
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِن كــانَ هَـذا الَّـذي أُكابِـدُهُ
يُبقــى عَلَــيَّ فَلَســتُ أَصــطَبِرُ
مــا أَنــا مِـن حَجَـرٍ وَلا مَـدَرِ
مــا أَنـا إِلّا كَمـا تَـرى بَشـَرُ
لـــي مَشــرَبٌ ســائِغٌ فَكَــدَرُهُ
شــوبٌ مِـنَ النَفـسِ خَلَطَـهُ كَـدَرُ
مُـــرُّ المَـــذاقِ وَإِن غَصـــَتهُ
مِـن دونِها يَكُنِ الضَريحَ وَالصَبرُ
لَأَشــتَكيكَ إِلــى الَّــذينَ هُــم
عِندي الهَباءُ إِذا اِنتَهى النَظَرُ
إِن مِلــتَ يَومـاً بِحُكـمِ طارِقَـةٍ
فَــالآنَ مِنهــا إِلَيــكَ أَعتَـذِرُ
مـا ثَـمَّ غَيـرَكَ وَالحِجـابُ عَلـى
طَــوائِفِ فــي جُسـومِهِم حَصـَروا
أولَئِكَ القاصــِرونَ لَـو عَلِمـوا
مـا عَلِـمَ العـارِفونَ ما عَذَروا
كَــأَنَّ مِــن فَــوقِ هَــذِهِ عَـدَمٌ
لَـم يوجِـدوا أَو كَـأَنَّهُم قَبَروا
مَشــاهِداً بِــالفُؤادِ أَشــهَدُها
مِـن بـاطِنِ العِلمِ دونَها النَظَرُ
فَـالجودُ إِن آمَنـوا وَإِن شَكَروا
وَالقَهـرُ إِن كَـذَبوا وَإِن كَفَروا
وَالعَـدلُ إِن عَـذَّبوا وَإِن هَتَكوا
وَالفَضـلُ إِن رَحَمـوا وَإِن سَتَروا
لا أَجهَـلُ الحِكمَـةَ الَّـتي بَـرَزَت
فــي ضــِمنِ إِيجــادِهِم وَلا أَذَرُ
لِجيـــرِ وَالاِعتِـــزالِ مَطـــرَحٌ
فَالمَـــذهَبانِ كِلاهُمـــا ضــَرَرُ
أَنفــي وَأَثبَــتَ غَيــرَ مُكتَـرِثٍ
بِقَــولِ مَــن قـالَ إِن ذا خَطَـرُ
وَالمَــذهَبُ المُســتَقيمِ أَذهَبَـهُ
نَــصُّ الكِتــابِ وَصــَرحُ الخَبَـرُ
صــَرَفَ اليَقيــنَ وَمَحـضَ مَعرِفَـةَ
خَــصِّ الشــُهودِ وَعَمَــمِ القَـدَرُ
لا أَدخُــلَ الشـَكَّ بَيـتَ مُعتَقِـدي
أَغلَفَـــهُ أَو تَـــدُقَّهُ الغِيَــرُ
هَــذا الَّـذي مِـن أَجلِـهِ جَزَعَـت
نَفســي وَصـارَ قَرينُهـا الضـَجَرُ
يــا مُلجِئي لا أَقـولُ فـي حَـرَجٍ
بَـــل لا أَزالُ إِلَيــكَ مُفتَقَــرُ
ذَهَبـتُ بِـالحُمقِ إِن رَوَيـتَ وَقَـد
صــَرَفَتني فــي الــوُدِّ أَفتَخِـرُ
رِدائي الــذُلُّ مـا حَييـتُ كَمـا
أَنّــي بِعَجــزي أَصــبَحتُ مُتَّـزِرُ
وَصـــَفَ العَبيــدَ وَلا أُفــارِقُهُ
حَســـِبَ بِــهِ وَعَلَيــهِ أَقتَصــِرُ
يـا رب يـا أملـي ويـا عضـدي
يـا ناصـري يـا ملاذي يـا وزر
كــم لـك مـن منـة ومـن نعـم
وكــم لــك مــن مـواهب غـرر
لـو كان عمري عمر الدنا ومضى
فـي الشـكر كـان يفوقه الحذر
عــاملتني بالجميــل مبتـدئاً
جعلتنــي أثــراً ومــا أثــر
مـا كـادت الغانيـات تـوقفني
إلا زوتهــا العلــوم والفكـر
ولا أتــاني اللعيــن يفتننـي
إلا رمـــاه مـــن العلا شــرر
للــه فــي خلقــه سـرائر لا
تحصـى ولا تهتـدي لهـا البصـر
لســر قــوم لحملــه صــلحوا
كــم مـن خـبر نصـيبه الخـبر
عبد الله بن علوي بن محمد بن أحمد المهاجر بن عيسى الحسيني الحضرمي المعروف بالحداد أو الحدادي باعلوي.فاضل من أهل تريم (بحضرموت) مولده في (السير) من ضواحيها، ووفاته في (الحاوي) ودفن في تريم.كان كفيفاً، ذهب الجدري ببصره طفلاً، واضطهده اليافعيون حكام تريم فكان ذلك سبب انتقاله إلى الحاوي.له رسائل وكتب منها (عقيدة التوحيد) و(الدعوة التامة والتذكرة العامة -ط)، (تبصره الولي بطريقة السادة بني علوي)، و(المسائل الصوفية).وجمع تلميذه أحمد بن عبد الكريم الشجار الإحسائي، طائفة من كلامه في كتاب سماه (تثبيت الفؤاد -ط).