
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دَع عَنـكَ مـا قـالَ العَـذولُ وَلاكا
هَيهــاتَ أَصـبو عَـن حَنيـفِ وَلاكـا
قـالوا لَـكَ اِختـارَ السُلُوَّ وَإِنَّما
أَسـلو إِذا كـانَ الحَـبيبُ سـِواكا
أَمـا هَـواكَ فَـذاكَ غَيـرُ مُفـارِقي
وَنَعيــمُ روحـي أَن تَكـونَ فِـداكا
فـي كُـلِّ يَـومٍ لَوعَـةٌ قَـد غـادَرتَ
جِســمي لَقـاً دَنِفـاً لِأَجـلِ لِقاكـا
وَحَنيـنُ نَفـسٍ لا هَنـاءَ لَهـا سـِوى
تَــذكارِ شَخصـِكَ أَو شـَذى ذِكراكـا
تَهفــو لِتَعتَنِــقَ النَسـيمَ لَعَلَّـهُ
قَـد مَـرَّ مِـن جِهَـةٍ بِهـا مَثواكـا
وَيَـوَدُّ مِـن فَـرطِ الغَـرامِ جَوانِحي
لَــو كُــنَّ أَجنِحَــةً إِلـى مِرآكـا
قَـد حَـلَّ حُبُّكَ في الفُؤادِ فَما جَلا
عَنــهُ فَلا مَلِــكٌ ســِواكَ هُناكــا
وَيَلـومُني العُـذّالُ فيكَ وَلَو رَأَوا
مـا قَـد رَأَيـتُ تَتَيَّمـوا بِهَواكـا
بَـل لَـو رَأى النُسّاكُ في قَتراتِهِم
تِلـكَ الشـَمائِلَ ما اِغتَدوا نُسّاكا
يَكفيهِــمُ مِنــكَ المُحَيّــا طَلعَـةً
البَـدرُ فيهـا لَـو سـَفَرَت وَراكـا
قَسـَماً بِمَـن بَرَأَ الحِسانَ وَمَن بَرا
عَقـدَ القُلـوبِ عَلى الحِسانِ رِكاكا
إِنّــي لِأَحيــا أَن تَجــودَ بِطَلعَـةٍ
مُتَبَــذِّلاً وَأَمــوتُ عِنــدَ حَياكــا
وَأَبيتُ أَرعى البَدرَ في غَسَقِ الدُجى
إِن لَـم أُصـِبكَ فَقَـد أَصـَبتُ أَخاكا
لا تَحســَبَنَّ البُعـدَ مـال بِصـَبوَتي
بَـل زادَ فـي التَعذيبِ بُعدُ مَداكا
وَاللَـهِ لا يَدري البِعادَ وَلا النَوى
إِلّا الَّــذي قَــد ذاقَ مُـرَّ نَواكـا
كَـم لَيلَـةٍ حَيـرانَ أَرقُـبُ نَجمَهـا
تَـرِدُ المَجَـرَّةَ فـي السَماء عِراكا
أَحيَيتُهــا حَتّــى إِذا رَقَّ الـدُجى
بـاتَت تَهـاوَى فـي الصَفيحِ دِراكا
ذُعِــرَتْ نَفــورُ الآبِــداتِ كَأَنَّمـا
نَصــَبَ الصــَباحُ لِصـَيدِهِنَّ شـِباكا
لَيلـي أَمـا لِلشـُهبِ عِنـدَكَ مَربِـطٌ
كَـي لا تَفِـرَّ إِذا الصـَباحَ أَتاكـا
كُـن لـي وَحَقِّكَ في المَواقِفِ شاهِداً
فَلَطالَمــا أَحيَيــتَ مَـن أَحياكـا
جَهِلـوا السـَريرَةَ جُملَـةً وَتَحَدَّثوا
وَلَأَنــتَ أَعلَــمُ يــا ظَلامُ بِـذاكا
مَـن لَـم يَـذُق بُعدَ الأَحِبَّةِ لَم يَزَل
أُولـى العَجـائِبِ أَن يَخـافَ هَلاكـا
فَسـَقى الأَحِبَّـةَ وَالَّـذي حَلّـوا بِـهِ
غَيــثٌ هَمَــى لا يَعــرِفُ الإِمسـاكا
وَسـَقى عُهـودَهُمُ العِهـادُ وَهَـزَّ في
وادي الأَحِبَّـــةِ أَيكَــةً وَأَراكــا
وَرَعـى بَـوادي النِيـلِ عَنّـي عُصْبَةً
أَضـحى لَهُـم حِفـظُ الـوِدادِ مَلاكـا
لا أَنــسَ أَيّــامي بِـأُنسِ لِقـائِهِم
كَلّا وَلا يــا نِيــلُ طيــبَ هَواكـا
يــا حَبَّــذا واديـكَ مِـن مُتَرَبَّـعٍ
زاهٍ وَنِعــمَ الحَـومُ حَـولَ حِماكـا
وَرَعـى بِأَرضـِكَ سـَيِّداً أَضحَت بِهِ ال
إِســـكَندَرِيَّةُ ثَغـــرَكَ الضــَحّاكا
شــَهمٌ لَعَمــري مـا أَفَضـتُ بَلاغَـةً
عَنـهُ قَصـُرتُ عَـنِ المَـدى إِدراكـا
كَـالبَحرِ مِـن كُـلِّ الجِهـاتِ أَتَيتَهُ
لِتَـرى الحَقيقَـةَ جـاءَ مِلءَ حِجاكا
وَالٍ توشــَّحَ بِالكَمــالِ فَقُـل لَـهُ
ســُبحانَ مَــن وَلاكَ بَــل أَولاكــا
أَســَرَت مَحَبَّتُــهُ القُلـوبَ فَقُيِّـدَت
فيهــا وَلَكِــن لا تُريــدُ فَكاكـا
قُـل لِلمُطـاوِلِ مِثـلَ غايَـةِ فَضـلِهِ
هَيهــاتَ تَظفَـرُ بِـالنُجومِ يَـداكا
مَــن يَرْعَــهُ فـي لُطفِـهِ وَوَقـارِهِ
يَلقــى المَلائِكَ فيــهِ وَالأَملاكــا
مَهلاً أَيـا اِسماعيلُ في طُرُقِ العُلا
وَاِســتَبْقِ فيهــا فُضـْلةً لِسـِواكا
لِلّــهِ مـا أَهـدى فِعالَـكَ لِلثَنـا
وَأَضـَلَّ فـي لَيـلِ المُريـبِ سـُراكا
حَسـْبُ المُزاحِـمِ مِـنْ عُلاكَ مَناصـِباً
أن يَســتَظِلَّ بِظِــلِّ فَضــلِ رِداكـا
تــاهَت بِــكَ الإِســكَندَرِيَّةُ بَهجَـةً
بَلَغَــت نِهايَــةَ حَظِّهــا بِنُهاكـا
لَـم تَـدرِ مِثلَكَ في الوُلاةِ وَلا دَرَتْ
تِلـكَ المَنـارُ الغُـرُّ مِثـلَ هُداكا
وَإِلَيـكَ يـا مَلِـكَ القَريـضِ قَصيدَةً
وَقَفَــتْ عَلــى خَجَـلٍ بِبـابِ عُلاكـا
قَـدِمَت عَلـى اِسـماعيلَ وَهيَ عَريقَةٌ
فــي لَخـم طامِعَـةً بِنَيـلِ رِضـاكا
شكيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.من سلالة التنوخيين ملوك الحيرة، عالم بالأدب والسياسة،مؤرخ من أكابر الكتاب، ينعت بأمير البيان.من أعضاء المجمع العلمي العربي، ولد في الشويفات (بلبنان) وتعلم في مدرسة (دار الحكمة) ببيروت، وعين مديرأً للشويفات سنتين فقائم مقام في (الشوف) ثلاث سنوات وأقام مدة بمصر وانتخب نائباً عن حوران في مجلس (المبعوثان) العثماني وسكن دمشق في خلال الحرب العالمية الأولى ثم (برلين) بعدها وانتقل الى جنيف (بسويسرا) فأقام فيها نحو 25 عاما وعاد إلى بيروت فتوفي فيها ودفن بالشويفات.عالج السياسة الإسلامية قبل انهيار الدولة العثمانية وكان من أشد المتحمسين من أنصارها.واضطلع بعد ذلك بالقضايا العربية فما ترك ناحية منها إلا تناولها تفصيلاً وإجمالاً وأصدر مجلة باللغة الفرنسية (La Nation Arabe) في جنيف للغرض نفسه وقام بسياحات كثيرة في أوربة وبلاد العرب وزار أميركا سنة 1928 وبلاد الأندلس سنة 1930 وهو في حله وترحاله لا يدع فرصة إلا كتب بها مقالا أو بحثا.جاء في رسالة بعث بها إلى صديقه السيد هاشم الأتاسي عام 1935 م، أنه أحصى ما كتبه في ذلك العام فكان 1781 رسالة خاصة و176 مقالة في الجرائد و1100 صفحة كُتُب طبعت.ثم قال:وهذا (محصول قلمي في كل سنة) وعرفه (خليل مطران) بإمام المترسلين وقال: (حضريّ المعنى،بدويّ اللفظ، يحب الجزالة حتى يستسهل الوعورة، فإذا عرضت له رقة وألان لها لفظه، فتلك زهرات ندية ملية شديدة الريا ساطعة البهاء كزهرات الجبل).من تصانيفه (الحلل السندسية في الرحلة الأندلسية-ط) ثلاثة مجلدات منه، وهو في عشرة، و(غزوات العرب في فرنسة وشمالي إيطالية وفي سويسرة -ط) و(لماذا تأخر المسلمون -ط) و(الارتسامات اللطاف -ط) رحلة إلى الحجاز سنة 1354ه،1935م، و(شوقي، أو الصداقة أربعين سنة-ط)، و(السيد رشيد رضا، أو إخاء أربعين سنة-ط)، و(أناطول فرانس في مباذله -ط)خ لبنان-خ)، و(ملحق للجزء الأول من تاريخ ابن خلدون-ط).وغيره الكثير.وله نظم كثير جيد، نشر منه (الباكورة- ط) مما نظمه في صباه، و(ديوان الأمير شكيب أرسلان- ط).