
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طلعــت ألــوكته عليـك بأسـعد
وأتتـك تحسـبها سـبيبكه عسـجد
وكــأن أحرفهـا علـى وجناتهـا
آسٍ العــذار يشــق خـدي أمـرد
ولقـد أتـت والكتـب بيض قبلها
ورديــةً تجلــو خــدود مــورد
وتبســمت تفــتر عـن كلماتهـا
كـالخود تبسـم عـن خمـار أسود
كـاللؤلؤ المنثـور وشي حروفها
لـو لـم تكـن صبغت بماء زبرجد
بالشـمأل الشـمل استقل نسيمها
وأريجهـا قـد ضاع بالند الندي
حـتى كأنـك قـد كتبـت سـطورها
دون اليــراع بمنــدل متوقــد
فلثمتهـا فـي نـاظري لا في فمي
وحملتهـا فـي صـبوتي لا في يدي
وطفقــــت مطرفـــي تمـــايلاً
فكــأنني خــامرت نشـوة صـرخد
فكــأن معناهــا ســلافة قرقـف
وكأنمـا يسـقي السـلافة منشـدي
أمشــرفاً قــدري بـرائق لفظـه
ومطــوق جيــدي بــه ومقلــدي
قـل كيـف تختلـس المداد مقدراً
كــفٌ قـد انبجسـت ببحـر مزبـد
وتشـكل الكلمـات فـي رشـحاتها
وهـي السـحابة تسـتهل لمجتـدي
يا ساكني الزوراء حسبكم النوى
فلقـد وهـى جلـدي لكـم وتجلدي
أمرضــتموني بالبعــاد وإنمـا
أقصـى شـفائي أن أراكـم عـودي
ألقيـت إقليـدي إليكـم طائعـاً
ولكـم تقـاعس عـن سواكم مقودي
كـثرت علـى النائحـات صـوارخا
إن لـم أكـثر فـي هـواكم حسدي
مــوهت عنــك بحــاجر وبلعلـع
ولأنـت مـن تلـك العبارة مقصدي
فليـح بـالزوراء عيشـك سـائغا
إنــي أغــص بكــل عيـش أرغـد
ولهـن أعينـك الرقـاد فـإن لي
عينـاً إذا رقـد الملا لـم ترقد
إن أسـلمتك يـد الغـرام فإنني
ملقــى بقبضـتها أورح وأغتـدي
أو تنس لي العهد القديم فإنما
نسـيان عهـدي حيـن أقوى معهدي
فلـو أن لـي للكـرخ أوبة راجع
لتخــذت مغنــاه مقـدس مشـهدي
محمد سعيد بن محمود، من آل حبوبي، الحسني النجفي.شاعر وفقيه وطني ومجاهد عراقي، من أهل النجف، ولد بها وأقام مدة في الحجاز ونجد، له (ديوان شعر - ط) نظمه في شبابه. وانقطع عن الشعر في بدء كهولته، فتصدى لتدريس الفقه وأصوله، وصنف في ذلك كتباً.وكان في جملة العلماء الذين أفتوا بالجهاد، في بدء الحرب العالمية الأولى، لصد الزحف البريطاني عن العراق، وقاتل على رأس جماعة من المتطوعين، في (الشعبية) مع الجيش العثماني. وبعد فشل المقاومة لم يتمكن من العودة إلى النجف، فنزل بمدينة الناصرية وتوفي بها.