
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
زَحَـفَ اللَيـلُ بِالدُجى وَالسُكونِ
وَعَفـا الكَونُ وَاِستَفاقَت شُجوني
كَحَّـلَ النُـومُ كـلَّ جَفـنٍ قَريـرٍ
وَأَبـى الغمـضُ أَن يَزورَ جُفوني
وَأَوَت وُكنَهــا الطُيـورُ وَكَفَّـت
عَـن غِناهـا وَلَـم يَكُـفَّ أَنيني
وَاِسـتَراحَ النِيـامُ إِلّا فُـؤاداً
حـائِراً في الظَلامِ نَهبَ الظُنونِ
لَسـتُ أَدري مـا بي أَثَورَةُ وَجدٍ
هَيَّجَـت سـاكِنَ الأَسـى المَكنـونِ
أَم سـَقامٌ وَلَيـسَ بـي مِن سَقامٍ
أَم جنـونٌ وَلَيـسَ بـي مِن جُنونِ
طـالَ لَيلـي وَطـالَ فيهِ وُجومي
فَمَــتى يَنجَلــي بِصـُبحٍ مُـبينِ
وَحَكــى لَــونُهُ فُحومَــةَ حَظّـي
وَبَكـى غَيمُـهُ بِـدَمعي الهَتـونِ
وَأَطَلَّــت عَلَــيَّ مِنــهُ وُجــوهٌ
بَيـــنَ وَضــّاحَةٍ وَذاتِ غُضــونِ
مـــائِلاتٌ للطَــرفِ مُختَفِيــاتٌ
ناعِســاتٌ مُسـتَيقِظاتُ العُيـونِ
باســــِماتٌ عَــــوابِسٌ مُقبِلاتٌ
مُــدبِراتٌ ذَواتُ عُنــفٍ وَليــنِ
مُجفِلاتٌ لَــدى التَقَــرُّبِ مِنهـا
خَشـيَةَ اللَمسِ كَالجَوادِ الحَرونِ
مِـن جَميـلٍ عَـذبِ الكَلامِ حَميـدٍ
وَقَبيـــحٍ مُــرِّ المَلامِ لَعيــنِ
وَكَريــمٍ صــَدقِ اللِقـاءِ وَفِـيٍّ
وَلَئيــمٍ جَــمِّ الرِيـاءِ خَـؤونِ
وَأَميـنٍ عَلـى عُهـودِ التَصـابي
وَعَــبيثٍ بِــالوُدِّ غَيـرِ أَميـنِ
وَســَجينٍ مِــنَ القُيـودِ طَليـقٍ
وَطَليــقٍ مِــنَ القُيـودِ سـَجينِ
وَبَغيــضٍ صـَعبِ الشـَكيمَةِ قـاسٍ
وَحَــبيبٍ سـَهلِ المِـراسِ حَنـونِ
وَســَعيدٍ طَلـقِ المُحَيّـا ضـَحوكٍ
وَشــَقِيٍّ بـادي العَبـوسِ حَزيـنِ
صـُوَرٌ مِـن رُؤى الخَيـالِ وَأُخرى
مِـن بَنـاتِ الأَحلامِ أَهلِ الفُتونِ
غادِيــــاتٌ رَوائِحٌ قائِمـــاتٌ
جالِسـاتٌ عَـن يَسـرَتي وَيَمينـي
مُفصـِحاتٌ بِالصـَمتِ عَن كُلِّ مَعنىً
كاشــِفاتٌ عَـن كُـلِّ سـِرٍّ مَصـونِ
ذِكرَيـــاتٌ مُجَســـَّماتٌ عِــذابٌ
مُؤلِمـاتٌ شـَقَّت حِجـابَ السـِنينِ
وَتَبَــدَّت لِنــاظِرَيَّ وَمــا كُـن
نـا عَلـى مَوعِـدٍ فَقُلـتُ دَعيني
أَنـتِ أَخرَسـتِ بي هَزاراً طَروباً
كــانَ لَــولاكِ دائِمَ التَلحيـنِ
فَلِمـاذا لا تَرحَميـنَ اِضـطِرابي
أَيُّ شـَيءٍ دَعـاكِ كَـي تُـؤلِميني
وَلِمـــاذا تُعَــذِّبينَ فُــؤاداً
بِضــُروبِ العَـذابِ غَيـرَ قميـنِ
وَلِمــاذا تُطــارِدينَ خَــديناً
عَقَّـكِ الآنَ فَـاِبحَثي عَـن خَـدينِ
وَلِمـــاذا تُفَتِّحيــنَ جِراحــاً
خافِيـاتٍ عَـن نَصـلِكِ المَسـنونِ
نَكَأَتهـا الذِكرى فَسالَت وَكانَت
فـي مَكـانٍ مِـنَ السـُلُوِّ مَكيـنِ
وَلِمـاذا لا تَـذهَبينَ وَمـا لـي
بِـكِ مِـن حاجَـةٍ أَلا فَـاِهجُريني
أَيُّ ثَــأرٍ بَينـي وَبَينَـكِ حَتّـى
تَقفــي دونَ مـا أَرومُ وَدونـي
قَـد أطَلـتِ المُكوثَ عِندي فَهَيّا
غــادِري مَضـجَعي وَلا تُزعِجينـي
أَسـدِلي خَلفَـكِ السـِتارَ وَعودي
أَســرِعي أَسـرِعي وَلا تُقلِقينـي
بادري بِالخروجِ فَالفَجرُ قَد لا
حَ وَنـاحَ الهَـزارُ فَوقَ الغُصونِ
وَيكِ عودي مِن حَيثُ جِئتِ فَما با
لُـكِ لَـم تَرحَلـي أَلَم تَفهميني
عَجَبـاً مِنـكِ لا تُبـالينَ بِالطَر
دِ وَلا السـُخطِ وَالكَلامِ المُهيـنِ
إِن أَنـا جِئتُ مَكتَبي تَلحَقي بي
أَو تَوَســَّدتُ مَضـجَعي تَتبَعينـي
أَو تَصـَفَّحتُ مُصـحَفاً لُحـتِ فيـهِ
مِلـءَ عَينـي وَخـاطِري وَيَقينـي
فَعَلامَ اللحـاقُ بـي حَيثُمـا سِر
تُ وَحَتّــامَ تُقلِقيــنَ ســُكوني
إيـه يـا ذِكريـاتُ سامَحَكِ اللَ
هُ عَلـى مـا أَثَرتِـهِ مِن حَنيني
وَعَلـى مـا أَثخَنتِـهِ مِن جِراحي
وَعَلـى ما اِستَنزَفتِهِ مِن شُؤوني
وَعلـى مـا جَـدَّدتِهِ مِـن عُهـودٍ
خالِيــاتٍ وَمِــن غَـرامٍ دَفيـنِ
فؤاد بن الشيخ عبد الله بليبل.أديب، شاعر، ولد بكوم حمادة بمديرية البحيرة بمصر في نوفمبر 1911م وأصله من بلدة بكفيا بجبل لبنان،تربى على البذخ ورغد العيش، التحق بكلية الآباء اليسوعيين ببيروت سنة 1922م.ثم التحق بمدرسة الفرير للغة العربية ثم عمل بالتجارة مع والده، ثم عمل مدرساً للغة العربية والترجمة بكلية (سان مارك) بالإسكندرية ثم التحق بجريدة الأهرام، واتصل بكثير من الأدباء أمثال هدى الشعراوي ومحمود غنيم ومحمد محمود دبا، ونشر الكثير من القصائد والأشعار.