
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وصــيتي لـك يـا ذا الفضـل والأدب
إن شـئت أن تسكن السامي من الرتب
ونـدرك السـبق والغايـات تبلغهـا
مهنـــأ بمنـــال القصـــد والأرب
تقـوى الإلـه الـذي ترجـى مراحمـه
الواحــد الأحــد الكشــاف للكـرب
إلــزم فرائضــه واتــرك محـارمه
واقطـع لياليـك والأيـام في القرب
واشــعر القلــب خوفـاً لا يفـارقه
مــن ربــه معـه مثـل مـن الرغـب
وزيــن القلــب بــالإخلاص مجتهـداً
واعلـم بـأن لربا يلقيك في العطب
ونــق جيبـك مـن كـل العيـوب ولا
تـدخل مـداخل أهـل الفسـق والريب
واحفـظ لسـانك مـن طعـن علـي أحد
مـن العبـاد ومـن نقـل ومـن كـذب
وكــن وقـوراً خشـوعاً غيـر منهمـك
فـي اللهو والضحك والأفراح واللعب
ونــزه الصـدر مـن غـش ومـن حسـد
وجــانب الكبريـا مسـكين والعجـب
وارض التواضـع خلقـاً إنـه خلق ال
أخيـار فاقتـد بهم تنجو من الوصب
واحذروا وإياك من قول الجهول أنا
وأنــت دونــي فـي ضـل وفـي حسـب
فقــد تــأخر أقـوام ومـا قصـدوا
نيـل المكـارم واستغنوا بكان أبي
وخـالف النفـس واستشـعر عـداوتها
وارفـض هواهـا ومـا تختـاره تصـب
وَإن دَعتــك إلــى حــظ بشــهوتها
فاشـرح لهـا غـب ما فيه من التعب
وازهـد بقلبك في الدار التي فتنت
طوائفــا فرأوهــا غايــة الطلـب
تنافســـوها وأعطوهــا قــوالبهم
مــع القلــوب فيــاللَه مـن عجـب
وهـي الـتي صـغرت قـدراً وما وزنت
عنـد الإلـه جناحـاً فـالحريص غـبي
وخـذ بلاغـك مـن دنيـاك واسـع بـه
ســعى المجـد إلـى مـولاك واحتسـب
واعلـم بـأن الـذي يبتـاع عـاجله
بـــآجله مــن نعيــم دائم يخــب
وإن بليــت بفقــر فـارض مكتفيـاً
بــالله ربـك أرح الفضـل وارتقـب
وإن تجـردت فاعمـل بـاليقين وبال
علـم إن كنـت موقوفـاً مـع السـبب
واتــل القـران بقلـب حاضـر وجـل
علــى الــدوام ولا تـذهل ولا تغـب
فـإن فيـه الهـدى والعلم فيه معا
والنـور والفتح أعنى الكشف للحجب
واذكــر إلهــك ذكــراً لا تفـارقه
فإنمـا الـذكر كالسلطان في القرب
وقــم إذا هجــع النـوام مجتهـدا
وكــل قوامــاً ولا تغفـل عـن الأدب
والوالــدان لهــم حـق يقـوم بـه
مـن يتـق اللَـه والمـدلون بالنسب
وَالجـار والصـحب لا تنسـى حقـوقهم
واخــتر مصــاحبة الأخيـار واتخـب
وخـالق النـاس بالخلق الجميل ولا
تعتــب علــى أحــد منـه ولا تعـب
وانصـب ولا تنتصـف منهـم وناصـحهم
وقــم عليهـم بحـق اللَـه وانتـدب
واحـذر مصـاحبة الأشـرار والحمقـى
والحاسـدين ومـن يلـوي على الشغب
وحــالف الصــبر واعلـم أن أولـه
مـــر وأخــره كالشــهد والضــرب
يــا رب إنــك مقصــودي ومعتمـدي
ومرتجـــاي لـــدنياي ومنقلـــبي
فـاغفر وسـامح عبيـداً مـا له عمل
بالصـالحات وقـد أوعـى مـن الحوب
لكنــه تــاب ممــا جنــاه وقــد
أتــاك معترفـاً يخشـى مـن الغضـب
فــإن عفـوت ففضـل منـك يـا صـمد
فجـــد علــى إلهــي وأزل رهــبي
ثـم الصـلاة علـى الهـادي وعـترته
محمــد مــا همـي ودق مـن السـحب
ومــا ترنمــت الورقـا علـى فنـن
ومـا تمـايلت الأغصـان فـي الكثـب
عبد الله بن علوي بن محمد بن أحمد المهاجر بن عيسى الحسيني الحضرمي المعروف بالحداد أو الحدادي باعلوي.فاضل من أهل تريم (بحضرموت) مولده في (السير) من ضواحيها، ووفاته في (الحاوي) ودفن في تريم.كان كفيفاً، ذهب الجدري ببصره طفلاً، واضطهده اليافعيون حكام تريم فكان ذلك سبب انتقاله إلى الحاوي.له رسائل وكتب منها (عقيدة التوحيد) و(الدعوة التامة والتذكرة العامة -ط)، (تبصره الولي بطريقة السادة بني علوي)، و(المسائل الصوفية).وجمع تلميذه أحمد بن عبد الكريم الشجار الإحسائي، طائفة من كلامه في كتاب سماه (تثبيت الفؤاد -ط).