
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بشـرى فمولـدُ صـاحبِ الأمـرِ
أهـدي إليـك طـرائف البِشرِ
وبطلعـــةٍ منــه مباركــةٍ
حيّـى بوجهـك طلعـةَ البـدرِ
وكسـاك أفخـر خلعـةٍ مكثـت
زمنـاً تُنمِّقُهـا يـدُ الفخـر
هـي من طِراز الوحي لا نُزعت
عـن عِطـف مجـدك آخر العمر
وإليـك ناعمـةُ الهبوبِ سرت
قُدســيَّة النفحـاتِ والنشـر
فحبتـك عِطـراً ذاكيـاً وسوى
أرجِ النبـوَّة ليـس مـن عطر
الآن أضـحى الـدين مبتهجـاً
وفـم الإِمامـةِ باسـم الثغر
وتباشـرت أهـلُ السماءِ بمن
حفَّـت به البُشرى إلى الحشر
فَرِحـت بمـن لـولاهُ ما حُبيت
شـرف التنـزُّلِ ليلـة القدر
ولمــا أتــت فيـه مسـلِّمةً
بـالأمرِ حتَّـى مطلـع الفجـر
للــــه مولــــدهُ غـــدا
الإِســلامُ يخطُـر أيّمـا خَطـر
هـو مولـدٌ قـال الإِلـهُ بـه
كرمـاً لعينـك بالهنـا قرّي
وحبـاك أنظـرَ نعمـةٍ وَفَـدت
فيـه بـرائق عيشـكَ النضـر
بـاكر بـه كأس السُرور فما
أحلاه عيـداً مـرَّ فـي الدهر
صــقلت بـه الأيَّـامُ غرَّتهـا
وجلـت وجـوهَ سـعودِها الغُرّ
هـو نعمـةُ للـهِ ليـس لهـا
من في الوجود يقومُ بالشكر
فلكـم حشـًى مـن انسهِ حبرت
فـي روضـةٍ مطلولـةِ الزهـر
ولكـم على نشر الحبورِ طوت
طـيَّ السـجل حشـًى علـى جمر
من عصبة وتروا الهُدى فلذا
حنقـوا بمولـد مُدركِ الوتر
ســيفٌ كفــاك بـأن طـابعهُ
مَلـكُ السـما لجماجم الكفر
بيــديهِ قائمـةٌ وعـن غضـبٍ
سَيَســُلُّه لطلـى ذوي الغـدر
فـترى بـه كـم خـدر مُلحدةٍ
نهــبٍ وكـم دمِ ملحـدٍ هـدر
حتَّــى يعيـد الحـقُّ دولتـه
تختـالُ بيـن الفتحِ والنصر
للمجتـبى الحسن الزكي زكى
عيــصٌ ألـفّ بطينـةِ الفخـر
نشــأت بســامرَّاء أنملــهُ
دِيمــاً تعـمُّ الأرض بـالقطر
وكـــأنَّه فيهــا وصــفوتُهُ
أهـلُ النهـى والأوجـهِ الغرّ
قمــرٌ توســَّط هالـةً فغـدا
فيهـا يُحـفُّ بشـهبها الزُّهر
متضــوّعٌ أرجُ السـيادةِ مـن
عطفــي علاه بـأطيب النشـر
عــفُّ السـرائر طـاهرُ الأزر
عـذبُ الشـمائل طيـبُ الذكر
عمَّـارُ محـراب العبـادةِ قد
نشــر الإِلــهُ بـه أبـا ذرّ
وحبــاهُ عِلمـاً لـو يقسـِّمهُ
فـي دهـره لكفى بني الدهر
حـرُّ العـوارفِ يسـترقُّ بهـا
فــي كـلِّ آنٍ ألسـنَ الشـكرِ
ومنــزَّهٌ مــا غبَّــرت يَـدهُ
تبعـاتُ هـذي البيض والصفر
جـذلانَ يبـدأ بالسـخا كرماً
ويعيــدُه ويظــنُّ بالعُــذر
ولـه شـمائلُ بالنـدى كَرُمت
فغمـرنَ مَن في البرِّ والبحر
والمـرءُ لـم تَكـرُم شمائلهُ
حتَّـى يهيـنَ كـرائمَ الـوفر
مــولًى عَلَـت فهـرٌ بسـؤددهِ
ولـه انتهـى إرثاً على فهر
مـن لو مشى حيثُ استحقَّ إذاً
لمشـى علـى العيّوق والنَسر
الخُلــقُ مــن مـاءٍ لرقَّتـهِ
والحلـمُ مفطـورٌ مـن الصخر
تـبري طُلـى الأعـدام أنملُهُ
بصـنايعٍ مـن مَعـدن التـبر
لــم تَـترك خطبـاً تصـادِفُه
إلاَّ ثنتــه مقلَّــم الظفــر
يا واحدَ العصر استَطِل شَرقاً
فقـد اسـتنابك صاحب العصر
ورأى ولـيُّ الأمـرِ فيـك نُهًى
فـدعاك قـم بـالنهيِ والأمر
فمثلتَ في الدنيا وكنتَ لها
علمـاً بـه هُدِيت بنو الدهر
يـا خيـر مَـن وَفَدت لنائلِهِ
وأجـلَّ مـن يمشي على العَفر
بـك إن عدلتُ سواك كنتُ كمن
يَـزِنُ الجبـال الشـمَّ بالذرّ
إن كان زانَ الشعرُ غيرك في
مـدحٍ فمـدحُك زينـةُ الشـعرِ
مـاذا أقـول بمـدحكم ولكم
جـاءَ المديـح بمحكمِ الذكر
كيـف الثنـاءُ على مكارِمكُم
عجـز البليغُ وأُفحمَ المُطري
فاسـلَم ولا سـَلِمت عداك ودم
ولـك العُلـى ونباهةُ القدر
حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني.شاعر أهل البيت في العراق، مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف.مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود.شعره حسن، ترفع به عن المدح والاستجداء، وكان موصوفاً بالسخاء.له ديوان شعر أسماه (الدر اليتيم ـ ط)،، وأشهر شعره حولياته في رثاء الحسين.له كتب منها:( كتاب العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل ـ ط) جزآن، و (الأشجان في مراثي خير إنسان ـ خ)، و (دمية القصر في شعراء العصر ـ خ).