
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيُّهــا ذا الَّــذي يجـرّ الإِزارا
وَالغــبيّ المَفعــوم اِسـتكبارا
قَـد تخـذت الحَيـا خلاقـاً وَخلقا
فـــدثاراً جعلتـــه وَشـــعارا
تَســتَبيح الســباب وَهُـوَ فسـوق
لِلَّــذي حــادَ عَـن لقـاك ودارا
وَلمــاذا ناشـدتك اللَـه تبـدي
خطلا للَّــــذي أَراد اِعتِـــذارا
مــا تبعـت النَـبي فينـاً وكلا
مــا تبعـت الصـَحابة الأَبـرارا
أَنا جار وَالمجد يا عير أَن تحس
ن للجــار مـا أَقـام الجـوارا
كـانَ عـذري عَـن التـولي بـأَنّي
أَرمــد العيـن لا أَرى الأَنـوارا
وَكَمـــا أَنــتَ وابــل وَعَســير
أَن يلاقــي إِذا همــى مــدرارا
وَخـذ العـذر ثانيـاً وهـو الحق
الَّــذي لا يَــرى عليــه غبـارا
إِنَّمــا أَنــتَ كالـذباب لجاجـا
يَتَحـــامى لِقــاؤُهُ اِســتقذارا
أَبَــدا لَـن تَكـون تـبراً وَلَكِـن
خـــزف كنــت يحفــظ الأَقــذار
يَتقــي مســّه وان مَــسّ يَومــا
أَمّ فيـــه المطهــرون بحــارا
لَيــسَ للتــبر إِن تكنــه صـلاح
كلمــا ذاب لَــن يَكـون نضـارا
يـا قَليـل الحَيـاء تطلـب مَدحاً
وَتــــولىّ لعـــائِذ إِدبـــارا
غيــر بــدع وَأَنـتَ عجمـاء جـوّ
كلمــا أَتلفتــه كــانَ جبـارا
لَـو يُنـادي الكَمـال دونـك هَذا
لتــولى الكَمــال منـك فـرارا
قَــد تنافيتهــا بكــل ســَبيل
بَللا كُنتَـــه وَكـــانَ النــارا
تَتَــراءى لَــدى الضــَلالَة جَهلا
وَعَــن الحلـم وَالحَيـا تَتـوارى
يـا سـَخيف الطبـاع ضـيف غَريـب
ذاق منـك المـرار صـَرفاً مِرارا
لَـم تَكُـن ماجِـداً وَلسـت كَريمـا
وَتمشـــيت للـــذَميم بـــدارا
منــع العقـل أَن تَكـون مَلومـا
وَحجــا قَلبــك الفكــر طــارا
لَــن تــداري جهالــة وَضــلالا
وَالَّــذي لا يُـداري لَيـسَ يُـداري
أَنَ صـخر مـن الصـَفا لابـن عمرو
خرقّــت أختــه عليـه الصـدارا
بـؤت بَيـنَ الـوَرى بأسـوأ صـيت
فـي دنـيّ الفعـال ما أَن يجاري
قمــت للــؤم وَالخَنــا بِخَميـس
جــاءَ للمجــد زاحِفــاً جـرارا
فَلتَكُـن مـا بقـي الزَمان لَئيماً
مـا عليـه النهـى تَـرى إِنكارا
أبو عبد الله محمد بن محمد بن القاضي المعروف بالشاعر التونسي.ولد بباجة خلال العقد الثاني من القرن الثاني عشر، تعلم بالكتاب في مسقط رأسه وتحت رعاية جده الذي كان قاضياً للمدينة، ثم التحق بجامع الزيتونة في تونس العاصمة لمواصلة الدراسة، واشتغل بعد التخرج مدرساً بالجامع الأعظم، سماه الأمير حسين بن علي تركي قاضياً للمحلة، ثم مربياً لأبنائه، ولازم الأمير في حله وترحاله وفر معه إلى القيروان سنة 1148هـ، ثم التجأ إلى قسنطينة ثم الجزائر، وعاد إلى تونس سنة 1169هـ عندما تمكن محمد الرشيد من استرجاع عرش والدهما، ثم انقطع في داره للعبادة والتأليف، حج سنة 1180 هـ، وزار مصر والشام، توفي بنواحي الشام.أهم آثاره: (ديوان شعر)، و(شرح قصيدة تحريك السواكن)، و(رسالة في العروض)، و(رسائل ومنظومات في الفقه والمنطق والقراءات).