
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كـذا يظهَـرُ المعجـزُ البـاهِرُ
فيشـــهدهُ الــبرُّ والفــاجِرُ
ويــروي الكرامــة مــأثورةً
يلّغُهـــا الغــائب الحاضــر
يقـــرُّ لقــومٍ بهــا نــاظرٌ
ويقــذى لقــومٍ بهــا نـاظر
فقلــبٌ لهــا ترحــاً واقــعٌ
وقلــبٌ لهــا فرحــاً طــائر
أجِـل طـرفَ فكـرك يـا مسـتدلُّ
وانجِــد بطرفــكَ يــا غـائِر
تصـــفَّح مــآثر آلِ الرســول
وحســبُك مــا نَشــرَ الناشـر
ودونكــــهُ نبـــأً صـــادقاً
لقلــبِ العــدوّ هـو البـاقر
فمـن صـاحب الأمر أمس استبان
لنــا معجــزٌ أمــرُهُ بــاهرُ
بموضــعِ غيبتــهِ قــد ألــمَّ
أخــو عِلَّــةٍ داؤُهــا ظــاهر
رمـى فمـهُ باعتقـالِ اللسـانِ
رامٍ هـــو الزمــنُ الغــادر
فأقبـــل ملتمِســاً للشــفاءِ
لـدى مَـن هـو الغائبُ الحاضر
ولقَّنـــه القـــول مســتأجرٌ
عـن القصـدِ فـي أمـرِه جـائر
فبينــاهُ فــي تعــبٍ ناصــب
ومــن ضــجرهِ فكــره حــائر
إذا انحـلَّ مـن ذلـك الاعتقال
وبـــارَحَه ذلـــك الضـــائر
فـراح لمـولاه فـي الحامـدين
وهـــــــو لألائِهِ ذاكــــــر
لعمـــري لقــد مَســَحت داءهُ
يــدٌ كــلُّ حــيٍّ لهــا شـاكر
يـدٌ لـم تـزل رحمـةً للعبـادِ
كـــذلك أنشـــأها الفــاطر
تحـــدَّث وإن كَرِهـــت أنفــسٌ
يضــيقُ شـجَى صـدرُها الـواغر
وقــل إنَّ قــائمَ آلِ النــبي
لــه النهـيُ وهـو هـو الآمـر
أيمنــــعُ زائِره الاعتقـــالُ
ممَّــا بــه ينطــق الــزائر
ويــدعوه صــدقاً إلــى حَلِّـه
ويغضــي علــى أنَّـه القـادر
ويكبــو مُرجيّـه دونَ الغيـاثِ
وهــو يقبــلُ بــه العــاثر
أُحاشـيه بـل هـو نِعمَ المغيث
إذا نَضــنَض الحـادثُ الفـاغر
فهــذي الكرامـة لا مـا غـدا
يلفِّقـــهُ الفاســقُ الفــاجر
أدِم ذكرهـا يـا لسانَ الزمانُ
وفــي نشــرِها فمُـك العـاطر
وهــنِّ بهــا سـُرَّ مـرَّا ومَنـذ
بـــه ربعُهــا آهــلٌ عــامر
هـو السـيد الحسـن المجتـبى
خضــمّ النـدى غيثـه الهـامر
وقــل يـا تقدَّسـتِ مـن بقعـةٍ
بهــا يَغفـرُ الزلّـةَ الغـافرُ
كلا اســميكِ للنـاسِ بـادٍ لـه
بــــأوجهِهم أثـــرٌ ظـــاهر
فـــأنت لبعضــِهم ســُرَّ مَــن
رأى وهــو نعــتٌ لــه زاهـر
وأنــت لبعضــِهم ســاءَ مَــن
رأى وبـــه يوصــَفُ الخاســر
لقـد أطلِـقَ الحسـن المكرمات
محيَّــاكِ وهــو بَهــاً ســافر
فـــأنتِ حديقــةُ أُنــس بــه
وأخلاقُـــهُ روضـــُكِ النــاظر
عليــمٌ تربَّــى بجحـر الهُـدى
ونسـجُ التقـى بـردُهُ الطـاهر
هـو البحـر لكن طما بالعلوم
علــى أنَّــه بالنــدى زاخـر
علـى جـودِه اختلـف العالمون
يبشـــِرُ واردهـــا الصــادر
بحيث المُنى ليس يشكو العقام
أبوهـــا ولا أُمُّهـــا عــاقر
فتًـى ذكـرُه طار في الصالحات
وفــي الخـافقين بهـا طـائر
لقــد جــلَّ قــدراً فلا نـاظمٌ
ينـــــالُ عُلاهُ ولا نـــــاثر
يبــاري الصــَبا كرمـاً كفّـه
علــى أنَّــه بالصــبا سـاحر
فـإن أمطـر استحيتِ الغادياتُ
ونـادت لأنـت الحيـا المـاطر
فيـا حافظـاً بيضـة المسلمين
لأنــت لكســرِ الهــدى جـابر
فبلّغــت لــذَّتها مَــن سـواك
وبالزهــد أنــت لهـا هـاجر
تمنِّيهــم فـي حمـاك المنيـعِ
وهمُّــــك خـــالفهُم ســـاهر
ســـبقتم علاً بــدوام الإِلــه
يــدومُ لكــم عــزّه القـاهر
وحولَـك أهـل الوجـوه الوضاءِ
وكــلٌّ هــو الكـوكب الزاهـر
كـذا فلتكـن عـترةُ الأنبيـاء
وإلاَّ فمــا الفخـرُ يـا فـاخِر
ولا سـهرت فيـك عيـنُ الحسـود
إلاَّ وفـــي جفنِهـــا غـــائر
فليـــــس لعليـــــاكمُ أوَّلٌ
وليــــس لعليـــاكمُ آخـــرُ
وكلُّهــــم عــــالِمٌ عامـــلٌ
وغيرُهــــم لابــــنٌ تـــامِر
لكـم قولةُ الفصل يومَ الخصام
ويـومَ النـدى الكـرمُ الغامر
وَفَــرت علـى النـاسِ دنيـاهُم
فكـــلٌّ لــه حســنُها ســاحر
وكــلٌّ نجــومُ هــدًى مـن عُلاك
بهـــا فلــكٌ بالهنــا دائر
فـإن جُـدت فالعـارضُ المستهلُّ
وإن قُلــتَ فالمثــل السـائر
فـــدُم دار مجــدك مأهولــةٌ
وبـــابُ علاك بهـــا عـــامر
حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني.شاعر أهل البيت في العراق، مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف.مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود.شعره حسن، ترفع به عن المدح والاستجداء، وكان موصوفاً بالسخاء.له ديوان شعر أسماه (الدر اليتيم ـ ط)،، وأشهر شعره حولياته في رثاء الحسين.له كتب منها:( كتاب العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل ـ ط) جزآن، و (الأشجان في مراثي خير إنسان ـ خ)، و (دمية القصر في شعراء العصر ـ خ).