
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمِـنَ المَـوتِ أَجزَعُ
وَهـوَ لا بُـدَّ يَفجَـعُ
وَفـي الخُلـدِ أَطمَعُ
وَعلـى القُربِ أَقلَعُ
البَقـا غَيـرَ حاصِلٍ
وَالفَنـا لَيسَ يَدفَعُ
ما مِنَ المَوتِ مَهرَبٌ
لا وَلا الحَـذَرُ يَنجَعُ
إِنَّ كَــأسَ مَنِيَّــتي
مُــرُّهُ سـَوفَ أَجـرَعُ
وَأَمــوتُ وَأَنقَضــي
وَعلـى النَعشِ أَرفَعُ
وَأَصـــيرُ بِمَــدفَنٍ
لِلمَخوفــاتِ مَجمَـعُ
وَهـوَ لِلمَـرءِ رَوضَةٌ
أَو مَضــيقٌ وَبَلقَـعُ
فَـإِذا لا مَحيـصَ عَن
هَــذِهِ كَيـفَ أَفـزَعُ
قُـل لِمَن كانَ عُمرُهُ
بِالــدَنا يَتَمَتَّــعُ
يَكتســي ليناتُهـا
وَعَلـى القُطنِ يَضجَعُ
يَســتَقي طيباتِهـا
وَهـوَ يَلهـو وَيَرتَعُ
غارِقـاً في نَعيمِها
أَفـي الخُلـدِ تَطمَعُ
فَكَـــأَنّي بِروحِــهِ
فـي السِياقِ تَقَعقَعُ
وَبِالأَطفــالِ بَيتُـهُ
وَالنِســاءُ تَصَعصـَعُ
ثُـمَّ يَكسـي بِخَرقِـهِ
وَلِقَـــبرٍ يَشـــيعُ
مُظلِـمٌ ضـَيِّقُ الفَنا
وَيلَـهُ كَيـفَ يَصـنَعُ
فيـهِ يُبلـي جَمالَهُ
وَالمَفاصــِلُ تَقطَـعُ
وَيَصـــيرُ كَجيفَــةٍ
بَــل أَخـسَ وَأَبشـَعُ
ثُـمَّ يَبلـى وَيَمحـي
وَإِلـى الأَصـلِ يَرجِعُ
وَهـوَ لَم يَبقَ هَكَذا
كـانَ أَجـدى وَأَنفَعُ
لَكِـنَّ البَعـثَ بَعدَهُ
يَــومَ كُــلِّ يُـرَوِّعُ
يَـومَ يَنفُـخُ نَفخَـةً
لِلبَرِيَّـــةِ تَجمَــعُ
يَــومَ نُشـِرَ وَحُشـِرَ
وَوُقـــوفٌ وَمَجمَــعُ
يَـومَ يُـبرِزُ رَبَّنـا
لِلحِســابِ وَنَخضــَعُ
مَوقِــفٌ مـا أَمَـرَهُ
آهٍ مـا كـانَ أَفظَعُ
فيــهِ كَشـفٌ غِطـاءٌ
وَالمَـوازينُ توضـَعُ
وَتَـرى مكُـلَّ مُرضـِعٍ
تَنـسَ ما كانَ تَرضَعُ
وَالجَـزا كُـلَّ عامِلٍ
يَلقى ما كانَ يَصنَعُ
فَجَــزا كُـلُّ مُـؤمِنٍ
لِلهَـوى كـانَ يَقمَعُ
طائِعـــاً لِمَليــكٍ
وَمِـنَ الـرِزقِ يَقنَعُ
جَنَّــةً عِنــدَ رَبِّـهِ
أَبَـــداً يَتَمَتَّـــعُ
وَجَــزا كُـلَّ مُعـرِضٍ
ظَـلَّ لِلمـالِ يَجمَـعُ
وَعَـنِ الإِثمِ وَالخَنا
لَــم يَكُـن يَتَـوَرَّعُ
لَيـــسَ إِلّا جَهَنَّــمَ
وَهـيَ أَدهـى وَأَفظَعُ
بِالحَديــدِ مُثقَــلٌ
وَالمَقــامِعُ تَقمَـعُ
الصــَديدُ شــَرابُهُ
وَالعَقــارِبُ تَلسـَعُ
يـا إِلَهـي وَسـَيِّدي
إِنَّنــي لَـكَ أَضـرَعُ
وَإِلـى بابِـكَ أَلجَأُ
وَهــوَ لِكُـلِّ مَفـزَعُ
اَحيِنـي لَـكَ مُسلِماً
مِنـكَ أَخشـى وَأَخضَعُ
وَعَلـــى بَزلَـــتي
ســـَيِّدي لا تَشــنَعُ
وَأَمَّتني عَلى الهُدى
ديـنٌ مَـن هُوَ مَنبَعُ
لِلفَضــائِلِ كُلِّهــا
وَهـوَ لِلكُـلِّ يَشـفَعُ
أَحمَدُ الهادي الَّذي
كـانَ بِـالحَقِّ يَصدَعُ
صـَلِّ رَبِّ عَلَيـهِ مـا
بـاتَتِ الوَرَقُ تَسجَعُ
عبد الله بن علوي بن محمد بن أحمد المهاجر بن عيسى الحسيني الحضرمي المعروف بالحداد أو الحدادي باعلوي.فاضل من أهل تريم (بحضرموت) مولده في (السير) من ضواحيها، ووفاته في (الحاوي) ودفن في تريم.كان كفيفاً، ذهب الجدري ببصره طفلاً، واضطهده اليافعيون حكام تريم فكان ذلك سبب انتقاله إلى الحاوي.له رسائل وكتب منها (عقيدة التوحيد) و(الدعوة التامة والتذكرة العامة -ط)، (تبصره الولي بطريقة السادة بني علوي)، و(المسائل الصوفية).وجمع تلميذه أحمد بن عبد الكريم الشجار الإحسائي، طائفة من كلامه في كتاب سماه (تثبيت الفؤاد -ط).