
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَكَيـت دَمـاً لَمـا سـَرى بارق الحِمى
فَأَسـرَى إِلـى قَلـبي حَـديثاً مكتمـا
وَذَكرنـــي عَيشــاً تَقضــى برامــة
وَعَصــراً بِــذات الرقمـتين تقـدما
وَلَــم أَنســَها لَكِنَّنــي زدت لَوعـة
وَشـَوقاً إِلـى الشَعب اليَماني فيهما
مَغـان رِيـاض العَيـش فيهـا نَضـيرة
وَغُصــن شـَبابي كـانَ فيهـا مقومـا
كَسـَتها غَـوادي المُـزن ثَوباً مُطَرزاً
فَأَضـحى أَديـم الأَرض مِنهـا منمنمـا
إِذا مـا بَكـى جفـن الغَمام بِأَرضِها
زَهــا رَوضــها مِـن دَمعِـه وَتَبَسـما
وَلَـم تَـزَل الوَرقـاء وَاللَيـل فاحم
تــردد أَشــجاناً وَصــَوتاً مرخمــا
تُشـير إِلـى الأُخـرى وَلَـم تَدرِ أَنَّني
أَشــَدُّ ولوعــاً بِالصــَبابة منهمـا
حَمامــة ســلع اقصـري إِنَّنـي فـتى
إِذا رنمــت وَرقــاء نَجــد تَرنَّمـا
تَبيـتين فـي سـَفح الغـوير وَإِنَّنـي
أَبيــت بِأَكنــاف العِــراق متيمـا
إِذا نحــت وَالأَجفــان مِنـكَ قَريـرة
فَمـا حـالَ جفـن قَـد غَدا دَمعه دَما
ألا مبلغــاً عَنــي الحِجـاز وَأَهلـه
أهيــل الحمـى عَنـي سـَلاماً مُسـلما
وَشـَوقاً بقَلـبي كُلَّمـا هبـت الصـبا
تســـعر مِنهـــا حَـــره فَتَضــَرما
أَحــن حَنيــن الإلــف فـارق إِلفـه
إِذا حَكمـت أَيـدي النَـوائب فيهمـا
وَأَصـبو إِلـى عـرب بظميـاء خَيمـوا
وَحُبهــم مــا بَيــنَ جَنــبي خَيمـا
وَما الدار قَصدي لَيسَ قَصدي سِوى فتى
عَلَيــهِ إِلَــه العَـرش صـَلى وَسـَلما
هُـوَ السـَيد الفَرد الأَخير الَّذي حَوى
بِــأَول يَـوم فَضـل مـن قَـد تَقَـدما
وَبَـدر أَضـاءَ الكَـون مِـن نور وَجهِه
وَقَـد كـانَ بِالأَوثـان وَالشرك مُظلِما
وَشـَمس هـدى قَـد عاين الكُفر عَينها
وَلَكنــهُ لَمــا رأى نورَهــا عَمــى
وَطــالع حَتّــى مـزق الحيـف نَجمـه
فَأَضــحى حســاماً للشـَريعة مخـذما
كَريــم مَـتى صـافحته نلـت نـائِلاً
وَفَضــلاً عَميمــاً جــلَ أَن يَتَقَومــا
إِمــام النَــبيين الكِــرام وَسـَيد
إِلـى الحَـق فـي فَصل القَضاء تَقَدما
وَإِن غَــدَت القَــوم الكِـرام فَـإِنَّهُ
يَكــون أَجَــل العــالَمين وَأَكرَمـا
هُـوَ القَمَـر الأَعلـى الَّـذي ضَم صحبه
وَفَرقَهُـم فـي سـائر الكَـون أَنجُمـا
وَكَـم راوَدَتـهُ الشـم عَـن نَفسه فَما
رَأَت قَلبـــه إِلا غَنيـــاً مُكرمـــا
وَرب حَصـى جَيـش مِـن الشـرك أقصـدت
فَفـاقَت عَصـا موسى وَعَزم ابن مريَما
وَكَـم نـار حَـرب خاضـَها صـارَ حَرها
كَمـا نـار إِبراهيـم أهَـدى وَأَسلَما
وَأَحيــا قُلــوب العـارِفين بِهَـديه
وَرَوى بِــهِ بَعـدَ الحَـرارة وَالظَمـا
عَلَيــهِ صــَلاة اللَــه ثُــم ســَلامه
مَـدى الـدَهر مـا حـادَ حدا وَتَرَنَّما
صــَلاة يَعــم الآل وَالصــَحب نَشـرها
وَكُــل العِبــاد الصـالِحين تكرمـا
حسين بن علي بن حسن بن محمد بن فارس العشاري البغدادي الشافعي نجم الدين أبو عبد الله.يعود أصله إلى العشارة وهي بلدة تقع على ضفة نهر الخابور وكانت تابعة في العهد العثماني إلى لواء دير الزور، ولد وتعلم ببغداد، وفي تاريخ ولادته خلاف إذ وجد رسالة كتبها باسم والي بغداد إلى الشريف مسعود بن سعيد بن زيد المتوفى سنة 1165ه وهي بالتالي تناقض التاريخ الذي ذكره المرادي أنه ولد سنة 1150ه.وكان من أساتذته الشيخ جمال الدين عبد الله ابن حسين السويدي البغدادي المتوفى سنة 1174 ه وولده الشيخ عبد الرحمن السويدي المتوفى سنة 1200ه وكان خطه جميلاً نسخ به كثيراً من الكتب.له: (حاشية على شرح الحضرمية لابن حجر الهيتمي)، (حاشية على جمع الجوامع في أصول الفقه)، (رسالة في مباحث الإمامة)، (ديوان الشعر).