
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا تَبــــــكِ قَتلاهُ وَلا تَتَرَحَّـــــمِ
أَحيــاؤُهُ أَولــى بِــدَمعِكَ فَـاِعلَمِ
وَطَــنٌ تَـوَطَّنَهُ الشـَقاءُ فَلَـم يَـدَع
داراً مِـن العيـشِ الرَغيـدِ بِمَغنَـمِ
عَصــَفَ الزَمــانُ بِـهِ فَـدَكَّ فُروعَـهُ
وَمَشـى عَلَيـهِ الـدَهرُ مشـيَةَ مِغشـَمِ
فَــإِذا البِلادُ صــُرودُها وَسـُهولُها
تَصـــلى بِنـــارَي ذِلَّــةٍ وَتَــأَلُّمِ
أَنّــى اِتَّجَهـتَ شـَهِدتَ مَصـرَعَ بـائِسٍ
وَســـَمِعتَ رَنَّـــةَ يــائِسٍ مُتَظَلِّــمِ
وَرَأَيــتَ لِلظُلــمِ المُجَسـَّمِ وَالأَسـى
صــُوَراً تُــذيبُ حُشاشــَةَ المُتَوَسـِّمِ
لَيتَ الأُلى قالوا الجِهاد أَو المُنى
لَـم يَسـخَروا مِـن كُـلِّ عَهـدٍ مُـبرَمِ
مِـن كُـلِّ مَعسـولِ الوُعـودِ جَميلِهـا
إِن تَطلُــبِ التَنفيــذَ مِنـهُ يُحجِـمِ
أَو نـــائِبٍ مُتَذَبـــذِبٍ أَو حــاكِمٍ
مُتَقَلِّــــبٍ أَو خــــائِنٍ مُتَزَعِّـــمِ
قـالوا هِـيَ الشورى فَقُلتُ إِلى مَتى
هَــذا التَشــَدُّقُ بِـالكَلامِ المُبهَـمِ
مـا هَـذِهِ الشـورى وَتِلـكَ شـُؤونُها
سـوقٌ يُبـاعُ بِهـا الضـَميرُ بِـدَرهَمِ
فُرِضـَت عَلـى الشـَعبِ الأَبِـيِّ وَلَيتَها
مَــع أَهلِهــا طُـوِيَت بِلَيـلٍ مُظلِـمِ
لا مَثَّلَـــت رَأي البِلادِ وَلا اِنتَمــى
فيهـا إِلـى غَيـرَ الخِيانَـةِ مُنتَـمِ
وَإِذا النِيابَـةُ لَـم تُمَثّـل شـَعبَها
كــانَت إِلـى غَـرَضِ الطُغـاةِ كَسـُلَّمِ
يـا مَعشـَرَ النُـوّابِ أَيـنَ حَيـاؤُكُم
أَو لَيــسَ فيكُـم مِـن هُمـامٍ مُقـدِمِ
مــا لــي أُقَلِّــبُ نـاظِرَيَّ فَلا أَرى
غَيــرَ الجَبــانِ أَو الأصـَمِّ الأَبكَـمِ
أَحســَنتُمُ الصــَمتَ الطَويـلَ وَإِنَّـهُ
لَسِياســَةُ المُســتَأجرِ المُستَســلِمِ
حُجّـوا إِلـى دارِ العَميـدِ وَحَلّلـوا
فــي مَجلِــسِ النُــوّابِ كُـلَّ مُحَـرِّمِ
بيعـوا بِسـوقِ البَرلَمـانِ وَقامِروا
بِمَصـالِحِ الشـَعبِ الفَقيـرِ المُعـدِمِ
وَاِســتَلهِموا الآراءَ فـي جَلَسـاتِكُم
وَحَــذارِ إِغضـابَ العَميـدِ المُلهـمِ
أَدّوا الأَمانَـةَ حَقَّهـا وَاِجنـوا عَلى
دُســتورِ أُمَّتِكُــم جِنايَــةَ مُجــرِمِ
وَدَعـوا غَريـبَ الـدارِ يَرعى خَيرَها
وَليَــرعَ أَهلوهــا مَريـرَ العَلقَـمِ
وَلِتَتَّســــِع لِلأَجنَبِـــيِّ ســـُهولُها
وَعَلــى بَنيهــا فَلتَضــِق وَلتَنقـمِ
قـالوا هُـوَ الدُسـتورُ نَحـنُ حُماتُهُ
فَــأَجَبتُهُم وَالصــِدقُ غَيــرُ مُـذَمَّمِ
إِن كــانَ لِلدُسـتورِ فـي أَوطـانِكُم
شــَأنٌ فَمــا لِبِلادِكُــم فـي مَـأتَمِ
وَعَلامَ تَعطيـــلُ الصــَحافَةِ كُلَّمــا
شـــَرِقَت بِدَمعَــةِ كــاتِبٍ مُتَبَــرِّمِ
وَمِـنَ البَلِيَّـةِ أَن نُفـاخِرَ بِالقَنـا
وَرِقابُهـا فـي النيـرِ سائِلَةُ الدَمِ
وَنَصــوغُ مِــن دُرَرِ النُجـومِ قَلائِداً
فــي مَـدحِ ذاكَ الظـالِمِ المُتَحَكِّـمِ
لُبنـــانُ حَســبُكَ ذلَّــةً وَغَضاضــَةً
إِنّــي لَيُــؤلِمُني شــَقاؤُكَ فَاِسـلَمِ
إِنّـــي لَأَبكـــي إِذ أَراكَ مُقَيَّــداً
وَأَرى نُجومَــكَ مِـن سـَمائِكَ تَرتَمـي
وَأَرى بَنيـكَ عَلـى الغَضاضـَةِ نُوَّمـاً
مــاذا تُؤَمّــلُ مِـن بَنيـكَ النُـوَّمِ
رَقَـدوا عَلـى شـَوكِ القَتـادِ أَذِلَّـةً
مُستَســلِمينَ لِكُــلِّ وَغــدٍ أَعجَمــي
مــا قـامَ حُـرٌّ فيـكَ يَرفَـعُ صـَوتَهُ
فَـالحُرُّ فـي لُبنـانَ مَكمـومُ الفَـمِ
أَمّـا الشـَجِيُّ كَمـا عَلِمـتَ فَلَم يَزَل
يَبكــي عَلــى بُنيانِــكَ المُتَهَـدِّمِ
ســَكَتَ الهَـزارُ فَيـا بَلابِـلُ بَعـدَهُ
لا تُرســـِلي نَغَمـــاً وَلا تَتَرَنَّمــي
هُـوَ ذا الفَضـاءُ وَقَـد تَلَبَّـدَ غَيمُهُ
يُرخـي السـُجوفَ عَلـى شـُعاعِ الأَنجُمِ
قُــل لِلجَريـءِ وَقَـد شـَهِدتَ ثَبـاتَهُ
هَــــذا مَجــــالٌ لِلعُلا فَتَقَـــدَّمِ
قُــل لِلأَبِــيِّ وَقَــد رَأَيـتَ إِبـاءَهُ
لا كُنــتَ إِمّــا عِشــتَ غَيـرَ مُكَـرَّمِ
إِنَّ الحَيــاةَ وَصــَفوَها وَنَعيمَهــا
لِفَــتىً بِيَــومِ كَريهَـةٍ لَـم يُحجَـمِ
فؤاد بن الشيخ عبد الله بليبل.أديب، شاعر، ولد بكوم حمادة بمديرية البحيرة بمصر في نوفمبر 1911م وأصله من بلدة بكفيا بجبل لبنان،تربى على البذخ ورغد العيش، التحق بكلية الآباء اليسوعيين ببيروت سنة 1922م.ثم التحق بمدرسة الفرير للغة العربية ثم عمل بالتجارة مع والده، ثم عمل مدرساً للغة العربية والترجمة بكلية (سان مارك) بالإسكندرية ثم التحق بجريدة الأهرام، واتصل بكثير من الأدباء أمثال هدى الشعراوي ومحمود غنيم ومحمد محمود دبا، ونشر الكثير من القصائد والأشعار.