّة
يَطـوي المَنايـا ظلّهـا المَنشـورُ
وَالحقــد بَيــنَ رحـابه مُتزايـل
وَالــذَنب تَحــتَ ظِلالــه مَغفــورُ
عطــف النَـبيّ يـرفّ حـول بنـوده
وَعلــى جَــوانبه الحَنـان يَـدورُ
وَمشـاهد قَـد أَصـبَحَت مـن هَولِهـا
الأَرضُ ترجـــف وَالســَماءُ تَمــورُ
ثَبَـتَ الهِلال بِهـا وَلَو نادوا لَها
رَضــوى هَــوى رَضـوى وَزالَ ثَـبيرُ
طلــعَ الهلال وَلَـم تغـر حَسـَناته
حيــثُ الخُطـوب المُزعجـات حضـورُ
بِــاللَه وَالرُسـل الكِـرام مَعـوّذ
مِـن أَن يـثير بـه الشـُكوك مثيرُ
لا تبطــل الأَعــداء سـعيَ رجـاله
الحـــقّ مُنتَصــِر لهــم وَظَهيــرُ
بُشــرى جماعــات الهِلال بــذكرهِ
فَهـوَ اللبـاب وَمـا عَـداه قشـورُ
عطــرت بِــذكركم البلاد وَذكركـم
مســـك تضـــوّع نشــره وَعَــبيرُ
لَـو كـانَ لِلجبـل الأشـمّ ثَبـاتكم
مــا دُكَّ لمّـا خـرّ موسـى الطـورُ
أَو كـانَ فـي أسد الشَرى إِقدامكم
مـا كـانَ فـي تلـك الأُسـود أَسيرُ
قولـوا لِرومـا مـا لِروما عِندَنا
إِلّا النكــال المــرّ وَالتَــدميرُ
فَعَظيمهـــم يــومَ الجلاد محقّــر
وَكــبيرهم يَــومَ الطـراد صـَغيرُ
كــثرت جمــوعهم وَمـن أَفرادهـم
بَيـنَ الخيـام الكلـب وَالخَنزيـرُ
دُم يـا علـيّ لَهـا فإِنّـك ذخرهـا
وَنَصــيرها إِن قيــل عــزّ نَصـيرُ
مـا زلت تبعثُ في النُفوس أَمانيا
وَتَجِــدّ حَتّــى يَبعَــث الدُســتورُ
وَنُجــوم سـعدك لا تَـزال طَوالِعـا
وَشــُموس فضــلك لا تَــزال تُنيـرُ
عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم.من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد.ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً.ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان.قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.