
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَهاشــمُ تَيـمٌ جـلَّ منـكِ ارتكابُهـا
حــرامٌ بغيــر المُرهفـاتِ عتابُهـا
هـي القُرحـةُ الأُولى التي مضَّ داؤها
بأحشـاكِ حتَّـى ليـس يبرى انشعابُها
لقـد أوجعـتْ منـكِ القلـوبَ بلسعِها
عقــاربُ ضــِغن أعقبَتهــا دبابهـا
إلـى الآن يَـبرى سـمُّها منـكِ مهجـةً
بإبرتِهــا قـد شـُقَّ عنهـا حِجابهـا
كـأن لـم يكـن ضـدًّا سـواه مقاوِماً
حياتَــكِ مقصــوراً عليهـا ذِهابُهـا
لهـا الغدرُ لم تسلَم لباري نفوسِها
فتُلـوى لمـن وُلـي عليهـا رِقابهـا
ولا صــدَّقت يومـاً بمـا فـي كتـابِه
فتخشـى الـذي يَحصـي عليها كتابُها
ولا آمنـتْ بـاللهِ لم يغدُ في الورى
بــإِمرةِ مـولى المُـؤمنين خِطابهـا
علـتْ فـوق أعـوادِ الرسـول لبيعـةٍ
بهـا مِن ثقيل الوزر طال احتقابها
تُقلِّــب بيــن المســلمين أنـاملاً
تُريــكَ عـن الإِسـلام كيـف انقلابُهـا
أعــدْ نظــراً نحـو الخلافـة أيّمـا
أحــقُّ بــأن تضـفو عليـه ثيابهـا
أَمــن هــو نفـسٌ للنـبي أم الـتي
لـه كـان داءاً سـِلمُها واقترابهـا
ومـن دحـرجَ الأعـداءَ عنـه أم التي
لــه دُحرجــت تحـتَ الظلامِ دُبابُهـا
يقولــون بالإِجمــاع وُلِّــي أمرهـا
ضـئيلُ بنـي تيـم ليُنفـى ارتيابها
وهـل مَـدخلاً للرُشـد أبقـى وفيه مِن
مدينـةِ عِلـم اللـه قـد سـُدَّ بابها
بَلـى عـدِلتْ عن عَيبةِ العِلم واقتدت
بمــن مُلئت مـن كـل عيـبٍ عيابهـا
ولـو لـم يكن عَبدٌ مِن الله لم تَنَلْ
ولا لعقـــةً ممَّــا تحلَّــت كلابهــا
فللــهِ مــا جــرَّت ســقيفةُ غيِّهـا
علــى مرشـديها يـومَ جَـلَّ مُصـابها
بهـا ضـَربتْ غَصـباً علـى مُلـكِ أحمدٍ
بكــفِّ عَــديٍّ واســتمرَّ اغتِصــابُها
إلــى حيـث بـالأَمرِ اسـتبدَّت أُميَّـةٌ
فأَســفرَ عـن وجـهِ الضـَّلالِ نقابهـا
وأبـدت حقـودَ الجاهليـة بعـد مـا
لخـوفٍ مـن الإِسـلام طـال احتجابهـا
وســلَّت سـيوفاً أَظمـأَ اللـه حـدَّها
فأَضحى إلى دمُ الهادين وهو شَرابها
فقــل لِنـزارٍ سـوِّمي الخيـل إنَّهـا
تحــنُّ إلــى كـرِّ الطِـراد عِرابُهـا
لهـا إن وهبـتِ الأرض يومـاً أَرَتكِها
قـد انحـطَّ خلـفَ الخـافِقينِ ترابها
حـرامٌ علـى عينيـكِ مضمضـةُ الكَـرى
فــإنَّ لَيـالي الهـمِّ طـال حسـابها
فلا نـومَ حتَّـى توقَـد الحـرب منكُـم
بملمومــةٍ شــهباء يُـذكي شـهابها
تَسـاقى بـأفواهِ الضـُبا مِـن أُميَّـةٍ
مُــدام نجيــعٍ والــرُؤس حُبابهــا
كــأنَّ بأيــديها الضـُبا وبنودُهـا
إلـى مهـج الأبطـالِ تَهـوي حِرابهـا
فِـراخُ المنايـا فـي الوكور لرِقِّها
قـد التقَطـت حـبَّ القلـوبِ عقابُهـا
عَجبــتُ لكــم أن لا تجيـش نفوسـكم
وأَن لا يقيــئَ المرهفــاتِ قِرابهـا
وهـذي بنـو عَصـَّارة الخمـرِ أصـبحت
علـى مِنـبر الهـادي يَطـنُّ ذُبابهـا
رَقــدتِ وهبَّــت منـكِ تطلـبُ وِترهـا
إلـى أن شـَفى الحِقد القديم طِلابُها
نَضـت مِن سواد الثُّكل ما قد كسوتها
وأصـبحنَ حُمـراً مـن دِمـاكِ ثيابهـا
أَفـي كـلِّ يـومٍ منـكِ صدرُ ابن غابةٍ
تَــبيت عليــهِ رابضــاتٍ ذيابهــا
يُمــزِّق أَحشــاءَ الإِمامــةِ ظِفرهــا
عِنـاداً ويُـدمى من دم الوحي نابُها
لـكِ اللـه مـن موتـورةٍ هانَ غَلبُها
وعهـدي بهـا صـَعب المـرام غلابهـا
كـأَن مـن بنـي صـَخرٍ سيوفك لم تكن
مَقـامَ جفـونِ العيـن قـام ذبابهـا
وحَتَّـى كـأن لـم تنتـثر في صدورِها
أنــابيب سـمرٍ لـم تَخنـك حِرابُهـا
أَفـي الحـقِّ أن تحوي صفايا تراثكم
أَكــفٌّ عـن الإِسـلامِ طـال انجـذابها
وتَـذهب فـي الأحيـاءِ هـدراً دماؤكم
ويبطــل حتَّــى عنــد حَـربِ طِلابهـا
هَبـوا مـا علـى رُقشِ الأفاعي غَضاضةً
إذا ســلَّ منهـا ذات يـوم إهابهـا
فَهـل تصـفح الأَفعـى إذا مـا تلاقيا
علــى تِــرةٍ كـفُّ السـليمِ وَنابهـا
أيخرجهــا مــن مســتكنِّ وِجارهــا
ويَصـفو لـه بـالرغم منهـا لَصابها
ويَطرِقهــا حتَّــى يــدمِّي صــماخَها
بكــفٍّ لــه أَثَّــرنَ قـدماً نيابهـا
وتنســاب عَنـه لَـم تسـاوِر بَنـانَه
بِنهــشٍ ولـم يَعطـب حشـاه لعابهـا
فمـا تلـكَ مِن شأنِ الأفاعي فلِم غَدتْ
بهـا مُضـر الحمـراء ترضـى غضابها
أَصـبراً وأَعـرافُ السـوابق لـم يَكن
مـن الدّم في ليلِ الكفاحِ اختضابُها
أَصـبراً ولـم تُرفـع مـن النقع ضلّةٌ
يُحيــل بيــاضَ المشـرقين ضـُبابها
أَصــبراً وســمرُ الخَــطِّ لا متقصــِّدٌ
قَناهـا ولـم تنـدقّ طعنـاً حِرابهـا
أَصـبراً وبيـضُ الهنـدِ لم يُثن حدّها
ضـِرابٌ يَـردّ الشـوس تُـدمى رقابهـا
وتِلــكَ بــأَجراعِ الطفـوفِ نِسـاؤكم
عَليهـا الفلا اسـودَّت وضاقت رحابها
وتِلــكَ بــأَجراعِ الطفـوفِ نِسـاؤكم
يَهـدُّ الجبـالَ الراسـيات انتحابُها
حَواسـرَ بيـن القـوم لم تلقَ حاجباً
لهـا اللـهُ حَسرى أين منها حِجابها
كجمـرِ الغَضـا أكبـادُهنَّ مـن الظما
بِقفـرٍ لُعـاب الشـمسِ فيـه شـرابُها
تُــردِّدُ أنفاســاً حِــراراً وتَنثنـي
لهـا عـبراتٍ ليـسَ ينثني انصبابها
فَهاتيــكَ يُحرقــن الغـوادي وهـذِه
يَنـوب منـابَ الغاديـات انسـكابها
هواتــفُ مــن عَليـا قريـشٍ بعصـبةٍ
قَضـوا كسـيوفِ الهنـد فُـلَّ ذُبابهـا
مَضـوا حيـثُ لا الأقدامُ طائشة الخطا
ولا رُجّـــح الأحلام خَفَّـــت هضــابُها
تُطــارِحهم بــالعَتبِ شـجواً وإنَّمـا
دَمــاً فجّـر الصـخر الأصـمّ عتابهـا
تنـادي بصـوت زلزل الأرض في الورى
شــجى ضـعفه حتَّـى لَخيـف انقلابهـا
أفتيــان فِهـرٍ أيـن عـن فتيـاتِكم
حميَّتكــم والأُسـد لـم يُحـم غابهـا
أفتيــان فِهـرٍ أيـن عـن فتيـاتِكم
حفيظتكـم فـي الحـرب أن صرَّ نابها
أتصـفرُّ مـن رعـبٍ ولـم تنـض بيضكم
فيحمـرَّ مـن سـُود المنايـا إهابُها
وتقهرهــا حـربٌ علـى سـلب بُردِهـا
وأرجُلهــا بغيـاً يُبـاح انتهابهـا
وتتركهـا قسـراً ببيـداءَ مـن لظـى
هواجرهــا كــادت تــذوب هضـابها
علــى حيــن لا خـدرٌ تقيـلُ بِكسـره
عـن الشـمس حيث الأرض يغلي ترابها
فـوادحُ أجـرى مقلـة الأرض والسـَّما
دمـاً صـَبغت وجـه الصـعيدِ مصـابُها
فيـا من هُم الهادون والصفوةُ التي
عـن اللـهِ قُربـاً قاب قوسين قابها
عليكـم سـلامُ اللـهِ مـا ديمُ الحيا
مَرتهــا صــَبا ريـح فـدرَّ سـحابها
حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني.شاعر أهل البيت في العراق، مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف.مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود.شعره حسن، ترفع به عن المدح والاستجداء، وكان موصوفاً بالسخاء.له ديوان شعر أسماه (الدر اليتيم ـ ط)،، وأشهر شعره حولياته في رثاء الحسين.له كتب منها:( كتاب العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل ـ ط) جزآن، و (الأشجان في مراثي خير إنسان ـ خ)، و (دمية القصر في شعراء العصر ـ خ).