
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كـم توعدُ الخيل في الهيجاء أَن تلجا
مـا آن فـي جَريهـا أَن تلبـس الرّهجا
وكـم قنـا الخـط كـفُّ المطـلِ تفطُمها
مــا آن أن ترضـع الأحشـاءَ والمهجـا
وكــم تعلِّــلُ بيــض الهنــدِ مغمـدةً
عَــن الضــراب ولمَّــا تعـترق وَدَجـا
يـا ناهجـاً فـي السـرى قفراءَ موحشةً
مـا كـان جانبهـا المرهـوب منتهجـا
صــديان يقطـع عـرضَ البيـد مقتعـداً
غـوارب العيـس لـم يقعـد بهـنَّ وَجـا
خــذ مـن لِسـاني شـكوى غَيـر خائبـةٍ
مـن ضـيق مـا نحـن فيه تضمنُّ الفرجا
تســتنهض الحجــةَ المهـدي مـن خَتـمَ
اللــه العظيـم بـه آبـاءه الحججـا
لـم يسـتتر تحـتَ ليلِ الريبِ صبح هدًى
إلاَّ وللخلـــق منــه كــان منبلجــا
مــن نبعــةٍ تثمـرُ المعـروفَ مورقـةٍ
فـي طينـة المجـد سـاري عِرقها وشجا
المــورد الخيـلَ شـقراً ثـم يصـدرها
دُهمـاً عليهـا إهـاب النقـع قد نسجا
والضـارب الهـام يـوم الروع مجتهداً
فـي اللـه ليـس يـرى في ضربِها حَرجا
والطَّـاعن الطعنـة النجلاء لـو وقعـت
فـي صـدر يـذبلَ وهـو الصـلد لانفرجا
والملقـح الغـارة الشـعواء فـي أُسدٍ
مـن كـلّ شـيخ نُهـى نجـدٍ وكهـل حِجـى
الفــارجين مَضـيق الكـرب إن نُـدبوا
والكاشــفين ظلام الخطــب حيـن دجـى
إن ضـلَّلتهم سـماء النقـع يـوم وغًـى
كــانت وجــوههم فــي لَيلهـا سـُرجا
يـا مدرك الثار كم يَطوي الزمان على
إمكــان إدراكــه الأعـوامَ والحججـا
لا نــومَ حتَّــى تعيـدَ الشـمَّ عزمتكـم
قاعــاً بهـا لا تـرى أمتـاً ولا عِوجـا
فـي موقـفٍ يخلـطُ السـبع البحارَ معاً
بمثلهــا مـن نجيـع قـد طغـت لُججـا
مـن عُصـبةٍ ولجـت يـوم الطفـوف علـى
هزبركــم غــاب عــزٍّ قـطّ مـا وُلجـا
يــوم تجهَّـم وجـه المـوت فيـه وقـد
لاقــى ابــن فاطمــةٍ جـذلانَ مبتهجـا
فـي فتيـةٍ كسـيوف الهنـدِ قـد فتحوا
من مُغلق الحرب في سمر القنا الرُّتجا
وأضــرموها علــى الأعــداءِ ســاعرةً
ثـم اصـطلوا دونـه من جمرها الوهجا
ضـَراغمٌ إن دعـا داعـي الكفـاح بهـم
نـزى مـن الرعـب قلب الموت واختلجا
مـا فُـوخِروا فـي الـوغى إلاَّ قضت لهم
غمارُهــا أنَّهــم كـانوا لهـا ثبجـا
مـن كـلّ أغلـبَ فـي الهيجـاء صـعدتهُ
تــرى تمائمهــا الأكبــادَ والمُهجـا
أشـــمُّ ينشـــقُ أرواح المنــونِ إذا
تفــاوحت بيـن أطـراف القنـا أرجـا
أو أصـــحرته لـــدى روع حفيظتُـــه
فقلــب كــلّ هزبــر لـم يكـن ثلِجـا
بيـض الوجـوه قضـوا والخيـلُ ضـاربةٌ
رواقَ ليـل مـن النقـع المُثـار سـجا
وغُــودرت فــي شـعاب الطـف نسـوَتهُم
يَجهشـنَ وجـداً مـتى طفـلٌ لهـا نشـجا
مــن كــلّ صــادية الأحشــاء ناهلـةٍ
مـن دَمعهـا والشجى في صدرها اعتلجا
تــدعو فيخــرجَ دفّـاعُ الزفيـر حشـى
صــدورِها ويــردّ الكظــم مـا خرجـا
لا صـــبر آل فِهـــرٍ وابــن فاطمــةٍ
يُمســي وكـان أمـانَ النـاس مُنزعجـا
مقلقلاً ضـــاقت الأرض الفضـــاءُ بــه
حتَّـى علـى لفـح نيـران الظمـا درجا
قـــد قضـــى بفـــؤاد حــرّ غُلتــه
لـو قُلِّـب الصـخر يومـاً فـوقه نَضـُجا
أللـــه أكــبر آل اللــه مشــربهم
بيـن الـورى بـذعاف المـوت قد مُزجا
مروّعــون وهــم أمــن المـروع غـدا
وِســع الفضــاء عليهـم ضـيِّقاً حرجـا
قـد ضـرِّج السـيفُ منهـم كـل ذي نسـكٍ
بغيــر ذكـر إلـه العـرش مـا لَهِجـا
فغُــودرت فـي الثَّـرى صـرعى جسـومهم
وفـــي نفوســهم للــه قــد عُرجــا
حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني.شاعر أهل البيت في العراق، مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف.مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود.شعره حسن، ترفع به عن المدح والاستجداء، وكان موصوفاً بالسخاء.له ديوان شعر أسماه (الدر اليتيم ـ ط)،، وأشهر شعره حولياته في رثاء الحسين.له كتب منها:( كتاب العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل ـ ط) جزآن، و (الأشجان في مراثي خير إنسان ـ خ)، و (دمية القصر في شعراء العصر ـ خ).