
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَرى جُملَـةً فـي صـَفحَةِ الكَـونِ لا تُقـرا
وَعاطِفَــةً فـي النَفـسِ تَـدري وَلا تُـدرى
وَنـــاراً بِأَحنـــاءِ الأَضــالِعِ كُلَّمــا
تَخَلَّلَهــا بَــردُ اليَقيــنِ ذَكَـت جَمـرا
هِـيَ النـارُ فـي الأَحشـاءِ لَكِنَّهـا هُـدى
لِمَـن كـانَ لا يَرضـى بِإيمـانِهِ الكُفـرا
عَلــى ضــَوئِها ســارَ الأَئِمَّــةُ قَبلَنـا
وَهَــزّوا عَلــى الأَملاكِ أَلوِيَــةً حَمــرا
وَكَــم شــاهَدوها بِالحِجــازِ وَنورُهــا
يُضــيءُ بِأَعنــاقِ الأَيــانِقِ مِـن بُصـرى
وَلَــولا ســَناها مــا دَرى ذو بَصــيرَةٍ
أَقلْبـاً حَـوى بَيـنَ الجَوانِـحِ أَم صـَخرا
وَلَــولاهُ لَـم تُعْـرَفْ عَـنِ الـروحِ سـيرَةٌ
وَلا أَثَــراً عَنهــا قَصَصــنا وَلا إِثــرا
لَقَــد غــابَ عَنهــا كُنهُهـا وَمَكانُهـا
وَلَكِــن عَلــى الأَكـوانِ آثارُهـا تَـترى
لَهــا كُــلُّ آنٍ فــي البَرِيَّــةِ مَظهَــرٌ
يُخبِّـــرُ أَنَّ اللَـــهَ أَودَعَهـــا ســِرّا
دُخـــانٌ بِلا عـــودٍ وَعَـــرفٌ بِلا كَبــا
وَبَـــرقٌ بِلا ســـِلْكٍ وَســَرْيٌ بِلا إِســرا
فَمَــن يَتَأَمَّـلْ فـي البَعيـدِ يَجِـدْ لَـدى
جَــوانِبِهِ أَشــياءَ لا تَقبَــلُ الحَصــرا
وَمَــن يَتَــرَوّى فــي دُمــوعٍ يُســيلُها
يَخُـضْ عِنـدَها مِـن بَيـنِ أَعينِـهِ البَحرا
رَأَيــتُ عَلــى طُــرسِ الوُجـودِ صـَحائِفاً
يُـداوِلُ فيهـا رَبُّهـا النَظـمَ وَالنَـثرا
مُنَظِّمــــةً حُبّــــاً مُشــــَتِّتَةً قِلـــىً
مُؤَلِّفَــــةً عُرْفـــاً مُخَلِّفَـــةً نُكْـــرا
جُنــودٌ مِـنَ الأَرواحِ قَـد أَصـبَحَ الهَـوى
لِأَشـــكالِها ســَمطاً وَأَصــبَحَتِ الــدُّرّا
لَهــا فــي صــَباباتِ القُلـوبِ مَـذاهِبٌ
فَأَشـــرَفُها حُبّـــاً بِأَشــرَفِها مُغــرى
كَمـا هـامَ قَلـبي بِالخَليـلِ بـنِ مَـرْدَمٍ
هُنـاكَ الهَـوى العُـذرِيُّ قَد صَحِبَ العُذرا
أَجَــلُّ ســَراةِ الشــامِ بَيتــاً وَإِنَّــهُ
لَأَحْـــدَثُهُمْ ســـِنّاً وَأَكبَرُهُـــمْ قَــدرا
وَأَرحَبُهُـــم ذَرعـــاً وَأَطــوَلُهُم يَــداً
وَأَكرَمُهُـــم نَجــراً وَأَصــدَقُهُم فَجــرا
وَأُقســـِمُ أَنّــي مــا رَأَيــتُ نَظيــرَهُ
فَــتىً سـَبقَ الأَشـياخَ فـي قِطْـرِهِ خُبْـرا
وَلَألَأَ نـــورُ المُصـــطَفى فــي نِجــارِهِ
فَعَــمَّ عَــديّاً مَجــدُ نِســبَتِهِ الزَهـرا
أَتــاني قَصــيدٌ مِنــهُ يَبغـي إِجـازَتي
وَهَـل لِضـَئيلِ النَجـمِ أَن يُقبِـسَ البَدرا
وَكَيــفَ يُجيـزُ المَـرءُ مَـن بـانَ شـَأوُهُ
عَلَيـهِ وَهَـل لِلفِتْـرِ أَن يَعـدِلَ الشـِبْرا
وَجـــادَ بِشــِعرٍ كِــدتُّ عِنــدَ نَشــيدِهِ
أُشــَكِّكُ هَـل بِالشـِعرِ جـادَ أَمِ الشـِعرى
يُســاجِلُني حُــرَّ القَريــضِ وَهَــل تُـرى
يُســاجِلُ هَـذا التُـرْبُ ذِيالِـكَ التِـبرا
إِجــازَةُ مِثلــي مِثلَــهُ خـالِصُ الـدُّعا
بِتَــوفيقِهِ وَاللَـهُ يُرْبـي لَـهُ العُمـرا
وَإِنّــي أَرى فيــهِ مُـذِ اليَـومَ مُفـرَداً
كَـذاكَ يُرَجّـي البَـدرَ مِـن شـَهِدَ الشَهرا
شـَهِدتُ بِـهِ فـي الحُسنِ بَدراً وَفي التُقى
شــَهِدتُ بِـهِ سـيماءَ مَـن شـَهِدوا بَـدرا
شكيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.من سلالة التنوخيين ملوك الحيرة، عالم بالأدب والسياسة،مؤرخ من أكابر الكتاب، ينعت بأمير البيان.من أعضاء المجمع العلمي العربي، ولد في الشويفات (بلبنان) وتعلم في مدرسة (دار الحكمة) ببيروت، وعين مديرأً للشويفات سنتين فقائم مقام في (الشوف) ثلاث سنوات وأقام مدة بمصر وانتخب نائباً عن حوران في مجلس (المبعوثان) العثماني وسكن دمشق في خلال الحرب العالمية الأولى ثم (برلين) بعدها وانتقل الى جنيف (بسويسرا) فأقام فيها نحو 25 عاما وعاد إلى بيروت فتوفي فيها ودفن بالشويفات.عالج السياسة الإسلامية قبل انهيار الدولة العثمانية وكان من أشد المتحمسين من أنصارها.واضطلع بعد ذلك بالقضايا العربية فما ترك ناحية منها إلا تناولها تفصيلاً وإجمالاً وأصدر مجلة باللغة الفرنسية (La Nation Arabe) في جنيف للغرض نفسه وقام بسياحات كثيرة في أوربة وبلاد العرب وزار أميركا سنة 1928 وبلاد الأندلس سنة 1930 وهو في حله وترحاله لا يدع فرصة إلا كتب بها مقالا أو بحثا.جاء في رسالة بعث بها إلى صديقه السيد هاشم الأتاسي عام 1935 م، أنه أحصى ما كتبه في ذلك العام فكان 1781 رسالة خاصة و176 مقالة في الجرائد و1100 صفحة كُتُب طبعت.ثم قال:وهذا (محصول قلمي في كل سنة) وعرفه (خليل مطران) بإمام المترسلين وقال: (حضريّ المعنى،بدويّ اللفظ، يحب الجزالة حتى يستسهل الوعورة، فإذا عرضت له رقة وألان لها لفظه، فتلك زهرات ندية ملية شديدة الريا ساطعة البهاء كزهرات الجبل).من تصانيفه (الحلل السندسية في الرحلة الأندلسية-ط) ثلاثة مجلدات منه، وهو في عشرة، و(غزوات العرب في فرنسة وشمالي إيطالية وفي سويسرة -ط) و(لماذا تأخر المسلمون -ط) و(الارتسامات اللطاف -ط) رحلة إلى الحجاز سنة 1354ه،1935م، و(شوقي، أو الصداقة أربعين سنة-ط)، و(السيد رشيد رضا، أو إخاء أربعين سنة-ط)، و(أناطول فرانس في مباذله -ط)خ لبنان-خ)، و(ملحق للجزء الأول من تاريخ ابن خلدون-ط).وغيره الكثير.وله نظم كثير جيد، نشر منه (الباكورة- ط) مما نظمه في صباه، و(ديوان الأمير شكيب أرسلان- ط).