
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَــل تُـرى يَنتَهـي عَلَيـهِ الثَنـاءُ
ســـَيِّدٌ يَنتَهــي إِلَيــهِ الســَناءُ
وَتُـــؤَدّي لَـــهُ البَلاغَـــةُ حَقّــاً
وَيــــوفّي أَخبــــارَهُ الإِنشـــاءُ
وَيَجلّــي القَريــضُ صــورَةَ مَعنــا
هُ وَلَــو بِالشـِعرى أَتـى الشـُعَراءُ
قَـد كَفانـا مِـن وَصـفِهِ أَنَّهُ المهـ
دِيُّ مُـــذ قَـــد تَجَلَّــتِ الأَســماءُ
نَجـلُ قَطَبٍ قَد كانَ في الشرق والغر
بِ ســــِراجاً بِنـــورِهِ يُستَضـــاءُ
هُـوَ بَحـرُ الشـَريعَةِ اِبـنُ السنوسي
الَّـــذي عَنـــهُ ســارَتِ الأَنبــاءُ
لَـم يَـدَع في العُلومِ عِلماً وَلَم يَق
تُلـــهُ وَالعِلــمُ قَتلُــهُ إِحيــاءُ
جَمَــعَ العِلــمَ وَالوِلايَــةَ فـاءَتَمْ
م بِـــهِ العـــالِمونَ وَالأَولِيــاءُ
اِستَفاضــا لَـدَيهِ نـوراً عَلـى نـو
رٍ وَكُــــلٌّ عَلــــى الـــوَرى لَألاءُ
فيـهِ لاقـى العِلـمُ اللَـدُنّيُّ عِلمـاً
ســَهَرُ اللَيــلِ أَصــلُهُ وَالعَنــاءُ
لا يَـرى العِلمَ في سِوى العَمَلِ الصا
لِـــحِ فَـــالعِلمُ آلَـــةً وَوِعــاءُ
فَلِهَــذا تَــرى الطَريـقَ السَنوسـِي
يِ عَلـى الفِعـلِ قـامَ مِنـهُ البِناءُ
بــاتَ فِعلاً هَــدى مُريـدَ السُنوسـِي
يِ وَأَن لَيـــسَ بِــالكَلامِ اِكتِفــاءُ
كُلُّهُـــم عامِـــلٌ لِـــذَلِكَ فيهِــم
تَتَبـــارى العُقـــولُ وَالأَعضـــاءُ
كَــم تَــوَلّى بِــالكَفِّ ســِكَّةَ حَـرْثٍ
حَبْــرُ عِلــمٍ حَفَّــت بِــهِ القُـرّاءُ
حَقَّقـــوا ســُنّةَ المُعَلِّــمِ لِلخَــي
ر الرَســولِ الَّــذي بِـهِ الاِقتِـداءُ
بَـثَّ مـا بَيـنَ مَطلَـع الشَمسِ وَالمَغ
رِبِ رُشــداً ضــاءَت بِــهِ الأَرجــاءُ
وَزَوايــا فــي كُــلِّ غَــورٍ وَنَجـدِ
لَيــسَ يَســطيعُ حَصــرَها الإِحصــاءُ
وَبَــدا بِالبِنـاءِ فـي الجَبَـلِ الأَخ
ضـــَرِ حَيــثُ البنيّــةُ البَيضــاءُ
فـي ذرى السـَيِّدِ الجَليـلِ الصَحابي
ســـَيِّدي رافِــعٍ عَلَيــهِ الرِضــاءُ
حَيــثُ قَـد لاحَ ذلـكَ السـَيِّدُ المَـه
دِيُّ بَــدراً ضــاءَت بِــهِ الظلمـاءُ
أَيُّ فَــــرعٍ لِأَيِّ أَصــــلٍ لَعَمـــري
قَــد تَحــاكى الآبــاءُ وَالأَبنــاءُ
لا بَــلِ الاِبــنُ جـاءَ أَوفـى عُلُـوّاً
وَلَئِن فـــاقَ مِـــن أَبيــهِ العَلاءُ
الهُمــامُ المَهـدِيُّ وَالسـَيِّدُ الصـَا
دِعُ بِـــالحَقِّ وَالســَحابُ الــرَواءُ
أَزهَـرُ الـوَجهُ ناصـِعُ اللَونِ لَم تُن
جِــبْ بِـأَبهى مِـن شَخصـِهِ الزَهـراءُ
أَكحَــلُ الطَــرف مُسـتَديرُ المُحَيّـا
لاحَ فيــهِ الهُــدى وَجـالَ الحَيـاءُ
أَبيَــضُ الخَــدِّ وَالثَنـاءِ وَفـي أَي
مَـــنِ خَـــدَّيهِ شـــامَةً ســـَمراءُ
أَرَوعِــيٌّ صــَلتُ الجَــبينَ إِذا قَـا
بلتَـــهُ قُلـــتَ كَـــوكَبٌ وَضـــّاءُ
رَبعَــــةٌ قَـــدُّهُ قَـــوِيٌّ عَريـــضٌ
مَنكِبـــــــــــــاهُ وَأَذرُعٌ فَتْلاءُ
واســِعُ الثَغــرِ باســِمٌ عَنـهُ دُرّاً
وَالثَنايــا فــي ثَغــرِهِ فَلْجــاءُ
شــَثْن كَــفٍّ لَكِــنّ أَيــديَهُ الشـَث
نَـــةَ بِـــالجودِ ســَبطَةً ســَمحاءُ
هاشــِمِيٌّ أَشــُمُّ أَنــفٍ كَــذا مَــع
شــــَمَمِ الأَنـــفِ هِمَّـــةٌ شـــَمّاءُ
يَتَجَلّـــى كَمـــالُهُ فـــي عُيــونٍ
زَيَّنَتهــــا حَــــواجِبٌ وَطفــــاءُ
يَملَأُ العَيـــــنَ هَيبَـــــةً وَجَلالاً
وَهـــوَ مَــعَ ذاكَ لَحظُــهُ إِغضــاءُ
مَــن رَآهُ يَقــولُ هَـذا هُـوَ المَـهْ
ديُّ حَقّــــاً وَلِلهُــــدى ســـيماءُ
أَشــبَهُ النـاسِ بِـالنَبِيِّ وَمَـن يُـش
بِــهْ أَبــاهُ فَلَيـسَ مِنـهُ اِعتِـداءُ
نَشــَرَ الــدينَ فـي بَلادِ السـَوادي
نِ جَميعـــاً فَعَّمَهـــا الاهتِـــداءُ
وَبِأَســــيافِهِ طَرابُلـــسُ الغَـــرْ
ب أُجيـــرَت وَبُرقَـــةُ الحَمـــراءُ
سَوفَ يَدري الطليانُ أَنْ في السُوَيدا
ءِ رِجــــالٌ حُروبُهُــــم ســـَوداءُ
فــي مَجـالِ الطِعـانِ أُسـْدٌ مَحـاري
بٌ وَلَكِــن عِنــدَ المَحــاريبِ شـاءُ
يَنصــُرونَ الإِسـلامَ بِالسـَيفِ وَالمُـص
حَـــفِ فَالقُوَّتــانِ فيهِــم ســَواءُ
يَعمـرونَ الأَرضَ الَّـتي أَورَثَ اللَـهُ
عَبـــاداً لَـــهُ هُـــمُ الصــُلَحاءُ
لَـم يَحُلّـوا قَفـراً مِنَ الأَرضِ إِلّا اِه
تَــــزَّ مِنـــهُ حَديقَـــةٌ غَنّـــاءُ
فَاِسـأَلِ القَـروَ وَالجَغـابيبَ وَالكَف
رَةَ يَنطِـــقْ عُمرانُهــا وَالنَمــاءُ
وَاِسـأَلِ الـواحَ كُلَّهـا كَيـفَ عاشـَت
بِالسَنوســـِيِّ تِلكُـــمُ الصـــَحراءُ
لَيـسَ يَخشـى الإِفرَنـجَ مِثلَ السَنوسِي
يِ وَمــا هُـم فـي خَـوفِهِم أَغبِيـاءُ
عَرَفــوا قَــدرَهُ وَبُعــدَ مَراميــهِ
فَأَشــــهادُ فَضــــلِهِ الأَعــــداءُ
كَـم غَـدَت مِـن سـُطاهُ تَرجِـفُ رُعبـاً
دَولَــةً مِلــءَ أَنفِهــا الكِبرِيـاءُ
رَدَّ أَزرَ الإِســـلامِ صـــَلباً ســَوِيّاً
بَعــدَ أَن كــانَ شــفَّهُ الإنحنــاءُ
وَأَعــادَ الإِســلامَ غَضــاً كَمـا كـا
نَ عَلَيـــه الأَســـلافُ وَالقُـــدَماءُ
لَــم يَقُــم مِثلُــهُ لِإِرشــادِ خَلـقِ
ذَلِــكَ الحَــقُّ لَيــسَ فيــهِ مِـراءُ
شكيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.من سلالة التنوخيين ملوك الحيرة، عالم بالأدب والسياسة،مؤرخ من أكابر الكتاب، ينعت بأمير البيان.من أعضاء المجمع العلمي العربي، ولد في الشويفات (بلبنان) وتعلم في مدرسة (دار الحكمة) ببيروت، وعين مديرأً للشويفات سنتين فقائم مقام في (الشوف) ثلاث سنوات وأقام مدة بمصر وانتخب نائباً عن حوران في مجلس (المبعوثان) العثماني وسكن دمشق في خلال الحرب العالمية الأولى ثم (برلين) بعدها وانتقل الى جنيف (بسويسرا) فأقام فيها نحو 25 عاما وعاد إلى بيروت فتوفي فيها ودفن بالشويفات.عالج السياسة الإسلامية قبل انهيار الدولة العثمانية وكان من أشد المتحمسين من أنصارها.واضطلع بعد ذلك بالقضايا العربية فما ترك ناحية منها إلا تناولها تفصيلاً وإجمالاً وأصدر مجلة باللغة الفرنسية (La Nation Arabe) في جنيف للغرض نفسه وقام بسياحات كثيرة في أوربة وبلاد العرب وزار أميركا سنة 1928 وبلاد الأندلس سنة 1930 وهو في حله وترحاله لا يدع فرصة إلا كتب بها مقالا أو بحثا.جاء في رسالة بعث بها إلى صديقه السيد هاشم الأتاسي عام 1935 م، أنه أحصى ما كتبه في ذلك العام فكان 1781 رسالة خاصة و176 مقالة في الجرائد و1100 صفحة كُتُب طبعت.ثم قال:وهذا (محصول قلمي في كل سنة) وعرفه (خليل مطران) بإمام المترسلين وقال: (حضريّ المعنى،بدويّ اللفظ، يحب الجزالة حتى يستسهل الوعورة، فإذا عرضت له رقة وألان لها لفظه، فتلك زهرات ندية ملية شديدة الريا ساطعة البهاء كزهرات الجبل).من تصانيفه (الحلل السندسية في الرحلة الأندلسية-ط) ثلاثة مجلدات منه، وهو في عشرة، و(غزوات العرب في فرنسة وشمالي إيطالية وفي سويسرة -ط) و(لماذا تأخر المسلمون -ط) و(الارتسامات اللطاف -ط) رحلة إلى الحجاز سنة 1354ه،1935م، و(شوقي، أو الصداقة أربعين سنة-ط)، و(السيد رشيد رضا، أو إخاء أربعين سنة-ط)، و(أناطول فرانس في مباذله -ط)خ لبنان-خ)، و(ملحق للجزء الأول من تاريخ ابن خلدون-ط).وغيره الكثير.وله نظم كثير جيد، نشر منه (الباكورة- ط) مما نظمه في صباه، و(ديوان الأمير شكيب أرسلان- ط).