
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فــي حُسـن مَطلَـعِ أَقمـار بِـذي سـَلَم
أَصـبَحتُ فـي زُمـرَةِ العُشـّاق كَـالعَلَمِ
أَقــول وَالــدَّمعُ جـارٍ جـارِحٌ مُقَلـي
وَالجــار جــار بِعَـذل فيـهِ مُتّهِمـي
يـا لَلهَـوى في الهَوى رُوحٌ سَمحتُ بِها
وَلَــم أَجــد رُوحَ بُشـرى مِنهُـمُ بِهِـمِ
وَفــي بُكـائي لحـال حـالَ مِـن عَـدَم
لفّقـتُ صـَبراً فَمـا أَجـدى لِمَنـعِ دَمي
يـا سـَعدُ إِن أَبصـَرَت عَينـاكَ كاظِمَـةً
وَجئت سـِلَعاً فَسـَل عَـن أَهلِهـا القدُمِ
فَثــمّ أَقمــارُ تَــمّ طــالِعين عَلـى
طُويلِـــعِ حَيّهـــم وَانــزل بِحَيّهِــمِ
أَحِبّــةٌ لَــم يَزالـوا مُنتَهـى أَمَلـي
وَإِن هُمـو بِالتَّنـائي أَوجَبـوا أَلَمـي
عَلَـوا كَمـالاً جَلـوا حُسناً سَبوا أمَماً
زادوا دَلالاً فَنــي صـَبري فَيـا سـَقَمي
أَحسـَنتُ ظَنّـي وَإِن هُـم حـاوَلَوا تَلَفي
وَثَــمّ ســرّ وَضــَني فيـهِ مِـن شـِيَمي
اليَحمَــدِي وَأَبــو تَمّــام كــلّ شـَج
عــانى الغَـرام إِلـى قَلـبي لِأَجلِهِـمِ
قيـل اسـلُهُم قُلـتُ إِن هَبّت صَبا سَحَراً
وَأَشــرَق البَــدرُ تَمّـا سـَلخَ شـَهرِهِمِ
مـا لـي رُجـوعٌ عَـن الأَشجان في وَلَهي
بَـل عَـن سـُلُوّي رُجـوعي صارَ مِن لزمي
رَجَــوتُهُم يَعطفـو فَضـلاً وَقَـد عَطَفـوا
لَكــن عَلـى تَلَفـي مِـن فَـرط عِشـقِهِمِ
هـانَ السـُّهادُ غَرامـاً فيـهِ أَقلَقَنـي
شـَوقاً وَعَـزّ الكَـرى وَجـداً فَلـم أَنَمِ
وَعــاذِلٍ رامَ ســُلواني فَقُلــتُ لَــهُ
مِـن المُحـال وُجـودُ الصـَّيد في الأَجَمِ
عَــذلتَني وَاِدّعَيـتَ النُّصـحَ فيـهِ فَلا
بَرِحــتُ أَســعى بلا حَـدّ إِلـى النّعـمِ
كَيــفَ الســلوّ وَنـارُ الحُـبّ موقَـدَةٌ
وسـطَ الحَشـا وَعُيـونُ الـدَّمعِ كَالدِّيَمِ
وَلـي جُفـونٌ بِغَيـرِ السُّهدِ ما اِكتَحَلَت
وَلـي رُسـومٌ بِغَيـر السـُّقمِ لَـم تُسـَمِ
تهــابُني الأُسـدُ فـي آجامِهـا وَظُبـا
تِلــكَ الظِبــا قَـد أَذلتنـي لِعِزّهِـمِ
أَزروا بِشَمسِ الضُّحى وَالبَدرِ حينَ بَدوا
وَأَومَــضَ البَـرقُ مِـن تِلقـاءِ مُبتسـِمِ
يـا نَفسُ ماذا الوَنى جِدّي فَإِن يَصِلوا
فَالقَصـدُ أَولـى فَمـوتي مَـوت مُحتَشـِمِ
لِـذِكرِهم صـارَ سـَمعي العَـذل يُطرِبُني
مِــن اللَــواحي وَيُلجينــي لِشـكرِهِمِ
بَلَغـتُ فـي العشـق مَرمـى لَيسَ يُدرِكُهُ
إِلّا خَليــعٌ صـَبا مِثلـي إِلـى العَـدَمِ
كَتَمــتُ حــالي وَيَـأبى كَتمَـهُ شـَجَني
بِحُكمِــيَ الفاضـِحين الـدَّمع وَالسـَقَمِ
قـالوا ارعَوِي قُلتُ قَلبي ما يُطاوِعُني
قـالوا اِنثَنِـي قُلتُ عَهدي غَيرُ مُنفَصِمِ
قـالوا سـَلَوتَ فَقُلـتُ الصَّبرُ في كَلفي
قـالوا يَئسـتَ فَقُلـتُ البُرءُ في سَقَمي
يـا عـاذِلي أَنـتَ مَعـذورٌ فَسـَوفَ تَرى
إِذا بَـدا الصـَّبحُ ما غطّى غَشا الظُلَمِ
أَبرَمــتَ عَــذلاً وَيُخشـى أَن تُجـرّ بـه
إِلـى السـُّلُوِّ ومـا السُّلوانُ مِن شِيَمي
أجــرِ الأَمــورَ عَلـى إِذلالِهـا فَعَسـى
تَـرى بِعَينيـكَ وَجـهَ النُّصـحِ في كَلِمي
عَـــن ذمِّ مِثلِــكَ تبيــاني أنزّهُــهُ
إِذ أَنــتَ عِنـدِيَ مَعـدودٌ مِـن النعـمِ
الجَهـلُ أَغواكَ أَم في الطَّرف مِنكَ عَمي
أغــاب رُشــدُكَ أَم ضـَربٌ مِـن اللَّمَـمِ
أَتعبــت نَفســكَ فـي عَـذلي وَمَعـذِرَةً
مِنــي إِلَيـكَ فَسـَمعي عَنـكَ فـي صـَمَمِ
اعـذل وَعَنّـف وَقُـل ما اِسطَعتَ لا تَرَني
إِلّا كَمــا شـاءَ وَجـدي حافِظـاً ذِمَمـي
تســومُني الصـَّبرَ عَمّـن لـي حَلا بِهـمِ
جَميــعُ مــا مَـرّ مِـن حـالاتِ عِشـقِهِمِ
لُـم يـا عَـذَولي وَشـاهِد حُسنَهُم فَإِذا
شـاهَدتهُ وَاِسـتَطَعت اللـوم بَعـد لُـمِ
أَبِــن أَنــل عَرفـن فـرّع لَنـا نَبـأً
مِــــن المَلامِ وَحشــــيهِ بِوَصـــفِهِمِ
وَاِمــزُج مَلامَـك بِالـذِّكرى فَـإِن بِهـا
تَعَلّلا لِعَليـــلِ الشــَّوقِ مِــن أَلَــمِ
كَـرّر أَعِـد أَطـرِب ابسـُط ثَـنّ غَنّ أَجِب
قُــل ســَلّ جُــد تَرَنّــم بـرّ مـنّ دُمِ
أَعِــد حَــديثَ أَحِبّــائي فَهُــم عَـرَبٌ
قَـد أَعـرَب الـدَّمعُ فيهـم كُـلّ مُنعَجِمِ
وَاِسـتَوطَنوا السـرَّ مِنّـي فَهوَ مَنزِلُهُم
وَلَــم أفــوّه بِــهِ يَومــاً لِغَيرِهـمِ
بَــدا الصـُّدودُ بِبُعـدي عَـن جِـوارِهم
فَعــادَ وَصــلٌ بِقُربــي مِــن مَحَلّهِـمِ
أَحِبّـــةٌ مــا لِقَلــبي غَيرُهُــم أَرَبٌ
وَحُبهـم لَـم يَـزَل يَربـو مِـن القِـدَمِ
لَزِمــتُ صــدقَ وَلاهُــم وَالتَزَمـت بِـهِ
فَلَســـت أَســـلوهُ إِلّا عَــن ســُلُوّهِمِ
حلّــوا بِقَلــبي وَحلّـى جـود منَّتِهِـم
جِيـدي وَشـكر الأَيـادي مَسـمَعي وَفَمـي
مـا بَهجَـةُ الشـَّمسِ فـي الآفاقِ مُسفِرَةً
يَومـــاً بِأَبهَــجَ مِــن لألاءِ حُســنِهِمِ
لا مَكّنتنــي المَعـالي مِـن سـيادَتِها
إِن لَـم أَكُـن لَهُـمُ مِـن جملَـةِ الخَدَمِ
بِفَضــلِهم غَمَرونــي مِــن فَواضــِلِهم
بِمــا عَجِــزتُ بِــهِ عَـن حَـقّ شـُكرهِمِ
وَأَقبَســـونِيَ مُـــذ آنَســتُ نــارَهُمُ
مِــن طُـور حَضـرَتِهم نُـوراً جَلا ظُلَمـي
وَألبَســوني ثِيــابَ الوَصــل مُعلَمَـةً
بِقُربِهِــم وَأَقَــرّوا فـي العُلا عَلَمـي
وَخَوّلــونيَ مُلكــاً فيــهِ فُـزتُ بِهـم
فَــوزَ العُفـاةِ بِـوافي فَيـضِ فَضـلِهِمِ
لَهُــم شــَمائِلُ بِالإِحسـان قَـد شـَملَت
وَعَلّمــــت كَـــرَمَ الأَخلاقِ وَالشـــِّيَمِ
وَلــي عَـوائدُ مِنهُـم بِالجَميـل لَهـا
بمنهـــم اِتصـــالٌ غَيـــرُ مُنحَســِمِ
قالوا الوَفا راقَ عَيشُ المُستَهامِ بِهم
فَلا جَفــا بَعــدَما جــادوا بِوَصـلِهمِ
حلّـوا بِقَلـبي فَيـا قَلـبي تَهـنّ بِهم
وَاِفــرح وَلا تَلتَفــت عَنهـم لِغَيرِهِـمِ
قَـد طـالَ شـَوقي وَقَلـبي مَنـزِلٌ لَهُـم
إِلـى الطُلـولِ الَّـتي تَسـمو بِإِسـمِهِمِ
فَلَيــتَ شــِعري هَــل حـالي بِمُنتَظـم
قَبــل الوَفــاةِ وَهَـل شـَملي بِمُلتَئِمِ
نعــم نعــم حَــدّثتني وَهـيَ صـادِقَةٌ
ظُنــونُ ســرّي حَــديثاً غَيــرَ مُتّهَـمِ
عَـن جُـودِهم عَـن نَـداهُم عَن فَواضِلهم
عَــن منّهـم عَـن وَفـاهُم نَيـل برّهِـمِ
ســـادوا فَجـــودهُم جــمّ وَبَــذلهُمُ
حَتــمٌ وَمَــوردُهُم غُنــمٌ لِكُــلِّ ظَمـي
يـا سـَعدُ إِن سـاعَدَ الإِسعادُ وَاِجتَمَعَت
لَــكَ الأَمـاني وَجئت الحَـيّ عَـن أُمَـمِ
عَـرّج عَلـى قاعـة الوَعسـاءِ مُنعَطِفـاً
عَلـى العَقيـقِ عَلـى الجَرعاءِ مِن إِضَمِ
وَاِقصـِد مصـلى بِـهِ بـابُ السـَلامِ وَقف
لَــدى المَقـامِ وَقَبّـل مَـوطِئَ القَـدَمِ
فَلِــي فُــؤاد بِــذاكَ الحَـيِّ مُرتَهـنٌ
ســَلا الســُّلُوّ وَعــانى وَجــدَهُ بِهـمِ
ناشــَدتُهُ اللَّــه وَالأَنــوار مُشـرِقَة
تَعلـو المَعـالم مِـن سـُكّانِها القُدُمِ
أَنــتَ الكَليـم وَهَـذا طَـور حَضـرتهم
أَقبــل وَلا تَخــف الواشـين بِـالكَلمِ
وَشــاهدِ الحُســنَ وَالإِحســانَ جُزؤهُـمُ
وَلا تَــدَع مِنــكَ جُـزءاً غَيـرَ مُقتَسـمِ
وَلا يَصــُدّكَ عَــن بَـذلِ الوُجـوهِ لَهُـم
نُصـحُ اللَّـواحي وَمـا صـاغوا بِنُطقِهِمِ
هُـم المَفاليسُ ما ذاقوا الغَرامَ وَلا
أَمّـوا حمـى خَيـرِ خَلـقِ اللَّـهِ كُلِّهـمِ
مُحَمّـد المُصطَفى ابن الذّبيح أَبو الز
زهــراءِ جــدّ أَميـرَي فِتيَـة الكَـرَمِ
الوافر العظمِ ابن الوافر العظم اب
نِ الـوافر العظم ابن الوافر العظمِ
المُرتَضـى المُجتَبى المَخصوص أَحمدَ مَن
اِختـارَهُ اللَّـهُ قَبـلَ اللَّـوحِ وَالقَلَمِ
خَيــر النَــبيّينَ وَالبُرهــانُ مُتَضـِحٌ
عَقلاً وَنَقلاً فَلــم نَرتَــب وَلَــم نَهِـمِ
أَســـناهُمُ نَســَباً أَزكــاهُمُ حَســَباً
أَعلاهُــمُ قُرَبــاً مِــن بـارِئِ النَّسـَمِ
طَــهَ المُنـادى بِأَلقـابِ العُلا شـَرَفاً
وَغَيـــرُهُ بِالأَســامي ضــِمنَ كُتبِهِــمِ
عـــزّت جَلالتـــهُ جلّـــت مَكـــانَتُهُ
عَمّـــت هِــدايَتُهُ لِلخَلــقِ بِــالنِّعِمِ
أَعظِــم بِــهِ مِـن نَـبيّ مُرسـل نَزلـت
فــي مَـدحِهِ مُحكَـمُ الآيـاتِ مِـن حِكَـمِ
ينــبي مفصــلها عَــن عــز مرتبـة
مِـن قـاب قَوسـين لَـم تُدرك وَلم ترمِ
تَبـارَكَ اللَّـهُ مَـن أَوحـى إِلَيـهِ بِما
أَوحــى وَخَصَّصــَهُ بِــالمُنتَهى العظَـمِ
بِرُتبــةِ القــابِ بِــالأَدنى بحظـوَتِهِ
بِرُؤيــة اللَّــهِ بِالإِينــاسِ بِـالكَلمِ
دَنـــا وَنـــالَ فَلا ثــان يشــاركه
فيمـا حَـواه مِـن التَّخصـيصِ وَالكَـرَمِ
أَتــى وَكــانَ نَبيــاً عِنــدَ خـالِقِهِ
قِــدماً وَآدم طينــاً بَعـد لَـم يَقُـمِ
ذو الجـاهِ حَيـثُ يَضـمُّ الخَلق مَحشرهم
وَلا يُــرى غَيـرُهُ فـي الكَشـفِ لِلغمـمِ
ذو المَجـدِ حَيـثُ أُهَيـلُ المَجدِ قاطِبةً
تَســيرُ تَحــتَ لِــواهُ يَــومَ حَشـرِهِمِ
ذو المُعجِزاتِ التي مِنها الكِتابُ فيا
بُشــرى لِمقتَبِــس مِنــهُ بِكُــلِّ جَــمِ
يُتلــى وَيَحلـو وَلا يبلـى وَلَيـسَ لَـهُ
مُبَــدّلٌ وَهــوَ حَبــلُ اللَّـهِ فَاِعتَصـِمِ
قُــل لِلّــذي يَنتهــي عَمّـا يُحـاولهُ
مـن حَصـرِ مُعجِـزِ طَـهَ الطّـاهِرِ الشِّيَمِ
كَــم أَعقَبَـت راحَـةً بِـاللّمسِ راحَتُـهُ
وَكَــم مَحــا مِحنَــةً ريـقٌ لَـهُ بِفَـمِ
وَالنَيّــران أَطاعــاهُ فَتِلــكَ بَــدَت
بَعـدَ الأُفـولِ وَهَـذا شـُقَّ فـي الظُلَـمِ
وَالمـاءُ مِـن إصـبعَيهِ فـاضَ فَيضَ نَدا
كَفّيــهِ مَــردود هَـذا مُعـدم العـدمِ
فَريــدُ حُســنٍ تَســامى عَـن مُماثَلـةٍ
فـي الخَلـقِ وَالخُلقِ وَالأَحكام وَالحِكمِ
بَـدرُ الكَمـالِ كَمـالُ البَـدرِ مُكتَسـَبٌ
مِــن نُـورِهِ وَضـياءُ الشـَّمسِ فَـاِعتَلمِ
أَعظِــم بِــهِ مِــن نَــبيّ سـَيّد سـَنَد
هــادٍ ســِراج مُنيــر صـَفوَةِ القُـدُمِ
بِــالحَقِّ مُشـتَغلٍ فـي الخلـقِ مُكتَمِـل
بِـــالبرِّ مُلتَــزِمٍ بِــالبّر مُعتَصــِمِ
لِلبَـــذلِ مُغتَنــم بِالبشــرِ مُتســِم
يَســـمو بِمبتســم كَالــدُرِّ مُنتَظِــمِ
مُمجـدِ الـذكرِ فـي الفُرقـانِ بِالعظَمِ
مُحّمـدِ الأَمـرِ فـي التبيـان مِـن حِكَمِ
جَمـــالُ صـــُورَتِهِ عُنــوانُ ســيرَتِهِ
هَــذا بَــديعٌ وَهَــذي آيــةُ الأُمَــمِ
وَلَـو غَـدا البَحرُ حبراً وَالفَضا وَرَقاً
فــي حَصــرِ أَوصـافِهِ ضـاقا بِبَعضـِهِمِ
وَذِكــرُهُ كــادَ لَــولا ســُنّةٌ ســَبَقَت
إِذا تَكــرّر يَحيــي بــالِيَ الرّمَــمِ
عَلا عَــنِ المِثــلِ فَالتَّشـبيهُ مُمتَنِـعٌ
فــي وَصـفِهِ وَقُصـورُ العَقـلِ كَـالعلمِ
إِذ كُــلّ حُســنٍ مفــاضٌ مِـن مَحاسـِنِهِ
وَكُــلُّ حُســنى فمـن إِحسـانِهِ العمـمِ
مُحَمّــدٌ إِســمُهُ نَعــتٌ لِجُملــةِ مــا
فـي الـذِّكر مِن مَدحِهِ في نُون وَالقَلَمِ
علاهُ كَالشــَّمسِ لا يَخفــى عَلــى بَصـَرٍ
وَالـوَجهُ كَالبَـدرِ يَجلـو حالِكَ الظُّلَمِ
وَلَــو كـانَ ثَـمّ مَثيـلٌ قُلـتُ طَلعتُـهُ
كَالبَـدرِ حاشـا تَعـالى كامِـلَ العظمِ
قـالوا هُـوَ الغَيـث قُلتُ الغَيثُ آوِنَةً
يَهمِــي وَغَيــثُ نَـداهُ لا يَـزالُ هَمـي
يُعطـي العُفـاةَ أَمـانِيَهُم فَلَسـتَ تَرى
فــي حُبِّــهِ غَيــرَ مَمنــوحٍ وَمُغتَنِـمِ
فــي النُــورِ لاحَ عُلاهُ لا نَظيــرَ لَـهُ
نُـورُ القُـرآن قُرآنـاً مِـن لَـدُن حَكَمِ
حـازَ الجَمـالَ فَمـا فـي حُسـنِ مُتّصـفٍ
بِشــَطرِهِ بَعــض مـا فـي سـَيّدِ الأُمَـمِ
هُــوَ الحَــبيبُ مِـن الرَّحمَـنِ رَحمَتُـهُ
لِلعــالَمينَ بِإِيجــادٍ مِــن العَــدَمِ
غَـوثُ الـوَرى كَعبَـةُ الآمـالِ مُلتَزِمـي
فـي حُبِّـهِ بِالتَّفـاني صـارَ مـن لزَمي
جَــردتُ حجّــي لَــهُ مِـن كُـلّ مفسـدَةٍ
وَلَـم تَـزَل بِالصـَّفا تَسـعى لَـهُ قَدَمي
بَحـرُ الوَفـاءِ دَعـاني بِالوَفـاءِ إِلى
نَيــلِ الوَفـاءِ وَرَوّانـي مِـن النَّغَـمِ
بَلَغــتُ مــا رُمتُـهُ مِنهُـم فَلَـم أرُمِ
عَمّــن جَلا غُمَمــي بِــالعَزمِ وَالهِمَـمِ
وَأفـرده المـدح وَأَسـتَثني بِمَدحك مَن
حـازوا عُلا الفَضـلِ مُذ فازوا بِسَبقِهِمِ
البـاذلو النَّفس بَذلَ المالِ مِن يَدِهم
وَالحـافِظو الجار حِفظَ العَهدِ وَالذِّمَمِ
لا يُسـلَبون بِفَضـلِ اللَّـهِ مـا وُهِبـوا
وَيَســـلُبوا ضـــَرَرَ الإِملاق بِــالكَرَمِ
سـُودُ الوَقـائِعِ حُمـرُ الـبيضِ في حَربٍ
خُضـرُ المَرابـع بِيـضُ الفعـلِ في سلَمِ
كَـأَنَّهُم فـي عَجـاجِ النَّقـعِ حِينَ بَدوا
بُــدورُ تَـمّ بَـدَت فـي حنـدسِ الظُلَـمِ
لِلجَمــع فَلّـوا وَمـا فَلّـت عَزائمهـم
وَهـيَ المَواضـي عَلـى استئصالِ كُلّ عَمِ
هُــم النُّجـومُ فَمـا أَسـنى مَطـالعهم
فــي أُفــقِ ملّتـهِ البيضـا بِهـديهِمِ
لا يَمــزجُ الشـَّك مِنهُـم صـَفوَ مُعتَقَـدٍ
وَلا يَشــين التُّقــى بِـاللمِّ وَاللَّمَـمِ
بِالســَّبقِ فــازوا بِتَخصـيصِ تَقَـدمهم
فيــهِ خَليفَتــه الصـديق ذو القـدَمِ
لا عَيـبَ فيهـم سـِوى أَن لا يُضـامُ لَهُم
وَفـدٌ وَلا يَبخَلـوا بِالرّفـدِ في العدمِ
طَـه الَّـذي إِن أَخـف ذَنـبي وَلُـذتُ بِهِ
آمنــت خَــوفي وَنجـاني مِـن النقـمِ
وَلا طَمحــت إِلــى نَيــلٍ مِـن الكَـرَمِ
إِلّا وَبَلَّغَنــــي فَـــوقَ الَّـــذي أرُمِ
مـا هَبّـتِ الرِّيـحُ إِلا شـمت بَـرقَ وَفا
لِـي فيـهِ وَبـلُ عَطـا مِن دِيمَة النِّعَمِ
يـا أَكـرَمَ الرُّسـلِ سُؤلي مِنكَ غَيرُ خفِ
وَأَنــتَ أَكــرَمُ مَــدعوّ إِلـى الكَـرَمِ
حَســبي بِحُبـك أَنّ المَـرءَ يُحشـَرُ مَـع
أَحبـــابِهِ فَهَنــائي غَيــر مُنحَســِمِ
مَـــدَحتُ مَجـــدَكَ وَالإِخلاصُ مُلتَزمـــي
فيـهِ وُحُسـنُ اِمتِـداحي فيـكَ مُختَتَمـي
عائشة بنت يوسف بن أحمد بن ناصر الباعوني، أم عبد الوهاب.شاعرة أديبة فقيهة متصوفة، نسبتها إلى باعون (من قرى عجلون، في شرقي الأردن) ومولدها ووفاتها في دمشق، تلقت اللغة والأدب. ورحلت إلى مصر سنة 919هـ فمدحت المقر الأشرفي بقصيدة، وعادت، وزارت حلب في السنة التي توفيت بآخرها (922هـ).لها: بديعية شرحتها شرحاً حسناً، والفتح الحقى من منح التلقي، يشتمل على كلمات نحت بها منحى الصوفية، والملامح الشريفة في الآثار اللطيفة، إشارات صوفية، ودر الغائص في بحر الخصائص منظومة رائية.