
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَلــبُ الكِنانَـةِ فـي ضـُلوعِ الشـامِ
يـــدمي بِصــَدرٍ لِلمَعــالي دامــي
مــا كــاد يَبلُغُــهُ نَعِــيُّ مُحَمَّــدٍ
حَتّــى أُصــيبَ مِــنَ الـرَدى بِسـِهامِ
شــَقَّت طَرابُلــسُ الجُيــوبَ وَأَعـوَلَت
بَيــروتُ وَاِرتَعَــدَت رَواسـي الشـامِ
وَاِشــتَدَّ بِــالأَرزِ الأَســى فَتَرَقرَقَـت
عَبَراتُــــهُ بِمَحــــاجِرِ الأَهـــرامِ
وَاِرتــاعَ لُبنــانٌ فَفــاضَ أَنينُــهُ
بِفَـــمِ المُقَطَّــمِ مُحــزِنَ الأَنغــامِ
وَتَلاطَــمَ العاصــي شــَجاً فَأَجــابَهُ
فــي النيــلِ مُلتَطِـمٌ عَلَيـهِ طـامي
وَبَكـى الوَفـاءُ إِلـى الإِبـاءِ فَصَدَّعا
مُهَـــجَ الــدروزِ وَأَضــلُعَ الإِســلامِ
وَاِســتَنزَفا دَمـعَ النَصـارى وَالأُلـى
هــادوا وَمَـن صـَبَؤوا مِـنَ الأَقـوامِ
وَأَمــادَ بكفَيّـا الأَسـى فَـإِذا بِهـا
كَجَـــوانِبِ الفَيحـــاءِ فـــي الآلامِ
وَاِهتَـزَّ ضـَهرُ البـازِ حُزنـاً فَاِغتَدى
مِمّــــا دَهــــاهُ مُنَكَّــــسَ الأَعلامِ
وَحَــوالِبُ القَشــقوشِ غَيــرُ حَـوالِبٍ
وَقَــوائِمُ العَليــاءِ غَيــرُ قِيــامِ
وَالغَـــمُّ مُنتَشـــِرٌ بِكُــلِّ خَميلَــةٍ
وَالهَـــمُّ مُلتَصـــِقٌ بِكُـــلِّ هُمــامِ
جـارَ القَضـاءُ فَقُلـتُ حَسـبُكَ فَـاِتَّئِد
فَلَقَـــد أَثَــرتَ تَــوَجُّعي وَضــِرامي
وَفَرَيـتَ يـا نـاعي المُـروءَةِ أَضلُعي
وَجَلَبــتَ يـا خَبَـرَ الحِمـامِ حِمـامي
وَأَذَبـتَ يـا دَمـعَ الحُسـَينِ حُشاشـَتي
وَأَبَحــتَ شــَجوى وَاِجتَلَبــتَ سـَقامي
قَـد نِلـتَ مِـن قَلبي الجَريح وَمُهجَتي
مــا لَــم تَنَلـهُ مَضـارِبُ الصَمصـامِ
هَــذا فُــؤادي يــا حُســَينُ مُمُـزَّقٌ
دامٍ وَذا جَفنــي القَريــحُ الهـامي
وَيَزيــدُ مِــن حُزنـي فِـراقُ أَحِبَّـتي
وَالرَبــعُ رَبعــي وَالقَطيـنُ نِـدامي
لَـولا النَـوى مَسـَحَت دُموعـكَ راحَـتي
وَجَعَلتُهـــا تَنســابُ مِــن أَقلامــي
سـَل قَلبَـكَ الخَفّـاقَ عَـن حُزنـي وَعَن
وُدّي وَإِخلاصــــي وَصـــِدقِ ذِمـــامي
تَبَّــت يَـدُ المَـوتِ الغَشـومِ فَإِنَّهـا
هَــدَمَت بِمَــوتِ الجِســرِ جِسـرَ وِئامِ
وَإِذا النُفــوسُ عَلَــت وَكُـنَّ كَـبيرَةً
رَزَحَـــت بِهِـــنَّ أَكــابِرُ الأَجســامِ
خَلَجَتــهُ عَــن لُبنـانَ وَهـوَ بِحاجَـةٍ
قُصــوى إِلــى رَبِّ النُهـى المِكـرامِ
فَجَـرتُ دُمـوعُ الأَرزِ فـي وادي الصَفا
وَهَمَـــت بِكُـــلِّ ســـَحابَةٍ مِســجامِ
وَرُبـــوعُ لُبنــانٍ وَهَــت آمالُهــا
وَتَصـــــــَرَّمَت كَتَصــــــَرُّمِ الأَحلامِ
قَد حَكَّموا فيها الذِئابَ فَأَحكَموا ال
أَصــفادَ فــي الأَعنــاقِ وَالأَقــدامِ
وَالعَــدلُ فَوضــى لا يقَــرُّ قَــرارُهُ
حَكَــمَ القُضــاةُ عَلَيــهِ بِالإِعــدامِ
مَــن لِلعَدالَــةِ بَعــدَ نَعـيِ مُحَمَّـدٍ
مَـــن لِلعُلـــى وَطَــوارِقِ الأَيّــامِ
مَــن لِلنِيابَـةِ وَالرِياسـَةِ وَالحِجـى
وَالصـــــِدقِ وَالإِخلاصِ وَالإِقـــــدامِ
هَــل كـانَ إِلّا السـَيفَ فـارَقَ غِمـدَهُ
أَم كــــانَ إِلّا أَحـــزَمَ الحُكّـــامِ
أَم كــانَ إِلّا اللَيــثَ زاوَلَ خَيســَهُ
وَالشــامُ كَلمــى وَالقُلـوبُ دَوامـي
أَم كـــانَ إِلّا الشــَهمَ زانَ خِلالَــهُ
لُطـــفُ الغَــزالِ وَهِمَّــةُ العَــزّامِ
أَم كــانَ عَــرشُ المَجــدِ إِلّا عَرشـَهُ
أَم كــــانَ إِلّا صـــيغَةَ الإِكـــرامِ
أَم كــانَ إلّا البــدرَ غـارَ وَحَـولهُ
حســــنٌ وســــبعة أنجــــمٍ أعلامُ
أَم كـــانَ غـــابُ الأَرزِ إِلّا غيلَــهُ
وَهـــوَ الزَعيـــمُ وَســَيِّدُ الآجــامِ
وَهــوَ الإِبــاءُ وَقَــد تَمَـزَّقَ شـَملُهُ
وَهــوَ الشــَهامَةُ قَــد نَـأَت بِسـَلامِ
لُبنـــانُ لا تَجــزَع فَــإِنَّ عَرينَــهُ
لَيَعــــــجُّ بِالأَشــــــبالِ وَالآرامِ
مِــن كُــلِّ وَضـّاحِ النَقِيّبَـةِ سـَمحِها
حُــــرٍّ كَريــــمِ المُنتَمــــي عَلّامِ
قَــومٌ لَهُــم فــي كُـلِّ مَكرُمَـةٍ يَـدٌ
فـي الطِـبِّ فـي الآدابِ فـي الأَحكـامِ
سَهروا عَلى العَليا وَحَلّوا في العُلى
فَهُــمُ نِيــامُ الطَــرفِ غَيـرُ نِيـامِ
شـــُمُّ الأُنــوفِ ثَــواقِبٌ أَحســابُهُم
بيــضُ الســَرائِرِ مِـن فُـروعِ هِشـامِ
وَيَزيــدُهُم عِنــدَ النَبِــيِّ كَرامَــةً
طُهــرُ الجُــدودِ وَلَحمَــةُ الأَرحــامِ
أَبقــاهُمُ المَــولى لِكُــلِّ حَميــدَةٍ
وَلِكُـــلِّ طارِقَـــةٍ مِـــنَ الأَيّـــامِ
وَأَعــاضَ لُبنانــاً وَســُكّانَ الحِمـى
خَيــراً بِأَشــبالِ الفَقيـدِ السـامي
فؤاد بن الشيخ عبد الله بليبل.أديب، شاعر، ولد بكوم حمادة بمديرية البحيرة بمصر في نوفمبر 1911م وأصله من بلدة بكفيا بجبل لبنان،تربى على البذخ ورغد العيش، التحق بكلية الآباء اليسوعيين ببيروت سنة 1922م.ثم التحق بمدرسة الفرير للغة العربية ثم عمل بالتجارة مع والده، ثم عمل مدرساً للغة العربية والترجمة بكلية (سان مارك) بالإسكندرية ثم التحق بجريدة الأهرام، واتصل بكثير من الأدباء أمثال هدى الشعراوي ومحمود غنيم ومحمد محمود دبا، ونشر الكثير من القصائد والأشعار.