
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فـرض الغـرام علـى المحب المدنف
حــج المنـازل مألفـاً فـي مـألف
فبكــل مصــقول الشــبيبة مـترف
قــف فــي ديـارهم أعـز الموقـف
إن الـــديار محصـــبي ومعرفــي
لهـــم مقــام بــالحطيم مــدرس
مــأوى الحجــاج الـديار ومحبـس
عــرس بــه يـا سـعد فهـو معـرس
واخلــع نعالــك فالمقـام مقـدس
واســع بمنعــرج اللــواء وطـوف
واحـرم ولـب واعتمـر فـي جمعهـم
اذكـر ربـارب سـرحهم فـي جمعهـم
واتــل بــذكرك آيـة فـي شـرعهم
واحجـج بأبنـاء الغـرام لربعهـم
واربـع علـى دمـن الخليـط وخيـف
طــف مثلثـاً بالدراسـات ومربعـا
نبــك مصــيفاً للخليــط ومربعـا
فبــأجرع الغـورين بـورك أجرعـا
قـد رمـت أن أرد الحمـام وأجرعا
لمـا طربـت لـدى الحمـام الهتـف
يـــا صـــاحبي تــرتلاً وترنمــا
وبمـألف السـر بين منا أن جزتما
عوجـــا صــدور اليعملات وســلما
فبمـألف السـر بين من قنن الحمى
بـالغور حيـاه الحيـا مـن مـألف
قلــب تعلــق بــالحمول وزمزمـا
إذ أم ركبهــم الحطيــم وزمزمـا
ترميــه أقــواس التفـرق اسـهما
قلــب تــوزعه الصــبابة اسـهماً
فــي كــل خــدر ظـاعن أو نفنـف
يشــكو تتــابع نبلـة فـي نبلـة
مـن قـوس جـائرة النـوى أو مقلة
وقــد اسـتقلت عيسـهم فـي رحلـة
ملكتــه ويـح الشـوق كـل ربحلـة
خصـــت بحســن للضــياغم متلــف
بـرزت أميـراً فـي جيـوش متونهـا
لـو لـم يفـض بـالحب غـرب شؤنها
وتــدرعت بالشــعر فـوق متونهـا
تســتل عضـباً مـن مريـض جفونهـا
ينبيـك عـن حـد الحسـام المرهـف
أخــذت ســلاح الحـب عـن فتيـانه
فتســل عضــباً ريـع مـن سـطواته
أســد العرينـة فـي ذرى هضـباته
وتهــز لــدنا قـد شـكت وخزاتـه
كبــدي كهــز الــذابل المتقصـف
ظلــت قلــوب العاشــقين خلالهـا
تشــكو ســهام جفونهـا ونصـالها
هـل كيـف زجـرت بالقصـي نبالهـا
بيضـاء قـد صـبغ الحيـاء جمالها
بمعصـــفر مــن لونهــا ومفــوف
اللَــه مـن أدمـا بسـفح رباعهـا
بــرزت كضــبية حــاجرٍ بتلاعهــا
وقــف الغــراء بمنحنـي أضـلاعها
قـد خـد منهـا الخـد يوم وداعها
بـــدموع طــرفٍ للتفــرق مطــرف
للَــه شــاكية الفــراق لـدهرها
سـجرت صـباوتها الضـلوع بجمرهـا
فـإذا وجفـن ضـلوعها مـن سـجرها
جعلـت يـديها فـي جنـاجن صـدرها
خوفـاً علـى تلـك الضـلوع الريـف
أدرت أميمــة إذ حــدا بنياقهـا
حـاد حـديت القلـب خلـف حقاقهـا
إنــي بعيــد وداعهــا وعناقهـا
لــي غلــة لا تنطفــي لفراقهــا
أي والهــوى لــي غلـة لا تنطفـي
يــوري بتــذكار الترحـل زنـدها
حــرى يوجــج نــار حـزن بعـدها
بضــلوع مضــني لا يبـارح وجـدها
وغــذا تأجــج بالأضــالع وقـدها
أرســلت منهمــر الـدموع الوكـف
قـد ضـاق فـي عينـي واسـع رحبها
لمــا تجــاوبت الحـداة بركبهـا
فبحــق هاتيــك البطـاح وسـربها
كـن منصـفي يـا عـاذلي فـي حبها
فـي حبهـا يـا عـاذلي كـن مصـفي
خفــت رواتكهــا كراشــق نصـلها
تطـوي الفلا مـن حزنهـا أو سهلها
فــإذا تغنـى سـائق فـي رحالهـا
رقصـت أيـادي الراتكـات بأهلهـا
رقصــات منهــز المعــاطف هيــف
بــأبي القلائص بـالخليط نوازحـا
تطـوي القفـار أهاضـباً وصحاصـحا
قــد زج مهــن الحــداة طلائحــاً
ظعنــت يجشـمها الغـرام أبطاحـاً
مــن أهــل عقــد وقــاع صعضــف
لـم يبـق لـي بعـد الخليط تصبراً
ولتلــك أعضــائي مقطعـة العـرى
وأنــا الفـدا للظـاعنين تنفـرا
خبـت رواحلهـم تهـش إلـى السـرى
فــي كـل مصـقول الشـبيبة مـترف
فبقيـت أبكـي فـي لـوى فلـواتهم
أطلاهــم مــن مهجــتي وحيــاتهم
أدروا وقـد طربـو الرجـع حداتهم
أبقـوا أسـير الشـوق في عرصاتهم
يكــبي المنــازل فـي عيـون ذرف
ظعــن الخليــط وشـب ورى زنـاده
بفــؤاد مـن لعـب الأسـى بفـؤاده
ومــتى يمـل الـدمع مـن لبعـاده
يجــد الـدامع مـن هتـون عهـاده
أصــفى شـراباً مـن سـلاف القرقـف
يغنـي النهـار بلوعـة فـي لوعـة
تــذكو بســائل دمعـة فـي دمعـة
وإذا الكـواكب قـد سـفرن بطلعـة
يرعــى الكــواكب لا يلـذ بهجعـة
بنــواح ســاجعة الحمـام الهتـف
لمــا غــدوتم للتفــرق مغنمــاً
عللــت نفســي بالوصــال لعلمـا
يشــفي التعلـل بالوصـال متيمـا
عرضــت فيكــم يـا أحبـة بعـدما
صـــرحت خوفــاً مــن ملام معنــف
هـام الفـؤاد ونـاظري مـا هو ما
خـذ وصف حالي يا ابن ودي واعلما
لمـا أغـار الـدهر فيـك واتهمـا
شـأني أبيـت مرقرقـاً شـأني دمـا
أعــرف شـأني فيـك أم لـم تعـرف
قـد شـط عـن مضـني هـواك رقـاده
إذ بــات مفترشــاً لـديك قتـاده
قلقــاً لــبين الظــاغين وسـاده
متلهفــاً يشــجي الخلــي فـؤاده
فــي طــول ترجيــع وطـول تلهـف
عبـد الرضـا ما رام سخطاً أو دنا
أأســـر لاحــي حبــه أم أعلنــا
يـا مـن تحكـم في الفؤاد وأفتنا
قـد رمـت أمحضـك الوداد وها أنا
لــم يثننــي عمــا أروم معنفـي
أصـبحت فـي غيـر الهوى لم أبتذل
أوصـلت مـن بعد الجفا أم لم تصل
ينبيــك عمــا قلـت دمـع منهمـل
فـامنن وجـد واسـمح واعطـف وصـل
وارفـق وبـادر بالزيـارة واسـعف
جفـت الجفـون رقادهـا لمـا جفـا
وصـفا الـوداد ووده مـا إن صـفا
أدعــوك متبــول الحشـا متلهفـا
يـا متلفـي كـن واصلي بعد الجفا
بعـد الجفـا كـن واصلي يا متلفي
أعـن الغـوير أخـذت قلـبي مرتعا
لمــا غـدا روض الصـبابة ممرعـا
وشـربت مـن جفنـي المسـهد أدمعا
للَــه ريــم رام قلــبي مرتعــا
والــورد مـن وجنـاته لـم يقطـف
ووضـــئ وجـــه إن ظلام أردنـــا
مــا شــاقه قمــر تبلـج موهنـا
ألا تــردى مــن حيــاه الـديجنا
وقضـيب بـان مـا أنثني إلا انثنى
فــي طيـر قلـب بالضـلوع مرفـرف
ألفـــت لاعـــج حبـــه بـــتردد
فــذوت ريــاض تصــبري وتجلــدي
وانــا الفــداء لشــادن متنهـد
بـــددت فيــه الصــبراي تبــدد
لمـــا غـــدوت بلاعـــج متــألف
أنــي كلفــت بحبــه عــن غيـره
والحــب لا يبقــي قــوادم طيـره
اللَــه مــن ظــبي بسـفح غـويره
لـو شـام منـه الثغـر راهب ديره
لقلــى الصـلاة بجنـح ليـل مسـدف
وغــدا أصــماً لــو رآك مشــنفا
لــم يصــغ للاحــي ألــح وعنفـا
واجتـاز عـن سـبل النقـا وتعسفا
ورمـى المـدارع لـو رآك مهفهفـا
فــي بــرد حسـن بالشـباب مفـوف
كـم بـت مـن حـرم الغـرام بجذوة
مضــني الفــؤاد بطعنـى وبسـطوة
أدعـو فأشـجي السـاجعات بـدعوتي
يـا مـر جفـي فـي حبـه مـن جفوة
مــن جفـوة فـي حبـه يـا مرجفـي
أشـكو الصـبابة فـي تضـرم وقدها
وبــدا لعينـي هولهـا فـي حـدها
ومـذ اغتـذى قلـبي بغايـة جهدها
ضــعفت متـوني عـن تحمـل بردهـا
والقلـب عـن حمـل الهـوى لم يضف
يـا بارقـاً بيـن الغـوير وبـارق
حييــت مــن زور تلــوح وبــارق
قــل للخليـط عـدتك أيـدي طـارق
كــن مســعفي بخيـال طيـف طـارق
قـد قـل فـي حكـم الصبابة مسعفي
نعـم اسـتقلوا ظـاعنين عن اللوى
واشـتاق قلـبي فـي تشـوقه الهوى
وطـووا بسـاط البيد شوقاً فانطوى
وقـد اسـتقل بركبـه حـادي النوى
وأغـار فـي قلـب اللهـوف المدنف
حبسوا لدى التوديع في رمل النقا
خيلاً تخيلهــا الصــبا أو أينقـا
قــد ضــم شــيقهم عناقـاً شـيقا
كشــح إلـى كشـح تقـارب والتقـى
بعـد التباعـد مرشـفاً مـن مرشـف
زمـوا ففـاض الـدمع منـي راجسـا
والواحـد قـد أورى لـدى مقابسـا
أدعــو فــأطمع بــالتلاقي آيسـا
يــا سـائق الأظعـان عـرج حابسـاً
بــالركب وارحـم حسـرتي وتلهفـي
حكــم الهـوى بطليقهـم وحبيسـهم
مـــن ظـــاعن مخلــف بدريســهم
عنــد الـوداع ومهجـتي برسيسـهم
حبسـوا كمـا شـاء الوداع بعيسهم
والـدمع يسـفحه الحيـاء بمطرفـي
هــل ضــمة لغصــونهم هــل ضـمة
ام هـل لنشـر القـرب منهـم شـمة
أدعــو وأجفــان البكــا منهمـة
يــا ليـت شـعري والحـوادث جمـة
تعـــدو علـــي بصــارم ومثقــف
ملكتـه يـوم الـبين أجناد الجوى
وطـوى الفـؤاد الحـب منه فانطوى
هـل ينقذ المشتاق في أيدي الهوى
أم ينصـف المشـتاق من بعد النوى
مـن كـان مـن قبل النوى لم ينصف
أنجــدت فــي صــد وقلـبي متهـم
قــد ضــمه ليــل لصــدك مظلــم
ولكــم أقــول ومهجــتي تتضــرم
أنــي علـى الـود المقيـم مخيـم
لـم ألـف عنـه مسـاعة مـن مصـرف
أغــدو بــدمع للتباعــد دافــق
وفــؤاد مضــني بالأضــالع خـافق
أصــفيت حــتى لسـت فيـه بمـاذق
دائي عضـــال مــن تجــن صــادق
فــي وده فعســى بقربــي يشـتفي
عــاتبتني لمــا جنيــت جنايــة
أســمعت منــي فـي هـواك حكايـة
قـد حـدت عـن طـرق الوداد غواية
أرأيـت هـل يبـدي الـوداد هداية
لمجـــانب عـــن طرقــة متعســف
قسـماً بمـا ضـم الحمـى مـن ديمة
تســبي الجـآذر فـي تلفـت ظبيـة
كلا وإن أبـــديت صـــدق آليـــة
قســماً بــرب الراقصــات وفتيـة
تخــذت غواربهــا مصــيف مصــيف
وبمجرميــن تطوفــوا مــن شـرعه
وبكــل مــن لــبى بواكـف دمعـه
وبحــي ذيــاك المقــام وجمعــه
وبـذي المشـاعر والمقـام وجمعـه
وبكـــل حــبر بالحجيــج مخيــف
وبمــن تطــاوف للتطــوف خطــوه
وبمــن سـما أوج الكـواكب شـأوه
خيــر البريــة والمعلــى صـنوه
للــــود مـــا يرنـــق صـــفوه
فــي طــول إعــراض وطـول تخلـف
محمد سعيد بن محمود، من آل حبوبي، الحسني النجفي.شاعر وفقيه وطني ومجاهد عراقي، من أهل النجف، ولد بها وأقام مدة في الحجاز ونجد، له (ديوان شعر - ط) نظمه في شبابه. وانقطع عن الشعر في بدء كهولته، فتصدى لتدريس الفقه وأصوله، وصنف في ذلك كتباً.وكان في جملة العلماء الذين أفتوا بالجهاد، في بدء الحرب العالمية الأولى، لصد الزحف البريطاني عن العراق، وقاتل على رأس جماعة من المتطوعين، في (الشعبية) مع الجيش العثماني. وبعد فشل المقاومة لم يتمكن من العودة إلى النجف، فنزل بمدينة الناصرية وتوفي بها.