
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَقــومُ بِفَــرضِ العامِرِيَّــةِ وَالنَفـلِ
وَأَصـدِقُها فـي القَصدِ وَالقَولِ وَالفِعلِ
وَآتــي إِلــى مـا تُشـَهّيهِ وَإِن يَكُـن
مَريـراً وَجَـدتُ المُـرَّ مِثلَ جَنيِ النَحلِ
وَأَمضـى إِلـى مـا تَبتَغيـهِ وَإِن غَـدا
وَمِـن دونِ الـبيضِ الصـَوارِمِ وَالنيـلِ
وَأَمنَحُهـــا وُدّي وَأَحفَـــظُ عَهـــدَها
وَأَرقُبُهـا فـي حـالي الوَجـدُ وَالقَـلِّ
قَضــَيتُ شــَبابي فـي قَضـاءِ حُظوظِهـا
وَهَــذا مَشــيبي قَــد تَهَيَّـأَ لِلنَـزُلِ
وَلَم أَرَ مِنها مُذ عَلِقتُ بِحُبِّها سِوى ال
غَمــصُ وَالإِصــرارُ وَالبُخــلُ بِالوَصـلِ
سَأَمضــي لِشــأَني وَأَطرِحُهـا وَشـَأنُها
فَشـُغلي بِهـا قَد بانَ مِن أَقبَحِ الشُغلِ
وَأَصــَلتُ مِــن غِمـدِ السـَجِيَّةِ مُرهَفـاً
مِـنَ العَـزمِ مـاضٍ قَد تَحاشا عَنِ الفُلِّ
وَإِنَّ اِمـــرِأَ تَلَقّــاهُ يَطلُــبُ حَقَّــهُ
وَيُــذهِلُ عَـن شـَيءٍ عَلَيـهِ لَـذو جَهـلِ
وَشــاهِد إِفلاسَ الفَــتى جَهــلَ عَيبِـهِ
وَذِكـرُ عُيـوبِ العـالَمينَ مِـنَ العَقـلِ
وَإِيّــاكَ أَن تَختـارَ صـُحبَةَ مَـن تَـرى
لَـهُ ظـاهِراً يُعجِبُـكَ مِن قَبلُ أَن تَبلى
لَقَـد عَـزَّ فـي هَـذا الزَمـانِ مُوافِـقَ
يُعينُـكَ فـي مَجـدٍ وَيَنهـاكَ عَـن سـَفلِ
إِذا قُلـتَ خَيـراً قـالَ لَبَّيَـكَ مَسـرَعاً
وَإِن قُلـتَ شـَرّاً قـالَ أَقليكَ أَو تَقلي
فَمـا عَيـشُ مَـن يُمسـي وَيُصـبِحُ فاقِداً
أَخـا ثِقَـةِ مَـأمونٍ فـي الجِدِّ وَالهَزَلِ
يُــوازِرُهُ فــي كُــلِّ أَمــرٍ يَرومُــهُ
وَيَحفَظُـهُ فـي المـالِ وَالنَفـسِ وَالأَهلِ
مُظـــاهَرَةُ الإِخـــوانِ أَمــرٌ مُقَــرَّرٌ
عَلَيـهِ يَـدورُ الشـَأنَ فَاِسـتَوصِ بِالخَلِّ
أَمّـا إِنَّ هَـذا الـدَهرَ قَـد ظَـلَّ أَهلُهُ
هُمــومَهُم فــي لِـذَّةِ الفَـرَجِ وَالأَكـلِ
وَفـي جَمـعٍ مـالَ خَـوفَ فَقـرَ فَأَصبَحوا
وَقَـد لَبِسـوا قَمصاً مِنَ الجُبنِ وَالبُخلِ
وَقَــد دَرَجَ الأَســلافُ مِـن قَبـلُ هَـؤُلا
وَهَمتَهُــم نَيــلَ المَكــارِمِ وَالفَضـلِ
لَقَد رَفَضوا الدُنيا الغَرورُ وَما سَعوا
لَهـا وَالَّـذي يَـأتي يُبـادِرُ بِالبَـذلِ
فَقيرهُــم حُــرٌّ وَذو المــالِ مُنفِــقُ
رَجـاءَ ثَـوابِ اللَـهِ فـي صالِحِ السُبُلِ
لِباســُهُم التَقـوى وَسـيماهُمُ الحَيـا
وَقَصـدُهُم الرَحمَـنُ فـي القَولِ وَالفِعلِ
مَقـــالُهُم صــِدقٌ وَأَفعــالُهُم هُــدىً
وَأَســرارُهُم مَنزوعَــةَ الغِـشِّ وَالغَـلِّ
خُضـــوعٌ لِمَـــولاهُم مُثـــولٌ لِأَمــرِهِ
قُنــوتٌ لَــهُ سـُبحانَهُ جَـلَّ عَـن مِثـلِ
فَقَـدنا جَميـعَ الخَيـرِ لَمّـا تَرَحَّلـوا
وَمِنــهُ خَلا وَعــرَ البَسـيطَةِ وَالسـَهلِ
وَصــِرنا حَيـارى فـي مَفـاوِزِ جَهلِنـا
نُشــبِهُ بِــالبَهمِ السـَويرحَةَ الغَفـلِ
نَخبِـطُ لا نَـدري الطَريـقَ إِلـى النَجا
وَبِـالجَورِ نَمحـو سـَنَةَ البِـرِّ وَالعَدلِ
فَآهــاً عَلَيهِـم لَيـتَ داهِيَـةَ الفَنـا
بِحِـزبِ الـرَدى حَلَّـت وَحِـزبِ الهُدى خَلِّ
ســَأَبكي عَلَيهِــم مـا حَييـتُ بِعَـبرَةٍ
لَهـا مَـدمَعٌ فـي الخَـدِّ يَشهَدُ بِالثَكلِ
وَأَحمِـلُ نَفسـي ما اِستَطَعتُ عَلى اِقتِفا
ســـَبيلِهِم حَتّىأَوســَدَ فــي الرَمــلِ
حَيـــاتُهُم خَيـــرٌ لَهُــم وَمَمــاتُهُم
فَطـوبى لَهُم فازوا وَسادوا عَلى الكُلِّ
عَلَيهِـم سـَلامُ اللَـهِ أَن كانَ قَد مَضوا
فَــذِكرُهُم بــاقٍ وَقَـد شـاعَ بِالنَقـلِ
إِلَهــي بِحَــقِّ القَــومِ مِــن بِتَوبَـةٍ
مِـنَ الـذَنبِ تَغسِلُنا بِها أَبلَغُ الغَسلِ
اَغَــــثُّ يــــا مُغيـــثَ قُلوبِنـــا
بِغَيـثٍ هَـدى يُحيـي القُلوبَ مِنَ المَحلِ
وَصـَلَ عَلـى الهـادي البَشـيرِ شَفيعَنا
نَـبيُّ الهُـدى بَحرُ النَدى خاتَمُ الرُسُلِ
عبد الله بن علوي بن محمد بن أحمد المهاجر بن عيسى الحسيني الحضرمي المعروف بالحداد أو الحدادي باعلوي.فاضل من أهل تريم (بحضرموت) مولده في (السير) من ضواحيها، ووفاته في (الحاوي) ودفن في تريم.كان كفيفاً، ذهب الجدري ببصره طفلاً، واضطهده اليافعيون حكام تريم فكان ذلك سبب انتقاله إلى الحاوي.له رسائل وكتب منها (عقيدة التوحيد) و(الدعوة التامة والتذكرة العامة -ط)، (تبصره الولي بطريقة السادة بني علوي)، و(المسائل الصوفية).وجمع تلميذه أحمد بن عبد الكريم الشجار الإحسائي، طائفة من كلامه في كتاب سماه (تثبيت الفؤاد -ط).