
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هــي دارُ غيبتــهِ فحــيِّ قِبابَهــا
والثــم بأجفـانِ العيـونِ ترابَهـا
بُـذلت لزائرِهـا ولـو كُشـف الغطـا
لرأيـــتَ أَملاكَ الســـما حجّابهــا
ولـو النجـومُ الزهـرُ تملِـكُ أَمرها
لهــوت تُقَبِّــلُ دهرهــا أعتابهــا
ســعُدت بمنتظـرِ القيـام ومَـن بـه
عقــدت عيــونُ رجــائه أهــدابها
وَســَمت علــى أمِّ الســما بمواثـلٍ
وأبيـكَ مـا حـوتِ السـما أضـرابها
بضـــرايحٍ حَجبـــت أَبــاه وجــدَّه
وبغيبــةٍ ضــَربت عليــه حِجابهــا
دارٌ مقدَّســــةٌ وخيــــرُ أئمَّــــةٍ
فَتــح الإِلــهُ بهــم إليـه بابهـا
لهــمُ علــى الكرســيِّ قبّـة سـؤددٍ
عَقـــدَ الإِلــهُ بعرشــهِ أطنابهــا
كـــانوا أظلَّــةَ عرشــهِ وبــدينِه
هَبطــوا لــدائرةٍ غَـدوا أقطابهـا
صـَدعوا عـن الـربِّ الجليـل بـأمرهِ
فغــدوا لكــلِّ فضــيلةٍ أربابهــا
فهـدوا بنـي الألبـابِ لكـن حيَّـروا
بظهــورِ بعــض كمــالِهم ألبابهـا
لا غــروَ إن طــابت أرومـة مجـدِها
فنمــت بــأكرمِ مَغــرسٍ أطيابهــا
فــاللهُ صــوَّر آدمــاً مــن طينـةٍ
لهـــم تخيَّــر محضــَها ولُبابهــا
وبراهــمُ غُـرراً مـن النُطـفِ الـتي
هــي كلَّهــا غــررٌ وسـَل أحسـابها
تُخــبركَ أنَّهــمُ جــروا فـي أظهـرٍ
طــابت وطهَّــر ذو العُلـى أصـلابها
وتناسـلوا فـإذا اسـتهلَّ لهـم فتًى
نســـجت مكــارمُه لــه جلبابهــا
حتَّـى أتـى الـدنيا الـذي سـيهزُّها
حتَّــى يـدُكُّ علـى السـهولِ هضـابها
وسينتضــي للحــربِ محتلِـب الطُلـى
حتَّــى يُســيلَ بشــفرتيه شــعابها
ولســوف يُـدركُ حيـثُ ينهـضُ طالبـاً
تِــرَةً لــه جعــل الإلــهُ طِلابَهــا
هــو قـائمٌ بـالحقِّ كـم مـن دعـوةٍ
هزَّتـــهُ لـــولا ربُّـــه لأجابهـــا
ســعُدت بمولــدِهِ المبــاركِ ليلـةٌ
حَـدرَ الصـباحُ عـن السـرورِ نقابها
وزهــت بـه الـدنيا صـبيحةَ طـرَّزت
أيــدي المسـرَّةِ بالهنـا أثوابهـا
رجعــت إلــى عصـرِ الشـبيبةِ غضـَّةً
مـن بعـد مـا طـوت السنينُ شبابها
فــاليومَ أبهجـت الشـريعةُ بالـذي
ســـتنالُ عنــد قِيــامِه آرابهــا
قــد كـدَّرت منهـا المشـاربَ عُصـبةٌ
جعــل الإِلـهُ مـن السـرابِ شـرابها
يــا مـن يُحـاولُ أن يقـومَ مهنّيـاً
إنهــض بلغـتَ مـن الأُمـور صـوابها
وأشـر إلـى مـن لا تشـير يدُ العُلى
لِســواهُ إن هــيَ عَــدَّدت أربابهـا
هـو ذلـك الحسـنُ الزكـيُّ المجتـبى
مــن سـاد هاشـمَ شـِيبها وشـبابها
جَمــعَ الإِلــهُ بــه مزايـا مجـدِها
ولهــا أعــادَ بعصــرِه أحقابهــا
نشــِرت بمــن قــد ضـمَّ طـيَّ ردائِه
أطهارَهـــا أطيابهـــا أنجابهــا
ولــه مـآثرُ ليـس تُحصـى لـو غـدت
للحشـــرِ أملاكُ الســـما كتّابهــا
أنَّــــى وهُـــنَّ مـــآثرٌ نبويَّـــةٌ
كــلُّ الخلايــقِ لا تُطيــق حســابها
ذاك الــذي طَلــب الســماءَ بجـدّه
وبمجــدِه حتَّــى ارتقــى أسـبابها
مــا العلــمُ منحلاً لــديه وإنَّمـا
وَرثَ النبـــوَّةَ وحيَهــا وكتابهــا
يـا مـن يريـش سـهامَ فكرتِه النهى
فلأيّ شـــــاكلةٍ أراد أصـــــابها
ولـــدتكَ أمُّ المكرمـــاتِ مــبرَّءاً
ممَّــا يُشـينُ مـن الكـرامِ جنابهـا
ورضــعتَ مـن ثـدي الإمامـةِ علمَهـا
مُتجلببــاً فــي حجرِهــا جلبابهـا
وبنــورِ عصـمتِها فُطمـت فلـم تـرث
حتَّــى بــأمرِ اللـه نُبـت منابهـا
فــاليومَ أعمــالُ الخلايـقِ عنـدكم
وغــداً تلــون ثوابهــا وعقابهـا
وإليكـــم جَعــل الإِلــهُ إيابهــا
وعليكــم يــومَ المعــادِ حسـابها
يا من له انتهت الزعامة في العُلى
فغــداً يـروض مـن الأمـور صـعابها
لــو لامســت يـدك الصـخورَ لفجَّـرت
بالمــاء مـن صـمّ الصـخور صـِلابها
ورعــى ذِمـام الأجنـبين كمـا رعـى
لبنــي أُرومــةِ مجــدِه أنســابها
رُقــتَ الأنــام طبايعــاً وصـنايعاً
بهمــا ملكــت قلوبهــا ورقابهـا
وجـدتكَ أبسـط فـي المكـارم راحـةً
بيضــاءَ يستسـقي السـحابُ سـحابها
ورأتـك أنـورَ فـي المعـالي طلعـةً
غــرَّاءَ لـم تَنُـب النجـومُ منابهـا
للــهِ دارك إنَّهــا قِبَــلُ الثنــا
وبهــا المدايـحُ أثبتـت محرابهـا
هـــي جنَّــةُ الفــردوس إلاّ أنَّهــا
رضــوانُ بِشــرك فاتــحٌ أبوابهــا
فـأقم كمـا اشـتهت الشريعةُ خالداً
تطــوي بنشــرِك للهــدى أحقابهـا
حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني.شاعر أهل البيت في العراق، مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف.مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود.شعره حسن، ترفع به عن المدح والاستجداء، وكان موصوفاً بالسخاء.له ديوان شعر أسماه (الدر اليتيم ـ ط)،، وأشهر شعره حولياته في رثاء الحسين.له كتب منها:( كتاب العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل ـ ط) جزآن، و (الأشجان في مراثي خير إنسان ـ خ)، و (دمية القصر في شعراء العصر ـ خ).