
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أرى عِنـدَ بحـثي في الأمور الدَقائِق
بـأن حَيـاة المَـرءِ بَعـض الـدَقائِق
وَأَصـبوا إِلـى الـدُنيا وَاِعلَم اِنَّها
لَعمـــا قَليـــل لَقَطعــنَّ علائِقــي
فَمــا دَهرنــا الا كَغَفــوَة راقِــد
وَفيهـا الَينـا المَـوت يَأتي كَسارِق
وَمـا المَـرءُ فـي دُنياه غَير مُسافِر
وَعَنهــا سَيَمضـي مِثـل ضـَيف مفـارِق
وَمـا العالَم المَغرور في حُبِّها سِوى
خَيـال تَـراهُ فـي الكَـرى عَين رامِق
وَمـا نَحـنُ وَالاِمواتُ في ساحَة الوَرى
ســِوى ســابِق فـي مَـوتِهِ ثُـم لاحِـق
وَمــا دارُنــا هـذي بِـدار اقامَـة
وَلكِــن سـَبيل الظَعـن يَبـد لِسـائِق
وَمــا عيشـُنا فيهـا يَـدومُ وَإِنَّمـا
ســَنُنزِلُها حينــاً نُـزول الفَنـادِق
وَعَنهـا سـَيَغدو ركبنـا بَعـد بُرهَـة
وَنَرحَـل عَـن تِلـكَ الرُبـوع الشَواهِق
وَلَـو دامَـت الـدُنيا لَـدامَت لِفارِس
لَـهُ مـا عَهِدنا في الوَرى مِن مسابق
اميــرُ جَليــل احمَـد الفِعـل سـَيِّد
رَقـى في سَما الاِمجاد أَعلى المَناطِق
همـام علا عَـن غـارِب الشـُهب قَـدرُهُ
عَلـى هامَـة الجَـوزاءِ مِن فَوقِ عاتِق
ســـريٌّ وَفِـــيٌّ العُهـــودِ لِصــحبِه
وَفــي وُدِّهِ لِلنّــاسِ غَيــرُ مُمــالِق
تَقِـيٌّ تَقِـيُّ القَلبِ وَالعَرضِ في الملا
حَليـف العلـى فـي قَـولِهِ خَيرُ صادِق
عَفـــوف عَهِـــدناهُ بِنَفــسِ أَبِيَّــة
لاِخـــوانِهِ يَبـــدو صـــَفِيَّ الخَلائِق
وَذو هِمَّـة تـزري بِنسـر السـما فَلَم
يَعقــهُ عَـن العَليـاءِ أَيُّ العَـوائِق
صــِبا لاكتِســاب المُكرمـات بِمَهـدِهِ
فَفيهـا نَـراهُ فـاق عَـن كُـل فـائِق
وَقَـد ظَـلَّ يَسـعى لِلمَعـالي فَنالَهـا
عَلــى رُغــمِ حســاد فَسـُبحان رازِق
ذَكِــيُّ النهــى فطــنٌ رَضـيع بَلاغَـةٍ
دَقيق المَباني في المَعاني الرَقائِق
بَليـغ اذا مـا فـاه يَومـاً بِمَنطِـق
تنــاثَر مِــن فيـهِ لنـا دُرُّ ناسـِق
فَيـا مَـن بِـهِ قَـد قِست سُبحان عَصرِهِ
لَقَــد قِسـت عُصـفوراً ضـَئيلاً بِباشـِق
اديـب اريـب عـز فـي الكَـونِ مِثلَهُ
لَــبيب مُجيــب فاضــِل غَيـر نـاطِق
مَعــارِفُهُ ذاعَــت فَعمــت مقارِبــاً
وَضـاءَت شُموسـاً فـي جَميـع المَشارِق
فَكَـم مـن تَـآليف لَـهُ اليَوم اينَعَت
كَما اينَعَت في الحَقلِ باهي الزَنابِق
مَـتى هَـزَّ فـي يُمنـاهُ سـود يراعـه
لَهـا سـَجَدَت في الحالِ بيض البَوارِق
تَهــدم بَيـت العلـم فينـا فَشـادَه
وَارخـى عَلـى عليـاهُ أَعلـى سـَرادِق
كَريــم تبَـدّي الجـود فيـهِ سـَليقَة
وَهَيهـات تَغييـر يـرى فـي السـَلائِق
ارى السـُحبَ تَبكـي غيـرَة مِن يَمينِهِ
لِـذاكَ تَـرش الـدَمعَ عَـن قَلـب حانِق
فَـأَوّاه مـن يَـوم نَـأى فيـهِ نازِحاً
وَقَـد افجَعتَنـا فيـهِ سـوء الطَوارِق
قَـددنا عَلَيـهِ يَـوم أَودى بِهِ القَضا
صـــَميمَ قُلــوب الهمــوم خَوافِــق
وَخِلنـا سـَما الاِقدارِ بِالشومِ ارعَدَت
وَخــرت عَلَينــا سـاحِقات الصـَواعِق
يَحِـــق لَــهُ مِنّــا بُكــاء مُؤَبَّــد
بِــدَمع دَم مـن حبَّـة القَلـبِ دافِـق
وَاِذ طــابَ مَثــواهُ وَنُعمـاؤُه زهـت
بِتاريــخ مـن فـي وُدِّهِ خيـر واثِـق
فَبشــرتُ امجــادَ السـَماءِ بِسـَعدِها
رَقــى فـارِس الاِحيـاءِ جَنّـات خـالِق
عبد الله فريج أفندي.أحد أدباء وشعراء مصر في العصر الحديث اتقن الشعر بعد أن بلغ الأربعين من عمره.أهدى أشعاره صاحب السعادة : ادريس بك راغبوقد قال في مطلع ديوانه مادحاً له :لإدريس رب الفضل تحدى الركائب وتطوى على بعد الديار السباسبُله أريج الازهار في محاسن الاشعار.