
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا قُـل لِمَـن فـي الـدُجى لَم يَنَم
طِلابَ المَعـــالي ســـَميرَ الأَلَــم
ومــن أَرقـــته دواعــي الهـوى
فــدون الـذي أَرقــته الحـكــم
فكــم فـي الزوايـا تخــبا فتى
طـريــد الكتــاب شريــد القلم
يــرى الأَرض ضـيقاً كشـق اليـراع
ويهـوي علـى ذا الوجـود العـدم
وكـم ذا بجــسـريــن مِـن ليلـة
عَلـى مثـل جمـر الغضا في الضرم
تـمـنـــى الأَديــب بهــا نَدحـة
ولـو بـات يرعــى هنــاك الغنم
وكــم سـروة تحــت جنــح الظلام
كـســــر بصـدر الأَديـب انكتــم
يـخـــاف بهــا حركـات الغصـون
ويخـشــى النسـيــم إذا ما نسم
وإن تـشـــد ورقــاء فـي أيكـة
تؤرقـــهُ فــي صوتهــا والنغـم
وكــم بــات لِلنجــم يرعـى إذا
أُديـم السمــا بِالنـجــوم اتسم
وطــال بـه الليــل حـتــى غدا
يَـظــن عمــود الصبــاح انحـطم
ومــن ذعــره خــال أن النجـوم
لتهــدي إلـى مـَســكه عـن أمـم
إِذا مـا السِمــاك بـدا رامحــاً
توهمـــه نـحــــوه قـد هجـــم
ولـولا الـدجى لـم يتــم النجـا
وقـد أَمكـن الظلـم لـولا الظلـم
ولله در القــرى إذ خــفــتــه
فمــا بالسهــولة يخــفى العلم
فـجــسـريــن زبديــن والأَشعـري
ديــار بهــا قـد أَوى واعتـصـم
ونحــو المليـحــة رام الخفــا
وكـم بِـالمــليــحــة مِن متهـم
ديـــار أَبــى أهــلُهـــا غدره
وآواه مـنـهــا الوفـا والكـرم
ولا شـــك رقـــــوا لأحــــواله
طريــداً يعــاني الجـوى والسقم
ليــالي كانــون فـي الأَربعــين
وبــرد العشــيات أَغلـى الفحـم
بـأَرضِ ثراهـــا سـمـــاء ومـاء
ففــوق الســواقي وتحـت الـديم
يجــول وقـد صـار مثــل الخيال
ودق فـــلو لاح لـم يـقــتـحــم
وفــوق الخــدود كلـون البهـار
وتـحــت المآقــي كلـون العنـم
وفــي كــل يــومٍ ســؤال وبحـث
وأنــى تـولى وَأَيــن انـهـــزم
وقــد كــان فـي كبـسهـم بيـته
بِجلــق قـالٌ وقــيـــلٌ عـمـــم
فكــانــت علـى كـتـــبه غـارة
كغــارات عُـرْب الصفــا بِـالنعَم
وقــالوا سـيـنــفَــى إلى رودس
وقـالوا سيجــزَى بمــا قـد جرم
وقـــالوا سـيــحـــمـله أَدهـم
بِمرقـــاه لا تسـتريـــح القـدم
وبعـــض بســجــن عـليــه قضـى
وبعـــض بضــرب عليـــه حكـــم
وكـــردُ عــليٍّ غــداً عـبــــرة
فغـــاث ومنــه الرجـاء انصـرم
فيـــا كـرد لا تحزِننـك الخطـوب
فـإن الهمـــوم بقــدر الهمــم
ومـن رام ان يتعـاطــى البيـان
توقــع أن يبـتـــلى بالنـــقم
فــذي حـرفــة القـول حـرّيـفـة
وكــم أدركــت مـن لبـيــب وكم
وكــم كـتــبــة أعقبـت نكــبَة
وكـــم مـــن كلام لقــلب كــلم
ومــن بـالكـتــابة أَبـدى هـوى
فــإن الكآبــة منـــه القســم
فيــا كـرد صبــراً علـى محــنة
فكــم محــنة شيـبــت مـن لمـم
وصـبــــراً عــلى ورقــات لهـا
عـيــون المعـانـي يبـكّـيـن دم
وواهــاً لبـاقـــات زهـر غـدوت
لهـا جامـعــاً يـا أَخـي من قدم
أَزاهــر تســهــر فــي جمـعهـا
فـــلا غــرو أَن فـاح عَـرْفٌ فنـم
ومــا نــم إلا بـنـــشــر ذكـي
وطـيـــب يفـــوق عــرار الأَكـم
فَقــــولوا لـواش بـكــرد عـلي
نشــرت الثنــا حيــن حاولت ذم
فمـــا كــان كــرد سـوى صـادق
لدولته طـــالمــــا قـد خــدم
ومــــا وجـدوا عنـــده ريبــة
تعـــد ولـو فــي صِـغـار اللمم
فهـــل يطــفــئون بأَفـــواههم
مــن النـور مـا قـد رآه الأُمـم
ومــا دام نـاظـــم في شامـنـا
فمــــا نسـتضــام ولا نهتـضــم
ولـولا العـنــايــة مــن نـاظم
لمــا كـان شمــل لنـا منـتظـم
وقـانـــا دسـائس أَهـل النفـاق
ورد الوشـــاة وجـــلى الغمــم
وقــد أَضـحــت الشـام فـي عهده
يصـــوب عليـهــا عِهـاد النِّعَـم
وبــاتت مـن الـزور فـي مأمــن
وحـــق الأَمــان ببـــاب الحـرم
شكيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.من سلالة التنوخيين ملوك الحيرة، عالم بالأدب والسياسة،مؤرخ من أكابر الكتاب، ينعت بأمير البيان.من أعضاء المجمع العلمي العربي، ولد في الشويفات (بلبنان) وتعلم في مدرسة (دار الحكمة) ببيروت، وعين مديرأً للشويفات سنتين فقائم مقام في (الشوف) ثلاث سنوات وأقام مدة بمصر وانتخب نائباً عن حوران في مجلس (المبعوثان) العثماني وسكن دمشق في خلال الحرب العالمية الأولى ثم (برلين) بعدها وانتقل الى جنيف (بسويسرا) فأقام فيها نحو 25 عاما وعاد إلى بيروت فتوفي فيها ودفن بالشويفات.عالج السياسة الإسلامية قبل انهيار الدولة العثمانية وكان من أشد المتحمسين من أنصارها.واضطلع بعد ذلك بالقضايا العربية فما ترك ناحية منها إلا تناولها تفصيلاً وإجمالاً وأصدر مجلة باللغة الفرنسية (La Nation Arabe) في جنيف للغرض نفسه وقام بسياحات كثيرة في أوربة وبلاد العرب وزار أميركا سنة 1928 وبلاد الأندلس سنة 1930 وهو في حله وترحاله لا يدع فرصة إلا كتب بها مقالا أو بحثا.جاء في رسالة بعث بها إلى صديقه السيد هاشم الأتاسي عام 1935 م، أنه أحصى ما كتبه في ذلك العام فكان 1781 رسالة خاصة و176 مقالة في الجرائد و1100 صفحة كُتُب طبعت.ثم قال:وهذا (محصول قلمي في كل سنة) وعرفه (خليل مطران) بإمام المترسلين وقال: (حضريّ المعنى،بدويّ اللفظ، يحب الجزالة حتى يستسهل الوعورة، فإذا عرضت له رقة وألان لها لفظه، فتلك زهرات ندية ملية شديدة الريا ساطعة البهاء كزهرات الجبل).من تصانيفه (الحلل السندسية في الرحلة الأندلسية-ط) ثلاثة مجلدات منه، وهو في عشرة، و(غزوات العرب في فرنسة وشمالي إيطالية وفي سويسرة -ط) و(لماذا تأخر المسلمون -ط) و(الارتسامات اللطاف -ط) رحلة إلى الحجاز سنة 1354ه،1935م، و(شوقي، أو الصداقة أربعين سنة-ط)، و(السيد رشيد رضا، أو إخاء أربعين سنة-ط)، و(أناطول فرانس في مباذله -ط)خ لبنان-خ)، و(ملحق للجزء الأول من تاريخ ابن خلدون-ط).وغيره الكثير.وله نظم كثير جيد، نشر منه (الباكورة- ط) مما نظمه في صباه، و(ديوان الأمير شكيب أرسلان- ط).