
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
اللَّــهُ أَكبَـر كَـم وافَـت بِشـارات
وَكَــم تَبــدت لِتَعظيــم إِشــارات
وَكَــم تَجَلَــت بَراهيــن وَمُعجــزة
وَكَــم تَــوالَت كَرامــات وَآيــات
بِلَيلـة المَولـد الغَـراء حين دَنا
لِوَضـع أَحمـد خَيـر الخَلـق مِيقـات
أَعظـم بِهـا لَيلـة جَلـت بَـدائعها
وَأفصـحت بِالهَنـا فيهـا الجمادات
وَضــمخت ســائر الأَرجــاء وَاِمتَلَأَت
عطـراً وَفـاحَت مِـن الأَنحـاء نَفحات
وَدَق طَبـل الهَنـا فـي كُـل ناحِيَـة
وَقــابَلته مِــن الآفــاق كوســات
وَزَينــت حَضــرات الغَيـب وَاِنتَصـَب
مِــن أَجــل ياسـين أَعلام وَرايـات
وَجَلـل العَـرش بِـالأَنوار وَاِتشَح ال
كُرســي وَزخــرف فــردوسٌ وَجنــات
وَفَرقـت خلـع التَّكريم في المَلأ ال
أَعلـى وَضـجت بِحَمـد اللَّـهِ أصـوات
وأشـرق الكـون بـالأنوار واتصـلت
مــن الهواتـف بالهـادي بشـارات
وَنكســت سـائر الأَصـنام وَاِنقَلَبَـت
كَأَنَّهـــا لَــم تَكُــن إِلّا هبــاآت
وَرجّ إِيــوان كِســرى رَجــة سـَقَطَت
لِبأســـِها شــُرف مِنــهُ عَديــدات
وَسـاءَ سـاوة غَيـض الما وَفارس مِن
خُمـود نِيرانهـم بِالغَيظ قَد ماتوا
وَالجـن صـدت وَآفـاق السـَّما مُلِئَت
شـُهباً أديمـت بِهـا مِنهـم حِراسات
وَانشــد الحــال وَالآيـات ظـاهِرة
وَلِلعَـــوالم أَخبـــات وَأنصـــات
قَـد آن أَن يُطلـع المَـولى بِرَحمَتِهِ
شَمسـاً يُـدربها فـي الكَـون خيرات
ذات زكـت فهـي مَحـو فـي مهيمنها
تَحققــاً وَلَهــا بِــالحَقِّ إِثبــات
لِلمُصـطَفى المُجتبى ياسين من نزلت
فـي مَجـدِهِ الفَـرد إِنجيـل وَتَوراة
وَنـالَ فـي لَيلـة الإِسراء ما عَجزت
عَـن شـَرح أَيسـر مَعنـاه العِبارات
وَخـصَّ فيهـا بِمـا لَـم يـدره أَحَـد
وَأَمّ جَمعــاً بِهـم يَسـمو السـَّموات
وَهـوَ المُخَصـص في التَّقديم مِن قدم
وَحيـــن أَشــهدهم وَالقَــوم ذرات
وَهـوَ الَّـذي جـاهَه الأَعلى تَلوذ بِهِ
فـي سـائر الأَمـر أَعيـان وَسـادات
وَهـوَ الَّذي لَم أَزَل أَجلوه في خلدي
تَحققـــا فَكَــأن القَلــب مــرآت
وَحُبــهُ فــي صــَميمي سـاكن وَبِـهِ
أَرى نَعيمــي وَلــي مِنـهُ عِنايـات
ما رُمت شَيئاً وَنادى السرّ يا سندي
إِلّا وَجــاءَت بِمَــأمولي العِنايـات
وَلا عرانــي ضــِيق وَاِســتغثت بِـه
إِلا وَأَوســَع لــي مِنــهُ العطيـات
وَلا اِســتجرت بِــهِ مِمــا يروّعنـي
إِلا أمنــت وَوافتنــي الحِمايــات
يـا أَكـرَم الرسل آمالي لَدَيك وَلا
يَخفـى مُـرادي وَلـي بِالجَبر عادات
وَأَنــتَ أَكــرَم مَخلــوق تَمـدّ لَـهُ
يَـــد فَتَملأهــا مِنــهُ المــبرات
عَلَيـك مِـن صـَلَوات اللَّـه أَفضـلها
أَزكــى صــَلاة بِهـا لِلقَلـب وَصـلات
وَالرُّســل وَالآل وَالأَصــحاب قاطِبَـة
وَمَـن لَهُـم مِـن قَبيـل الحَق جَذبات
مـا زَمجَر الرَّعد بِالتَّسبيح وَاِتَصَلَت
لِلّــهِ مِـن قَطـرات الـوَدق سـَجدات
وَمـا تقشـّع غَيـم الحجـب عَـن بَصَر
وَأَوضـَح الجَمـع في المَعنى بَيانات
عائشة بنت يوسف بن أحمد بن ناصر الباعوني، أم عبد الوهاب.شاعرة أديبة فقيهة متصوفة، نسبتها إلى باعون (من قرى عجلون، في شرقي الأردن) ومولدها ووفاتها في دمشق، تلقت اللغة والأدب. ورحلت إلى مصر سنة 919هـ فمدحت المقر الأشرفي بقصيدة، وعادت، وزارت حلب في السنة التي توفيت بآخرها (922هـ).لها: بديعية شرحتها شرحاً حسناً، والفتح الحقى من منح التلقي، يشتمل على كلمات نحت بها منحى الصوفية، والملامح الشريفة في الآثار اللطيفة، إشارات صوفية، ودر الغائص في بحر الخصائص منظومة رائية.