
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
افـدي رَشـاً مُنـذ الصـباء علقتُهُ
وَالوَصــلُ مِنــهُ بِالجَفـا حُرِّمتُـهُ
وَاِذ التَقَينــا عِنــدَما عـانَقتُهُ
الــوَى عَلَــيَّ فَضــَمَّني وَضــمَمتُه
وَصــُدورُنا بِصــُدورِنا لَـم تَعلَـم
ظَـبيٌ جَلا مِنـهُ اللَمـى فـي مُرشـف
وَالبَـدرُ عَنـهُ مـن الحَياءِ بِمَوقفِ
فَمَـتى يَجُـد لـي بِطيـب وَصل مُسعِفِ
اهــوي عَلَيــهِ وَفِـيَّ عِفَّـة يوسـفِ
حَتّــى يَميــل وَفيـهِ عِفـةُ مَريَـم
ان القــهُ وَالبَـدرُ فَـوقَ جَـبينِهِ
وَالقَلـــبُ مِنّــي زائِدٌ بِــأَنينِه
يـــومي الــيَّ خيفَــةً بِيَمينِــهِ
وَبِــروحُ بَيــن صـَبابَتي وَحَنينِـهِ
وَاروحُ بَيـــنَ حَــديثِهِ وَتَبَســُّمي
لَـم اِنـسَ يَوماً فيهِ دَمعي قَد جَرى
يَـومَ التَنـائي وَالهَوى لَن ينكرا
وَاِذ اِلتَقينـا وَالرَقيـبُ فَما دَرى
خُضـنا مَلِيّـاً في الحَديثِ كَما جَرى
وَكَأَنَّنــا لِلشــَّوقِ لَــم نَتَكَلَّــم
يـا طالَمـا أَصلي الفُؤادَ غِيابها
وَالنَفـسُ فيـهِ قَـد اطيـلَ مُصابَها
وَاِذ الصــَلاتُ تَهَيَّــأَت اســبابُها
عاتبَتهــا فَاِستَضــحَكَت وَعتابهـا
ظُلـمٌ وَكَيـفَ عِتـابُ مـن لَـم يَأثَم
عاتَبَتهـا وَالشـَوقُ مِنّـي قَـد نَما
لِوَصــالَها وَالقَلــبُ مِنّـي هَيَّمـا
لكِــن وَحــقِّ هَـوىً فَـوادي تَيَّمـا
مـا كُنـت اِختـارُ العِتـابَ وَاِنَّما
قَــد كـانَ ذلِـك حيلَـةً المُتكلـمِ
هَيفـاءُ سـارَ القَلـبُ طـي ظُعونِها
كَـم فَـوَّقَت سـَهماً اِلـى مَفتونِهـا
لا زِلـت اصـبو في الهَوى لِعُيونِها
حَتّــى رَنَـت وَكَـأَن هُـدب جُفونِهـا
وَســَوادُ قَلـبي قطعـةً لَـم تُقسـَمِ
فـي حُبِّهـا نَفسـي أُطيـل شـُجونِها
وَمَــدامِعي دَرّاً جَــرى مَكنونِهــا
قَـد عَربَـدَت في العالَمينَ عُيونِها
حَـوراءُ تَـدمي بِالسـُيوفِ جُفونِهـا
وَلِحاظِهـا تَرمـي القُلـوبُ بِاِسـهُمِ
لِلَّــهِ ثُغــرٌ بِــالعَقيقِ تَلَثُّمــا
مـا اِفتَـرَّ اِلّا البَـرقُ فيهِ تَبَسُّما
لَمـا رَأَت دَمـعَ العُيـونِ لَها همى
قَطـرت دَمـاً مـن فَوقِ وُجنَتِها فَما
كَــذَبَت عَلَينـا اِنَّـهُ لَـون الـدَمِ
خـودٌ سـِوى مَـوت الفَتى لَم يرضِها
فَكَأَنَّمــا قَتـلُ الملا مـن فَرضـِها
نـاديت اِذ شـَطَّ المَـزارُ بِأَرضـِها
يـا لَيلَـةً سـَمح الزَمـانُ بِبَعضِها
بَعـضَ السـَماحِ وَليتـه لَـم يَنـدمِ
فَـالعَيشُ لمـا فـي البعادِ سَئِمتُهُ
قَـد صـَحت مِمّـا فـي الهَوى جُشَّمتُهُ
يـا زَورَةً فيهـا الوِصـالُ مُنِحتُـهُ
قَـد كُنـت ارجـو مِثلَهـا فَعَـدمتُهُ
وَالحادِثـاتِ تَقـولُ طَرفـك فَاِسـلمِ
لمـا لَهـا قَـد رحـتُ تَحـتَ دُجنُـةِ
لا زلــت اســعى فازِعــاً بِتلفُّـتِ
خــوف الرَقيـب وَخَـوف كـل معنَّـتِ
حَتّـى دَخلـت الـدار سـاعَة غفلـةِ
وَعَرَفـت رُبـع الـدارِ بَعـد تَـوهمِ
يـا طالَمـا رُمـتُ اللقـا بِتعلـةِ
حَتّــى بِـهِ اطفـي لَواعِـجَ لَوعَـتي
وَبِقُربِهــا لمــا حَظيــت بِنَظـرَةِ
فَكَــأَنَّ كــل الـدَهر مُـدة لَحظـةِ
وَكـــانَ كُــل الاِرض دارَةُ دِرهَــمِ
وَالحَـظ اِذ اضـحى الَينـا نـاظِراً
وَغَـدا اِلـى العُـذّال عَنّـا زاجِراً
قَـد جِئتُهـا تَحـتَ الظَلام مُبـادِراً
وَلَقَـد جَلَسـت لَدى الفَتاةِ مُسامِراً
وَوشــاتنا مِــن غــافِلينَ وَنُـوَّمُ
مِـن بَعـدِ مـا اِبـدَت لِصـَبٍّ بُخلَها
خَوفـاً وَفـي قُربـي تَحاشـَت اهلَها
سـَمحت وَلـي كَرَمـاً اِبـاحَت وصلَها
وَلَطالَمــا جَلَسـَت اِلَينـا قبلَهـا
طيفـاً وَكـانَ الطَيـفُ غَيـر مُسـلِمِ
لا زِلـت اِسـعى فـي الهَـوى بِتَفَحُّصِ
وَعَلـى سـِوى حِفـظ الـوَلا لَم احرِصِ
فَحَظيـتُ مِنهـا بِـالوِدادُ المُخلِـص
حَتّـى رَجِعـتُ كَمـا رَجِعـتُ وَاِخمِصـي
مُتَـــأَخر فــي نِيَّــة المُتَقَــدم
وَبِوَصــلِها اِذ فُـزتُ رُغـمَ معنـتي
وَشــَفيتُ مِنهـا بِالتَواصـُل غِلَّـتي
قَـد قُلـتُ وَالسـَراء داخِـل مُهجَتي
يـا هَـل تَـرى عَلِمت بَنات عَشيرَتي
اِنّـي لَقيـتُ الشـَمسَ بَعـد الاِنجُـمِ
اِن كـانَ دَهـري بِالتَـداني بَرَّنـي
وَعَلـى الوِصـالِ مِن الحَبيبِ اِقرَني
فَالعــاذِلات حَــديثُها مـا ضـَرَّني
اِو كــانَ بَعــدي سـاءَهُنَّ فَسـَرَّني
يــا غربَــتي طــولي وَلا تَتصـَرَّم
لكِنَّمـا بخـل الزَمـانُ وَما اِستَحى
وَادار فـي هِجرانَنـا تِلـكَ الرحى
فَهَتَفَــت بِالوجـدِ الاِليـمِ مصـرِحا
بِـاللَّهِ يا ريح الصِبا قَبل الضُحى
اِن جُــزتِ هاتيـكَ الـدِيارُ فِسـلمِ
زَمـن عَلَيـهِ فـي النَوى دَمعي جَرى
مِمّـا لَنـا مِـن فَـرط بَينٍ قَد جَرى
فيـهِ فَكَـم قَـد جِئت هاتيكَ الذَرى
وَضـَمَمت مُعطِفهـا وَقُلـت لَـهُ تَـرى
كَـم فيكَ يا ذا اللّين حَسرَة مُغرَم
لا زِلـت اِصبو في الهَوى شَوقاً اِلى
يَـومَ اللُقـا مِنها وَقَلبي ما سَلا
هَيفـاءَ مـن ثغرٍ لَها تَسقي الطَلا
هَيهـاتَ اسـلوها وَقَـد خَتَمـت عَلى
قَلــبي بِخـاتِم ثُغرِهـا المُتَبَسـِّم
قَد قُلتُ لِللاحي النصوح عَلى الجَفا
كَيـفَ السلو من المُحِبِّ اخي الوَفا
وَالنَـومُ مـن اجِفـانِهِ عَنهُ اِنتَفى
لَـو لَـم يَكُـن لِلشَّوقِ من سَبَب كَفى
ذاكَ الــوَداعُ وَمـد ذاكَ المِعصـَم
قـالوا وَشاموا في الغَرامِ تَعَلُّلي
كُـف العَنـا فَالوَصـلُ غَيـر مُؤَمَّـلِ
فَــاِجبَتهُم يــا ســادَتي بِتَـذَلُّل
اِن كـانَ قَتـل النَفـسِ غَيـرُ مَحللِ
قولـوا لَهـا فَالوَصـل غَيـرُ مُحرم
عبد الله فريج أفندي.أحد أدباء وشعراء مصر في العصر الحديث اتقن الشعر بعد أن بلغ الأربعين من عمره.أهدى أشعاره صاحب السعادة : ادريس بك راغبوقد قال في مطلع ديوانه مادحاً له :لإدريس رب الفضل تحدى الركائب وتطوى على بعد الديار السباسبُله أريج الازهار في محاسن الاشعار.