
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـد كـان مولـد خيـر الخلـق أرخه
علـى الأصـح بعـام الفيـل من عرفا
وذاك بعــد الـوف سـنة سـت ولهـا
قــاف وســين ودال بعــدها ردفـا
مــن حيــن أهبـط مولنـا خليفتـه
الأرض مســتخلفاً بالــذنب معرفــا
وحيــن كمــل ســن الأربعيـن أتـى
إليـه بـالوحي روح اللَـه واختلفا
إليــه بضــعة عشــر قبـل هجرتـه
مــن مكــة ثـم عشـر بعـدهن وفـا
ومـات فـي طيبـة فـي شـهر مولـده
فـي حـادي العشـر للجنات قد زلفا
فوامصـــيبة أهــل الأرض أجمعهــم
بفقــده حيــن واروه ويــا أسـفا
وقـام مـن بعـده الصـديق مقتـدياً
بهــديه تابعــاً للحــق إذ خلفـا
مـا هـاله ذلـك الخطـب الذي عظمت
فيـه الخـروق ولـم يوهن وما ضعفا
سـل الحسـام على من زاغ حين أبوا
عـن الزكـاة وللخـرق والعظيم رفا
حـتى اسـتقام بـه دين الهدى وسما
ورد مــن كــان مرتــداً ومنحرفـا
وفــي ثلاثــة عشــر مـات مجتهـداً
وقلــد الأمـر أقـواهم بغيـر خفـا
أعنـى بـه عمـر الفـاروق من فتحت
بـه الفتـوح وعـز الـدين وانتصفا
بعــد لــه ضـرب الأمثـال سـاكنها
ورايــه وافـق التنزيـل إذ وصـفا
وهــو الــذي ســلب الأملاك ملكهـم
أبـاد كسـرى وأجلـى قيصـرا ونفـا
وفـي ثلاثـة وعشـرين الشـهادة قـد
سـيقت إبليـه بفرض الصبح إذ وقفا
ثــم الخليفــة عثمــان ومقتلهـن
فـي عـام ويـك بلا ذنـب له اقترفا
أضــحى قـتيلاً بأيـدي عصـبة خرجـت
عـن الهـدى وأتـوا من أمرهم سرفا
ضـحوا بأشـمط عنـوان السـجود بـه
يقطــع الليـل تسـبيحاً لـه كلفـا
ذو الهجرتيـن وذا النورين محتسبا
كـف القتـال ولـو سـل الحسام شفا
أصـيب يتلـو كتـاب اللَـه إذ قطرت
منـه الـدماء علـى يكفيكهـم فكفا
فــي الأربعيــن علـي كـان مقتلـه
بكــف ذي شـقوة عـن ديننـا صـدفا
أضـحى كأشـقى ثمـود حيـن أوردهـم
بــذنبه إذا ذاق الناقـة التلفـا
أمـــا علــي فلا تحصــي منــاقبه
كأنهـا الشـمس إذ تبـدو بغير خفا
زوج البتـول بـن عـم المصطفى أسدٌ
يـوم الهيـاج فكـم مـن مشكل كشفا
فخــذهم خلفــاء الرشــد أربعــة
مـن يقـف هـديهم هـدى النـبي قفا
وفــي ثلاثيــن حــولاً كـان مـدتهم
فيها الهدى بين أهل الأرض قد عكفا
بنــــوا أميـــة أملاك غطارفـــة
حـازوا الخلافة بعد السادة الخلفا
منهــم معاويـة صـهر النـبي ومـن
قـد كـان بـالحلم والأنصـاف متصفا
ثــم ابنـه بعـده أهـي يزيـد وذا
جـاني علـى نفسـه لمـا بغـى سرفا
ثــم ابنـه واسـمه أيضـاً معاويـة
فلــم يـرم أن تـولى أثـره وقفـا
حـتى احتـوى الملـك مـروان وورثه
لنســله بعــده حــتى بهـم عرفـا
عبــد المليــك وأبنـاء لـه غـررٌ
فـي العـد أربعة قد أحرز والشرفا
هــم الوليـد سـليمان يزيـد ومـن
يـدعي هشـام وكـل حيـن سـاس كفـا
لكــن سـليمان أفضـاها إلـى عمـر
أكـرم بـه مـن إمـام تابع السلفا
أحـى سـبيل الهـدى من بعدما درست
وأظهـر العـدل وقتاً لجور حين عفا
وطهـر الأرض مـن ظلـم الـولاة بهـا
حـتى إذا أمـات لـم ندرك له خلفا
وابـن اليزيـد وليداً وهو أفسق من
قد قلد الأمر منهم بيئس ما اقترفا
واذكـر يزيـد وإبراهيـم قـل وهما
إبنـا الوليـد ومروان الحمار قفا
فعــدة القــوم عشـر بعـد أربعـة
فـي إلـف شـهر تقضـي ملكهـم ووفا
تــاريخه عـام ثننـي عشـرة تبعـت
عشـرين بعـد تمـام القرن قد كشفا
ثـم اقتفتهـم بنـو العباس تضربهم
بالمشــرفية ضــرباً مسـرفاً عنفـا
حـتى احتـوى بـن علي كلما ادخروا
مـن الكنـوز وحـاز الملك والتحفا
وقـام جـد بنـي العبـاس حيـن بدا
مـن سـعدهم طـالع لا يعـتريه خفـا
واسـتنقذوا مـن بنـي مروان ملكهم
فهـم أحـق بـه لـو حكمـوا النصفا
وهـاك ضـبط الـذي مـن نسله ملكوا
خــذهم ثلاثيـن تتلـو سـبعة خلفـا
ســفاح منصــور مهــدي وهــاديهم
هـارون وهـو رشـيد ليـس فيـه خفا
قــد كــان ذا خشـية للَـه متقيـاً
وعـارض الجـود مـن كفيـه قد وكفا
ثـــم الأميــن ومــأمون ومعتصــمٌ
ثـم ابنـه واثـق بـاللَه قـد عرفا
وذو التوكــل منهــم ثــم منتصـرٌ
والمســتعين ولكـن بـدره انكسـفا
والمهتــدي بعـده المعـتز معتمـد
وأحمـد المعتضـد بـاللَه قـد خلفا
وكــان أقــواهم ملكــاً وأسوسـهم
مـن بعـده الملك أمسى واهياً دنفا
ثـم ابنـه المكتفـي بـاللَه مقتدرٌ
وقـاهر بعـده الراضـي بـه اكتنفا
ومتقـــي ثـــم مســتكفٍ مطيعهــم
وطــائع قــادر للمســلمين شــفا
وقـــائم مقتــدٍ مســتظهر وكــذا
مسـتر شـد راشـد كـاللَيث إذ وصفا
ومقتفــي بعــده مســتنجد ملكــاً
والمستضـيء بنـور اللَـه قـد عرفا
بالفضـل واليمـن إذ عـادت خلافتهم
بملكـه حسـب مـا كـانت ومـا جنفا
وناصـــر ظـــاهر مستنصــر فطــن
أهـدى لـه يوسـف مـن حسـنه طرفـا
كــذاك مستعصـم كـان الختـام بـه
وكـان فـي رايـه مـن أضعف الضعفا
مـن أجلـه كـاده ابن العلقمي فلم
يفطــن لحيلـة الأغبـا ومـا عرفـا
إذ قــال أعطـاؤك الأجنـاد مـالهم
يفني الخزائن فاحفظ واترك السرفا
فليــس فـي كـثرة الأجنـاد فـائدة
والمـال جنـدك أن تحتـج إليه كفا
فحكمـوا السـيف فيهـا أربعين فلم
يبقـوا عليماً وأفنوا سائر الخلفا
وقتلـوا وعثـوا بالسـبي وانتهبوا
كـل النفـائس يـا لهفـا ويا أسفا
وأودعـوا الكتـب والقـرآن دجلتها
حـتى جـرى ماؤهـا بالحبر حين طفا
وكــاد يجتـث أصـل الـدين فتكهـم
لـولا الإلـه باتبـاع الهـدى لطفـا
آه لهـا وقتـة سـيم العبـاد بهـا
خسـفاً وكـل مـن الأقطـار قـد رجفا
بهـا أهيـن الهـدى بـل ذل جـانبه
والكفـر عـز والغيـظ القـديم شفا
تأريخهــا بمئيــنٍ سدســت وتلــت
تسـعاً وخمسـين عامـاً كـان منكشفا
حـتى إذا هـب مـن مصـر نسـيم صبا
بالنصـر للـدين مـع سلطانها عصفا
فمــزق اللَـه أجنـاد التتـار بـه
حـتى أبيـدوا وعـاد الدين منتصفا
ثـم الصـلاة علـى خيـر البريـة ما
هـب النسـيم قضـيب البان فانعطفا
وآلـه الغـر والصـحب الكـرام ومن
تلــى ســبيلهم مـن بعـدهم وقفـا
أحمد بن علي بن حسين بن مشرف الوهيبي التميمي.فقيه مالكي، كثير النظم، سلفي العقيدة، من أهل الأحساء بنجد تعلم ودرّس وتوفي فيها، ولي قضاءها مدة.له منظومات في التوحيد، ومدائح جمعت في (ديوان ابن مشرف- ط).