
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لــواك عَلــى كــلّ المَنـازِل خـافِق
وَذكــرك فــي كُــلِّ المَحافِـل عـابِقُ
بكــلّ فَــم تَحلــو وَفـي كُـلِّ خـاطِر
فَلَفظــــك ســـيّال وَمَعنـــاك رائِقُ
صــَبونا لمـرآك البَـديع كَمـا صـَبا
لمعشــوقه عنــد الزِيــارة عاشــِقُ
وَلمـــا تبـــن إِلّا وَهَــذا مصــافح
ترنّحـــه البشــرى وَهَــذا معــانقُ
طلعـت طُلـوع الفجـرِ مـا فيـك ريبة
وَجئت كَمــا جـاءَ الرَبيـع المغـادقُ
وَعـدت عَلـى الأَيّـام يـا خَيـر عـائِد
كَمـا عـادَ يسـقي عـاطِش الروض وادقُ
وَأَصــبَحت فـي هَـذا الزَمـان وَأَهلـه
كَمــا زان جيــداً عقـده المُتَناسـِقُ
أَثــــرت لطلّاب العلا ســــبل العلا
كَمــا شـقّ أَحشـاء الـدَياجير بـارِقُ
فأضــحت بــكَ الآمـال بعـد قطوبهـا
كَمــا ضـحكت غـبّ الربـاب الحَـدائِقُ
ســناك علينـا واضـِح البشـر سـاطِع
وَغرســك فينــا ثـامِر الفـرع وارِقُ
إِذا قابلتــكَ الريـحُ هـزّت لنشـرها
خَــواطِر أَو مـالَت عليهـا المناشـقُ
تجلّيـــت وَالأَرجــاء عيــد كَأَنَّهــا
عُقــــود لآل نســــّقتها الســـَلائِقُ
شـــموس نَهــار أم وجــوه ســَوافِر
وَأَغصــان بــانٍ أَم قــدود رَواشــِقُ
لَقَــد حســدت ميـل القُـدود غصـونه
كَمــا حسـدت ورد الخُـدود الشـَقائِقُ
هُــوَ العيـد أَحيـوا ليلـه وَنَهـاره
وَحيّــوه بالبشــر الَّــذي هُــوَ لائِقُ
وَمـا مثـل هَـذا العيـد عيـد تجلّـة
جَميــع الــوَرى أَعــداؤُهُ وَالأصـادِقُ
أَيــوم الهَنــا لا راعَنـا بـك رائِع
وَلا طرقتـــك المزعجــات الطَــوارِقُ
رواقــــك مَمــــدودٌ وَظلّـــك وارِف
وَروضـــك مَعقـــول وَمجــدك باشــِقُ
أَيـوم الهَنـا كَـم مِـن يَدٍ لك عِندَنا
تقــرّ بمرآهــا العيــون الـرَوائِقُ
عَلا فيــك صــَوتُ الحـقّ بعـد خفـوته
وَبــاتَ يرينـا الخصـم كَيـفَ يُنـافِقُ
إِذا نـامَ مَخلـوق عَـن الحـقّ أَو سها
فللحــــقّ ربّ لا يَنــــام وَخـــالِقُ
رقينــاكَ دَهــراً وَالقُلــوب نَـوازِع
إِلَيــكَ وَأَســراب الــدُموع دَوافِــقُ
صــَبرنا قتلنــا فيـك صـفقة رابِـحٍ
وَلا غبـن بعـد اليَوم إِن قيل صافقوا
فَكَــم ضــاقَ بـالأَحرار قبلـك منـزلٌ
قعــدن وَسـاعا فيـك تلـك المَضـايقُ
وَكَـم مِـن ظَلام جـرّه الظلـم فـاِنجَلى
وَعــاد ســنا ذاك الظَلام المطــابِقُ
تَجـــاوبت الأَقلام مــن كــلّ جــانِبٍ
وَقَـد أَظهـرت مـا أَبطنتـه المهـارِقُ
إِذا بــأمور يبهــت النطـق عنـدها
وَســود فعــال هُــنَّ لكــن نَواطِــقُ
أمـور إِذا مـرّت عَلـى السـمعِ مجّهـا
وَقـــاء لمرآهــا المــذمم رامِــقُ
يَــروح بِهـا الوغـد اللَئيـم كـأَنَّه
مــنَ الكــبر ربّ طـوعه الأمـر رازِقُ
وَيَغــدو بِهـا الحـرّ الكَريـم كـأَنَّه
مــنَ الضــيمِ عبـدٌ عـقّ مـولاه آبـقُ
إِذا رنّ جنـح اللَيـل فـالقَلب واجِـب
أَو اِفـترّ ثغـر الصـبح فالدمع دافِقُ
فَكَــم أرغمـت فيهـا أُنـوف وَأَلجمـت
حلــوق بشــكوى المســتبدّ شــوارِقُ
وَمــاتَت نُفــوس قبـل حيـن مَماتِهـا
وَشــابَت لَهـا قبـل المَشـيب مفـارِقُ
تـولّت وَبـادَت دولـة الظلـم واِنمَحَت
فَلا رجعـــت تلـــك الأُمــور العَلائِقُ
رَعـى اللَـهُ يَومـاً أنقـذتنا رجـاله
وَنَحــن حَيـارى فـي الهُمـوم غَـوارِقُ
وروَّت صــدانا ديمـة لَـم تَكُـن لَنـا
بِبارِقَــة لَــولا الســُيوف البَـوارِقُ
ظَـبى دونهـا تَنبـو الظـبى وَسـَوابِق
كبـت دون مجراهـا العتـاق السَوابِقُ
يبـاهي بِهـا مَحمـود ظمـأى صـَواهِلا
فتصـــدرُ ريّــا بالــدماء بَواشــِقُ
فَفــي بــردهِ ضــخم الدَسـيعة أَروع
وَفــي كفّــه ماضـي المَضـارِب بـارِقُ
وَتَحــتَ الخَفــا أَيـد تـدير فَقـائد
يَــروض مَصــاعيب الكَمــاة وَســائِقُ
وَكلّهــــم طلّاب مجــــدٍ تَعـــاوَنوا
عَلــى نيلــه وَالكَـون مصـغ وَرامِـقُ
بَنــي المَجـد إنّ المجـد ردّ بهـاءه
وَعـــاوده ذاكَ الشــَباب الغَرانِــقُ
وَإِنّ الثَنايــا الموصــدات تفتّحَــت
عَلـى الرغـم مـن أَبـوابهنّ المَغالِقُ
فَلَـم يَبـقَ فـي وَجـه المَطـالِب حاجِبٌ
وَلَـم يَبـقَ عَـن نيـل المـآرِب عـائِقُ
وَهَــذا ســَبيل المكرُمـات فَجاهِـدوا
وَهــذي مَيــادين الفخـارِ فَسـابِقوا
لَئِن تَعجلـوا فـالأمر يعجـل إِن تنوا
لأمـر فَقَـد يَمشـي الهُوَينـا الغَرانِقُ
وَلا تخطبــوا إِلّا المَعــالي فكلّهــا
عَقـــائِل غـــال مَهرهــا وَعَواتِــقُ
وَلَيســَت تفيــد المَــرء كـلّ علاقـة
إِذا لَــم تَكُــن بالمعليـات العَلائِقُ
إِذا مـا سَلَكتُم فاِسبروا موضع الخَطا
فَطـــرق المَعــالي كلّهــنَّ مزالِــقُ
وَإِمّـا مَلَكتم فاِحذَروا الدهر واِتّقوا
تَصــاريفه فالــدهر كــاس وَعــارِقُ
وَلا تقفـوا عنـد التَبـاهي فَتَفشـَلوا
وَجـدّوا فَلَـم يفـن الجـدود التشادقُ
أَلا خـالفوا أَسرى التَقاليد واِطلقوا
قَرائحكــم واِستَلخَصــوا مـا يُوافِـقُ
زَمــان الأَســى لا سـاف ريحـك ناشـِق
وَلا ذاقَ بعــد اليَــوم طعمــك ذائِقُ
ذهبـــت ذَميمــا وَالــرداء ملــوّث
وَكنــت حَميــداً لَــو تَــولّاك حـاذِقُ
فَمـا لـك مـا بَيـنَ المُقيميـن آسـِف
وَلا لــك مــا بَيـنَ المحبّيـن وامِـقُ
وَهَــل لـك ذكـر شـائِق فـي قلوبنـا
إِذا قيــل ذكــر للــذواهِب شــائِقُ
لَقَــد فاتـكَ المجـدُ التَليـد وَفُتَّـهُ
فَمـا أَنـتَ بعـد العـزّ بـالعزّ لاحِـقُ
رَثَينــاكَ لا وجــداً عليــك وَلا جَـوى
وَلا دمــع عيــن عنــد ذكـرك باسـِقُ
وَلَكِــنّ فينــا كــلّ نَفــس رَحيمــة
تطيـر بهـا يَـومَ الفخـار المعـازِقُ
وَتشـــفق إِن لاقَــت عَزيــزاً أَذلّــه
عـــدو مـــراء أَو صــَديق محــاذِقُ
إِذا مــا ذكرنـا عهـد يَلـدز مثّلـت
خطـــوب لآمـــال الكِــرام ســواحِقُ
خطــوب تعــاني أَو تَعــاين ظلمهـا
قُلــــوب عـــوان أَو عيـــون طَلائِقُ
طَغـى الظلـم حَتّـى صـار في كلّ بقعةٍ
لــه علــم يَغشــى النَـواظِر خـافِقُ
وَلمّــا عَلا السـَيل الزبـى وَتَزافَـرَت
كهــــول وضــــجّت جلّــــة وَدرادقُ
تنكّــرت الغَــبرا فَصــاحَت صــَوائِح
مغاربهــا اِســتَكَّت لَهـا وَالمَشـارِقُ
إِذا هُــوَ صـوت الحـقّ يَعلـو فَقـائِل
أَصـــوت ســـلانيك دوى أَم صـــَواعِقُ
تَجلّــى فَقــالَ القصــر ذاك تخــرّص
وَوهــم وَقــالَ الـدهر تلـك حَقـائِقُ
وَلمّـــا تبــدّى للعيــان تيقّنــوا
بـــأنّ بــروق المصــلحين صــَوادِقُ
إِذا مـا دعـوا للحـقّ صـمّت وَلجلجـت
مَســامِع أَخزاهــا الهــدى وَمَنـاطِقُ
أَجـابوا نـداء الشـعبِ رغـم أُنوفهم
وَقــالوا ســَلاماً وَالصــُدور حَوانِـقُ
وَقــالوا يَميــن المــالكين موثّـق
فَقُلـــت وَهَــل للنــاكِثينَ مَواثِــقُ
أَراشــوا ســِهاماً للمــروق فمزّقـت
نحــورهم تلــك الســهام المـوارِقُ
وَلَــولا حنــوث المــالِكين وَغـدرهم
لمــا نصــبت للمجرميــن المَشـانِقُ
تقـــوّض عَنّــا مــن ضــلال ســرادِق
وَمــدّ علَينــا مــن رشــاد سـرادِقُ
فَيـا نعـم ما وافى وَيا بئس ما مَضى
كَــذا يَعــلُ صــدّيق وَيســفل مـاذِقُ
ولمّــا أَراد اللَّــه ســحقَ غــرورهِ
غَــزاه مــن الجَيـش المظفّـر سـاحِقُ
فَمــا حجبــت أَسـوار يلـدز شـيخها
ولا عصـــمت ربّ الســَرير الخَنــادِقُ
وَلَـــم تُجـــدِه أَعــوانه وَغــواته
وَلَـم تُغنـه تلـك الحصـون الشـَواهِقُ
تَــولّى وَأَقمــار الســعود طَوالِــع
وَولّــى وَغربــان النُحــوس نَواعِــقُ
وَلَــو أَنَّــهُ أَعطــى الخلافـة حقّهـا
لمــا أَقصـدته المصـميات الرَواشـِقُ
أَربّ فـــروق مــا عهــدتك صــامِتا
كـأن لَـم تكـن إن فهـت يـوجم ناطِقُ
حســبتَ زَمــان السـوء يخلـد عمـره
فيمـــرح عــات أَو يــتيه منــافقُ
وَفاتــكَ أنّ الــدهر يُعطـي وَينثَنـي
فيســلب وَالمَغــرور بالـدهر واثِـقُ
أَلا قاتـل اللَـه المطـامعَ كَـم هَـوى
بِهــا مــن عــلٍ شـيخٌ وَضـلّ مراهـقُ
لَـكَ اللَـه يـا تمّـوز كَـم لـك منّـة
وَكَــم لَـك فضـل فـي البريّـة سـابِقُ
تَلاقَــت بــك الأَعيـاد فـي كُـلّ أمّـة
وَســالَت ببشـراها الربـى وَالأَبـارِقُ
فَفـي الشرق أَعياد وَفي الغَرب مثلها
تصــلى لهــا أَشــياخها وَالبَطـارِقُ
يشـير إِلَيهـا الشـرق وَالغَـرب معجب
وَتَعنــو لَهــا تيجانهـا وَالمَنـاطِقُ
أَتمّــوز تـمّ الفخـر عنـدك واِنتَهـى
فكــلّ ثَنــاء لَيــسَ يعــدوك صـادِقُ
كأَنَّــك مــا بيــن الشـهور يَتيمـة
تــزان بهــا أَجيادهــا وَالمَفـارِقُ
خَليق بأن تدعى أَبا العدل في الوَرى
فَإِنَّــكَ بَيـنَ العـدل وَالظلـم فـارِقُ
إِذا عُــدَّتِ الأَعيــاد كنــتَ كَبيرَهـا
وَإِن ذكــرت يَومــاً فــذكرك فــائِقُ
وَمـا عـدت يـا تَمّـوز حَتّـى تَطـايَرَت
رؤوسٌ وَطــــاحَت أَرجـــل وَمرافـــقُ
كـــأنّ أَفــاويق الــدماء جَــداول
تســـيل وَأَشــلاء الكمــاة جَواســِقُ
فَإِقـــدام مَحمـــود وَهِمّــةُ أَنــور
وَعَــزمُ نيــازي وَالنصـول الـذَوالِقُ
وَقتــكَ الألــى هبّـوا لمحقـك ليلـة
فَكـان لهـم مِـن جـانِب اللَـه مـاحقُ
وَكـادَ بنـاءُ المجـدِ يَنهـار فاِنبرَت
أســـودٌ لِهامــات الأُســود فَوالِــقُ
أســود وَغــى قَــد نســقتها حميّـة
فَقيــل لَهـا بَيـنَ الأَنـام الفَيـالِقُ
بِهـا تَنطَـوي الجلى بِها يَنمَحي الأَسى
بِهـا تـؤمن الـدنيا وَتحمى الحَقائِقُ
إِذا نــزع التـاجَ المخـالفُ مرغمـاً
فَقـد لبـس التـاجَ المَليـكُ الموافقُ
محمّـــد جرّدهـــا عَــزائِم لا تهــي
إِذا دهمتهـا فـي الزَمـان العَـوائِقُ
عَليــك ســَلام اللَـه مـا مـرّ غـارِب
عَلــى صــفحات القصـر أَو ذرّ شـارِقُ
عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم.من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد.ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً.ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان.قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.