
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يا اِبنَةَ العارِ وَالخَنا وَالرَذيلَه
أَنـا لَـولاكِ مـا عَرَفـتُ الفَضـيلَه
أَنـتِ كَاللَيـلِ فيـهِ قَد كَمَنَ النو
رُ وَمِنــهُ مَــدَّ الصــَباحُ تليلَـه
وَمِـنَ الشـَرِّ مـا يَحُـضُّ عَلـى الخَي
رِ وَيَهــدي أَخــا الضـَلالِ سـَبيلَه
وَمِــنَ الســُمِّ مــا يُعِــلُّ وَمِنـهُ
مـا تُـداوى بِـهِ الجُسومُ العَليلَه
إِنَّ فــي لَحظِــكِ الأَثيــمِ بَريقـاً
طــاهِراً أَخطَــأَ الـوَرى تَـأويلَه
هُـوَ صـَحوُ الضـَميرِ مِـن غَفلَةِ الإِث
مِ عَلــى مَصــرَعِ الخِلالِ النَـبيلَه
هُـوَ وَمـضُ الحَيـاءِ في غَيهَبِ البَغ
يِ وَفَيـضٌ مِـنَ المَعـاني الجَليلَـه
هُــوَ نــورٌ مِــنَ الشـُعورِ رَقيـقٌ
لاحَ كَــالفَجرِ فــي ظَلامِ الرَذيلَـه
هُــوَ روحٌ ذابَـت أَسـىً فَاِسـتَحالَت
عَبَــراتٍ بَيـنَ الجُفـونِ الكَحيلَـه
لَطَّخَتهــا الآثــامُ فَهــيَ شــُرورٌ
وَجَلَتهـــا الآلامُ فَهـــيَ صــَقيلَه
كُلَّمــا دانَــت الحَقيقَــةَ أَلفَـت
دونَ إِدراكِهــا ســُجوفاً ســَديلَه
وَنِزاعــاً طَــيَّ الضــُلوعِ عَنيفـاً
بَيــنَ قَلــبٍ صـَحا وَنَفـسٍ ضـَليلَه
وَمِــنَ العـارِ مـا يُبَـرِّرُهُ الجَـه
لُ وَمــا يَجهَــلُ الـوَرى تَعليلَـه
يا اِبنَةَ العارِ أَنتِ بِالعُذرِ أَولى
مِنـكِ بِالعَـذلِ جارِحـاً وَالنَميلَـه
إِنَّمـا النَـذلُ مِن حَداكِ عَلى الرِج
سِ وَأَغــراكِ بِــالوُعودِ الجَميلَـه
وَأَراكِ المَنيـــــعَ حِلّاً شــــَهِيّاً
لا لِشـــَيءٍ إِلّا لِيـــروي غَليلَــه
زَيَّــنَ الــوِزرَ وَالمُجـونَ لِعَينَـي
كِ وَلَــم يَــدَّخِر لِخــدعِكِ حيلَــه
فَــإِذا بِــالنَكيرِ غَيــرُ نَكيــرٍ
ســاغَ حَتّـى لَـم تُنكِـري تَحليلَـه
وَإِذا بِالقَبيــحِ مِــن كُــلِّ أَمـرٍ
حَســَنٌ لَــم تَـرَ العُيـونُ مَـثيلَه
وَإِذا بِــــالغُرورِ يَـــدعوكِ لِلإِث
مِ وَتَـــأبينَ أَن تَــري تَضــليلَه
فَخَلَعــتِ العِــذارَ ســَاعَةَ طَيــشٍ
وَنَبَـــذتِ الحَيـــاءَ إِلّا قَليلَــه
قُضــِيَ الأَمـرُ وَاِسـتَفَقتِ عَلـى نَـف
سـِكِ خَجلـى فَـوقَ الفِـراشِ ذَليلَـه
هَيكَــلٌ لِلعَفــافِ دَنَّســَهُ العُــه
رُ وَفَجــرٌ لِلطُهــرِ جــازَ أَصـيلَه
وَصــَمةٌ غــادَرَت حَياتَــكِ جَــردا
كَمــا غــادَرَ الشـِتاءُ الخَميلَـه
فَطَـويتِ الضـُلوعَ حُزنـاً عَلـى قَـل
بٍ يُقاســي مِــنَ العَـذابِ طَـويلَه
وَعَلــى مُهجَــةٍ تَــذوبُ اِكتِئابـاً
طَهَّرَتهــا الــدُموعُ فَهـيَ غَسـيلَه
وَأَبــى الشــَرعُ وَالتَقاليـدُ إِلّا
أَن تَظَلّـــي وَإِن نَــدِمتِ نَــذيلَه
وَتَنَحّــى عَنـكِ الجَميـعُ وَلَـم تُـج
دِكِ نَفعـاً تِلـكَ الـدُموعُ الطَليلَه
سـَخِروا مِنـكِ إِذ سـَقَطتِ وَفي البَأ
سـاءِ كَـم أَنكَـرَ الخَليـلُ خَليلَـه
وَقَضـَوا مِنـكِ كُـلَّ مـا حَـرَّمَ الـلَ
هُ وَقَــد كُنــتِ بِالوِصـالِ بَخيلَـه
زُمَـــرٌ حُــوَّمٌ عَلــى جَســَدٍ عــا
رٍ وَثَغـــرٍ تَبـــادَلوا تَقــبيلَه
قَتَلــوا فيــكِ كُــلَّ روحٍ شــَريفٍ
وَأَحَلّــوا روحَ الفَســادِ بَــديلَه
هُــم أَرادوكِ أَن تَكــوني بَغِيّــاً
وَهُــمُ أَقلَعــوكِ ثَــوبَ الفَضـيلَه
فَتَرَدَّيــتِ فــي النَقـائِصِ وَالعـا
رِ وَلَــو أَصــلَحوكِ كُنــتِ كَميلَـه
هَفــوَةٌ بَعــدَ هَفـوَةٍ بَعـدَ أُخـرى
هَفَــواتٌ كــانَت عَلَيــكِ وَبيلَــه
ســَمَّمَت نَفســَكِ الشــُرورُ فَأَضـحَت
لَـم تُـؤَثِّر لِلخَيـرِ فيهـا وَسـيلَه
لَيـتَ شـِعري مـاذا جَنَيتِ مِنَ الطَي
شِ ســِوى الهَـمِّ وَالأَسـى وَالهيلَـه
وَاِنهِيـارِ الآمـالِ وَالنَـدَمِ المُـر
رِ وَنَــدبِ الرَغــائِبِ المُسـتَحيلَه
وَذُبـــولِ الشــَبابِ دارَت عَلَيــهِ
بِرَحاهــا كَـفُّ المُجـونِ الثَقيلَـه
وَغُضــونٍ تَــزدادُ يَومــاً فَيَومـاً
وَعُيــونٍ حَــوراءَ أَمســَت كَليلَـه
وَشــُعورٍ قَــد حَجَّرَتــهُ المَعاصـي
وَحَيـــاةٍ بِالموبِقـــاتِ حَفيلَــه
فؤاد بن الشيخ عبد الله بليبل.أديب، شاعر، ولد بكوم حمادة بمديرية البحيرة بمصر في نوفمبر 1911م وأصله من بلدة بكفيا بجبل لبنان،تربى على البذخ ورغد العيش، التحق بكلية الآباء اليسوعيين ببيروت سنة 1922م.ثم التحق بمدرسة الفرير للغة العربية ثم عمل بالتجارة مع والده، ثم عمل مدرساً للغة العربية والترجمة بكلية (سان مارك) بالإسكندرية ثم التحق بجريدة الأهرام، واتصل بكثير من الأدباء أمثال هدى الشعراوي ومحمود غنيم ومحمد محمود دبا، ونشر الكثير من القصائد والأشعار.