
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جــائِعٌ لَفَّــهُ الضــَنى بِـرِدائِهْ
أَيـنَ نـارُ الجَحيـمِ مِـن أَحشائِهْ
لَفَظَتــهُ الحَيــاةُ فَهــوَ شـَريدٌ
يَصــِلُ البُــؤسُ صــُبحَهُ بِمَسـائِه
شـاحِبُ الـوَجهِ ناحِـلُ الجِسمِ طاوٍ
تَتَمَشــّى الأَوصــابُ فـي أَعضـائِه
وَعَلـــى جِســـمِهِ بَقايــا رِداءٍ
تَتَبَــدّى العِظــامُ مِـن أَجـزائِه
بـاهِتِ اللَـونِ مِثـل بَشـرَتِهِ شـَك
لاً يَضــُمُّ الشــَقاءَ فـي أَنضـائِه
هَلهَـل النَسـجِ لَيـسَ يَسـتُرُ مِنـهُ
عَــورَةً أَو يَصــونُ مـن سـَوءائِه
خِــرَقٌ رَثَّــةٌ عَلــى جَســَدٍ بــا
لٍ وَقَـدٍّ زادَ الضـَنى في اِلتِوائِه
شــَبَحٌ مُنطَــوٍ عَلــى كَبِــدٍ حَـر
رى وَنَفــس قَــد رُوّعَـت بِشـَقائِه
ضـارِبٌ فـي النِجادِ لا جادَهُ الغَي
ثُ وَلا شـَوكُها اِرتَـوى مِـن دِمائِه
غـائِرُ المُقلَتَيـنِ أَنهَكَـهُ الجـو
عُ وَأَذكــى الأُوارَ مِــن دِمــائِه
فَكــأَنَّ الســَقامَ مــا يَرتَـديهِ
وَكَــأَنَّ الشــَقاءَ مِــن أَسـمائِه
وَكَــأَنَّ الجَحيــمَ مـا هُـوَ فيـهِ
وَكَــأَنَّ الزَمــانَ مِــن أعـدائِه
كُلَّمــا شـامَ بارِقـاً مِـن رَجـاءٍ
فَجَــعَ اليَــأسُ قَلبَــهُ بِرَجـائِه
ضــائِعٌ فــي الوُجـودِ جِـدُّ شـَقِيٍّ
يَجمَـعُ البُـؤسَ كُلَّـهُ فـي كِسـائِه
رَكِــبَ العُمـرَ لُجَّـةً وَهـوَ فيهـا
زَورَقٌ نــازِحُ الشــَواطِئِ تــائِه
هَشــَّمَ المَــوجُ جـانِبَيهِ وَأَلقـى
بِشــِراعَيهِ فــي غَيــاهِبِ مـائِه
أَغرَقَتـهُ هـوجُ الرِيـاحِ السَوافي
فَــاِحتَواهُ الخِضـَمُّ فـي أَنـوائِه
نــالَ مِنـهُ القُنـوطُ كُـلّ مَنـالٍ
وَتَخَلّـــى خُلّانُــهُ عَــن عَــزائِه
هـائِمٌ فـي القِفـارِ لَم يُؤوِهِ عُش
شٌ وَلا رَقَّ مُنصـــــِفٌ لِبُكــــائِه
يَتَلَــوّى عَلــى الهَجيــرِ شـَقِيّاً
أَيـنَ لَفـحُ الهَجيـرِ مِـن بُرَحائِه
لائِذٌ بِـالفِرارِ مِـن دَهـرِهِ الطـا
غــي وَأَيـنَ المَفَـرُّ مِـن أَرزائِه
آبِــقٌ وَالشــَقاءُ جَيــشٌ لُهــامٌ
زاحِـــفٌ مِـــن أَمــامِهِ وَورائِه
كُلَّمـــا هَــزَّ لِلزَمــانِ قَنــاةً
حَطَّمَتهــا الأَيّــامُ فـي أَحشـائِه
أَنكَـرَ النـاسُ ما يُقاسي وَقالوا
مُجــرِمٌ يَخــدَعُ الـوَرى بِرِيـائِه
وَأَشــاحَ عِــبئاً عَلَيهِــم ثَقيلاً
وَهُــمُ المُثقِلــونَ مِـن أَعبـائِه
حَمَّلـــوهُ آثـــامَهُم وَأَحَلّـــوا
دَمَـــهُ لابتِئاســـِهِ وَاِجتِــدائِه
عَـذَّبوهُ بِـالجوعِ ظُلمـاً وَراحـوا
يُشــبِعونَ الــذِئابَ مِـن أَشـلائِه
نَبَـــذوهُ فَلا يُشــارِكُ حَتّــى ال
كَلـبَ فيمـا يَعـافُهُ مِـن غِـذائِه
شـَرَّدوهُ فـي الأَرضِ مِـن خَوفِهِم مِن
هُ وَجَـدَّت جُنـودُهُم فـي اِقتِفـائِه
أَيّ شــَرٍّ يَخشــَونَهُ مِــن شــَريدٍ
قَـد تَبـارى الجَميـعُ في إيذائِه
أَلِهَـذا الطَريـدِ أَنشـَأتُمُ السـِج
نَ وَأَعــدَدتُمُ القَنــا لِلِقــائِه
أَلِهَـذا الضـَعيفِ أَشـرَعتُمُ الـرُم
حَ وَخِفتُـم مِـن بَطشـِهِ وَاِعتِـدائِه
أَلِهَــذا الفَقيـرِ هَيَّـأتُمُ السـَو
طَ وَحَــذَّرتُمُ الـوَرى مِـن عَطـائِه
أَلِهَـذا المَنبـوذِ أَشـهَرتُمُ السَي
فَ وَقُلتُـــم بِطَـــردِهِ وَقَـــائِه
أَيّ ذَنــبٍ جَنــاهُ كَــي تُرهِقـوهُ
وَتَكــونَ الســُجونُ بَعـضَ جَـزائِه
أَيُّهــا المُفتَــرونَ مِـمَّ تَخـافو
نَ أَمِــن ذُلِّــهِ وَطــولِ عيــائِه
وَتَرَدّيــهِ فـي التَعاسـَةِ وَالبُـؤ
سِ وَفَــــرطِ اِكتِئابِــــهِ وَبَلائِه
أَم هُوَ الدَهرُ قَد أَعَزَّ أولي اليُس
رِ وَأَخنــى ظُلمـاً عَلـى فُقَـرائِه
ســـَفّهوا رَأيَـــهُ وَربَّ فَقيـــرٍ
تُســــتَمَدُّ الآراءُ مِــــن آرائِه
وَأَبــى الأَغنِيــاءُ أَن يُنصــِفوهُ
وَيـحَ هَـذا الزَمـانِ مِن أَغنِيائِه
لا تَلومــوهُ إِن تَمَــرَّدَ أَو ثــا
رَ وَهَــزَّ الوُجــودَ مِـن أَرجـائِه
أَنتُـمُ شـِئتُم لَـهُ الغَـدرَ دينـاً
إِذ غَـــدَرتُم دينـــه وَوَفــائِه
وَخَلقتُـم مِـن تِلكُـمُ الشاةِ ذِئباً
وَأَثَرتُـم مـا كـان مِـن بَغضـائِه
أَنتُــم ســُقتُموهُ لِلإِثــمِ سـَوقاً
فَاِعـذُروهُ إِن لَـجَّ فـي اِستِعصائِه
طَهِّــروا هَـذِهِ السـُجونَ وَشـيدوا
لِأَخــي الفُحـشِ مَعقِلاً مِـن حَيـائِه
رَوّضـوهُ عَلـى الفَضـائِلِ وَاِبنـوا
حَبســَهُ مِــن عَفــافِهِ وَإِبــائِه
لا تَكونــوا أَحَـقَّ بِالسـِجنِّ مِمَّـن
ســاقَهُ ظُلمُكُــم إِلــى ظَلمـائِه
فؤاد بن الشيخ عبد الله بليبل.أديب، شاعر، ولد بكوم حمادة بمديرية البحيرة بمصر في نوفمبر 1911م وأصله من بلدة بكفيا بجبل لبنان،تربى على البذخ ورغد العيش، التحق بكلية الآباء اليسوعيين ببيروت سنة 1922م.ثم التحق بمدرسة الفرير للغة العربية ثم عمل بالتجارة مع والده، ثم عمل مدرساً للغة العربية والترجمة بكلية (سان مارك) بالإسكندرية ثم التحق بجريدة الأهرام، واتصل بكثير من الأدباء أمثال هدى الشعراوي ومحمود غنيم ومحمد محمود دبا، ونشر الكثير من القصائد والأشعار.