
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِذا شـِئتَ أَن تَحيـا سـَعيداً مَدى العُمرِ
وَتَجعَـلُ بَعـدَ المَـوتِ فـي رَوضـَةِ القَبرِ
وَتُبعَـثُ عِنـدَ النَفـخِ فـي الصـورِ آمِناً
مِـنَ الخَـوفِ وَالتَهديـدِ وَالطَردِ وَالخُسرِ
وَتُعــــرَضُ مَرفوعـــاً كَريمـــاً مُبَجَّلاً
تُبَشــــِّرُكَ الأَملاكُ بِـــالفَوزِ وَالأَجـــرِ
وَتُرَجَّــحُ عِنــدَ الـوَزنِ أَعمالَـكَ الَّـتي
تَســرِبُها فــي مَوقِـفِ الحَشـرِ وَالنَشـرِ
وَتَمضــي عَلــى مَتــنِ الصـِراطِ كَبـارِقٍ
وَتَشـرَبُ مِـن حَوضِ النَبِيِّ المُصطَفى الطَهرِ
وَتَخلُــدُ فــي أَعلــى الجِنـانِ مُنَعَّمـاً
حَظِيــاً بِقُــربِ الواحِـدِ الأَحَـدِ الـوَترِ
وَتَنظُـــرُهُ بِـــالعَينِ وَهـــوَ مُقَـــدَّسٌ
عَـنِ الأَيـنِ وَالتَكييـفِ وَالحَـدوِ وَالحَصرِ
عَلَيـــكَ بِتَحســـينِ اليَقيـــنِ فَــإِنَّهُ
إِذا تَــمَّ صـارَ الغَيـبُ عَينـاً بِلا نَكـرِ
وَكُــن أَشــعَرِيّاً فــي اِعتِقــادٍ فَـإِنَّهُ
هُـوَ المَنهَـلُ الصافي عَن الزيغِ وَالكُفرِ
وَقَــد حَــرَّرَ القُطــبَ الإِمــامَ مَلاذَنـا
عَقيــدَتَهُ فَهــيَ الشــِفاءُ مِــنَ الضـَرِّ
وَأَعنــى بِــهِ مَــن لَيـسَ يَنعَـتُ غَيـرَهُ
بِحَجَّــةِ إِســلامٍ فَيــا لَــكَ مِــن فَخـرِ
وَخُــذ مِـن عُلـومِ الـدينِ حَظّـاً مُـوَفِّراً
فَبـالعِلمش تَسمو في الحَياةِ وَفي الحَشرِ
وَواظِــب عَلــى دَرسِ القُـرآنِ فَـإِنَّ فـي
تِلاوَتِـــهِ الإِكســيرُ وَالشــَرحُ لِلصــَدرِ
أَلا إِنَّـــهُ البَحــرُ المُحيــطُ وَغَيــرَهُ
مِــنَ الكُتُـبِ أَنهـارٌ تَمُـدُّ مِـنَ البَحـرِ
تُـــدَبِّرِ مَعـــانيهِ وَرَتلِـــهِ خاشــِعاً
تَفــوزُ مِـنَ الأَسـرارِ بِـالكَنزِ وَالـذُخرِ
وَكُــن راهِبــاً عِنـدَ الوَعيـدِ وَراغِبـاً
إِذا مـا تَلَـوَّثَ الوَعـدُ في غايَةِ البِشرِ
بَعيــداً عَــنِ المَنهــي مَجتَنِبــاً لَـهُ
حَريصاً عَلى المَأمورِ في العُسرِ وَ اليُسرِ
وَإِن رُمـــتَ أَن تَحظــى بِقَلــبٍ مُنَــوَّرٍ
نَقِـيٍّ عَـنِ الأَغيـارِ فَـاِعكِف عَلَـيَّ الذِكرِ
وَثـابِر عَلَيـهِ فـي الظَلامِ وَفـي الضـِيا
وَفــي كُــلِّ حــالٍ بِاللِســانِ وَبِالسـِرِّ
فَإِنَّـــــكَ إِن لازَمتَـــــهُ بِتَـــــوَجُّهٍ
بَـدا لَـكَ نـورٌ لَيـسَ كَالشـَمسِ وَالبَـدرِ
وَلَكِنَّـــهُ نـــورٌ مِـــنَ اللَـــهِ وارِدٌ
أَتـى ذِكـرُهُ فـي سـورَةِ النـورِ فَاِستَقرِ
وَصـــَفٌ مِـــنَ الأَكـــدارِ ســِرَّكَ أَنَّــهُ
إِذا مـا صـَفا أولاكَ مَعنـى مِـنَ الفِكـرِ
تَطــوفُ بِــهِ غَيــبُ العَــوالِمِ كُلِّهــا
وَتَسـري بِـهِ فـي ظُلمَةِ اللَيلِ إِذا يَسري
وَبِالجِــدِّ وَالصــَبرِ الجَميـلِ تَحُـل فـي
فَســيحِ العُلا فَاِسـتَوصِ بِالجِـدِّ وَالصـَبرِ
وَكُــن شــاكِراً لِلَــهِ قَلبــاً وَقالِبـاً
عَلــى فَضــلِهِ ِنَّ المَزيــدَ مَـعَ الشـكرِ
تَوَكَـــلَّ عَلـــى مَــولاكَ وَاِرضَ بِحُكمِــهِ
وَكُـم مُخلِصـاً لِلَـهِ فـي السـِرِّ وَالجَهـرِ
قَنوعــاً بِمــا أَعطــاكَ مُسـتَغنِياً بِـهِ
لَـهُ حامِـداً فـي حـالي اليُسـرِ وَالعُسرِ
وَكُــن بــاذِلاً لِلفَضـلِ سـَماحاً وَلا تَخَـف
مِـنَ اللَـهِ إِقتـاراً وَلا تَخـشَ مِـن فَقـرِ
وَإِيّـــاكَ وَالـــدُنيا فَإشــنَّ جَلالَهــا
حِســابٌ وَفـي مَحظورِهـا الهَتـكُ لِلسـَترِ
وَلا تَـــكُ عَيابـــاً وَلا تَـــكُ حاســِداً
وَلا تَـــكُ ذا غِـــسٍّ وَلا تَــكُ ذا غَــدرِ
وَلا تَطلُبَــنَّ الجــاهَ يــا صــاحِ إِنَّـهُ
شــَهى وَفيـهِ السـُمّ مِـن حَيـثُ لا تَـدري
وَإِيّــــاكَ وَالأَطمــــاعُ إِنَّ قَرينَهـــا
ذَليــلٌ خَســيسُ القَصــدِ مُتَّضـِعُ القَـدرِ
وَإِن رُمــتَ أَمــراً فَاِسـأَلِ اللَـهَ إِنَّـهُ
هُـوَ المُفَضـَّلُ الوَهّـابُ لِلخَيـرِ وَالـوَفرِ
وَأوصـيكَ بِـالخَمسِ الَّـتي هِـيَ يـا أَخـي
عِمــادٌ لِــدينِ اللَــهِ واســِطَةُ الأَمـرِ
وَحــافِظ عَلَيهــا بِالجَماعَــةِ دائِمــاً
وَواظِـب عَلَيهـا فـي العِشاءِ وَفي الفَجرِ
وَقُــم فــي ظَلامِ اللَيــلِ لِلَـهِ قانِتـاً
وَصــَلِّ لَــهُ وَاِختِــم صــَلاتَكَ بِــالوَترِ
وَكُــن تائِبــاً مِــن كُـلِّ ذَنـبٍ أَتَيتَـهُ
وَمُســتَغفِراً فـي كُـلَّ حيـنٍ مِـنَ الـوِزرِ
عَسـى الـواهِبُ المَـولى الكَريـمُ بِمَنِّـهِ
يَجــودُ عَلـى ذَنـبِ المُسـيئينَ بِـالغُفرِ
فَإِحســـانُهُ عَـــمَّ الأَنـــامَ وَجـــودُهُ
عَلــى كُــلِّ مَوجــودٍ وَإِفضــالُهُ يَجـري
وَصـــَلِّ عَلــى خَيــرِ البَرِيَّــةِ كُلَّهــا
مُحَمَّــدُ المَبعــوثُ بِالعُــذرِ وَالنُــذرِ
نَبِــيُّ الهُــدى مِـن عَظـمِ اللَـهِ شـَأنُهُ
وَأَيَّـــدَهُ بِالفَتـــحِ مِنــهُ وَبِالنَصــرِ
عَلَيـــهِ صـــَلاةُ اللَـــهِ ثُــمَّ ســَلامُهُ
صــَلاةً وَتَســليماً إِلــى آخِــرِ الـدَهرِ
مَــعَ الآلِ وَالأَصــحابِ مـا هَبَّـتِ الصـِبا
وَمـا زَمـزَمَ الحـادي وَمـا غَرَّدَ القَمَري
عبد الله بن علوي بن محمد بن أحمد المهاجر بن عيسى الحسيني الحضرمي المعروف بالحداد أو الحدادي باعلوي.فاضل من أهل تريم (بحضرموت) مولده في (السير) من ضواحيها، ووفاته في (الحاوي) ودفن في تريم.كان كفيفاً، ذهب الجدري ببصره طفلاً، واضطهده اليافعيون حكام تريم فكان ذلك سبب انتقاله إلى الحاوي.له رسائل وكتب منها (عقيدة التوحيد) و(الدعوة التامة والتذكرة العامة -ط)، (تبصره الولي بطريقة السادة بني علوي)، و(المسائل الصوفية).وجمع تلميذه أحمد بن عبد الكريم الشجار الإحسائي، طائفة من كلامه في كتاب سماه (تثبيت الفؤاد -ط).