
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيُّ بُشـرى كسـت الـدُنيا بَهـاءا
قُـم فهنّـي الأرض فيها والسماءا
طَبَّـــقَ الأرجـــاءَ منهـــا أرجٌ
عطَّــرت نفحــةُ ريَّـاه الفضـاءا
بعثـــةٌ أعلَــنَ جبريــلُ بهــا
قبل ذا في الملأ الأعلى النداءا
قــائلاً قـد بُعِـث النـورُ الـذي
ليـس يخشـى أبدَ الدهرِ انطفاءا
فهنيئاً فُتِـــحَ الخيـــرُ بمــن
ختَــم الرحمـنُ فيـه الأَنبيـاءا
وأتــى أكــرمُ مبعــوثٍ قـد اخ
تـارهُ اللـهُ انتجاباً واصطفاءا
ســيّدُ الرســلِ جميعــاً أحمــدٌ
مَـن بعليـاهُ أتـى الذكر ثناءا
مبعـــثٌ قـــد وَلَــدته ليلــةٌ
للـورى ظلماؤهـا كـانت ضـياءا
بُــوركت مـن ليلـةٍ فـي صـُبحها
كَشـف اللـه عـن الحـقِّ الغطاءا
خلـــع اللــهُ عليهــا نضــرةً
راقــت العـالَم زهـواً واجتلاءا
كلمــا مــرَّت حلــت فـي مرِّهـا
راحـةُ الأفـراحِ رشـفاً وانتشاءا
واســتهلَّ الـدهرُ يُثنـي مُطربـاً
عطـفَ نشـوانٍ ويختـالُ ازدهـاءا
فلتهــنِّ الملــةُ الغــرَّاءُ مَـن
أَحكـمَ اللـهُ بـه منها البناءا
ولتُباهِــل فيـه أعـداءَ الهـدى
ولتبـاهِ اليـومَ فيـه العلماءا
ذو محيًّـا فيـه تُستَسـقى السـما
وبنــانٍ علَّـم الجـودَ السـماءا
رقَّ بشــراً وجهــهُ حــتى لقــد
كـاد أن يقطـرَ منه البشرُ ماءا
فعلــى نـورِ الهـدى مـن وجهـه
وجـدَ الناسُ إلى الرشد اهتداءا
فهـو ظـلُّ اللـهِ فـي الأَرضِ علـى
فئةِ الحــقِّ بلطـف اللـهِ فـاءا
فكفـــى هاشــم فخــراً أنَّهــا
وَلـــدته لمزاياهـــا وِعــاءا
فلهـا اليـومَ انتهـى الفخرُ به
ولـه الفخـرُ ابتداءاً وانتهاءا
سـادَ أهـلَ الـدينِ علمـاً وتقًـى
وصـــلاحاً وعفافـــاً وإبـــاءا
زانَ ســـامرّا وكــانت عــاطلاً
تتشــكّى مـن محلّيهـا الجفـاءا
وغــــدت أفناؤهــــا آنســـةً
وهـي كـانت أوحـشَ الأرضِ فنـاءا
حـيِّ فيهـا المرقـدَ الأسـنى وقل
زادك اللـــهُ بهــاءً وســناءا
إنمـــا أنـــت فِــراشٌ للأُلــى
جعـل اللـهُ السـما فيهم بناءا
مـا حـوت أبراجُهـا مـن شـُهبها
كوجــوهٍ فيــك فاقتهـا بهـاءا
قــد تـوارت فيـك أقمـارُ هـدًى
ودَّت الشـمسُ لهـا تغـدو فـداءا
أبـداً تـزدادُ فـي العليـا سنًى
وظهــوراً كلَّمــا زيـدت خفـاءا
ثـم نـادي القبـةَ العليـا وقل
طـاوِلي يا قبةَ الهادي السماءا
بمعــالي العســكريين اشــمخي
وعلـــى أفلاكهــا زِيــدي عَلاءا
واغلـبي زهرَ الدراري في السنا
فبــك العـالمُ لا فيهـا أضـاءا
خطَّـــكِ اللـــهُ تعـــالى دارةً
لــذُكائي شــرفٍ فاقــا ذُكـاءا
وبنــا عــرّج علـى تلـكَ الـتي
أودعتنـا عنـدَها الغيبـةُ داءا
حجـب اللـهُ بهـا الـداعي الذي
هـو للأعيـنِ قـد كـان الضـياءا
وبهـــا الأملاكُ فـــي ألطــافه
للــورى تهبــطُ صـبحاً ومسـاءا
قــف وقــل عــن مهجـةٍ ذائبـةٍ
ومـن العينيـنِ فانضـجها دماءا
يـا إمـامَ العصـرِ مـا أقتلهـا
حسـرةً كـانت هي الداء العياءا
مَطلتنــا الـبرءَ فـي تعليلهـا
وســوى مـرءاكَ لا نَلقـى شـفاءا
بـــرئت ذمّــةُ جبــارِ الســما
مـن أُنـاسٍ منك قد أضحوا بُراءا
فمـــتى تَــبردُ أحشــاءٌ لنــا
كِـدنَ بالأنفـاسِ يُضـرمن الهواءا
ونـرى يـا قـائمَ الحـقِّ انتضـت
سـيفَها منـك يـدُ الله انتضاءا
أفهــل نبقــى كمــا تُبصــرُنا
نُنفِــذ الأيـامَ والصـبر رَجـاءا
لا رأى الرحمـةَ مـن قـال رياءا
قلَّــت الــروحُ لمولاهـا فـداءا
حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني.شاعر أهل البيت في العراق، مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف.مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود.شعره حسن، ترفع به عن المدح والاستجداء، وكان موصوفاً بالسخاء.له ديوان شعر أسماه (الدر اليتيم ـ ط)،، وأشهر شعره حولياته في رثاء الحسين.له كتب منها:( كتاب العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل ـ ط) جزآن، و (الأشجان في مراثي خير إنسان ـ خ)، و (دمية القصر في شعراء العصر ـ خ).