
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَـبير الثَنـا فـي الخافِقين يَفوح
وَبَشـر الهَنـا فـي الكائِنات يَلوحُ
بإيجـاد مـن لَـولاه مـا كانَ كائن
وَلا عَلمـــت نَفــس وَلا نَعمــت روحُ
وَلا حَـــنَّ مُشـــتاق وَلا أَنَّ والــه
تضــاجعهُ نــار الجَــوى فَيَصــيحُ
وَلا ذَكَـروا سـلعاً وَلا قَصـَدوا حِمـى
بِــهِ لِخِتــام المُرســَلين ضــَريحُ
نَـبيّ لَـهُ الفَتـح المُبين وَكَم أَتى
عَلـــى يَــدِهِ بِالبَينــاتِ فتــوحُ
وَجيـه بِعـرش اللَّـه فـي رَقم اسمه
دَليـل عَلـى التَّخصـيص فيـهِ وُضـوحُ
وَحَســبُكَ مِـن بُرهـان عليـاه أَنَّـهُ
دنــى وَتــدلى وَالثَّبــات رَجيــحُ
وَأكـرم فـي ذاكَ التَّـداني بِرُتبـة
تَـأخر عَـن عَليـاء مَـدخلها الرُّوحُ
مقــام يَلــوذ العــارِفون بِظلِّـه
فَيرجـــح حَــظ أَو يَطيــب جَريــحُ
وَمـاذا عَسـى أُحصـي وَبَحر اختِصاصه
محيــط وبــر القَـول فيـهِ فَسـيحُ
وَكُــل كِتــاب منــزل فيـهِ ذكـره
وَكُـــل نَـــبي بِالمَديــح فَصــيحُ
بِتَفضـيله التَّـوراة جاءَت وَكَم أَتَت
بِإِنجيـل عيسـى فـي البَيـان شروحُ
وَفـي الصـُّحف الأُولـى صـِفات كَماله
تَــوالَت وَبُرهــان الكَمـال صـَحيحُ
وَآدم مُــذ أَضــحى بِــهِ مُتَوَســِلاً
أجيــب وداودٌ وَمِــن قَبلِــهِ نُـوحُ
وَنَجّـى مِـن النـار الخَليـل لِأَجلِـهِ
وَاســعف مِنّــا بِالفِــداء ذَبيــحُ
وَكَـم بشـر بِالمُصـطَفى قَـد تَتابَعَت
وَأَفصــَحهم نُطقــاً بِتِلــكَ مَســيحُ
وَكَـم أَضـحَت الأَحبـار تَهتـف باسمه
وَتُعــرب عَــن مَجــد العُلا وَتَبـوحُ
وَكَـم أَنشـأ الكهـان سـجعاً بِبَعثِهِ
وَأبــدع شــَق فـي الحلـي وَسـَطيحُ
لعمـريَ هَـذا المَجـد مَجـد بِجـاهِهِ
يلاذ وَفــي قَلــبي إِلَيــهِ ركــوحُ
لأَحمـد طَـه النـور ياسـين مَن أَتى
بِنُــون مِــن الرَّحمَـن فيـهِ مَديـحُ
إِذا شئت أَن تَرقى إِلى ذُروة العُلا
وَيشـــمل فَيــض لِلحِجــاب يزيــحُ
تَمســك بِـهِ وَافنـى غَرامـاً بِحُبِـهِ
فَـإِنَّ التَّفـاني فـي المَليـح مَليحُ
عَلَيــهِ مِــن المَـولى أجـلّ صـلاتهِ
صــَلاة بِهــا نَشـر القُبـول يَفـوحُ
مَـدى الـدَّهر ما دامَت كُؤوس براحة
جَماليــة تَنفــي العَنــا وَتريـحُ
عائشة بنت يوسف بن أحمد بن ناصر الباعوني، أم عبد الوهاب.شاعرة أديبة فقيهة متصوفة، نسبتها إلى باعون (من قرى عجلون، في شرقي الأردن) ومولدها ووفاتها في دمشق، تلقت اللغة والأدب. ورحلت إلى مصر سنة 919هـ فمدحت المقر الأشرفي بقصيدة، وعادت، وزارت حلب في السنة التي توفيت بآخرها (922هـ).لها: بديعية شرحتها شرحاً حسناً، والفتح الحقى من منح التلقي، يشتمل على كلمات نحت بها منحى الصوفية، والملامح الشريفة في الآثار اللطيفة، إشارات صوفية، ودر الغائص في بحر الخصائص منظومة رائية.