
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا زائِري حيـنَ لا واشِ مِنَ البَشَرِ
وَاللَيـلُ يَخطُـرُ في بَردٍ مِنَ السَحَرِ
فَقُلـتُ يـا غايَـةَ الآمـالِ يَأموني
بِالسـَعي نَحـوَكَ لَاِستَبشـَرتَ بِالظَفَرِ
فَكَيفَ إِذا جِئتَ يا سُؤلي وَيا أَمَلي
فَالحَمــدُ لِلَـهِ ذا فَـوزَ بِلا خَطَـرِ
مـا كُنـتُ أَحسـَبُ أَنّـي مِنكَ مُقتَرِبُ
لِمـا لَـدَيَّ مِـنَ الأَوزارِ يـا وَزري
حَتّىـدَنَوتُ وَصـارَ الوَصـلِ يَجمَعُنـا
وَالسـِرُّ مِنـكَ وَمِنـكَ غَيـرَ مُسـتَمِرِّ
عَلى الكَثيبِ مِنَ الوادي سَقاهُ حَيا
مِــنَ الغَمـائِمِ بِالآصـالِ وَالبِكَـرِ
لِلَــهِ بارِقَـةٌ لِلقَلـبِ قَـد لَمَعَـت
مِـن عالَمِ الأَمرِ لا مِن عالَمِ الصُوَرِ
أَنسـَتكَ إِيّـاكَ وَالأَكـوانُ أَجمَعُهـا
وَأَوقَفَتـكَ عَلـى المَطلـوبِ وَالوَطَرِ
هَـذا الحَـديثُ وَما يَخفى عَلى فَطَنِ
إِنّـي أَرَدتُ بِـهِ التَنـبيهِ فَاِعتبَرِ
يا أَيُّها الجَوهَرُ المَحصورُ في صَدَفٍ
مَخلــوقٍ غَـرَضِ التَغييـرِ وَالكَـدَرِ
مُبِــطٌ فــي حَضــيضِ الحَـضِّ هِمَّتُـهُ
فـي لِذَّةِ البَطنِ وَالمَنكوحِ وَالنَظَرِ
تَقــودُهُ شــَهَواتٌ فيــهِ جامِحَــةٌ
حَتّـى تَـزُجُّ بِـهِ فـي لُجَّـةِ الضـَرَرِ
يـا أَيُّها الروحُ هَل تَرضى مُجاوَرَةً
عَلـى الدَوامِ لِهَذا المَظلِمِ الكَدَرِ
وَأَيــنَ كُنــتَ وَلا جِســمٍ تُسـاكِنُهُ
أَلَسـتَ فـي حَضـراتِ القُـدسِ فَاِدَّكِرِ
تَـأوي مَـعَ المَلَأِ الأَعلى وَتَكرَعُ مِن
حِيـاضِ أَنـسَ كَمـا تَجني مِنَ الثَمَرِ
تَـأتي عَلَيـكَ نَسـيمُ القُربِ مَهدِيَّةً
عَـرَفَ الجَمالُ كَعُرفُ المَندَلِ العَطِرِ
حَتّـى جَعَلَـت بِـأَمرِ اللَـهِ في قَفَصِ
لَيَبتَليـكَ فَكُـن مِن مِن خَيرِ مُختَبَرِ
فَحيـنَ أَبصَرَت هَذا الجِسمِ قَد بَرَزَت
بِـهِ العَجـائِبِ مِـن بـادِ ومُسـتَتَرِ
أَنسـَتكَ بَهجَتَـهُ مـا كُنـتَ تَشـهَدُهُ
مِـن قُـدسِ رَبِّكَ فَاِعرِف ضَيعَةَ العُمرِ
رَضـيتُ بِـالفِكرِ عَن كَشفِ وَأَينِكَ مِن
جَلِيَّــةِ الحَـقِّ إِن أَخلَـدَت لِلفِكـرِ
لا تَقنَعَــن بِـدونِ العَيـنِ مَنزِلَـةً
فَـالحُبِّ مَـن يَكتَفـي بِالظِلِّ وَالأَثَرِ
وَعـدٌ هُـديتَ فَقَـد تَـوَدَّيتَ مَطرَحـا
هَـذا الوُجـودُ وَما فيهِ مِنَ الغَيرِ
وَاِسـلُك سـَبيلاً إِلـى الرَحمَنِ قيمَةً
بِهـا أَتـاكَ أَمـام البَدوِ وَالحَضَرِ
مَشـروحَةً فـي كِتـابِ اللَـهِ واضِحَةً
فَسـِر عَلَيهـا وَكُـن بِالصـِدقِ مُتَّزِرِ
وَبِالرِياضــَةِ مَــن صـَمَتَ وَمَخمَصـَةً
مَـعَ التَخَلّـي عَـنِ الأَضدادِ وَالسَهَرِ
وَدُم عَلـى الذِكرِ لا تَسأَمُهُ مُعتَقِداً
إِنَّ التَـوَجُّهَ روحُ القَصـدِ وَالصـَدرِ
خَيـرُ النَبِيّيـنَ هادينـا وَمُرشِدَنا
بِمـا أَتانـا مِـنَ الآيـاتِ وَالسُوَرِ
صــَلّى عَلَيـهِ إِلَهـي كُلَّمـا سـَجَعَت
حَمامَــةٌ فَـوقَ مَيـاسٍ مِـنَ الشـَجَرِ
عبد الله بن علوي بن محمد بن أحمد المهاجر بن عيسى الحسيني الحضرمي المعروف بالحداد أو الحدادي باعلوي.فاضل من أهل تريم (بحضرموت) مولده في (السير) من ضواحيها، ووفاته في (الحاوي) ودفن في تريم.كان كفيفاً، ذهب الجدري ببصره طفلاً، واضطهده اليافعيون حكام تريم فكان ذلك سبب انتقاله إلى الحاوي.له رسائل وكتب منها (عقيدة التوحيد) و(الدعوة التامة والتذكرة العامة -ط)، (تبصره الولي بطريقة السادة بني علوي)، و(المسائل الصوفية).وجمع تلميذه أحمد بن عبد الكريم الشجار الإحسائي، طائفة من كلامه في كتاب سماه (تثبيت الفؤاد -ط).