
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
علـى العلم نبكي إذ قد اندرس العلم
ولــم يبـق فينـا منـه روح ولا جسـم
ولكــن بقـي رسـم مـن العلـم داثـر
وعمــا قليــل ســوف ينطمـس الرسـم
فـــإن لعيـــنٍ أن تســيل دموعهــا
وآن لقلــــب أن يصــــدعه الهـــم
فــإن بفقــد العلــم شــرا وفتنـة
وتضــييع ديــن أمــره واجــب حتـم
ومـــا ســـائر الأعمــال إلا ضــلالة
إذا لــم يكـن للعـاملين بهـا علـم
ومــا النـاس دون العلـم إلا بظلمـة
مـن الجهـل لا مصـباح فيهـا ولا نجـم
فهـــل يهتـــدي إلا بنجــم ســمائه
إذا مـا بـدا مـن أفقـه ذلـك النجم
فهــذا أوان القبــض للعلـم فلينـح
عليـه الـذي فـي الحـب كـان له سهم
فليــس بمبقــي العلـم كـثرة كتبـه
فمـاذا تفيـد الكتـب إن فقـد الفهم
ومـــا قبضـــه إلا بمـــوت وعــاته
فقبضــهم قبــض لــه وبهــم لينمـو
فجـــد وارد الجهـــد فيــه فــإنه
لصـــاحبه فخـــروذ خربــه الغنــم
فعـار علـى المـرء الـذي تـم عقلـه
وقــد أملــت فيـه المـروة والحـزم
إذا قيـل مـاذا أوجـب اللَـه يا فتى
أجـــاب بلا أدري وأنـــالي العلــم
واقبــح مــن ذا الواجــاب ســؤاله
بجهــل فــان الجهــل مــورده وخـم
أيرضـا بـان الجهـل مـن بعـض وصـفه
ولـو قيـل يا ذا الجهل فارقه الحلم
فكيـف إذا مـا البحـث مـن بين أهله
جـرى وهـو بيـن القـوم ليـس له سهم
تــدور بهــم عينــاه ليــس بنـاطقٍ
فغيــر حــري أن يــرى فاضــلاً فـدم
ومــا العلـم إلا كالحيـاة إذا سـوت
بجسـم حيـا والميـت مـن فاته العلم
وكـم فـي كتـاب اللَـه مـن مدحـة له
يكـاد بها ذو العلم فوق السهى يسمو
وكــم خــبر فــي فضـله صـح مسـنداً
عـن المصـطفى فاسـئل بـه من له علم
كفـى شـرفاً للعلـم دعـوى الـورى له
جيمعـاً وينفـي الجهل من قبحه الفدم
فلســـت بمحـــصٍ فضــله أن ذكرتــه
فقـد كـل عـن إحصـائه النثر والنظم
فيـا رافـع الـدنيا على العلم غفلة
حكمـت فلـم تنصـف ولـم يصـب الحكـم
أترفــع دنيــا لا تســاوي بأســرها
جنـاح بعـوض عنـد ذي العـرش يا فدم
وتــوثرا صـناف الحطـام علـى الـذي
بـه الغر في الدارين والملك والحكم
وترغــب عــن أثــر النـبيين كلهـم
وترغـب فـي ميـراث مـن شـأنه الظلم
وتزعــــم جهلاً أن بيعــــك رابـــح
فهيهـات لـم تربـح ولـم يصدق الزعم
ألــم تعتــبر بالســابقين فحـالهم
دليــل علــى أن الأجــل هـو العلـم
فكــم قــد مضــى مـن مـترف متكـبر
ومـن ملـك دانـت لـه العـرب والعجم
فبـادوا فلـم تسـمح لهـم قـط ذاكراً
وإن ذكــروا يومــاً فــذكرهم الـذم
وكـــم عـــالم ذي فاقــة ورثاثــة
ولكنــه قــدزانه الزهــد والعلــم
حـي مـا حيـا فـي طيـب عيش ومذ قضى
بقـى ذكـره فـي الناس إذ فقد الجسم
فكــن طالبــاً للعلــم حــق طلابــه
مـدى العمـر لا يوهنـك عن ذلك السأم
وهــاجر لــه فـي أي أرض ولـو نـأت
عليــك فأعمــال المطــي لــه حتـم
وأنفـق جميـع العمـر فيـه فمـن يمت
لــه طالبــاً نـال الشـهادة لا هضـم
فــإن نلتــه فليهنــك العلـم أنـه
هـو الغايـة العليـاء واللذة الجسم
فللَــه كــم تفتــض مـن بكـر حكمـة
وكـم درة تحضـو بهـا وصـفها اليتـم
وكــم كــاعب حســفاء تكشـف خـدرها
فيســـفر عــن وجــه تحــت الجســم
فعـانق وقبـل وارتشـفت مـن رضـابها
فعـد لـك عـن ظلـم الحبيب هو الظلم
فجــالس روات العلـم واسـمع كلامهـم
فكــم كلـم منهـم بـه يـبرئ الكلـم
وإن أمـروا فاسـمع لهـم وأطـع فهيم
أولوا الأمر لا من شأنه الفتك والظلم
أتعتــاض عـن تلـك الريـاض وطيبهـا
مجـالس دنيـاً حشـوها الـزور والأثـم
فمـــا هــي إلا كالمزابــل موضــعاً
لكـــل أذىً لا يســـتطاع لـــه شــم
فــدر حـول قـال اللَـه قـال رسـوله
وأصــحابه أيضــاً فهـذا هـو العلـم
ومــا العلــم آراء الرجـال وظنهـم
ألـم تـدران الظـن مـن بعضـه الإثـم
وكــن تابعــاً خيـر القـرون ممسـكاً
بآثـارهم فـي الـدين هـذا هو الحزم
وأفضـــلهم صـــحب النـــبي محمــد
فلــولاهم لـم يحفـظ الـدين والعلـم
ولــولاهم كــان الــورى فــي ضـلالة
ولكـــن كلاً منهـــم للهـــدى نجــم
فــآمن كإيمــان الصــحابة وارضــه
فمنهــا جهـم فيـه السـلامة والغنـم
وإيــاك أن تـزور عنـه إلـى الهـوى
ومحـدث أمـر مـا لـه فـي الهدى سهم
فإيماننـــا قـــولٌ وفعـــلٌ ونيــة
فيــزداد بــالتقوى وينقصــه الإثـم
فنــــؤمن أن اللَـــه لا رب غيـــره
لـه الملك في الدارين والأمر والأحكم
فليـــس لـــه ولــد ولا والــدٌ ولا
شـــريك ولا يعــروه نقــصٌ ولا وصــم
إلـــــه قــــديم أول لا بدايــــة
لــه آخــر يبقــى فليــس لـه حسـم
ســــميع بصـــير قـــادر متكلـــم
مريــد وحــي لا يمــوت لــه العلـم
وإيماننـــا بالاســـتواء اســتوائه
تعـالى علـى عـرش السـما واجـب حتم
فـــاثبته للرحمـــن غيـــر مكيــف
لــه وتعلــى أن يحيــط بـه العلـم
ومــن حــرف النــص الصــريح مـؤلاً
فقـد زاغ بـل قـد فاته الحق والحزم
ومــا الحــزم إلا أن تمــر صــفاته
كمــا ثبتــت لا يعتريــك بهـا وهـم
قراءتهــا تفســيرها عنـد مـن نجـي
فـذر عنـك ما قد قاله الجعد والجهم
وإن جنــان الخلـد تبقـى ومـن بهـا
وليــس لمـا فيهـا انقطـاع ولا حسـم
ورؤيـــة ســـكان الجنــان لربهــم
تبــارك حــق ليـس فيهـا لهـم وهـم
كرؤيتهـــم للبـــدر ليــل تمــامه
أو الشــمس صــحو الأســحاب ولا قتـم
فيــا رب فــاجعلني لوجهــك نـاظراً
غـداً نظـراً فيمـا بـه ينعـم الجسـم
ســل اللَــه يفصــل بيننـا بقضـائه
وإن لـم تجـب فالويـل للخلـق والغم
فمــن رد خيـر المرسـلين انـا لهـا
فطيبـوا نفوسـاً وليـزل عنكـم الهـم
فيشــفع فيهــم وهــو خيــر مشــفع
فينــزل مـن رب الـورى لهـم الحكـم
فمـــا ظـــالم إلا ويجــزي بظلمــه
ومـــا محســـنٌ إلا يــوفي ولا هضــم
فشـــفعه اللَهـــم فينــا بموتنــا
علـى ملـة الإسـلام يـا مـن له الحكم
وصـــلى إلـــه العــالمين مســلماً
علـى مـن بـه للأنبيـاء جـرى الختـم
كــذا الآل والأصـحاب مـا قـال قـائل
علـى العلم نبكي إذ قد اندرس العلم
أحمد بن علي بن حسين بن مشرف الوهيبي التميمي.فقيه مالكي، كثير النظم، سلفي العقيدة، من أهل الأحساء بنجد تعلم ودرّس وتوفي فيها، ولي قضاءها مدة.له منظومات في التوحيد، ومدائح جمعت في (ديوان ابن مشرف- ط).