
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـد خططنـا للمعـالي مضـجعا
ودفنـا الـدينَ والـدنيا معا
وعقــدنا للمســاعي مأتمــاً
ونعينـا الفخـرَ فيـه أجمعـا
آه مــاذا وارت الأرضُ الــتي
رمــقُ العـالم فيهـا أُودعـا
وارت الشـخصَ الـذي فـي حمله
نحــنُ والأملاكُ ســرنا شــرعا
صـاحب النعـش الـذي قد رُفعت
بركـــاتُ الأرضِ لمَّــا رفعــا
ملــكٌ حيًّـا وميتـاً قـد أبـى
قــدرُه إلاَّ الــرواقَ الأرفعـا
إن تسـلني كيف من ذاك الحمى
فيـه زاحمـنَ العرينَ المسبعا
فبــه أدنــى إليــه شــبله
أســدَ اللــه وحيًّــا ودعــا
فأســلناها علــى إنســانها
حــدقاً وهــي تســمّى أدمعـا
وبللنـا تربـة القـبر الـذي
دفنـوا فيـه التقـى والورعا
وعقرناهــا حشــاً فـوق حشـاً
يتســـاقطن عليـــه قطعـــا
ونضـــحناها ولكـــن مهجــاً
صـنع الوجـدُ بهـا مـا صـنعا
فعلــى مــاذا نشـدُّ الأضـلعا
كــذبَ القــائلُ قلـبي رجعـا
وحللنــا عقـدة الصـبر أسـًى
وعلـى الوجـد شـددنا الأضلعا
ورجعنـــا لا رجعنــا وبنــا
رمـــقٌ ممســكه مــا رجعــا
يـا ابـن ودّي إنَّ عنـدي فورةً
تملأ الجنــبين كيــف اتَّسـعا
فــإلى مكَّــة لــي إنَّ بهــا
منـدى الحـيِّ المعـزّي أجمعـا
ابتــدرها واعتمـد بطحاءهـا
إنَّهــا كــانت لفهـرٍ مجمعـا
قـفْ بهـا وانـعَ قريشـاً كلَّها
فقريـشُ اليـوم قد ماتوا معا
وتعمَّــد شــيبة الحمـدِ وخـذْ
نفثــةً تحطـمُ منهـا الأضـلعا
قـلْ لـه إن مـتَّ قـدماً وجعـاً
فمـــت الآن بنعـــيٍ جزعـــا
صـــدعت بيضـــتكم قارعـــةٌ
كبـدُ الـوحيِ عليهـا انصـدعا
زالَ درعُ الهاشــميين الــذي
بـــردائيْ حســـبيه ادَّرعــا
وانطــوى عــزُّ نــزار كلّهـا
بمصــابٍ ســامها أن تخضــعا
مــا فقــدتُ اليـوم إلاَّ جبلاً
نحــوه يلجـأ مـن قـد روِّعـا
كـانَ أرسـى زمنـاً لكـن علـى
مهــج الأعــداء ثـم اقتلعـا
شـهرت أيـدي المنايـا سيفها
فاسـتعاذَ الـدهرُ منهـا فزعا
وحمــى عــن أنفـه فـي كفِّـه
فـإذا الأقطـعُ يحمـي الأجـدعا
قرعــت ســمعَ الهُـدى واعيـةٌ
أبـداً فـي مثلهـا مـا قُرعـا
لـو رأت مـا غـاب عيـنٌ لرأت
عيننـا جبريـلَ يُـدمي الإصبعا
قــائلاً حسـبُك مـلْ عـن هاشـمٍ
وعلـى الفيحـاءِ عـرِّج مسـرعا
إنَّهـا منعقـدُ النـادي الـذي
قـد حـوى ذاك الجناب الأمنعا
قـفْ بهـا وقفـة عـانٍ ممسـكاً
كبــداً طــاحت بكــفٍّ قطعــا
وأنــخ راحلــة الوجـد وقـل
لسـتِ يـا أربـعُ تلـك الأربعا
إنَّمـا كنـت علـى الـدهر حمًى
لـم تجـدْ فيك الليالي مطمعا
بعليـم فيـك قـد أحيا الهدى
ومليــكٍ قــد أمـاتَ البـدعا
فـالعمى والجـورُ عنك افترقا
والجـدا والعـدل فيك اجتمعا
بـأبِ الرشـد إذا ضـلَّ الـورى
وأخـي الجلّى إذا الداعي دعا
قـد لعمـري راعـك الخطبُ بمن
كـانَ في الخطبِ الكميَّ الأروعا
جــدَّ نــاعيه فقلنــا هـازلٌ
ليـس يـدري كنـه مَن كانَ نعى
فـدعا لمَّـا أبـى تلـك الـتي
طــارت الأحشـاء منهـا جزعـا
قـد بكـى الغيـثُ أخاهُ قبلكم
فانضـحوا الأكبادَ منكم أدمعا
رحــلَ الصــادقُ منكـم جعفـرٌ
وبــه الإِســلامُ قســراً فُجعـا
فــإلى أيـنَ وهـل مـن مـذهبٍ
كابــدوها غلَّــةً لـن تنقعـا
يـا أبـا موسى أصخ لي سامعاً
وبرغمـي اليـوم أن لا تسـمعا
بــل كفـاني لوعـةً أنِّـي أرى
منك أخلى الموتُ هذا الموضعا
أوَمـا عنـدك فـي نادي العُلى
لـم تزل تحلو القوافي موقعا
أيـن ذاكَ الـوجهُ مـا حيّيتـه
بطريــف المــدح إلاَّ التمعـا
أيـنَ ذاكَ الكـفُّ تنـدى كرمـاً
كلَّمــا جـفَّ الحيـا أو منعـا
هـاكِ يـا أفعى الليالي كبدي
فانهشـي منهـا بنابيْـك معـا
مـاتَ مـن يثنيـك يـا نضناضةً
ترشـحين المـوت سـمًّا منقعـا
واقشــعرِّي أيُّهــا الأرضُ بنـا
فغمـامُ الجـودِ عنَّـا انقشـعا
وطــرافَ المجــد قـوِّض زائلاً
فعمـادُ المجـدِ منـك انتزعـا
عــثر الــدهرُ فقـولا لا لعـاً
فخـذا بـاللوم منـه أو دعـا
فلقــد جــاءَ بهــا قاصــمةً
خلعـت صـلبَ العُلـى فانخلعـا
انتهـت كـلُّ الرزايـا عنـدها
فتعـدَّى العـذلُ والعـذر معـا
أدرى أيَّ صـــــفاتٍ قرعــــا
أم درى أيَّ قنــــاةٍ صـــدعا
فاسـتحالت مقلـةُ الـدين قذاً
طبّــه المهــديُّ حتَّــى هجعـا
إنَّمــا المهــديُّ فينـا آيـةٌ
بهـر الخـالقَ فيمـا ابتـدعا
لـم يزعـزعْ حلمه الخطبُ الذي
لـو بـه يقـرع رضـوى زعزعـا
ملــكَ الأجفــانَ لكــن قلبُـه
والجـوى خلـف الضلوع اصطرعا
أيُّهـا الحامـلُ أعبـاءَ العُلى
ناهضــاً فـي ثقلهـا مضـطلعا
مقتــدى الأمَّــة أنتـم ولهـم
بكــم ديــنُ التأســِّي شـرعا
يتـــداوى برقـــى أحلامكــم
مَــن بـأفعى رزئه قـد لُسـعا
قــد نشـأتم فـي بيـوتٍ لكـم
أذن اللــهُ بهــا أن ترفعـا
لا أرى الفيحـــاءَ إلاَّ غابــةً
ســبعٌ يخلــفُ فيهــا ســبعا
إن مضـى عنهـا أبو موسى فها
بـأبي الهـادي إليهـا رجعـا
مــن ســراجٍ فـي سـراجٍ بـدلٌ
انطفـــى ذاكَ وهــذا ســطعا
ماجــدٌ يبسـطُ كفًّـا لـم تـزلْ
لمـن ارتـادَ النـدى منتجعـا
ذو عُلًـى ما نالها العقلُ ولا
طــائرُ الـوهم عليهـا وقعـا
سـيِّدٌ قـالَ لـه المجـدُ ارتفع
حيـث لا تلقـى السـهى مرتفعا
وحّـــد القــول لــه لكنَّــه
بــأبي القاسـم ثنَّـى متبعـا
فجــرى فــي إثــره مرتفعـاً
يركـب الجـوزاءَ ظهـراً طيِّعـا
وسـنا المجـد الـذي في وجهه
ذاكَ فـي وجـهِ الحسين التمعا
ســادتي عفـواً دهتنـي صـدمةٌ
أفحمـت منِّـي الخطيبَ المصقعا
لـم أخـل ينعـى لساني جعفراً
وبــودِّي قبــل ذا لـو قطعـا
حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني.شاعر أهل البيت في العراق، مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف.مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود.شعره حسن، ترفع به عن المدح والاستجداء، وكان موصوفاً بالسخاء.له ديوان شعر أسماه (الدر اليتيم ـ ط)،، وأشهر شعره حولياته في رثاء الحسين.له كتب منها:( كتاب العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل ـ ط) جزآن، و (الأشجان في مراثي خير إنسان ـ خ)، و (دمية القصر في شعراء العصر ـ خ).