
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَتُــرى يَحُــلُّ هَـواكِ بَيـنَ الأَضـلُعِ
وَيَحِــلُّ لــي بِســِواكِ ذَرفُ الأَدمُـعِ
وَأَبيـتُ أُشـرِكُ فيـكِ في دينِ الهَوى
وَأَكـــونُ لِلتَوحيـــدِ أَوَّلَ مُـــدَّعِ
وَتَظَــلُّ تَشــرُدُ بـي لِغَيـرِكِ صـَبوَةٌ
هِـيَ مِـن سـُجوفِكِ فـي المَحلِ الأَمنَعِ
وَأَســيمُ فـي رَوضِ الحِسـانِ مُوزِّعـاً
قَلبــاً وهـى بِالحَمـلِ غَيـرَ مـوزَّعِ
قَلـــبٌ عَلَيــكِ تَخَتَّمَــت أَبــوابُهُ
مــا نَحــوَهُ لِسـِواكِ طَرفَـةُ مَطمَـعِ
إِنّــي طَـوَيتُ عَـنِ النَسـيمِ شـَغافَه
أَن جـاءَني مِـن غَيـرِ تِلـكَ الأَربَـعِ
وحجبــتُ عـن كـلِّ العَواطِـفِ حَجبَـهُ
إِلّا الحَنيــنَ لِبَــدرِ ذاكَ المَطلَـعِ
وَأَبَحــتُ إِلّا فــي الغَـرامِ هَـوادَةً
وَمَنَعــــتُ إِلّا أَنَّـــةَ المُتَوَجِّـــعُ
أَضـَحتَ تَغـايَرُ فـي هَـواكِ جَـوارِحي
حَتّــى لَيَغضـَبَ نـاظِري مِـن مَسـمَعي
وَأَغـارُ مِـن طَرفـي لِغَيـرِكِ نـاظِراً
لَمَحـاً وَلَـو شـيمَ البَـروقُ اللُّمَّـعِ
وَلَـو اِسـتَطَعتُ الشـَمسَ ذُدتُ لِعابَها
عَـن وَجنَتَيـكِ وَلَـو سـَعَت فـي بُرقُعِ
وَلَقَــد أَغــارُ لِهـاجِسٍ مِـن خـاطِرٍ
مِــن ســِرِّ مُهجَــةِ راهِــبٍ مُتَـوَرِّعِ
يَمشــي إِلَيـكِ وَلَـو بِـأَعمَقِ قَلبِـهِ
وَيُشـــيرُ بِالأَفكـــارِ لا بِالإِصــبعِ
دَرَّعَــت حُســنَكِ بِالكَمــالِ وَفِتيَـةٍ
مِــن حَــولِ خِــدرِكِ حاسـِرينَ وَدُرَّعِ
فــي كُلَّـة تَـذرُ الضـَراغِمَ عِنـدَها
مِــن ذِلَّــةٍ أَمثــالَ عُفـرِ الأَجـرَعِ
مـا لِلمَطـامِعِ فـي الوِصـالِ وَدونَهُ
خَفَــرُ الشـَريعَةِ وَالرِمـاحِ الشـُرَّعِ
نَفســي الفِـدا لِمُقَنَّـعٍ هَجَـرَت لَـهُ
أَجفـــانَهُنَّ شـــِفارُ كُــلِّ مُقَنَّــعِ
تَتَهــافَتُ الأَوهــامُ عَــن حُجُراتِـهِ
وَيَــرِدُّ خــاطِرَهُ المُتَيَّـمُ إِذ يَعـي
ذاكَ الحِمــى إِلّا عَلــى مَــن أَمَّـهُ
مِنّــي بِمُمتَنِــعِ الــوَجيبِ مُشــَيَّعِ
أَكنَهــتُ بِالإقــدامِ ســِرَّ ضــَميرِهِ
وَحَللــتُ بِالأَقــدامِ قَلـبَ المَصـنَعِ
هِــيَ زَورَةٌ تَحــتَ الظَلامِ وَرَدْتُهــا
فَــرداً بِلا عَضـُدٍ بَلى: قَلـبي مَعـي
فَنَظَـــرتُ مِــن ذاكَ الهِلالِ لِنيّــرٍ
وَعَلِقــتُ مِـن ذاكَ الغَـزالِ بِـأَتلَعِ
وَأَسـغَت فـي نَهـلِ الشـِفاهِ وَعَلِّهـا
مـا لَيـسَ يَعـذَبُ بَعـدَهُ مِـن مَكـرَعِ
بِتنــا كَأَنّــا خَطــرَةً فـي خـاطِرٍ
أَو وهلَـــةً حَلَّــت فُــؤادَ مُــرَوَّعِ
نَبَهــتُ بِــالأَغزالِ هــاجِعَ حُبِّهــا
وَحُماتُهــا مِــن غــافِلينَ وَهُجَّــعِ
وَسـقَيتُها كَـأسَ الهَـوى دِهقـاً وَلَم
يَحــلُ الهَــوى إِلّا بِكَــأسٍ مُتْــرَعِ
مُتَمَلّييــنِ مِــنَ العِنــاقِ كَأَنَّنـا
قَـــوسٌ خَلا لِزِيــادَةٍ مِــن مَنــزَعِ
أَروي غَريـبَ حَـديثِ أَحـوالِ الجَـوى
وَالـراحُ لَيـسَ يَطيـبُ غَيـرَ مُشَعشـَعِ
وَصــلٌ أَعــادَ الشــَملَ أَيَّ مُوَصــَّلِ
لَكِــن أَعــادَ القَلــبَ أَيَّ مُقَطَّــعِ
عاطَيتُهــا صـِرْفَ الهَـوى وَعَفافَنـا
طـولَ التَلازُمِ لَـم يُشـَبْ مِـن مَوضـِعِ
كــانَت مَضــاجِعُنا تَنُــثُّ كَمالَنـا
لَــو كــانَ يوجَـدُ مَنطِـقٌ لِلمَضـجَعِ
وَاللَيــلُ يَكتُــمُ مـا يَنُـمُّ بِسـِرِّهِ
أَرِجُ النَســيمِ ســَرى بِمِسـكٍ أَضـوَعِ
وَتَـرى المَجَـرَّةَ فـي السَماءِ كَأَنَّها
دِرٌّ تَنـــاثَرَ مِــن ســَماءِ مُضــَرَّعِ
حَتّــى إِذا شــَقَّ الدُجُنَّــةَ شـَوقُها
لِلقــا ذُكـاءَ وَشـابَ فَـودُ الأَسـفَعِ
وَرَأَيــتُ أَسـرابَ النُجـومِ تَتـابَعَت
بِفِرارِهــا مَصــعَ النَعـامِ الأَمـزَعِ
مــا كــانَ أَحوَجَنــا بِـذاكَ لِآيَـةٍ
تَـأَتي لَنـا فـي عَكـسِ آيَـةِ يوشـَعِ
زَحزَحْــتُ عَنهـا سـاعِدي وَتَرَتكتُهـا
دونَ الكَـرى مِـن تَحـتِ عِبـءٍ مُضـلَعِ
وَطَلَعـتُ أَعثُـرُ بِالسـُيوفِ وَلَـو دَرى
أَهـلُ السـُيوفِ مَقـامَتي لَـم أَفـزَعِ
أَيغـولُ مُهجَـتي الكُمـاةُ وَمـا لَهُم
فَخـرٌ سـِوايَ إِذا اِغتَـدوا في مَجمَعِ
وَتُـرى تَخـونُ الخَيـلُ فارِسـَها وَهَل
يُـرْدَى الحُسـَينُ عَلـى يَـدِ المُتَشَيِّعِ
اَو مَـن لَهُـم مِثلي إِذا عَبَسَ الوَغى
وَتَضــاحَكَت أَنيــابُ ثَغـرِ المَصـرَعِ
وَتَشــاجَرَتْ سـُمرُ القَنـا وَتَجـاذَبَت
بِــذَوائِبِ وَالســَيفُ شــِبهُ الأَصـلَعِ
وَلَقَـد بَـذَذتُ السـابِقينَ فَمَـن لَهُم
بِوُقــوفِ ســَيرٍ بِالمَكــارِمِ مُوْضـِعِ
وَبَلَغتُ مِن سامي الفَخارِ وَجاءَني ال
تقريـظُ مِـن مَحمـود سـامي الأَرفَـعِ
خَنذيـذُ هَـذا الـدَهرِ واحِـدُ أَهلِـهِ
مِقــدامُ حَلْبَتــهِ الأَغَــرِّ الأَبتَــعِ
القـائِلِ الفُصـحَ الَّـتي عَـن مِثلِها
يُثنــي المُقَفَّـعُ فـي بَنـانِ مُقَفَّـعِ
لَو جاءَ في العَصرِ القَديمِ لَمَا رَوى
إِلّا قَصـــائِدَهُ لِســـانُ الأَصـــمَعي
قَــد قـادَ مَملَكَـةَ الكَلامِ وَحازَهـا
أَخْــذَ الأَعِــزَّةِ لِلــذَليلِ الأضــرَعِ
إِن يَعصــِهِ قَــولٌ فَلَـم يَـكُ لَفتَـةٌ
حَتّـــى يُــذَلَّلَ مُســتَقيمَ الأَخــدَعِ
ســَهلُ البَيــانِ عَصــِيُّهُ لِلمُحْتَـذي
فَلَأَنــتَ مِنــهُ بَيــنَ عــاصٍ طيّــعِ
خُلِقَـتْ لَـهُ عُليـا اللُغاتِ فَلَو هَفا
نَحــوَ الرَكاكَــةِ جـاءَ كَالمُتَصـَنِّعِ
تَغــدو المَعـاني حُوَّمـاً حَتّـى إِذا
ســامينَ فِكرَتَــهُ هَبَطــنَ بِمَوقِــعِ
مــا زالَ يُبـدِعُ قـائِلاً حَتّـى يُـرَى
بِـدْعاً عَلـى الأَيّـامِ إِن لَـم يُبـدعِ
إِن أَجــدَبتَ أَرضُ الخَلائِقِ بِالثَنــا
فِخِلالُـــهُ لِلحَمــدِ أَمجــدُ مَرتَــعِ
أَو حـارَ قَـومٌ فـي الشـِعابِ فَـإِنَّهُ
رَبُّ المُضـِيِّ عَلـى المُضـيءِ المهيَـعِ
أَضـحى يُطـارِحُني القَريـضَ وَهَل تَرى
مِــنْ أُصــبَعٍ يَومـاً يُقـاسُ بِـأَذرُعِ
أَمْلــى إِلَــيَّ قَصــيدَةٌ فَــأَذابَني
خَجَلاً وَهَيبَــــةَ خاشـــِعٍ مُتَصـــَدِّعِ
يا اِبنَ الغَطارِفة الألى لَم يَنتَموا
إِلّا بِــأَزهَرَ فــي النَــدِيِّ سـَمَيذَعِ
لا غَــروَ إن يَرتَــج عَلَــيَّ بِحَضـرَةٍ
إِن قـابَلَتَ شـَمسَ الضـُحى لَـم تَسطَعِ
فَلَــو أَنَّ سـُحبانَ الفَصـاحَةِ قـائِمٌ
فـي بَابِهـا مـا قـالَ غَيـرَ مُتَعْتَعِ
فَهُنـاكَ مـا بَهَـرَ الخَـواطِرَ هَيبَـةً
وَزَرى بِعارِضــَةِ الخَطيــبِ المُصـْقعِ
كُــلُّ العَقـائِلِ فـي حِمـاكَ وَصـائِفٌ
وَالمُنشــَآتِ مِـنَ الجَـواري الخُضـَّعِ
فَاِسـلَم رَعـاكَ اللَـهُ سـابِغَ نِعمَـةٍ
وَأَعــادَ عَيشــَكَ لِلزَمــانِ الأَمـرَعِ
وَاِعــذُرْ إِذا قَصـَّرتُ عَـن حَـقٍّ فَلَـو
أَملَيــتُ أَسـوَدَ مُقلَـتي لَـم أَقنَـعِ
شكيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.من سلالة التنوخيين ملوك الحيرة، عالم بالأدب والسياسة،مؤرخ من أكابر الكتاب، ينعت بأمير البيان.من أعضاء المجمع العلمي العربي، ولد في الشويفات (بلبنان) وتعلم في مدرسة (دار الحكمة) ببيروت، وعين مديرأً للشويفات سنتين فقائم مقام في (الشوف) ثلاث سنوات وأقام مدة بمصر وانتخب نائباً عن حوران في مجلس (المبعوثان) العثماني وسكن دمشق في خلال الحرب العالمية الأولى ثم (برلين) بعدها وانتقل الى جنيف (بسويسرا) فأقام فيها نحو 25 عاما وعاد إلى بيروت فتوفي فيها ودفن بالشويفات.عالج السياسة الإسلامية قبل انهيار الدولة العثمانية وكان من أشد المتحمسين من أنصارها.واضطلع بعد ذلك بالقضايا العربية فما ترك ناحية منها إلا تناولها تفصيلاً وإجمالاً وأصدر مجلة باللغة الفرنسية (La Nation Arabe) في جنيف للغرض نفسه وقام بسياحات كثيرة في أوربة وبلاد العرب وزار أميركا سنة 1928 وبلاد الأندلس سنة 1930 وهو في حله وترحاله لا يدع فرصة إلا كتب بها مقالا أو بحثا.جاء في رسالة بعث بها إلى صديقه السيد هاشم الأتاسي عام 1935 م، أنه أحصى ما كتبه في ذلك العام فكان 1781 رسالة خاصة و176 مقالة في الجرائد و1100 صفحة كُتُب طبعت.ثم قال:وهذا (محصول قلمي في كل سنة) وعرفه (خليل مطران) بإمام المترسلين وقال: (حضريّ المعنى،بدويّ اللفظ، يحب الجزالة حتى يستسهل الوعورة، فإذا عرضت له رقة وألان لها لفظه، فتلك زهرات ندية ملية شديدة الريا ساطعة البهاء كزهرات الجبل).من تصانيفه (الحلل السندسية في الرحلة الأندلسية-ط) ثلاثة مجلدات منه، وهو في عشرة، و(غزوات العرب في فرنسة وشمالي إيطالية وفي سويسرة -ط) و(لماذا تأخر المسلمون -ط) و(الارتسامات اللطاف -ط) رحلة إلى الحجاز سنة 1354ه،1935م، و(شوقي، أو الصداقة أربعين سنة-ط)، و(السيد رشيد رضا، أو إخاء أربعين سنة-ط)، و(أناطول فرانس في مباذله -ط)خ لبنان-خ)، و(ملحق للجزء الأول من تاريخ ابن خلدون-ط).وغيره الكثير.وله نظم كثير جيد، نشر منه (الباكورة- ط) مما نظمه في صباه، و(ديوان الأمير شكيب أرسلان- ط).