
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تضعضـع جـانب الحرم انصداعا
أحقــاً ركــن كعبتـه تـداعى
وخــر السـمك فانثـل انثلالا
ومـاد البيت فانهزع انهزاعا
وعــم المشـعرين شـعار حـزن
أشـاع ببطـن مكـة مـا أشاعا
وقـام بحجـر إسـماعيل روعـاً
بلـى ومقـام إبراهيـم راعـا
هـو الـرزء الجليـل فلا تعده
علـى سـمع يضـيق له استماعاً
أســد مســامعي بيـد وأخـرى
أسـد بها فم الناعي ارتياعا
إلـى أن أرعشـت كفـى رزايـا
تسـاقط سـاعداي لهـا انخلاعا
تســف رواســي الأرض انقلابـا
وتنسـف شـامخ الهضـب انقلاعا
ألا يـا صـاح مـن صاح استهلي
مــدامنا انهمـالاً وانعماعـا
ألا مـن صـاح يـا أعلام زولـي
فـإن ركينـك الراسـي تـداعى
ومـن عـزم النوى ومن المسجى
تـــزوده أحبتــه الوداعــا
ومـن حملوا على الأعواد صبحا
تحــف بـه الملائكـة اتباعـا
ســريرك قـد تضـمن سـر قـدس
ولـم أغـل ولـم أقل ابتداعا
جنــاجن أحمــد وحشــا علـي
وجملـة مـا أسـرا أو أذاعـا
لقــد فجعـت بصـالحها قريـش
وأوســعها إذا نزلـت رباعـا
وأقصـرها لدى النسب انتسابا
وأطولهـا غـداة الطـول باعا
تفنـن في الرزايا الدهر حتى
أراناهـا ابتكـاراً واختراعا
نزلت إلى الردى فطواك أم قد
رقــى كرقيـك الحتـف اطلاعـا
ولـم أعجـب لـه أن رام صعبا
ولكـن كيـف لا كيـف اسـتطاعا
وكيـف أطعـت جـائرة الليالي
ألسـت نعـدك الملـك المطاعا
سـريت فضـاق رحـب الأرض لمـا
عزمـت سـراك واغـبرت بقاعـا
فإنـك كنـت فارشـها ابتهاجاً
وإنـك كنـت باسـطها اتسـاعا
فــرب عويصــة تبكيـك شـوقاً
لتكشـف عـن محياهـا القناعا
ورب مؤمـــل جــدواك أضــحى
يخـرم أنفـه الحـزن اجتداعا
فمــن للنـاس مـن خـاشٍ وراجٍ
يراقـب منـه خيـراً وانتفاعا
زهـدت فلـم تجـد ديناك شيئاً
لــه ثمـن فيشـري أو يباعـا
ولـم تغـررك أن أبـدت سرابا
بقيعتهـا تخادعنـا انخـداعا
فليـــس متاعهـــا إلا قليلاً
وليـــس قليلهـــا متاعـــا
احبتنـا الـذين قـد استقلوا
رويــدكم التحمـل والزماعـا
فـإخوة يوسـف خلصـوا نجيبـاً
وقـد صحبوا فؤادي لا الصواعا
فلـو عـاجوا علـي لكان عندي
لهـم شأن إذا اعتنقوا وداعا
إذا أغرقــت عيســهم بــدمع
طغـى لججـاً فمـا أخطأت قاعا
ولـو فرشـت بقربهـم العوالي
هـدأت علـى أسـنتها اضطجاعا
أحبتنــا وأوقــات التلاقــي
نراهـا لا توافقنـا اجتماعـا
فنســبقها إذا جــاءت بطـاءً
وتســبقنا إذا جـاءت سـراعا
أمرتجـع لنـا مـا فـات منها
ومـن يرجـو لما فات ارتجاعا
أبـا الهـادي وأي هـدى لسارٍ
إذا لـم تبـد غرتـك التماعا
نحـاول منـك قربـاً واتصـالاً
فنلقـى منـك بعـداً وانقطاعا
تكلفنــي الســول وذاك مــر
أحــاوله فيجهـدني امتناعـا
فليـت هـوى الأحبـة كان عدلاً
فحمـل كـل قلـب مـا استطاعا
أراك بكـــل نيــرة جليســا
كأنـك قـد رسمت بها انطباعا
فشخصـك ليـس يـبرح نصب عيني
لـدى الست الجهات شأى وشاعا
ومـن يرنـو بنيـك يراك فيهم
وشـبل الليـث يشـبهه لباعـا
دعوتـك يا ابن زمزم والمصلى
ومـن لي أن تصيخ لي استماعا
تمـام الحـج أن تقف المطايا
علــى مثـواك تلثمـه بقاعـا
أرى لقيــاك حجـاً واعتمـارا
ولـم يـك ذاك حجـا مسـتطاعا
فصــبراً يـا محمـد خيـر درع
تـولى فـارج الكربـات سـودا
ومتعـس جـد عاديهـا ارتداعا
بـأمن لـم يـدع نهجـاً مخوفا
وحفـظ لـم يـدع حقـاً مضـاعا
وأبقـى منـك للحـدثان عضـباً
رهيـف الحـد مـا مل القراعا
وقمــت اعوجــاج قنـاك لمـا
خشـيت علـى اسـنتها انتزاعا
سـما اليـوم مثـل سـماء أمس
ومـا نقصـت سـموا وارتفاعـا
وليـس بضـائر المسك استتارا
إذا مـا عرفـه الـداري ضاعا
ومـا غـب البطـاح السيل إلا
مــذ أخضـرت بمجـراه بقاعـا
وحسـبك بالحسـين شـقيق فضـل
محاســن فضـله سـفرت قناعـا
إذا الفضـلاء قد بحثوا وردوا
إليـه نزاعهـم قطـع النزاعا
إذا أوحـى لنـا علمـاً شككنا
ولـم نـر فيه للوحي انقطاعا
ولـو قـد قسـته بسـواه فضلا
لقسـت بأصـبع الكـف الذراعا
ولــو أن الكــواكب طـاولته
لحطــت منـه خفضـا واتضـاعا
أضــاف علــى أهلتهــا هلالا
وزاد علــى أشــعتها شـعاعا
ومــن كمحمــد مرتــاد حمـد
يمـت إليـه بـالعرف اصطناعا
بكــف كـاليراع تـرى قناهـا
وتبلـغ فـي يراعتها القراعا
كــأن يراعهــا كـانت قنـاة
وأن قناتهــا أضــحت يراعـا
كـــأن بنانهــا أخلاف ضــرع
يديم فم الغمام لها ارتضاعا
إذا نـزل القبـائل بطـن واد
تخيــت الظــواهر واليفاعـا
فـإن أبطحـت زنـت لهم بطاحا
وإن أتلعـت زنـت لهـم تلاعـا
بنـي الزهراء فيكم صغت شعري
فكـان التـبر سبكاً وانطباعا
شـرعتكم شرعة الجود ابتكارا
فجـاد النـاس بعدكم ابتداعا
وحزتــم دونهـم قصـبات سـبق
تـرد عـراب خيلهـم ابتـداعا
فـــأولهم لأولكـــم تـــولى
وآخرهـــم لآخركـــم أطاعــا
ولا برحــت لصــالح صــالحات
مـن الأعمـال تـألفه اضطجاعا
ولا برحــت جفــون مـن غـواد
تبـاكره اصـطيافاً وارتباعـا
محمد سعيد بن محمود، من آل حبوبي، الحسني النجفي.شاعر وفقيه وطني ومجاهد عراقي، من أهل النجف، ولد بها وأقام مدة في الحجاز ونجد، له (ديوان شعر - ط) نظمه في شبابه. وانقطع عن الشعر في بدء كهولته، فتصدى لتدريس الفقه وأصوله، وصنف في ذلك كتباً.وكان في جملة العلماء الذين أفتوا بالجهاد، في بدء الحرب العالمية الأولى، لصد الزحف البريطاني عن العراق، وقاتل على رأس جماعة من المتطوعين، في (الشعبية) مع الجيش العثماني. وبعد فشل المقاومة لم يتمكن من العودة إلى النجف، فنزل بمدينة الناصرية وتوفي بها.