
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَل تَعلَمُ العيسُ إِذ يَحدو بِها الحادي
أنَّ الســُرى فَــوقَ أَضــلاعٍ وَأَكبــادِ
وَهَــل ظَعــائِنُ ذاكَ الرَكــبِ عالِمَـةً
أنَّ النَـــوى بَيــنَ أَرواحٍ وَأَجســادِ
تَحَمَّلـــوا فَفُــؤادي مُنــذُ بَيْنِهِــمُ
فــي إِثرِهِــم نِضــوُ تَـأويبٍ وَإسـآدِ
يَرتــادُ مَنزِلَهُــم فــي كُـلِّ قاصـِيَةٍ
وَحَجبُــهُ لَــو دَرى أَحــرى بِمُرتــادِ
بَيـنَ الجَوانِـحِ مـا لَـو أَنـتَ جائِبُهُ
أَغنــاكَ عَــن لَــفِّ أَغـوارٍ بِأنجـاد
وفـي الفـؤاد كشـطر الكـف باديـة
فـي جنبهـا تيـهُ موسى ليس بالباد
كَــم بِــتُّ أَنشـُدُ أَحبـابي وَأُنشـِدُهُم
فـي الهِنـدِ يا شَدَّ ما أَبعَدَتُ إِنشادي
وَلَــو أُنـاجي ضـَميري كُنـتُ مُسـمِعَهُم
قَــولي كَـأَنَّهُمُ فـي الغَيـبِ أَشـهادي
مَـن كـانَ دونَ مَرامـي العيـسِ مَنزِعُهُ
فَلــي هَــوى دونَ أَمــواجِ وَأَزبــادِ
دونَ الخَضـارِمِ إِن ضـَلَّ الحَـبيبُ سـُرىً
فَــإنّ وَجـدِيَ نِعـمَ القـائِفُ الهـادي
هَــوىً بِــأَروَعِ لَـو أَنَّ الزَمـانَ دَرى
لَمّــا أَحَـلَّ سـِواهُ الصـَدرَ بِالنـادي
ســامي الأَرومَــةِ فـي أَعراقِـهِ نَسـَبٌ
فـي المَجـدِ لا يَشـتَكي مِن ضَعفِ إِسنادِ
أَرَقَّ مِــن شــَمأَلِ الــوادي شـَمائِلُهُ
وَعِنـدَ شـَدِّ اللَيـالي صـَخرَةُ الـوادي
مِـن مَعشـَرِ لَـو يَقيـسُ النـاسُ شَأوَهُمُ
إِلــى العُلا اِفتَقَــروا فيـهِ لِأَرصـادِ
يــا مَـن لَنـا رَدُّهُ مِـن فـائِتٍ عِـوَضٌ
يُمحَـــى بِــهِ وَزرُ أَحقــابِ وَآمــادِ
إن يَحجِبـوكَ فَمـا ضـَرَّ النُجـومَ دُجـىً
وَلا زَرى الســَيفَ يَومــاً طَـيُّ أَغمـادِ
لا بَـأسَ إِن طـالَ نَجْـزُ السـَعدِ مَوعِدَهُ
فَأَعـذَبُ المـاءِ شـُرباً في فَمِ الصادي
عَســى لَياليــكَ قَـد سـُلَّت ضـَغينَتُها
وَقَـد صـَفَت كَأسـُها مِـن سـُؤرِ أَحقـادِ
وَاِســتَأنَفَ الـدَهرُ سـِلماً لا يَكـدِّرُها
فَالــدَهرُ قَـد يَرتَـدي حـالاتِ أَضـدادِ
لَــو كـانَ يَسـْعَدُ قَـومٌ قَـدْرَ فَضـْلِهمِ
مــا لاقَ مِثلُــكَ أَن يَحظــى بِإِسـعادِ
شكيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.من سلالة التنوخيين ملوك الحيرة، عالم بالأدب والسياسة،مؤرخ من أكابر الكتاب، ينعت بأمير البيان.من أعضاء المجمع العلمي العربي، ولد في الشويفات (بلبنان) وتعلم في مدرسة (دار الحكمة) ببيروت، وعين مديرأً للشويفات سنتين فقائم مقام في (الشوف) ثلاث سنوات وأقام مدة بمصر وانتخب نائباً عن حوران في مجلس (المبعوثان) العثماني وسكن دمشق في خلال الحرب العالمية الأولى ثم (برلين) بعدها وانتقل الى جنيف (بسويسرا) فأقام فيها نحو 25 عاما وعاد إلى بيروت فتوفي فيها ودفن بالشويفات.عالج السياسة الإسلامية قبل انهيار الدولة العثمانية وكان من أشد المتحمسين من أنصارها.واضطلع بعد ذلك بالقضايا العربية فما ترك ناحية منها إلا تناولها تفصيلاً وإجمالاً وأصدر مجلة باللغة الفرنسية (La Nation Arabe) في جنيف للغرض نفسه وقام بسياحات كثيرة في أوربة وبلاد العرب وزار أميركا سنة 1928 وبلاد الأندلس سنة 1930 وهو في حله وترحاله لا يدع فرصة إلا كتب بها مقالا أو بحثا.جاء في رسالة بعث بها إلى صديقه السيد هاشم الأتاسي عام 1935 م، أنه أحصى ما كتبه في ذلك العام فكان 1781 رسالة خاصة و176 مقالة في الجرائد و1100 صفحة كُتُب طبعت.ثم قال:وهذا (محصول قلمي في كل سنة) وعرفه (خليل مطران) بإمام المترسلين وقال: (حضريّ المعنى،بدويّ اللفظ، يحب الجزالة حتى يستسهل الوعورة، فإذا عرضت له رقة وألان لها لفظه، فتلك زهرات ندية ملية شديدة الريا ساطعة البهاء كزهرات الجبل).من تصانيفه (الحلل السندسية في الرحلة الأندلسية-ط) ثلاثة مجلدات منه، وهو في عشرة، و(غزوات العرب في فرنسة وشمالي إيطالية وفي سويسرة -ط) و(لماذا تأخر المسلمون -ط) و(الارتسامات اللطاف -ط) رحلة إلى الحجاز سنة 1354ه،1935م، و(شوقي، أو الصداقة أربعين سنة-ط)، و(السيد رشيد رضا، أو إخاء أربعين سنة-ط)، و(أناطول فرانس في مباذله -ط)خ لبنان-خ)، و(ملحق للجزء الأول من تاريخ ابن خلدون-ط).وغيره الكثير.وله نظم كثير جيد، نشر منه (الباكورة- ط) مما نظمه في صباه، و(ديوان الأمير شكيب أرسلان- ط).