
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فيــمَ الرُكــونُ إِلــى حَقيقَتِهــا
كَـالطَيفِ فـي سـَنَةٍ وَالطَـلِّ مِن مُزنِ
دارُ الغُــرورِ وَمَـأوى كُـلِّ مُزرِيَـةٍ
وَمَعــدِنُ البُـؤسِ وَاللأَواءِ وَالمِحَـنِ
الـزَورِ ظاهِرُهـا وَالغَـدرِ حاضـِرُها
وَالمَـوتُ آخِرُهـا وَالكَونُ في الشَطنِ
تُبيـدُ مـا جَمَعـتَ تُهيـنُ مِـن رِفعَتٍ
تَضـُرُّ مَـن نَفَعـتَ فـي سـالِفِ الزَمَنِ
النَفـسُ تَعشـَقُها وَالعَيـنُ تَرمُقُهـا
لِكَـونٍ ظاهِرهـا فـي صـورَةِ الحُسـنِ
سـَحارَةً تَحكُـمُ التَخييـلَ حيـنَ يَرى
كَـأَنَّهُ الحَـقُّ إِذا كـانَت مِنَ الفِتَنِ
فَـذو الحَماقَـةِ مَـن قَد ظَلَّ يَجمَعُها
يُعـاني السـَعيَ مِـن شامٍ إشلى يَمَنِ
مُشــَمِّراً بِرَكــبِ الأَخطـارِ مُجتَهِـداً
لِأَجلِهــا يَسـتَلينُ المَركَـبُ الخَشـِنِ
وَذو الحَجـا يُقِلُّهـا زُهداً وَيَنبِذُها
وَراءَهُ نَبـذَةَ الأَقـذارِ فـي الـدِمَنِ
رَمــى بِقَلـبٍ مُنيـرٍ فـي مَصـايدِها
فَلا يُصــادِفُ غَيــرَ الهَـمِّ وَالحَـزَنِ
يَجـولُ بِـالفِكرِ في تَذكارِ مَن صَرَعَت
مِـن مثؤثِريها بِسَعيِ القَلبِ وَالبَدَنِ
مِمَّــن أَشــادَ مَبانيهـا وَأَحكَمَهـا
لِيَســتَجِنَّ مِــنَ الأَقــدارِ بِـالجَنَنِ
نـالوا مَكارِمَهـا اَحيـوا مَعالِمَها
ســَلوا صـَوارِمَها لِلبَغـيِ وَالضـَغَنِ
رَقّـوا مَنابِرَهـا قـادوا عَسـاكِرَها
بِقُــوٍّ وَاِبتَنـوا الأَمصـارَ وَالمُـدُنِ
وَعَبَـدوا النـاسَ حَتّى أَصبَحوا ذُلَلاً
لِأَمرِهِــم بَيــنَ مَغلــوبٍ وَمُمتَهِــنِ
وَجَمَعـوا المـالَ وَاِستَصفوا نَفائِسَهُ
لِمُتعَـةِ النَفـسِ فـي مُستَقبَلِ الزَمَنِ
حَتّى إِذا اِمتَلَئوا بَشَراً بِما ظَفَروا
وَمَكَّنـوا مَـن عَلاهـا أَبلَـغَ المِكَـنِ
نـاداهُم هـاذَمُ اللَـذاتِ فَاِقتَحَموا
سـُبُلَ المَمـاتِ فَأَضحوا عَبرَةَ الفِطَنِ
تِلـكَ القُبورِ وَقَد صارَوا بِها وَمِمّا
بَعـدَ الضـَخامَةِ في الأَبدانِ وَالسَمَنِ
بَعـدَ التَشـَهّي وَأَكـلِ الطَيِّباتِ غَدا
يَـأكُلُهُم الدودُ تَحتَ التُرَبِ وَاللَبَنِ
تَغَيَّــرَت مِنهُـمُ الأَلـوانُ وَاِنمَحَقَـت
مَحاسـِنُ الـوَجهِ وَالعَينَيـنِ وَالوَجَنِ
خَلَّــت مَســاكِنَهُم عَنهُـم وَأَسـلَمَهُم
مَـن كـانَ يَأَلَفُهُم في السِرِّ وَالعَلَنِ
وَعـافَهُم كُـلَّ مَـن قَـد كانَ يَألَفُهُم
مِــنَ الأَقــارِبِ وَالأَهليـنَ وَالخَـدَنِ
مـا كانَ حَظُّهُم مِن عِرضِ ما اِكتَسَبوا
غَيـرَ الحَنـوطِ وَغَيرَ القَطَنِ وَالكَفَنِ
تِلـكَ القُصورُ وَالتِلكَ الدورُ خاوِيَةً
يَصـيحُ فيهـا غُـرابُ البَينِ بِالوَهنِ
فَلَـو مَـرَرتُ بِهـا وَالبـومُ يَندَبُها
فـي ظُلمَـةِ اللَيلِ لَم تَلتَذُّ بِالوَسَنِ
وَلا تَجَمَّلَـــت بِالأَريــاشِ مُفتَخِــراً
وَلا اِفتَتَنــتَ بِحُـبِّ الأَهـلِ وَالسـَكَنِ
وَلا تَلَــذَّذتُ بِــالمَطعومِ مُنهَمِكــاً
وَلا ســَعَيتَ لَــدَينا ســَعى مُفتَتَـنِ
وَلا اِعتَبَــرتَ إِذا شـاهَدتَ مُعتَبِـراً
تَـراهُ بِـالعَينِ أَو تَسـمَعُهُ بِـالأُذُنِ
إِنَّ المَـواعِظَ لا تَغنـى أَسـيرَ هَـوى
مُقفَـلِ القَلـبِ فـي حيـدٍ عَنِ السُنَنِ
مُسـتَكبِراً يُبطِـرُ الحَقَّ الصَريحَ إِذا
يَلقـى إِلَيـهِ لِفَـرطِ الجَهلِ وَالشِنَنِ
يَمنـى النَفـسَ أَمـراً لَيـسَ يُـدرِكُهُ
إِنَّ الأَمــاني مَقطــاعَ عَـنِ المِنَـنِ
يَكفـي اللَـبيبُ كِتـابَ اللَهِ مَوعِظَةٌ
كَمـا أَتـى فـي حَديثِ السَيِّدِ الحَسَنِ
مُحَمَّــدٌ خَيـرُ خَلـقِ اللَـهِ قُـدوَتُنا
مُطَهَّـرُ الجَيـبِ عَـن عَيـبٍ وَعِـن دَرَنِ
عَلَيــهِ مِنّــا صـَلاةُ اللَـهِ دائِمَـة
مـا سـارَتِ الريحُ بِالأَمطارِ وَالسُفُنِ
وَالآلِ وَالصــَحبِ مــا غَنَّـت مُطَوَّقَـةً
وَمـا بَكَـت عَيـنُ مُشـتاقٍ إِلـى وَطَنِ
عبد الله بن علوي بن محمد بن أحمد المهاجر بن عيسى الحسيني الحضرمي المعروف بالحداد أو الحدادي باعلوي.فاضل من أهل تريم (بحضرموت) مولده في (السير) من ضواحيها، ووفاته في (الحاوي) ودفن في تريم.كان كفيفاً، ذهب الجدري ببصره طفلاً، واضطهده اليافعيون حكام تريم فكان ذلك سبب انتقاله إلى الحاوي.له رسائل وكتب منها (عقيدة التوحيد) و(الدعوة التامة والتذكرة العامة -ط)، (تبصره الولي بطريقة السادة بني علوي)، و(المسائل الصوفية).وجمع تلميذه أحمد بن عبد الكريم الشجار الإحسائي، طائفة من كلامه في كتاب سماه (تثبيت الفؤاد -ط).