
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أرى الـدَهرَ إِن أَخنَـت عَلَـيَّ مَصائِبُه
أَحَــقَّ بِشــُكري مِنـهُ إِن لانَ جـانِبُه
فَكَــم عِظَــةٍ أَســدَت إِلَــيَّ خُطـوبُهُ
وَكَـم كَشـَفَت لـي عَـن عَـدُوٍّ نَـوائِبُه
عَلـى قَـدرِ مـالِ المَرءِ يَزدادُ قَدرُهُ
وَلَيـسَ بِغَيـرِ المـالِ تَعلـو مَراتِبُه
فَـإِن زادَ زادَ النـاسُ مِنـهُ تَقَرُّبـاً
وَإن قَــلَّ يَومــاً أَنكَرَتـهُ أَقـارِبُه
وَصـاحَبَنا مَـن لا نَـوَدُّ عَلـى الغِنـى
فَلَمّـا اِفتَقَرنـا لَم نَجِد مَن نُصاحِبُه
إِذا جَـفَّ زَهـرُ الـرَوضِ وَلَّـت طُيـورُهُ
وَفَــرَّت عَـنِ الأَغصـانِ حَتّـى نَـواعِبُه
وَلَـولا صـُروفُ الدَهرِ ما اِشتَدَّ ساعِدي
وَلَـم يَتَّقِـد عَزمـي وَلا اِنقادَ غارِبُه
وَفـي النَفسِ ما فيها مِنَ الأَلَمِ الَّذي
يُغـــالِبُني مَشـــبوبُهُ وَأُغـــالِبُه
إِذا كُنــتَ فيمــا تَبتَغـي مُتَـرَدِّداً
تَهُـــمُّ بِـــأَمرٍ تــارَةً وَتُجــانِبُه
كَـثيرَ اِنقِلابِ الـرَأيِ فـي كُـلِّ حالَةٍ
فَلَـن تَبلَـغَ الشَأوَ الَّذي أَنتَ طالِبُه
وَمــا أَدرَكَ المَنشــودَ إِلّا مُــواظِبٌ
عَلَيـهِ عَنيـدٌ ثـابِتُ الـرَأيِ صـائِبُه
طِلابُ الفَـتى إِن لَـم يَكُـن جِـدَّ طالِبٍ
أَوائِلُــــهُ مَخذولَـــةٌ وَعَـــواقِبُه
وَقائِلَـــةٍ حَتّـــامَ يُنهــكُ نَفســَهُ
فَقُلــتُ إِلــى أَن تَســتَقيمَ مَـآرِبُه
إِلى أَن يَزولَ العمرُ أَو يُدرِكَ المُنى
ولَـو بَلَغَـت هـامَ النُجـومِ مَطـالِبُه
وَكَلمـى مِـنَ الإِجهادِ رَزحى مِنَ العَنا
تَجيـشُ بِصـَدرٍ شـارَفَ اليَـأسَ صـاحِبُه
أَدَلــتُ لَهــا مِـن مَيلِهـا فَتَقَـوَّمَت
وَسـِرتُ بِهـا وَالـدَهرُ شـَتّى مَصـائِبُه
وَحَرَّرتُهـا مِـن رِبقَـةِ اليَأسِ وَالوَنى
إِلـى أَن رَأَيـتُ العَيشَ هانَت مَصاعِبُه
حَلُمـتُ فَلَـم أُطلِـق لِنَفسـي عِنانَهـا
وَمــا المَــرءُ إِلّا حِلمُـهُ وَتَجـارِبُه
وَلَــو لَـم يُطَهِّرنـي الأَسـى بِلَهيبِـهِ
لَمـا طـابَ لـي عَيـشٌ وَلا قَـرَّ حاصِبُه
تَعِبـتُ بِمـا جاهَـدتُ حينـاً فَلَم أَخِب
وَهَــل تَصــقُلُ الإِنسـانَ إِلّا مَتـاعِبُه
أَرى السـَيفَ إِن لَم يُرهِفِ الشَحذُ حَدَّه
وَتَضـرِبْهُ كَـفُّ القَيـنِ تَنـبُ مَضـارِبُه
وَمــا هَــذَّبَتني غَيــرُ كُــلِّ مُلِمَّـةٍ
إِذا نَزَلَــت بِـالنَهرِ جَفَّـت حَـوالِبُه
إِذا مـا رَأَيـتَ الـرَوضَ صـَحَّت غِراسُهُ
تَيَقَّنــتَ أَنَّ الــرَوضَ شـُقَّت سَباسـِبُه
وَلَـولا دُمـوعُ المُزنِ لَم تَضحَكِ الرُبى
وَلَـولا اِحتِـراقُ الندِّ لَم يَذكُ طائِبُه
وَمــا وَعَـظَ المَغـرورَ مِثـلُ غُـرورِهِ
وَلا هَـــذَّبَ المَــذمومَ إِلّا مَثــالِبُه
وَهَـل يَبلُـغُ المَرءُ القَصيّ مِنَ المُنى
إِذا لَـم يَجِـد مِـن عَزمِهِ ما يُواثِبُه
لَعَمــرُكَ مــا الإِنســانُ إِلّا كَمِـبرَدٍ
إِذا حَـزَّ أَمـراً فَهـوَ لا بُـدَّ قـاطِبُه
وَإِن هُـوَ لَـم يَعمَـل تَـأَكَّلَهُ الصـَدا
وَضــاعَت أَمــانيهِ وَخـابَت رَغـائِبُه
فؤاد بن الشيخ عبد الله بليبل.أديب، شاعر، ولد بكوم حمادة بمديرية البحيرة بمصر في نوفمبر 1911م وأصله من بلدة بكفيا بجبل لبنان،تربى على البذخ ورغد العيش، التحق بكلية الآباء اليسوعيين ببيروت سنة 1922م.ثم التحق بمدرسة الفرير للغة العربية ثم عمل بالتجارة مع والده، ثم عمل مدرساً للغة العربية والترجمة بكلية (سان مارك) بالإسكندرية ثم التحق بجريدة الأهرام، واتصل بكثير من الأدباء أمثال هدى الشعراوي ومحمود غنيم ومحمد محمود دبا، ونشر الكثير من القصائد والأشعار.