
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قُــم ناشـد الإِسـلامَ عـن مُصـابه
أُصـــيب بـــالنبيّ أم كتــابه
أم أنَّ ركـب المـوت عنه قد سرى
بــالرُّوح محمــولاً علـى ركـابه
بـل قضـى نفـسُ النـبيّ المرتضى
وأُدرج الليلــة فــي أثــوابه
مضــى علــى اهتضــامه بغُصــَّة
غـصَّ بهـا الـدهرُ مـدى أحقـابه
عـاش غريبـاً بينهـا وقـد قضـى
بســيف أشـقاها علـى اعـترابه
لقـد أراقـوا ليلـة القدر دماً
دماؤُهــا انصــببن بانصــبابه
تنــزَّلُ الــرّوح فــوافى روحَـه
صــاعدةً شــوقاً إلــى ثــوابه
فضـــجَّ والأملاك فيهـــا ضـــجَّةً
منهـا اقشـعرَّ الكـونُ في إهابه
وانقلــب الســلامُ للفجـر بهـا
للحشــر إعــوالاً علــى مُصـابه
اللـه نفـسُ أحمـدٍ مـن قـد غدا
مـن نفـس كـلِّ مـؤمنٍ أولـى بـه
غــادرهُ ابــنُ ملجــمٍ ووجهــهُ
مُخضــَّبٌ بالــدم فــي محرابــه
وجــهٌ لــوجه اللـه كـم عفَّـره
فــي مســجدٍ كـان أبـا ترابِـه
فــاغبرَّ وجـه الـدين لاصـفراره
وخُضـــِّب الإيمـــان لاختضـــابه
ويزعمُــون حيــثُ طلــوا دمــهُ
فـي صـومهم قـد زيـد في ثوابه
والصـومُ يـدعو كـلَّ عـامٍ صارخاً
قــد نضـحوا دَمـي علـى ثيـابه
إطاعــةٌ قتلُهــم مَـن لـم يكـن
تُقبــلُ طاعــاتُ الـورى إلاَّ بـه
قتلتُــم الصــلاة فـي محرابهـا
يـا قـاتليه وهـو فـي محرابـه
وشــقَّ رأس العــدل سـفُ جـوركم
مُـذ شـقَّ منـه الـرأس في ذبابه
فليبــك جبريــلُ لـه ولينتحـب
فــي الملأ الأعلـى علـى مُصـابه
نعـم بكـى والغيـثُ مـن بُكـائه
ينحــبُ والرعــدُ مـن انتحـابه
منتــدباً فــي صــرخةٍ وإنَّمــا
يستصـرخ المهـديّ فـي انتـدابه
يـا أيهـا المحجـوبُ عـن شيعته
وكاشــف الغُمّـى علـى احتجـابه
كـم تغمـد السـيف لقـد تقطَّعـت
رقـابُ أهـلِ الحـقّ فـي ارتقابه
فــانهض لهــا فليـس إلاَّك لهـا
قــد سـئم الصـابرُ جـرع صـابه
واطلُـب أبـاك المرتضى ممَّن غدا
مُنقلبــاً عنــهُ علــى أَعقـابه
فهـو كتـاب اللـه ضـاع بينهـم
فاسـأل بـأمر اللـه عـن كتابه
وقـــل ولكــن بلســان مُرهــفٍ
واجعـل دمـاء القـوم في جوابه
يـا عُصـبة الإلحـاد أين من قضى
مُحتســباً وكنــتِ فـي احتسـابه
أيــن أميــر المـؤمنين أومـا
عـن قتلـه اكتفيـت في اغتصابه
للــه كــم جُرعـة غيـظٍ سـاغها
بعــد نـبيّ اللـه مـن أَصـحابه
وهـي علـى العـالمِ لـو تـوزَّعت
أشــرقت العــالمَ فــي شـرابه
فــابغَ إلـى أحمـدَ ثقـل أحمـدٍ
وقُـل لـه يـا خيـر مَن يُدعى به
إنَّ الأُلـى علـى النفـاقِ مَـرَدوا
قــد كشـفوا بَعـدك عـن نِقـابِه
وصــيَّروا ســَرح الهُـدى فريسـةً
للغـيِّ بيـن الطلـسِ مـن ذِيـابه
وغــادروا حــقَّ أخيــك مُضــغةً
يلوكهــا الباطـلُ فـي أنيـابِه
وظــلَّ راعـي إفكهـم يحلـبُ مِـن
ضـرع لبـون الجـور فـي وطـابه
فالأمَّـةُ اليـومَ غـدت فـي مَجهـلٍ
ضــلَّت طريـقَ الحـقِّ فـي شـعابه
عــادوا بهــا بَعــدك جاهليَّـةً
مذ قتلوا الهادي الذي تُهدى به
لــم يتشــعَّب فــي قريـش نسـبٌ
إلاَّ غَـدا فـي المحـضِ مِـن لُبابه
حتَّــى أتيــت فــأَتى فـي حسـبٍ
قـد دخـلَ التنزيـلُ فـي حسـابه
فيــا لهـا غَلطـةُ دهـرٍ بعـدها
لا يَحمــدُ الــدهر علـى صـوابِه
مشــى إلـى خُلـفٍ بهـا فأصـبحت
أَرؤُســهُ تتبــع مــن أَذنــابِه
ومــا كفــاهُ أن أرانــا ضـِلَّة
وِهــادهُ تعلــو علــى هِضــابه
حتَّــى أرانــا ذئبَــه مُفترسـاً
بيـن الشـبولِ لَيثـه فـي غـابِه
هــذا أَميـرُ المـؤمنين بعـدما
ألجــأهم للــدين فــي ضـِرابه
وقــادَ مــن عُتــاتِهم مَصـاعباً
مـا أسـمَحت لـولا شـبا قِرضـابه
قـد أَلـفَ الهيجـاءَ حتَّـى ليلها
أغرابــه يــأنس فــي عُقــابه
يمشـي إليهـا وهـوَ فـي ذِهـابِه
أشــدُّ شــوقاً منـه فـي إيـابه
كالشـبلِ فـي وثبتـهِ والسيفُ في
هبَّتــه والصــلُّ فــي انسـيابه
أرادهُ مَــن لــو لحَظتـه عينـهُ
فــي مــأزقٍ لفـرَّ مـن إرهـابه
ومـرَّ مـن بيـن الجمـوعِ هاربـاً
يَــودُّ أن يَخــرجَ مــن إهــابِه
وهـوَ لعمـري لـو يشـاءُ لَم ينَل
مـا نـال أشقى القوم في آرابه
لكــن غــدا مُســلِّماً مُحتســِباً
والخيـر كـلّ الخير في احتسابه
صــلَّى عليـه اللـه مـن مضـطهدٍ
قـد أغضبوا الرحمن في اغتصابِه
حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني.شاعر أهل البيت في العراق، مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف.مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود.شعره حسن، ترفع به عن المدح والاستجداء، وكان موصوفاً بالسخاء.له ديوان شعر أسماه (الدر اليتيم ـ ط)،، وأشهر شعره حولياته في رثاء الحسين.له كتب منها:( كتاب العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل ـ ط) جزآن، و (الأشجان في مراثي خير إنسان ـ خ)، و (دمية القصر في شعراء العصر ـ خ).