
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـــا أم ســعد عــزاء
ثكلـــــــت ذاك العلاء
ثكلــــت ســــعدك آوا
ك ظلـــــه إيـــــواء
ثكلــت موســاك والطـو
ر واليـــد البيضـــاء
ثكلــت سـيماء شـمس ال
جلال لا ســــــــــيناء
ثكلـــت لألاء وجـــه ال
صـــــــــــباح والألاء
ثكلــت رضــوى تعــالى
ويـــــذيلا وحـــــراء
تنكلــت أرســى فـؤادا
منهــا وأســمى بتــاء
ثكلــت مـن ركـب الصـع
ب كــي تنــال المنـاء
ثكلــت مـن ركـب الصـع
ب كــي تنــال المنـاء
ثكلــت مـن كـان يبغـي
لشــــــــــأنك الأعلاء
ثكلــت مـن قـام يـدعو
لــك النجــاء النجـاء
ثكلــت عزمــا طــويلا
وهمــــــة قعســـــاء
ثكلــت علمــا وحلمــا
وفطنـــــة وذكـــــاء
ثكلــت مـن كـان اتقـى
يـــدا وانقــى كســاء
ثكلــت مـن بـذل الـوف
ر عنــــك والحوبـــاء
ثكلــت حصــنا منيعــا
بـــه أمنــت احتمــاء
ثكلـــت خيـــر زعيــم
يشـــــرف الزعمــــاء
وهـــل ثكلـــت كســعد
حميــــــة وإبـــــاء
كيــف العــزاء وســعد
بـــه ثكلــت العــزاء
ســلو ثـرى مصـر أمسـت
للمقتنيــــن ثــــراء
أأنــت واريــت ســعدا
والمجـــد والعليـــاء
أأنــت واريــت ســعدا
والمجـــد والعليـــاء
أأنـــت يــا أم ســعد
طـــويت ذاك اللـــواء
أهكــذا يصــبح الطــو
د فــي الــتراب هبـاء
أهكـــذا وضــح الشــر
ق يســــتحيل جفــــاء
مــن ذي رأى قبـل هـذا
أرضــا تــوارى ســماء
وهـــل رأيـــت قضــاء
يــا مصـر يـردى قضـاء
يــا أرض زغلـول تيهـي
علــى السـماء ازدهـاء
الأفـــق دونــك أمســى
ترفعـــــــــا واعتلاء
مــا كنـت يـا أم سـعد
والأمهـــــات ســــواء
أنبـــت ســعدا ولكــن
لــم تنبــتي النظـراء
علام صــــيرت جفنيـــك
ديمــــــة وطفـــــاء
علام أذكيــــت جنـــبي
ك مـــن جــوى اذكــاء
أأربعيــــن نهــــارا
لا تبصــــرين ضــــياء
أأربعيــــن نهــــارا
لا تســــمعين نــــداء
أأربعيــــن نهــــارا
حرمـــت ذاك اللقـــاء
رزءت أعظــــــــم رزء
يهــــــــــون الأرزاء
إن كــان ســعدك اسـما
مـــا أكــثر الأســماء
لــو كــان سـعد مسـمى
فمـــن حمــى الســماء
مــن بعـد سـعد رأينـا
بيــن الــورى عظمــاء
أعــــددته لليــــالي
لعافهـــــا أشـــــلاء
لـو لـم تخفـه المنايا
لمــا مشــين الضــراء
ولـــو قبلـــن فــداء
لكـــن عنـــه فـــداء
كــذا المنيــة تملــى
أحكامهـــــــــا املاء
كـذا المصـيبة تذكي ال
قلـــــوب والأحشــــاء
هــل الفجيعــة أدمــت
جفوننـــــا ادمــــاء
أم الحشاشـــات ســالت
مـــن العيــون دمــاء
خطـــب ألـــم بمصـــر
وطبـــــق الأرجـــــاء
فيـــا مصـــيبة ســعد
تجــــاوزي الأنحــــاء
مـن ذا إذا الـراس ولى
يـــــدبر الأعضـــــاء
دار النيابـــة تخشــى
مــن بعــدك الضوضــاء
فمـــن يزيــد نشــاطا
إذا شــــكت أعيــــاء
يــا مـوقظ الشـرق زده
مـــــن الســــنى لألاء
الشـــرق ليــس بســال
ذاك الســنى والســناء
أيـــا ســموات هــاتي
دموعــــك الحمــــراء
دعـــي دموعــك تجــرى
جـــــداولا ونهـــــاء
ويـــا نجــوم تعــالي
نـــــؤبن الجــــوزاء
ويــا ظمــاء المعـالي
لا تحرميـــه ارتـــواء
تيمميـــــه صــــعيدا
إذا فقــــدت المـــاء
فلا فقــــدت الطهــــو
ريـــن تربــة وســماء
يـــا أم ســعد أعــدى
لــذي الــولاء الــولاء
ذرى الوســـاد فســـعد
توســـــد الغــــبراء
أصـغى لمـن كـان يـأبى
لغيـــــرك الإصــــغاء
ورددى قــــول ســــعد
أنــا انتهيــت عنــاء
أنـا انتهيـت اجعليها
بدايــــة وانتهــــاء
تـومى إلـى عظـم النـف
س فـــي العلا إيمـــاء
فلا تفـــى حـــق ســعد
مهمــا تزيــدي بكــاء
رأى عـــداتك كـــثيرا
فــــأكثر الأصــــدقاء
حمــاك شــر الليــالي
مكيـــــدة ودهـــــاء
مصـــرحا لا يبــالى ال
وشــــاة والرقبــــاء
ومعلنـا ليـس يخشـى ال
عيــــون والرصــــداء
يـا سـاهرا مـا عهدنا
يـــــألف الاغضـــــاء
ويـــا ودودا عرفنـــا
ه ينكــــر البغضـــاء
ويــا عليمــا رأينــا
ه يرحــــــــم الجهلاء
ويــا قــديرا بلونــا
ه ينصــــر الضـــعفاء
مـا بالـك اليـوم تدعى
فلا تجيــــب الـــدعاء
فلا بعــــدت صــــباحا
ولا بعـــــدت مســــاء
يــا واحـداً فـي سـماه
أنــر لنــا الظلمــاء
ومفــــردا فـــي علاه
أعــد لنــا العليــاء
لأنـــت أصـــدق عهــداً
وذمــــــة ووفـــــاء
أعــد لنـا ذلـك العـه
د نســــترد الهنـــاء
ليــس الجهــول بمصــم
إذا رمـــى العلمـــاء
ولا الظلام بمخــــــــف
جبينـــــك الوضــــاء
أصـماك مـن كـان أصمى
بســــهمه الأنبيــــاء
أرداك مـن كان أردى ال
هــــداة والحكمــــاء
فمـا خبـا اليـوم ضـوء
مــدى الســنين أضــاء
لكــن غـدا ذلـك الكـل
ل بيننــــا أجــــزاء
أيـــام ســعد أعيــدي
لمصـــر ذاك البهـــاء
أيـــام ســـعد أعيــد
بـــه حجـــة عصـــماء
أبنـــاء ســعد عظــام
لا تبخســــو الأشـــياء
مــآثر مــا اســتطعنا
لعـــــدها احصـــــاء
مـــآثر ليـــس تلقــى
لشـــــهبها اطفــــاء
مـــآثر ليـــس ترضــى
غيــر الســماء ثــواء
مـــــــــآثر تملأ الأر
ض بهجـــــــــة ورواء
مـــآثر يقــف الــدهر
إن مشــــــــــت خيلاء
بلــوت يـا سـعد يـومي
ك شـــــدة ورخـــــاء
وجـدت فـي العـالم الح
ر مــا يبيــد الشـقاء
يـا مانحـا جعـل العـز
م للقليــــب رشــــاء
أدليـــت دلــوك لمــا
رأيـــت تلــك الــدلاء
أدليـــت دلــوك حــتى
أترعـــت ذاك الإنـــاء
فرحــت تســقى نفوســا
إلــى المعــالي ظمـاء
وسـار ضـوءك فـي الشـر
ق يبعــــث الأضــــواء
وسـار ذو الجهـل بـالأم
ر يخبــــط العشـــواء
ســـيان عنــدك تســعى
ســـر الزمــان وســاء
ونــؤت بالحمــل يـوهى
ظهــرا بشــرواه نــاء
مـا كنـت يومـا عجـولا
ولا عرفــــت الونـــاء
خــافت عـداك الليـالي
فناصــــبتك العـــداء
ربحـــت ســوقك بيعــا
فـــي ســوقها وشــراء
وجربتـــــك فــــألفت
مــــــدربا آبـــــاء
قضـــى المــدى غضــبا
دون حقــــه ورضــــاء
فلا يليـــــن صــــفاة
ولا يـــــدين صــــفاء
وقلبتـــــك فشــــامت
ك صـــــخرة ملســــاء
ترســى لــديها كرامـا
وتزلــــق اللؤمــــاء
شـــنت عليــك ليــالي
ك غـــــارة شــــعواء
أقصــتك عنــا فأقصــى
جهـــــادك الاقصــــاء
حــتى إذا مــا تمـادت
بغيهـــــا غلـــــواء
طعنتهــــا بأيــــادي
ك طعنــــــــــة نجلاء
وان إحســـانك الجمــم
غـــامر مـــن أســـاء
اسـمعتها مـا يلين الح
جـــــارة الصـــــماء
خــافت لقــاك فبــاتت
تـــــواثب الأنبــــاء
إن قيــل يــذهب ســعد
أو قيـــل ســعد جــاء
رأت ســبيلك فـي غيهـب
الملمـــــات ضـــــاء
فــأيقنت ان سـيف الـح
قـــــوق زاد مضــــاء
وان صــــــــالحة الأر
ض تنبــــت الصـــلحاء
ســل البقـاع اللـواتي
نفــوا لهــا الأبريـاء
مـاذا رأت يـوم اصـلوا
عــــذابها الغربـــاء
انـى رأى النفـي سـعدا
وصــــحبه الخلصــــاء
انـى رأى النفـى سعدا
والأهــــل والأقربـــاء
انـى رأى النفـى سعدا
والنخبـــة النجبـــاء
تراجعــت عنــك مكــرا
وجاملتـــــك ريــــاء
هيهـــات يحجــب أمــر
أمطــت عنــه الغشــاء
هيهـــات يســتر غيــب
كشــفت عنــه الغطــاء
لــو اســتطاعت لســدت
عليــك حــتى الهــواء
نــاديت قومـا فلبـوا
إلــى الجهـاد النـداء
واســرعوا لــك طوعــا
ولــم يكونــوا بطــاء
وتـــابعوك ومــا هــم
مــن تــابعوا الأهـواء
وظلـــت تعمـــل حــتى
دفعــــت عنـــا البلاء
نفخـــت فــي كــل روح
كـــادت تكــون ذمــاء
ومــا شــكى لــك قصـد
وأنــت فينــا التـواء
ومـــا نهجــت طريقــا
إلا الطريـــق الســواء
ســـجنت نفســك عمــدا
كــى تطلــق الســجناء
ومـا قبلـت بغيـر استق
لالنــــــا شـــــفعاء
وليـــس يقبـــل حـــر
حريــــــة بـــــتراء
لا ينجلـي الشـك مـا لم
تـــرى العيــون الجلاء
أردت إطــــراء ســـعد
فلـــم أجـــد إطــراء
تجــاوز المــدح حــتى
غــدا المديــح هجــاء
ومـــا رثيـــت ولكــن
جـــرت دمــوعي رثــاء
وكيـــف أرثــى حيــاة
ومـــن رثــى الأحيــاء
مـا مـات مـن كان أحيا
للميــــتين الرجـــاء
مـا مـات مـن كان أحيت
آراؤه الآراء
أحيــا الشـعور فـأعيت
أوصــــافه الشـــعراء
أمــا القـوافي فكـانت
حمـــدا لـــه وثنــاء
ملمـة الشـرق كنـت الم
لمـــــة الشـــــنعاء
أصـبحت فـي صـحف الكـو
ن نقطـــــة ســــوداء
قـد صـحت فـي مسمع الد
هـــر صـــيحة نكــراء
هـدت قـوى الصـبر حـتى
غـــدا حمـــاه قــواء
لقـــد فجعــت رجــالا
وقـــد فجعـــت نســاء
ومـــا تركــت فــوادا
مــــن الحريــــق خلاء
نعيــت مــن زلـزل الأر
ض نعيــــه والســـماء
نعيتـــه ابــن ســبعي
ن نجتليــــه فتــــاء
نعيــت ســبعين كــانت
للمركمــــات وعــــاء
نعيــت ســبعين كــانت
للصـــالحات ارتقـــاء
نعيــت ســبعين كــانت
مـــن الخطــوب وفــاء
نعيــت ســبعين كــانت
مـــن العيــوب بــراء
نعيــت ســبعين كــانت
لميــــــت أحيـــــاء
مـا أنـت وحـدك يا مصر
تحمليــــن الشــــجاء
لــك البرايــا جميعـا
قــد أصــبحوا شــركاء
يــا سـعد خطبـك أبكـى
الأحبــــاب والأعـــداء
عليــك كــل البرايــا
تنفســــوا الصـــعداء
بكـــوا عليــك بعيــن
بكــوا بهــا الشـهداء
مـــن ذا يحــج هــداه
ويفحــــم الخصــــماء
مـن يفصـح اليـوم نطقا
ويخــــرس الفصــــحاء
يـا آسـى الشـرق أمسـت
نــواك فـي الشـرق داء
شــكت إليــك المعـالي
فــي القلـب داء عيـاء
تلــك الزمانـات نـالت
علــى يــديك الشــفاء
خلـــدت فــي باقيــات
لا تســــتحيل فنــــاء
لــدى حــديث البرايـا
مــا يــدحض القــدماء
خلـــود ســـعد تحــدى
فرعـــون والموميـــاء
فلـــو وعـــاه أمــون
لاف ذاك الطلاء
أو عــاد رمسـيس يومـا
لمــا عــداه اهتــداء
أبنــاء ســعد هلمـوا
نصـــــــــارع اللأواء
مضــى أبــوكم فكونـوا
لمـــن مضـــى خلفــاء
خلاكــم حامــل العبــء
فــــاحملوا الأعبـــاء
فيئو الــى نهــج سـعد
إن لـم يكـن سـعد فـاء
تــــآزروا وأفيقـــوا
واستخلصـــوا الأمنــاء
فمـــا تـــأخر شـــعب
يقـــــدم الأكفـــــاء
ضــل البنــون اذا لـم
يقدســـــوا الآبــــاء
وليـــس يفلــح يومــا
أب ســـــلا الأبنــــاء
أبنـوا كمـا كـان سـعد
يبنـى وشـيدوا البنـاء
نالوا المنى أو فموتوا
دون الحــــي كرمـــاء
ســننت للمجــد فينــا
شــــــريعة غـــــراء
أوليتنـــا كــل خيــر
واللــه يـولى الجـزاء
عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم.من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد.ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً.ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان.قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.