
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَـكَ اللَـهُ مِـن عـانٍ بِشـُكرٍ مُنَمَْنَـمِ
لِتَقـــدير حَـــقٍّ مَــن عُلاكَ مَحتَّــمِ
وَشـَهمٍ أَبِـيِّ النَفـسِ أَضـحى يَرى يَداً
تَـــذَكُّرَ فَضــلٍ أَو جَميــلٍ لِمُنعَــمِ
رَأى كَرَمـــاً مِنّــي تَــذَكُّرَ قَــولِهِ
فَـــدَلَّ عَلــى أَعلــى خِلالاً وَأَكــرَمِ
وَلَـو كـانَ يَـدري فاضـلٌ قَـدرَ نَفسِهِ
رأى ذِكــرهُ فَرضـاً عَلـى كُـلِّ مُسـلِمِ
أَيَعجَــبُ مَـن تَنـويهِ مِثلـي بِمِثلِـهِ
لَعَمـري الَّـذي قَـد شَقَّ في شِعرِهِ فَمي
وَمَهمــا يَكُــن مِـن أَعجَـمٍ فَبِفَضـلِهِ
يُـرَى ثَقَفِيّـاً فـي الـوَرى كُـلُّ أَعجَمِ
إِذا مَطَــرَ الغَيـثُ الرِيـاضَ بِوابِـلٍ
فَـــأَيُّ يَـــدٍ لِلطــائِرِ المُتَرَنِّــمِ
إِذا مــا تَصــَبَّت بِالعَميـدِ صـَباحَةٌ
بِـوَجهٍ فَمـا فَضـلُ العَميـدِ المُتَيَّـمِ
وَهَــل يُنكِــرُ الإِحســانَ إِلّا لِئامَـةً
وَيُنكِـرُ حُسـناً غَيـرُ مَـنْ طَرفُـهُ عَمي
وَهَـل فـي شـُهودِ الشـَمسِ أَدنى مُزيَةٍ
وَقَـد جـاءَ ضـوءُ الشـَمسِ لَم يَتَكَتَّمِ
رُوَيــدَكَ لا تُكثِــرْ لِــدَهرِكَ تُهمَــةً
وَلا تَيأســَنْ مِــن أَهلِــهِ بِـالتَوَهُّمِ
فَمـا زالَ مَن يَدري الجَميلَ وَلَم يَكُن
لِتَأخُــذَهُ فــي الحَــقِّ لَومَـةَ لُـوَّمِ
وَأَنـتَ الَّذي لَو أَنصَفَ الدَهرُ لَم يَكُن
لِغَيـرِكَ فـي العَليـاءِ صـَدرُ التَقَدُّمِ
جَمَعـتَ العُلـى مِـن تِلـدِها وَطَريفِها
فَجــاءَت كَعَقْــدٍ فــي ثَنـاكَ مُنَظَّـمِ
غَــدَت خُطَّــتي إِمّــا يَـراعٍ وَمِخـذَمٍ
وَإِنَّــكَ قطِــبُ فــي يَــراعٍ وَمِخـذَمِ
وَلَــم أَرَ كَفّــاً مِثـلَ كَفِّـكَ أَحسـَنتْ
إِلـى المَجدِ إِرعافَ المِدادِ مَعَ الدَمِ
جَمَعْتَهُمــا جَمــعَ القَــديرِ بِكَفِّــهِ
إِلـى مَحْتَـدٍ سـامٍ إِلى المَجدِ يَنتَمي
وَلَـو كـانَ يَرقـى المَرءُ ما يَستَحِقُّهُ
إِذاً لَبَلَغـــت النيّـــراتِ بِســـُلَّمِ
وَأَنـتَ الَّذي يا اِبنَ الكِرامِ أَعدْتها
لِأَفصــَحَ مِـن عَهـدِ النَواسـي وَمُسـلِمِ
وَأَنشـَرَت مَيـتَ الشـِعرِ بَعـدَ مَصـيرِهِ
لِأَعظَــمَ نَــثراً مِــن رُفـاتٍ وَأَعظُـمِ
وَأشـهَدُ مـا فـي النـاسِ مِـن مُتَأَخِّرٍ
يُــــدانيكَ فيـــهِ لا وَلا مُتَقَـــدِّمِ
وَلَــو شـُعَراءُ الـدَهرِ تُعـرَضُ جُملَـةً
بِمُنجِــدِهِم مِــن كُــلِّ حَــيٍّ وَمُتْهِـمِ
لَأَبصـَرتَ شـَخصَ البُحتِـرِيْ مِنـكَ بُحتُراً
وَخُلــقَ أَبــي تَمّــامٍ غَيــرَ مُتَمَّـمِ
لَــكَ الآبِـداتُ الآنِسـاتُ الَّـتي نَـأَت
وَأَنسـَت عُكـاظَ الشـِعرِ بَـل كُلَّ مَوسِمِ
لَكَـم أَسـَهَرتْ جَفـنَ الـرُواةِ وَخالَفتْ
حُظوظَــكَ مِنهــا شــُرَّدٌ غَيــرُ نُـوَّمِ
شــُغِفْتُ بِهــا طِفلاً فَـأَروي بَـديعَها
وَلَـم أَروِ مِـن وَجـدي بِها نارَ مُضرِمِ
وَلا عَجَـــبٌ أَنّـــي أَحِـــنُّ صــَبابَةً
فَيَســري الهَـوى بِـالقَولِ لِلمُتَكَلِّـمِ
أَفــي كُــلِّ يَـومٍ فيـكَ وَجـدٌ كَـأَنَّهُ
طَـوى جانِحـاً مِنّـي عَلـى نـارِ مَيسَمِ
أُحَمِّــلُ ريــحَ الهِنــدِ كُــلَّ تَحِيَّـةٍ
فَكَـم مِـن صـَباً مِنهـا عَلَيـكَ مُسـَلِّمِ
وَقَـد طالَمـا حَـدَّثْتُ نَفسـي وَعـاقَني
تَرَدُّدُهــا مــا بَينَ: أَقْـدِمْ وَأَحجِـمِ
حَلَفــتُ بِمـا بَيـنَ الحَطيـمِ وَزَمـزَمِ
وَبِالرَوضــِة الزَهــرا أَلِيَّـةَ مُقسـِمِ
لَألفَيــتَ عِنـدي دَوسَ مُشـتَجَرِ القَنـا
وَخَوضـي فـي حَـوضٍ مِـنَ الطَعـنِ مُفعَم
أَقَــلَّ بِقَلـبي فـي المَواقِـفِ هَيبَـةً
وَأَهــوَنَ مِـن ذاكَ المَقـامِ المُعَظَّـمِ
وَهَـب أَنَّنـي بـازٌ قَـد اِنقَـضَّ أَشـهُبٌ
فَهَـل يَطَمـعُ البـازي بِلُقيـانِ ضَيغَمِ
وَلَكِـنَّ لـي مِـن عَفـوِ مَـولايَ سـاتِراً
فَهاءَنَــذا مِنــهُ بِــهِ بِـتُّ أَحتَمـي
أَمَحمـودُ سـامي إِن يَكُ الدَهرُ خائِناً
وَطــالَ عَلَيـكَ الزَجـرَ طـائِرُ أَشـأَمِ
فَمـا زالَـتِ الأَيّـامُ بُؤسـاً وَأَنعُمـا
وَحَـظُّ الشـَقا بِـالمَكثِ حَـظُّ التَنَعُّـمِ
وَلَـولا الصـَدى مـا طابَ وِرْدٌ وَلا حَلا
لَــكَ الشـَهدُ إِلّا مِـن مَـرارَةِ عَلقَـمِ
عَسـى تُعتِـبُ الأَقـدارُ وَالهَـمُّ يَنجَلي
وَيَنصـاحُ صـُبحُ السـَعدِ في ذَيلِ مُظلِمِ
وَأُهـديكَ فـي ذاكَ المَقـامِ تَهـانِئاً
حَــبيرَةَ مُســْدٍ فــي ثَنـاكَ وَمُلْحِـمِ
شكيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.من سلالة التنوخيين ملوك الحيرة، عالم بالأدب والسياسة،مؤرخ من أكابر الكتاب، ينعت بأمير البيان.من أعضاء المجمع العلمي العربي، ولد في الشويفات (بلبنان) وتعلم في مدرسة (دار الحكمة) ببيروت، وعين مديرأً للشويفات سنتين فقائم مقام في (الشوف) ثلاث سنوات وأقام مدة بمصر وانتخب نائباً عن حوران في مجلس (المبعوثان) العثماني وسكن دمشق في خلال الحرب العالمية الأولى ثم (برلين) بعدها وانتقل الى جنيف (بسويسرا) فأقام فيها نحو 25 عاما وعاد إلى بيروت فتوفي فيها ودفن بالشويفات.عالج السياسة الإسلامية قبل انهيار الدولة العثمانية وكان من أشد المتحمسين من أنصارها.واضطلع بعد ذلك بالقضايا العربية فما ترك ناحية منها إلا تناولها تفصيلاً وإجمالاً وأصدر مجلة باللغة الفرنسية (La Nation Arabe) في جنيف للغرض نفسه وقام بسياحات كثيرة في أوربة وبلاد العرب وزار أميركا سنة 1928 وبلاد الأندلس سنة 1930 وهو في حله وترحاله لا يدع فرصة إلا كتب بها مقالا أو بحثا.جاء في رسالة بعث بها إلى صديقه السيد هاشم الأتاسي عام 1935 م، أنه أحصى ما كتبه في ذلك العام فكان 1781 رسالة خاصة و176 مقالة في الجرائد و1100 صفحة كُتُب طبعت.ثم قال:وهذا (محصول قلمي في كل سنة) وعرفه (خليل مطران) بإمام المترسلين وقال: (حضريّ المعنى،بدويّ اللفظ، يحب الجزالة حتى يستسهل الوعورة، فإذا عرضت له رقة وألان لها لفظه، فتلك زهرات ندية ملية شديدة الريا ساطعة البهاء كزهرات الجبل).من تصانيفه (الحلل السندسية في الرحلة الأندلسية-ط) ثلاثة مجلدات منه، وهو في عشرة، و(غزوات العرب في فرنسة وشمالي إيطالية وفي سويسرة -ط) و(لماذا تأخر المسلمون -ط) و(الارتسامات اللطاف -ط) رحلة إلى الحجاز سنة 1354ه،1935م، و(شوقي، أو الصداقة أربعين سنة-ط)، و(السيد رشيد رضا، أو إخاء أربعين سنة-ط)، و(أناطول فرانس في مباذله -ط)خ لبنان-خ)، و(ملحق للجزء الأول من تاريخ ابن خلدون-ط).وغيره الكثير.وله نظم كثير جيد، نشر منه (الباكورة- ط) مما نظمه في صباه، و(ديوان الأمير شكيب أرسلان- ط).