
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَنــتَ البِلادُ وَمــا تُقـلّ
أَنــتَ الأَعـزّ بِهـا الأَجَـلُّ
أَنــتَ الجِبــالُ ثَوابِتـاً
إن قيـلَ أَهلُ الرأي زلّوا
عــش للبلاد وَأَنــت نَــه
لٌ للبلاد وَأَنــــتَ عَـــلُّ
مــا زِلــتَ تطلـع فيهـم
كالبــدر لا يعـروه أفـلُ
هَـل يَصـدأ العـزم الطَري
ر وَأَنــتَ للعزمـات صـقلُ
مــن كــانَ ســعداً حـدُّه
عِنــدَ الشــَدائِد لا يُفـلُّ
بِــاللَهِ أَنــتَ وَبـالمَلي
كِ وَبـالألى وَلـوا وَأَولوا
وَبقومــك القــوم الألـى
فـي حلبَـة الأَقـوامِ جَلّوا
وَبِعزمــكَ الماضـي الَّـذي
تَمضـي الشـُكوكُ مَـتى يسلُّ
أَصــبَحتَ فينــا واحِــداً
فـي الـذكر يعظمُ أَو يجلُّ
يــا ســعد ظلّــكَ شـامِلٌ
يــأوي إِلَيــهِ المسـتظلُّ
إن قلـتُ أَنـتَ النـاسُ كُل
لُ النـاسِ يَوماً لَستُ أَغلو
يَصــبو إِلَيــكَ المشـرقا
نِ وَأَنــتَ للإثنيــن حبـلُ
إِمّــا يَمُــتُّ فَلَيــسَ قَـط
عٌ أَو يبــتُّ فَلَيــسَ وَصـلُ
الغَــربُ لا يَرضــى بِمــا
لِلشــرق يعقــد أَو يحـلُّ
يَومـــان مــا أَحلاهُمــا
وَالـذكر لليـومين يَحلـو
يَـــومٌ تفـــرّق شـــملهُ
يَــومٌ تجمَّــع منـه شـَملُ
إِذ يبتَـدي الحُكـم الصَحي
حُ وَيَنتَهـي الحكـم الأَشـَلُّ
تهنيـــك آمـــالٌ وَعــت
كَ وَأَنــتَ للآمــال فــألُ
يــا ســَعدُ أَهلـك كرّمـو
كَ وَأَنــتَ للتَكريـم أَهـلُ
هَيهــات مـا لِسـواكَ عـق
دٌ فـــي أمــورهم وَحــلُّ
عــدلوا فَكُنــتَ حُكومَــةً
وَحكومــةُ الدسـتور عَـدلُ
جـاءَ الزَمـان عَلـى يَـدي
ك يَتــوبُ وَالبُشـرى تهـلُّ
اِغفــــر لـــه زلّاتـــه
أَيّ الخَلائِق لا يَـــــــزَلُّ
وَليـــذهَبنَّ بكـــلّ مــن
يُمســي وَيصـبح وَهـوَ كـلُّ
لا خَيــرَ فــي رَجـل تـؤخ
خــره عَـن الإِقـدام رجـلُ
هَيهــات لَــم تـبرُد لـه
حُــرقٌ وَلَــم يَبتَــلّ غـلُّ
الصـــَيدُ فــي أَخلاقهــم
بَعــضٌ وَأَنـتَ اليَـوم كُـلُّ
يَقـف الزَمـان وَأَنـتَ تَـم
شــي فـي طَريقـكَ لا تمـلُّ
أَنــتَ العَظيــم همامَــةً
أَنــتَ الهمـامُ المصـمئلُّ
منــك الهــداةُ تَعلّمـوا
أَنَّ المحــــرَّم لا يحـــلُّ
وَالصـــَعبُ إِن عـــالجته
بِتَتــابع العزمـات سـَهلُ
القَـــولُ لَيــسَ بِنــافِعٍ
حَتّـى يَزيـن القَـولَ فِعـلُ
مــن لَــم تَكــن أَخلاقُـهُ
نَهجـا لـه فـالعلم جهـلُ
مـا زِلـتَ تحمـلُ هَـمَّ قـو
مـك أَو يَقولـوا خـفّ حَملُ
وَتَــذودُ عَنهـم مـن أَبـا
حوا واِستَباحوا وَاِستحلّوا
وَتظــلّ تعمَــل أَو تَــرا
هُـم قَـد تَولّوا واِضمحلّوا
وَتَـــــرى بلادك حــــرّةً
وَلَهــا عَلـى الأَحـرار دَلُّ
الحكــم جـاءَ إِلَيـكَ يَـس
عــى وَالمَســافَةُ لا تَقـلُّ
وَقَـد اِسـتَوى فيـهِ الأَعـز
ز لَــدى التَشـاور وَالأذلُّ
حلّيــت جيـدَ الحكـم حَـت
تـى لا يَشـين الجيـدَ عطلُ
وَحللـتَ فـي دَسـت الـوَزا
رة كَـي يَطيـب بـك المحلُّ
يـا سـَعدُ أَنـتَ دُعـاءُ قو
مـك كُلّمـا صـاموا وَصَلّوا
قَـد أَجزَلـوا لَـك شـكرهم
وَالأَجـرُ عِنـدَ اللَـه جـزلُ
يهنيـــك شـــَعبٌ حافِــلٌ
لَـك كُـلَّ يَـوم منـه حَفـلُ
يـا شـَعب سـَعدٌ ليثـك ال
وثــابُ وَالســعديّ شــبلُ
فَــرضٌ عَلَينــا حــبّ شـَع
بٍ حــبّ ســَعدٍ فيـهِ نفـلُ
أَوزارةَ الشــَعبِ اِســتَهل
لــي إنَّ شــعبك يَســتهلُّ
عَصــراً تنــاقله العصـو
رُ وَذكـره فـي الخلق نقلُ
وزراءَنــا جــدّوا بِنــا
عملا فجــدُّ الــدهر هـزلُ
إن تُغفِلـــوا أَعمــالكم
فَــوزارة العُمّــال غُفـلُ
طـالَ المَطـال فَهَـل يقـص
صـر فـي يَـد العمّال مطلُ
أَبنـــاءَ مَصـــرٍ كلّكــم
ســـَعدٌ وَســـَعدٌ لا يكــلُّ
هَــذا أَبــوكم فـاِبتَنوا
مــا يَبتَنيـه وَلا تخلـوا
وَزِنــوا الرِجـال فَربّمـا
فـي خفّـة الميـزان ثقـلُ
لا تُثلمنكــــم خمــــرة
راووقهـــا عَســلٌ وَخَــلُّ
وَتعهّــــــدوا أَن تَملأوا
تِلـكَ المَقاعـد حين تَخلو
وَسـلوا النهـى تتـبيّنوا
أَنّ اِحتلال القـــوم ســِلُّ
وَالــداء هــان عُضــاله
إِن عالــج الأَدواء عَقــلُ
وَلربّمـــا صــدق الألــى
قـــالوا وَقــولهم الأدلُّ
عُقـــدٌ مســائلنا وَمــا
غَيــرُ الجَلاء لهــنّ حــلُّ
يـا مصـر بخلك في الوَرى
جــودٌ وَجـودُ سـواك بخـلُ
نُمســـي وَروضــك ناضــِرٌ
أَبَـداً وَنصـبح وَهـوَ خضـلُ
بخســـوكِ إِذ يَتَســاومو
ن وَربحهــم خســرٌ وَبطـلُ
خلّــوكِ واِنصــَرِفوا بِغَـي
ر هُدى إِذ اِنصَرَفوا وَخلوا
لَيــتَ الألـى وُلّـوا أُمـو
رك قبـلَ هَذا اليوم ولّوا
لكفـــوكِ شــرّاً طالَمــا
شـَقي العِبـادُ بـه وَضلّوا
وَإِذا ســــألتِ حَقيقـــة
دلّـوا عليهـا واِسـتَدَلّوا
ووقـــوك يَومـــاً كُلّــهُ
أَلَـــمٌ وَأَشــجانٌ وَثُكــلُ
نَفـــيٌ وَتَعـــذيب وَســِج
نٌ واِســـتباحاتٌ وَقَتـــلُ
بعـــداً لِيَـــوم قربُــه
غَـــدرٌ وَتَضــليل وَختــلُ
إنّ القلــــوب عليهـــم
جمـر وَدمـع العَيـن وبـلُ
يــا مصــر أَنـتِ روايـة
يَبــدو لَهـا فصـل فَفَصـلُ
وَكَــذا السياسـة يَختَفـي
شــَكلٌ لَهـا وَيـبينُ شـَكلُ
وَعـــدٌ فَوَعـــدٌ لا يغــب
ب وَراءه إلّ فــــــــإلُّ
وَلَعَــلَّ هَـذا اليَـوم فـص
لٌ لِلمَطــامِع وَهــيَ وَصـلُ
وَلعلّـــــه حـــــقّ عَلا
وَالحَــقّ إن تنصـرهُ يعـلُ
وَلعلّـــه يــوم المُنــى
وَلعَـــلَّ تصــدقنا لعــلُّ
وَلَعَــلَّ ســَعداً لَيـسَ يَـش
غلــه عَـن الأَوطـان شـغلُ
أَبَــداً يَســيرُ وَلا يُقــا
ل لســيره عجــل وَمَهــلُ
خلــدت محامِــدُه الَّــتي
طــول المَــدى لا تَضـمَحِلُّ
يــا نيـلُ أَنـتَ أَبٌ لَنـا
وَأَبــو الأَعِــزَّة لا يــذلُّ
مَـن كنـت أَنـتَ أَبـا لَـهُ
فَبنـوه قَـد نهلوا وَعلوا
لِبَنيـــكَ أَمثــالٌ وَمــا
لأبيــكَ فـي الآبـاء مثـلُ
فَــإِذا هـمُ نَسـَجوا عَلـى
منــواله عَــزّوا وَجَلّـوا
الحــلُّ وَالتِرحــالُ فــي
كَ إِلَيـكَ إن رحلوا وحلّوا
إِن طــابَ فَـرعٌ منـك فـي
مصـر فَفـي السـودان أَصلُ
وَالفـــرع لَــولا أَصــله
مـا زاد فيـهِ منـه فَضـلُ
لـك في العراق وَفي الشآ
م وَنجـد وَالحرميـن أَهـلُ
وَلَــك الأبـرّ مـن الجَـزي
رة مــا يــبرّ أَخ وخــلُّ
يَتَســاءَلونَ وَمــا لَهُــم
إِلّاك يــا ذا المـنّ سـؤلُ
أَن تَســتَقلَّ كَمــا تَــرج
جـوا فالرَجا أَن يَستقلّوا
عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم.من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد.ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً.ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان.قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.