
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حُــزتَ بالكـاظمينَ شـأناً كـبيرا
فــابقَ يــا صــحنُ آهلاً معمـورا
فـوق هـذا البهـاءِ تُكسـي بهـاءً
ولهــذي الأنــوارِ تـزدادُ نـورا
إنَّمــا أنــت جنَّــةٌ ضـرب اللـهُ
عليهــا كجنَّــة الخلــدِ ســورا
إن تكــن فُجِّــرت بهاتيــك عيـنٌ
وبهــا يشــربُ العبــاد نَميـرا
فلكــم فيــك مــن عُيـونٍ ولكـن
فُجّـــرت مــن حواســدٍ تفجيــرا
فــاخَرت أرضــُك السـماءَ وقـالت
إن يكــن مفخـرٌ فمنـيّ اسـتُعيرا
أتبـــاهينَ بالضـــُراحِ وعنــدي
مـن غـدا فيهمـا الضـراحُ فخورا
بمصــابيحيَ استضـيء فمـن شمسـي
يبــدو فيــكِ الصــباحُ ســَفورا
ولبيــتي المعمــور ربَّـا معـالٍ
شــرَّفا بيــت ربّــك المعمــورا
لـكِ فخـرُ المحـارةِ انفلقـت عـن
دُرَّتيــن اسـتقلَّتا الشـمس نـورا
وهمـــا قُبَّتـــان ليســت لكــلِّ
منهمــا قبَّــةُ الســماء نظيـرا
صــاغ كلتيهمــا بقـدرتِه الصـا
ئغُ مــن نــورِه وقــال أنيــرا
حــولَ كــلِّ منــارة مـن التـبرِ
يجلّـــي ســـناهما الـــديجورا
كبُــرت كــلُّ قُبَّــةٍ بهمـا شـأناً
فأبـــدت عليهمـــا التكــبيرا
فغــدت ذاتَ منظــرٍ لــك تحكــي
فيــه عــذراءَ تسـتخفُّ الوقـورا
كعـــروسٍ بَــدت بقرطــي نُضــارٍ
فملــت قلــبَ مجتليهــا سـُرورا
بُــوركت مـن منـائرٍ قـد أُقيمـت
عُمــداً تحمـلُ العظيـم الخطيـرا
رفعــت قبَّــةَ الوجــودِ ولــولا
مُمســـكاها لآذنـــت أن تمــورا
يـا لـك اللـه مـا أجلَّـك صـَحناً
وكفــى بــالجلال فيــك خفيــرا
حَـــرمٌ آمــنٌ بــه أودَع اللــهُ
تعـــالى حجـــابه المســـتورا
طبــتَ إمَّــا ثــراك مِسـكٌ وإمَّـا
عَبَـقُ المسـكِ مـن شـذاه استعيرا
بــل أراهــا كــافورة حملتهـا
الريــحُ خُلدِيَّــةً فطـابت مسـيرا
كلَّمــا مــرَّت الصــبا عرَّفتنــا
أنَّهــا جَــددت عليــك المـرورا
أيـنَ منهـا عطـرُ الإِمامـةِ لـولا
أنَّهــا قبَّلــت ثــراك العطيـرا
كيـف تحـبيري الثنـاءَ فقـل لـي
أنــت مــاذا لأُحســن التحـبيرا
صــــحنُ دارٍ أم دارةٌ نيّراهـــا
بهمـا الكـونُ قـد غـدا مستنيرا
إن أقــل أرضــُك الأثيـرُ ثراهـا
مــا أرانــي مـدحتُ إلاّ الأثيـرا
أنـت طـور النـورِ الذي مذ تجلَّى
لابــن عمــران دكَّ ذاك الطــورا
أنــت بيــتٌ برفعــه أذِن اللـهُ
لفرهــــادَ فاســـتهلَّ ســـرورا
وغـــدا رافِعــاً قواعــد بيــتٍ
طهَّـــر اللــهُ أهلــه تطهيــرا
خيـرُ صـرح علـى يـدي خيـرِ مَلـكٍ
قـــدَّر اللــهُ صــنعه تقــديرا
تلــك ذات العمـادِ لـو طـاوَلته
خــرَّ منهـا ذاك العمـادُ كسـيرا
أو رأى هــذهِ المبــاني كســرى
لـرأى مـا ابتنـاه قـدماً حقيرا
ولنــادى مُهنِّيــاً كـلَّ مـن جـاءَ
مــــن الفـــرسِ أوَّلاً وأخيـــرا
قــائلاً حســبكم بفرهــاد فخـراً
لا تعــدُّوا بهــرام أو ســابورا
قــد أقـراً العيـون منـك بصـنعٍ
عــاد طـرفُ الإسـلامِ فيـه قريـرا
وبهـذا البنـا لكـم شـادَ مجـداً
لــم يـزل فيـه ذكرُكـم منشـورا
وبعصــرٍ ســلطانُه ناصـر الـدين
فــأخلق بــأن يبـاهي العُصـورا
قـد حمـى حـوزةَ الهـدى فيـه ربٌّ
قـال كـن أنـت سـيفَه المنصـورا
مَلِــكٌ عــن أبٍ وعــن حــدِّ سـيفٍ
ورث الملــكَ تــاجهُ والســريرا
تحســنُ الشــمسُ أن تشــبَّه فيـه
لــو أنــارت عشــيَّةً أو بكـورا
يـا مُقيـل العِثـار تُهنيـك بُشرى
تركـــت جــدَّ حاســديك عَثــورا
مــن رأى قبــلَ ذا كعمِّــك عمًّـا
ليـس تُغنـي الملـوك عنـه نقيرا
وســـِعت راحتــاه أيــامَ عصــرٍ
لــم يلــدن الإنسـان إلاَّ قَتـورا
بَــثَّ أكرومــةً تُريــك المعـالي
ضـاحكات الوجـودِ تجلـو الثغورا
ذَخــر الفـوز فـي مبـانٍ أرتنـا
أنَّــه كــان كنزَهــا المـذخُورا
ونظرنــا فــي بــذلهِ فهتفنــا
هكــذا تَبـذِل الملـوك الخطيـرا
قــد كسـى هـذهِ المقاصـرَ وشـياً
فسيُكســى وشــياً ويحيـى قصـورا
صــاحِ والطــورِ وهــوذا وكتـاب
فــوق جُــدرانِه بــدا مســطُورا
إنَّمــا الــرقُّ مُهـرِقٌ خـطَّ وصـفي
ذا البنـا فيـهِ فاغتـدى منشورا
لــك فــي دفَّــتيه ســحرٌ ولكـن
خطَّــه مـذ بَـرى البليـغَ زبـورا
فـاروِ عنِّـي سـحارةَ الحسن واحذر
لافتنـــانٍ بســحرِها أن تطيــرا
وتحــدَّث بفضــل فرهــاد وانظـر
كيــف منـه نشـرتَ روضـاً نضـيرا
مستشــارٌ فــي كــلِّ أمـرٍ ولكـن
لسـوى السـيفِ لـم يكـن مُستشيرا
فــي حجـور الحـروب شـبَّ وكـانت
أظهُـرُ الصـافناتِ تِلـك الحجـورا
قـد حبـا فـي الملا فكـان غماماً
واجتـبى فـي العُلـى فكان ثَبيرا
مُلأت بُردتـــاهُ علمـــاً وحلمــاً
وحجــى راســخاً وجُــوداً غزيـرا
لا تقــس جــودَ كفِّــه بـالغوادي
ونـــدى كفِّــه يمــدُّ البحــورا
بـل مـن البحـرِ تسـتمدُّ الغوادي
كــم عليــهِ تطفَّلـت كـي تميـرا
قَـلَّ فـي عصـرنا الكـرامُ وفي فر
هــادَ ذاك القليـلُ صـار كـثيرا
كـــم رقـــابٍ أرقَّهــا ورقــابٍ
حرَّرتهــــا هبـــاتُه تحريـــرا
إن رأينــا نهـر المجـرَّةِ قـدماً
عَــبرته الشــِعرى وكـان صـغيرا
فهــي اليــوم دونَـهُ وقفـت مـن
دونِ بحــرٍ فلا تُســمَّى العَبــورا
فَــرش النيّريــن كــفّ الثريَّــا
فــي ســماطي نـادي عُلاه وثيـرا
وعليـــه اتكـــا بــأعلى رواقٍ
تخِــذَ المكرمــات فيــه سـميرا
وغــدا باســطاً بــه كــفَّ جـودٍ
نَشــرت ميّــت النـدى المقبـورا
ودعــا يــا رجـاءُ هـاك بنـاني
فاحتلبهــا لبــونَ جُــودٍ دَرورا
وتشــــطَّر ضــــروعها حـــافلاتٍ
لا ثلوثـــاً ولا نــزوراً شــطورا
واتــرك غيرهــا فتلــك زَبــون
تــدع القعـبَ فـي يـديك كسـيرا
وعلــى العصــبِ لا تــدرَّ فـأولى
لـو جعلـتَ العصـاب عضـباً طريرا
سـعدُ قـرِّط مسـامعَ الـدهر إنشادَ
ك تُسـمِع مـن شـئت حتَّـى الصخورا
وعلــى بلــدة الجــوادين عـرِّج
بـــالقوافي مُهنّيـــاً وبشــيرا
قــل لهـا لا برحـتِ فـردوس أُنـسٍ
فيك تلقى الناسُ الهنا والحُبورا
مــا نزلنــا حِمــاك إلاَّ وجـدنا
بلـــداً طيبــاً وربًّــا غفــورا
وإمــامين يُنقــذان مـن النـار
لمــن فيهمــا غــدا مُســتجيرا
وعليمـاً غـدا أبـاً لبنـي العلم
وأكـــرِم بـــه أبيًّــا غيــورا
وأغــرًّا أذيــالُ تقــواهُ للنـا
س نفضـن الـدنيا وكـانت غَـرورا
كـم بسـطنا الخطـوب أيـدٍ أرتنا
أخــذل النـاس مـن أعـدَّ نصـيرا
وطواهــا محمــدُ الحسـنُ الفعـل
فلا زالَ فضــــــلهُ مشـــــهورا
فهـو فـي الحـقِّ شيخُ طائفةِ الحقِّ
ومــن قــال غيـر ذا قـال زُورا
طبــــتِ أهلاً وتربـــةً وهـــواءً
كـــم نشــقنا بجــوِّه كــافُورا
قـد حمـاكِ المهـديُّ عن أن تضامي
وكفـــاكِ المخشــيَّ والمحــذورا
ومـــن الأمــنِ مــدَّ فوقــك ظِلاًّ
ومــن الفخـرِ قـد كسـاكِ حَـبيرا
مــن يُســامي عُلاهُ شـيخاً كـبيراً
ولــه دانــت القُــرومُ صــغيرا
لـم نجـد ثانيـاً له كان بالفخرِ
خليقـــاً وبالثنـــاءِ جـــديرا
غيـر عبـد الهـادي أخيه أخي ال
سـيفِ مقـالاً فصـلاً وعزمـاً مـبيرا
وأخـي الشـمس طلعـةً تُبهِـت الشم
سَ إذا وجهـــهُ اســتهلَّ منيــرا
وأخـــي الغيـــثِ راحــةً تخــج
ل الغيـثَ ولو ساجلته نوءً غزيرا
قمـــرا ســُؤددٍ وفرعــا معــالٍ
أثمــرا أنجمــاً زهَــت وبـدورا
حفظـا فيـكَ حـوزة الـدين إذ كم
عنــكَ ردَّا بـاعَ الزمـان قصـيرا
واســـتطالا بهمَّــةٍ يأســرانِ ال
خطــبَ فيهــا ويُطلقـانِ الأسـيرا
فبهــا شــيَّدا معـاً طـورَ مُوسـى
مــن رأى همَّــةً تُشــيد الطـورا
ومقاصــيرَ لــو تكلَّفهـا الـدهرُ
لأعيــى عجــزاً وأبـدى القصـورا
محكمـاتِ البنـاءِ تنهـدمُ الدنيا
ويبقــــى بنــــاؤهن دُهـــورا
باشـــرا ذاك البنـــاءَ بخُــبر
لـم يريـدا إلاَّ اللطيـفَ الخبيرا
فيـه كانـا أعـفَّ فـي اللـهِ كفًّا
ووراءَ الغيــوبِ أنقــى ضــميرا
أجهـداها فـي خدمـة الدين نفساً
شــكرَ اللــهُ سـعيَها المشـكورا
أتعباهـــا لتســـتريحَ بيـــومٍ
فيــه تلقــى جزاءهــا موفـورا
يَعـدِلُ الحـجَّ ذلـك العملُ الصالحُ
إذ كــــان مثلُــــه مـــبرورا
وعـــدَ اللـــهُ أن يُعِــدَّ لكــلٍّ
منهمـــا فيــه جنَّــةً وحريــرا
أيهـا الصـحنُ لـم تـزل للمُصـلَّى
ومــن الــذنبِ مســجداً وطهـورا
دُمـتَ مـا أرسـتِ الجبـالُ وبـاني
كَ ليــومِ يُـدعى بهـا أن تسـيرا
واسـتطبها مِعطـارةَ النظـمِ منها
تَحســبُ اللفــظَ لؤلـؤاً منثـورا
خُتِمـت كافتتاحهـا فيـك لا تعلـم
أيًّـــا شـــذاهُ أذكــى عَــبيرا
حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني.شاعر أهل البيت في العراق، مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف.مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود.شعره حسن، ترفع به عن المدح والاستجداء، وكان موصوفاً بالسخاء.له ديوان شعر أسماه (الدر اليتيم ـ ط)،، وأشهر شعره حولياته في رثاء الحسين.له كتب منها:( كتاب العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل ـ ط) جزآن، و (الأشجان في مراثي خير إنسان ـ خ)، و (دمية القصر في شعراء العصر ـ خ).