
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَهــاجَ شـُجونَ النَفـسِ ذِكـرُ أَحِبَّـتي
فَقـادَ الهَـوى قَلبي إِلى كَرْمِ مَنبَتي
وَحَنَّـت إِلـى الأَربـاعِ شـَوقاً أَضالِعي
وَهَــزَّ فُـؤادي فَـرطُ وَجـدي وَصـَبوَتي
وَدارَ بِبــالي ذِكـرُ أَهلـي وَمَربَعـي
وَذِكــرُ شــَبابي ثُـمَّ ذِكـرُ عَقيقَـتي
وَصــارَ بُعــادي كُـلَّ يَـومٍ يَزيـدُني
وُلوعـاً إِلـى مَـن لا يَـزالُ بِفِكرَتـي
أَضـــيقاً وَبُعــداناً وَإِخلافَ غايَــةٍ
وَنُكــراً وَإِرهاقـاً فَـوَيلي لِشـِقوَتي
فَلا بُـدَّ مِـن عَـودي إِلـى مَـن بِقُربِهِ
تَقَــرُّ بِـهِ عَينـايَ مِـن حَـرِّ لَوعَـتي
وَلا بُـدَّ مِـن رجعَـى إِلَيـهِ مَعَ الهَوى
فَقُربـي مِـنَ المَحبـوبِ يُـذهِبُ وَحشَتي
فَــأَطلَقتُ رِجلَــيَّ البُكـورَ مُهَـروِلاً
وَطِــرتُ كَمــا طـارَت حَمامَـةُ فـاخِتِ
مَطَــرتُ مَحَــطَّ القــاطِراتِ بِــأَدمُعٍ
تَحَــدَّرُ مِــن كَبــدٍ طَبَتـهُ كَنـانَتي
أَلا قَبَّــحَ اللَــهُ البُعــادَ وَلَفظَـهُ
وَجَمَّــعَ شــَملي بِــالحَبيبِ وَشـيعَتي
رَكِبــتُ قِطـاراً أَدهمـاً نـارُ جَـوفِهِ
أَقَـلُّ اِسـتَعاراً مِـن شـواظٍ بِمُهجَـتي
جَلَسـتُ عَلـى الرَمضـاءِ وَالعَقلُ ذاهِلٌ
تَطيــرُ بــي الآمــالُ حَيـثُ مَحَلَّـتي
وَكُنــتُ كَـثيراً مـا أَرانـيَ دافِعـاً
بِصــَدري قطــاراً لا أَراهُ كَســُرعَتي
وَطَـوراً أَرانـي تُصـفقُ الكَـفُّ أُختَها
كَــأَنّي إلـى رَوضـي أَطيـرُ لِفَرحَـتي
فَلَـو كـانَ فـي قَلبِ الأُديهمِ عُشرُ ما
بِقَلـبي لَـزادَ الجَـريَ أَلفاً لِوجهَتي
وَمـا لاحَ لـي نَخـلُ العَشيرَةِ وَالرُبى
وَصـــَفَّرَ إيــذاناً قِطــارُ ســَلامَتي
وَمــا هَـدَّأَ الإِسـراعُ حَتّـى ظَنَنتُنـي
كَمَــن مَلَكَــت وُجـدانَهُ حـالُ نَشـوَةِ
رَقَصــتُ اِبتِهاجــاً لا وَحَقِّــكَ رَقصـَةً
حَســِبتُ بِهــا أَنّـي وَصـَلتُ لِنُصـَرتي
وَمـا زِلـتُ حَتّـى هَزَّنـي صـَوتُ صـائِحٍ
بِــأَهلاً وَســَهلاً يـا رَفيـقَ صـَبابَتي
دَفَعــتُ بِنَفســي بَيــنَ خِـلٍّ وَصـاحِبٍ
فَعــانَقَني مَـن قَلبُـهُ رَهـنُ مِشـيَتي
وَثَنّـــى رَفيــقٌ بِالســَلامِ وَســُؤلِهِ
وَثَلَّــثَ بِالتَقبيـلِ فـي حُـرِّ وَجنَـتي
طَرِبــت لِقُربـي مِـن حَظيـرَةِ والِـدي
وَأُمّــي وَعَمّــي وَالشــَقيقِ وَبيئَتـي
رَكِبــتُ حِصـاناً مُسـرَجاً وَشـيُ سـَرجِهِ
مِـنَ الـذَهَبِ الغـالي وَسـُرعٌ بِقَبضَتي
وَقُلـتُ لِرَكـبي سـِر إِلـى خَيـرِ مَوطِنٍ
بِـهِ خَيـرُ مَن في الأَرضِ لا زالَ قِبلَتي
وَكُنــتُ كَــوالٍ بَيــنَ شــَعبٍ يُجِلُّـهُ
فَأَنشـَدَت شـِعراً طَـرَّبَ الرَكـبَ نَغيتي
وَمـا بـانَ لـي رَبعٌ قَضَيتُ بِهِ الصِّبا
وَعِشـتُ رَغيـدَ العَيـشِ وَسـطَ عَشـيرَتي
وَمــا حَــدَجَتهُ العَيـنُ إِلّا وَأَرسـَلَت
تُنقِّطُـــهُ دُرّاً وَتصـــفيهِ رَغبَـــتي
وَصـِرتُ أُجيـلُ الطَرفَ في الرَوضِ عَلَّني
أُكَفكِـفُ مـا قَـد سالَ مِن فَرطِ عَبرَتي
وَغــالَ فُــؤادي مـا يَـرِنُّ بِمَسـمَعي
زَغاريـدُ حـورِ الحَـيِّ بُشـرى بِعودَتي
وَبَيـنَ المَغـاني هَلَّـلَ الجَمعُ واقِفاً
وَســَلَّمَ لَثمــاً فــي يَـدَيَّ وَجَبهَـتي
وَطَــوَّقَ جيــدي كُــلُّ مـن جَـمَّ حَبُّـهُ
وَفاضــَت حَنايــاهُ فَعــادَلَ زَفرَتـي
جَلَسـنا عَلـى صـَدحِ الرَبـابِ وَمُنشـِدٌ
يُغَنّــي بِشــِعرِي بَيـنَ رَقـصٍ وَنَقـرَةِ
وَحَـرَّكَ مِنّـي الشـِعرَ وَالشـِعرُ تابِعي
فَصـُغتُ فَريـدَ الـدُرِّ يُـروى كَشـُهرَتي
وَجُـدتُ بِمـا قَـد كـانَ عِنـدي مُخَبَّـأً
أَضـــِنُّ بِــهِ الأَيّــامَ إِلّا لِعِــترَتي
وَيـا زَهـوَ نَفسـي حيـنَ أَسمَعُ مِدحَتي
فَـأَزداد نَظمـاً مِـن جَـواهِر جَعبَـتي
قَضــَينا لَيـالِي لَـو تُتـاحُ لِفاقِـدٍ
وَحيــداً لَهُـزَّ القَلـبُ مِنـهُ كَهِزَّتـي
غَــدَونا وَجُـلُّ الأَهـلِ يَصـحَبُني إِلـى
أَغَــنَّ ضــَحوكِ الكِــمِّ أَخصـَبِ تُربَـةِ
مَشـَيتُ عَلـى الهِينَـى أَرومُ خَميلَـتي
أُرَوِّحُ عَــن قَلــبٍ بِـهِ نـارُ حُرقَـتي
وَجَـدنا صـُفوفَ النَخـلِ تَبـدو كَعَسكَرٍ
وَفيهـا مِـنَ الغُلـبِ الَّتي قد تَعالَتِ
وَفيهـا مِـنَ الرُّمّـانِ مـا مُـزَّ طَعمُهُ
وَتُفّاحُهــا يَزهــو كَخَــدِّ حَبيبَــتي
وَفيهـا مِـنَ الزَيتـونِ ما طالَ دَوحُهُ
وَلَيمونُهــا حُلــوٌ غَزيـرُ العُصـارَةِ
وَفيهـا مَـن الأَعنـابِ مـا عَـزَّ صِنفُهُ
وَفاكِهَــةٍ زَوجَيــنِ تــدنو لراحـتي
ومــن برتقـالٍ فـاق وصـفاً ضـريبَهُ
وريحانهــا يحكـي رَواحـاً رَويحَـتي
وَســِدرٌ بِهــا قَـد عَطَّرتـهُ تُرُنْجُهـا
خِلافَ كَــــثيرٍ لا يُعـــدُّ لِنِعمَـــتي
طَبــاني عَلـى هَمّـي نَضـيرُ بِسـاطِها
فَخِلــتُ كَــأَنّي فــي رِيـاضِ الجَنَّـةِ
وَفيهــا نُـوَيعيرٌ يَئِنُّ وَمـا اَشـتَكي
صــَبابَةَ وَجـدٍ فـي الحَيـاةِ كَـأَنَّتي
وَفيهـا عُيـونُ المـاءِ تَجـري سُلاسِلاً
وَفيهـا السـَواقي غادِيـاتٍ كَفِكرَتـي
رَأَيتُــكَ تَوّاقـاً إِلـى أَصـلِ شـيعَتي
فَــإِنّي إِلـى عُليـا جُهَينَـةَ نِسـبَتي
وَحَمّــادُ صــَحبٍّ مِــن عَلِــيٍّ تَشـَعَّبَت
إِلـى عُقبَـةَ بـنِ العـامِرِيِّ قَبيلَـتي
فَمـا زالَ مِنّا الشاعِرُ الناثِرُ الَّذي
إِذا قـامَ هَـزَّ القَلـبَ عَـذبُ عِبـارَةِ
وَمِنّـا الفُـوارِسُ أَيـنَ حَلَّـت رِكابُهُم
تَخِــرُّ لَهُــم كُــلُّ الجِبــاهِ لِقُـوَّةِ
وَعُثمـانُ وَاِبـنُ العـاصِ عَمـرٌ وَرَهطُهُ
تَســامى إِلَينـا نَبعُهُـم مِـن أُمَيَّـةِ
فَهَلّا رَوَيـتَ الخِـبرَ عَـن فَتـحِ جَيشِنا
لِمِصــرَ وَمـا أَبـداهُ رَجـلُ جُهَينَـتي
أَقَمنــا بِســوهاجٍ فَعَــزَّ مَكانُهــا
وَدانَـت لَنـا الـدُنيا عَلى بُعدِ شِقَّةِ
تَرَكنــا بِبُلــبيسٍ وَبِنهــا عِمـارَةً
وَزادَت قِنــا فَخــراً رِجـالُ حجـازَةِ
مَغـاني جَميـعِ الحَـيِّ بِالكِلسِ دُعمُها
تُشـــادُ بِصــاروجٍ صــَليبٍ بِنــورَةِ
تَرامَـت مَـدى الأَطـرافِ عَرضاً فَطولُها
ســَحابَةُ يَــومٍ مِـن جُنـوبٍ لِـدارَتي
بِســَفحِ جِبــالِ اللوبِيــاءِ مَقَرُّهـا
وَفــي أَرضـِها الحَصـَبا كَـدُرٍّ مُفَتَّـتِ
أَرى بَلَــدي خَيــرَ البِلادِ وَتاجَهــا
لَبِسـت بِـهِ النُعمـى وَثـوبَ شـَبيبَتي
عَرَفــتُ بِـهِ مـا ضـَمَّني مِـن رِحـابِهِ
وَكــانَت مَراحـي بَعـدَ مَنـزِلِ جَـدَّتي
حَفِظـتُ بِـهِ القُـرآنَ وَالنَحوَ وَاللُغى
وَقَرضــِيَ شـِعراً سـارَ فيـهِ كَسـيرَتي
فَهَـذا وَذاكَ الأَصـلُ فـي ضـَبطِ مُضغَتي
وَعَــونُ الفَصـيحِ النـابِهِ المُتَثَبِّـتِ
أَقَمــتُ بِهِـم شـَهراً وَعِشـرينَ لَيلَـةً
حَســِبتُ مَــداها لَحظَـةً مِـن بُريهَـةِ
وَقَفــتُ طَــويلاً فــي وَدادِ قَبيلَـتي
وَأَهلـي وَمَـن قَـد كـانَ يَهوى لِلُمَّتي
أُعَلِّـــلُ بِالآمــالِ نَفســاً حَزينَــةً
أُفَــرِّجُ عَنهـا مـا اِسـتَجَنَّ لِكُربَـتي
وَمـا أَنـسَ لا أَنـسَ الَّـذي هُوَ سالِبي
حَيـاتي وَعَقلـي ثُـمَّ قَلـبي بِوَقفَـتي
وَكُنـتُ كَنَخـلٍ كَفكَـفَ الريـحُ سـوقَها
بَلــى كَســَفينٍ بَيــنَ ريـحٍ وَمَوجَـةِ
وَكــانَ جَميــعُ الـواقِفينَ مُنَهنَهـاً
يســاقِطُ دَمعـاً مِـن دِمـاء حُشاشـَتي
فطَــوراً تَراهُــم بَيـنَ يَـأسٍ مُقنِّـطٍ
وآنــاً تَجيــشُ بِهِـم لَواعِـجُ عَـبرَةِ
عَجِبــتُ لِـدَهرٍ فَـرَّقَ الشـَملَ بَينَنـا
وَمِــن عــادَةِ الأَيّـامِ ظُلـمٌ كَقِصـَّتي
صـَبَرنا عَلـى حُكـمِ الزَمانِ وَقامَ لي
مُعيِّـبُ رَحلـي يُنشـِدُ الشـِعرَ بُغيَـتي
وَجـاءَ قَطيـنُ الحَـيِّ بِـالنُجبِ تَزدَهي
وَتَنغِــضُ رَأســاً مَـع صـَهيلٍ وَرَكلَـةِ
رَكِبنا كَما جئنا عَلى الرَغمِ مِن أَسىً
يُفَتِّــتُ كِبــدي ثُــمَّ يَجـرَحُ مُقلَـتي
وَذَكَّرنـــي بَينــي بَــأَنَّ وُجودَنــا
وَإِن طــال مَولــودٌ يَعــودُ لِبَـدأَةِ
وَصَلنا إِلى القَطرِ الَّذي كانَ فيهِ ما
ســَمِعتَ بِرَقصــي ثُــمَّ زَفَّ وَليجَــتي
رَكِبــتُ جَزوعــاً لا وَرَأســِكَ إِنَّنــي
كَسـيرُ الحَنايـا مِـن فِـراقِ أَحِبَّـتي
هَضـيمُ الحَشـا وَالنـارُ بَينَ أَضالِعي
تَأَجَّــجُ زَفــراً مِــن هَلـوعٍ كَمُقلِـتِ
وَصـَلتُ إِلـى المِنيـا وَلَسـتُ بِمُنيَتي
وَعُـدتُ إِلَيهـا وَالسـَلامُ عَلـى الَّـتي
بَنـيَّ وَصـاتي أَن أَراكُـم عَلى المَدى
مَســاميحَ أَجــواداً بِحَــقِّ أُبُــوَّتي
فَمــا المَـرءُ إِلّا كَالسـِراجِ وَضـَوئِهِ
يُنيــرُ قَليلاً ثُــمَّ يَخبــو كَسـَفرَتي
عَلَينـا مِـنَ اللَـهِ الكَريـمِ رِضـاؤُهُ
وَرَحمَتُــهُ تَغشــى جَميــعَ كِنــانَتي
حَيـاةٌ وَمَـوتٌ ثُـمَّ عَـودٌ إِلـى اللِقا
هُنــاكَ بِفِــردَوسٍ تَــدومُ إِقــامَتي
حماد بن علي الباصوني.شاعر أديب مصري عمل مدرساً للغة العربية بمدارس وزارة المعارف العمومية في مصر نحو سنة ( 1928 - 1931 ) قال علي بك الجارم: فيه نشاط وميل للمناقشة وهو حريص على أن يكون الأداء سليماً وقد زرته في السنة الثاني الثانوية في درسي المطالعة والتطبيق فوجدت الطريقة حسنة .وقال أبوالفتح الفقي بك المفتش بالمدارس الاميرية: الشيخ حماد مدرس كفء نشيط جداً وعبارته صحيحة.له ديوان وحي الشعور والوجدان.