
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نـبي بـراهُ اللَّـه مِـن نَورِهِ الأَسمى
وَلا عَــرش مَوجــود وَلا حـادث يُسـمى
وَأبـــدع كــل الكائِنــات لِأَجلِــهِ
ليَجلـو عَلَيها مظهر الرَّحمَة العُظمى
وَخصصــَه مِنــهُ بِمــا شــاءَ مِنّــةً
وَأَودَعـــهُ ســـِرّاً وَوســَّعَه عِلمــا
وَأشـــهده ذاتـــاً وَعرفــه حلــىً
وَمكنـــهُ قُربـــاً وَصــرمه حكمــا
وَنبّـــأه قــدماً فَــأَعظم بِفاتــحٍ
نبـــوته لِلأَنبيــاء غَــدَت خَتمــا
وَأرســله فَضـلاً إِلـى الخَلـق كلهـم
وَأسـبغ فـي إِرسالِهِ الفَضل وَالنّعما
وَأفــــرده بِالأَوليــــة مُطلقـــاً
بِكُــلِّ كَمــال لا يــرامُ لَـهُ مَرمـى
وَفـي العَهـد يَوم الذر تَقديمه جَلا
عَلاه عَلــى الأَعيــانِ قاطِبـة حَتمـا
وَفــي قســم المَـولى لَـهُ بِحيـاتِهِ
آجـل نَظـراً تَلقـاهُ أَوفرهـم قَسـما
وَأَعلاهُـــم قَـــدراً وَأَشــرَفهُم عُلا
وَأَكرَمهُــم جاهــاً وَأَثبَتهُـم عزمـا
وَأَرفَعهُــم ذِكــرا وَأَعظَمهُــم تُقـىً
وَأَوســَعهُم عِلمــاً وَأَجـوَدهُم فهمـا
وَأَعــدَلهُم حُكمــا وَأَرجَحَهُــم نُهـىً
وَأَحســَنهُم خلقــاً وَأَكثَرهُـم حلمـا
وَأَكمَلهُــم ذاتــاً وَأَطهَرهُــم حلـى
وَأَجمَلهُــم وَجهــاً وَأَشـرَفهُم جِسـما
وَأَعظَمَهُــم بَأســاً وَأَمنَعَهُــم حِمـىً
وَأَصـــدَقهُم قيلا وَأَحمَــدَهُم إســما
وَحَســبكَ بُرهانــاً عَلــى ذاكَ أَنَّـهُ
بهــم لَيلـة الإِسـراء قاطِبَـة أَمّـا
وَقـامَ مَقامـاً لَـم يَقـم غَيرهـم بِهِ
مَكينـاً بِقـاب القُـرب مُستَعملاً حَزما
وَشــاهد آيــات الإِلَــه وَمـا لَهـا
بِسـعدى عَـن المَقصـود كَلا وَلا سـلمى
وَخَصــص فــي يَـوم الجَـزا بِشـَفاعة
تَعــم بِحُســناها إِذا قَلقـوا غَمـا
وَحَشــر جَميـع الرُّسـل تَحـتَ لِـوائِهِ
فَلِلّـه مـا أَسـناه مَجـداً وَما أَسما
وَلَــولا ضــِياه لاحَ فــي وَجــه آدم
لَمـا أَمَـر الأَملاك أَن يَسـجدوا لزما
تَحيـــة إِعظـــام لِمَجـــد مُحَمــد
نَبي الهُدى الماحي بِأَنواره الظلما
عَلَيــهِ مِــن الرَّحمَـن أَزكـى صـَلاتهِ
صـَلاة بِحَـق الحَـق تسـتهلك الوَهمـا
مَـدى الـدَّهر ما اِنهَلَّت سَحائب وَصلِهِ
وَوافـى غيـاث اللَّه بِالمننِ العُظمى
عائشة بنت يوسف بن أحمد بن ناصر الباعوني، أم عبد الوهاب.شاعرة أديبة فقيهة متصوفة، نسبتها إلى باعون (من قرى عجلون، في شرقي الأردن) ومولدها ووفاتها في دمشق، تلقت اللغة والأدب. ورحلت إلى مصر سنة 919هـ فمدحت المقر الأشرفي بقصيدة، وعادت، وزارت حلب في السنة التي توفيت بآخرها (922هـ).لها: بديعية شرحتها شرحاً حسناً، والفتح الحقى من منح التلقي، يشتمل على كلمات نحت بها منحى الصوفية، والملامح الشريفة في الآثار اللطيفة، إشارات صوفية، ودر الغائص في بحر الخصائص منظومة رائية.